تحدث جندي إسرائيلي عن حجم الدمار الهائل الذي خلفه الجيش بقطاع غزة ، قائلاً إنه "لن يُمحى هذا الشيء خلال المئة عام المقبلة. بغض النظر عن مدى صعوبة محاولات إسرائيل لإخفائه، وطمسه، فإن الدمار في غزة سيحدد حياتنا وحياة أطفالنا من الآن فصاعدًا (..) إنها شهادة على الهياج الجامح".

جندي الاحتياط الذي خدم بغزة خلال الحرب، قدم روايته برسالة نشرها بصحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، دون كشف اسمه.

وفي وصفه للدمار بغزة، كتب: "في أي اتجاه تنظر، ترى أكوامًا من حديد التسليح والرمل وكتل خرسانة وزجاجات ماء بلاستيكية فارغة وغبار، هناك كومة من الحجارة قد تعود لمبنى مؤسسة رسمية، وهناك أكواماً أخرى بمنطقة كانت حياً سكنياً، وهكذا".

وأضاف: "وسط الركام، هناك مبنى لا يزال قائما، أرسلت صورته لأختي عبر واتس آب، فسألتني: لماذا لم يهدموا هذا المبنى؟"، و"لِمَ ذهبت إلى هناك بحق الجحيم؟".

وتابع: "ليس من المهم لماذا أنا هنا، أنا لست بيت القصيد، وهذا ليس اتهاما لقوات الدفاع الإسرائيلية، بل إن هذه الصور والحقائق يجب أن تتصدر المقالات الافتتاحية، بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وبجامعات الولايات المتحدة، وبمجلس الأمن الدولي".

وأردف: "الأمر المهم هو أن نكشف للإسرائيليين ما يحدث، وأن نكشف الغطاء عنه، حتى لا يقول الناس لاحقا إنهم لم يكونوا على علم".

وأضاف: "بهذه الكلمات كنت أوضح ما كان يحدث في غزة عندما كان أصدقائي يتساءلون عن سبب ذهابي إلى هناك".

وأشار الجندي الإسرائيلي إلى أنه "ليس هناك الكثير مما يمكن قوله عن الدمار، إنه واضح في كل مكان".

وعن مشاهداته من نقطة مراقبة بطائرة مسيرة، قال الجندي: "رأيت قرب ما كان سابقا حيا سكنيا حديقة مزروعة محاطة بجدار مكسور ومنزل محطم، يبدو أنه كان بستانا، ربما بستان زيتون والآن موسم حصاد الزيتون. وكان هناك بعض الحركة، رأيت شخص يتسلق كومة من الأنقاض، ويجمع الخشب على الرصيف".

الدمار يغطي محاور نتساريم وفيلادلفيا وكيسوفيم

وتابع: "كلما اقتربت من الطرق اللوجستية (محاور نتساريم وكيسوفيم وفيلادلفيا) ترى عددا أقل من المباني قائمًا، وحجم الدمار هائل".

وشدد الجندي: "هذا ما يحتاج الإسرائيليون إلى معرفته: لن يُمحى هذا الشيء خلال المئة عام المقبلة. بغض النظر عن مدى صعوبة محاولات إسرائيل لإخفائه، وطمسه، فإن الدمار في غزة سيحدد حياتنا وحياة أطفالنا من الآن فصاعدًا (..) إنها شهادة على الهياج الجامح".

إسرائيل تقاتل بغزة بفضل الأسلحة الأمريكية

وبشأن دعم الأسلحة الأمريكية إسرائيل، قال: "إن كان على قائد لواء أن يختار بين حياة الجنود تحت قيادته أو تدمير المنطقة، فإن طائرة إف-15 محملة بالقنابل (من تصنيع شركة بوينغ الأمريكية) سوف تكون في طريقها إلى المدرج في قاعدة نيفاتيم الجوية (جنوب إسرائيل)، فيما تصطف بطارية مدفعية (أمريكية) على أهبة الاستعداد، وبالتالي لن يخاطر بأحد".

وأشار الجندي إلى أن إسرائيل قادرة على القتال بهذه الطريقة بفضل تدفق الأسلحة التي تتلقاها من الولايات المتحدة، والحاجة إلى السيطرة على المنطقة من خلال الحد الأدنى من القوة البشرية".

وأردف: "على النقيض من قرى جنوب لبنان، فإن المدنيين ما زالوا داخل غزة، يحاولون الفرار من منطقة قتال إلى أخرى، ويحملون حقائب الظهر، والأمهات مع أطفالهن يمشون على طول الطريق".

وأضاف: "تجد نفسك تحدق لساعات من مسافة بعيدة في مدني يسحب حقيبة سفر لبضعة كيلومترات على طريق صلاح الدين، والشمس الحارقة تضربه. وتحاول أن تفهم: هل هي عبوة ناسفة؟ أم هي حقيبة يحمل بها ما تبقى من حياته وذكرياته؟".

ومن مشاهداته بغزة أيضا، قال الجندي إن "كل الأسطح بها ثقوب من جراء القصف، وعلى كل منها براميل زرقاء لجمع مياه الأمطار، وإذا رأيت برميلًا على الطريق، فعليك إخطار مركز التحكم ووضع علامة عليه كجهاز متفجر محتمل".

** بأي قوة تستمر حياة الفلسطينيين بغزة

متسائلاً بأي قوة تستمر الحياة بغزة، قال الجندي: "كنت أرى فلسطينياً يخبز الخبز، وآخر بجانبه نائم، كيف يمكن للإنسان أن يستيقظ وسط رعب كهذا، ويجد القوة للنهوض والبحث عن الطعام ومحاولة البقاء على قيد الحياة وسد الحرارة، والذباب، والرائحة الكريهة، والمياه القذرة؟".

ويعاني الفلسطينيون في غزة سياسة تجويع جراء شح في المواد الغذائية بسبب عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.

كما وصف وضع الجنود الإسرائيليين بغزة بالقول: "إننا جميعاً، من أولئك الذين يعملون في غرفة التحكم إلى آخر الجنود، من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية لا تعرف شيئاً عن ما يحدث معنا هنا، لا توجد أهداف يمكن التقدم نحوها، ولا نملك قدرة سياسية على التراجع".

وعن القتال الفعلي، قال: "باستثناء جباليا (شمال غزة)، لا يوجد قتال تقريباً، فقط على أطراف المخيمات، وحتى هذا القتال جزئي، خوفاً من وجود أسرى هناك".

وضمن ما يعرف بـ"خطة الجنرالات"، بدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر عملية برية واسعة بمحافظة شمال غزة بزعم "منع حركة حماس من استعادة قوتها هناك"، وكشفت وسائل إعلام عبرية لاحقا أنه يسعى لفصل الشمال عن محافظة غزة، وعدم السماح بعودة النازحين.

وأشار إلى أن "المشكلة دبلوماسية، وليست عسكرية ولا تكتيكية، وبالتالي فمن الواضح للجميع أنه سيتم استدعاؤنا (جنود احتياط) مجدداً لجولة أخرى، ولتنفيذ المهام ذاتها بغزة".

وتساءل: "أين الخط الفاصل بين فهم التعقيد والطاعة العمياء؟ متى نكتسب الحق في رفض المشاركة في جريمة حرب؟ ومتى سوف يستيقظ التيار السائد في إسرائيل، ومتى سوف ينهض زعيم يشرح للمواطنين مدى الفوضى الرهيبة التي نعيشها، ومن سيكون أول من يعتمر الكيباه على رأسه ليصفني بالخائن".

واختتم الجندي الإسرائيلي بالقول: "القضية قبل لاهاي (المحكمة الجنائية الدولية) وقبل الجامعات الأمريكية، وقبل الإدانة في مجلس الأمن، هي في المقام الأول مسألة داخلية بالنسبة لنا، وبالنسبة لمليوني فلسطيني".

المصدر : الأناضول

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

في موقف إنساني.. ناد أوروبي يتبرع بجميع عائدات مباراته ضد فريق “إسرائيلي” لأعمال إغاثية بغزة

الجديد برس|

قرر نادي بودو غليمت النرويجي التبرع لغزّة بعوائد المواجهة التي خاضها نجومه ضد فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي في 23 يناير الماضي ضمن منافسات الجولة السابعة في بطولة الدوري الأوروبي.

وقال بيان نادي بودو غليمت النرويجي، الذي نشره على حسابه في منصة “إكس”: “لا يمكن لنا أن نتجاهل أو نظهر غير متأثرين بالمعاناة والانتهاكات للقانون الدولي، التي تتكشف في أجزاء أخرى من العالم، رغم أننا فريق كرة القدم، ولسنا طرفا سياسيا إلا أنه كان من المستحيل تقريبا التمييز بشكل واضح بين الرياضة والسياسة في الفترة، التي سبقت المباراة ضد الفريق الإسرائيلي لكننا نريد المضي قدما وفق القانون الداخلي الخاص بنا الذي يعبر عن فخرنا بعيدا عن ملاعب كرة القدم”.

وتابع البيان: “الآن نريد أن نظهر للجميع أننا نضع أفعالنا وراء أقوالنا، وقررنا التبرع بجميع عائدات التذاكر، التي حصلنا عليها من مواجهة الفريق الإسرائيلي على أرضنا إلى منظمة الصليب الأحمر وتخصيصها لأعمال الإغاثة في قطاع غزة الفلسطيني ومجموع ما حصلنا عليه هو 735000 كرونة نرويجية (تعادل 65 ألف دولار أميركي) ونريد التبرع بها جميعا”.

ولم ينس القائمون على فريق بودو غليمت شكر جماهير النادي التي استطاعت ضبط نفسها في المواجهة ضد الفريق الإسرائيلي، ونجحت في تجاهل استفزازات مشجعي مكابي تل أبيب خلال المواجهة التي فاز بها النادي النرويجي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف ضمن منافسات الجولة السابعة من مرحلة الدوري في بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم.

واحتل نادي بودو غليمت المركز التاسع بجدول ترتيب مرحلة الدوري في بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم برصيد 14 نقطة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: "لن يكون هناك حزب الله" في هذه الحالة
  • خبير إسرائيلي يكشف السبب وراء إصرار ترامب على إنهاء الحرب بغزة
  • شهيد وعدد من المُصابين في اعتداء إسرائيلي جديد بغزة
  • في موقف إنساني.. ناد أوروبي يتبرع بجميع عائدات مباراته ضد فريق “إسرائيلي” لأعمال إغاثية بغزة
  • في موقف إنساني.. ناد أوربي يتبرع بجميع عائدات مباراته ضد فريق إسرائيلي لأعمال إغاثية بغزة
  • قصف وإطلاق نار إسرائيلي بغزة في خرق جديد للاتفاق
  • بالفيديو .. جندي إسرائيلي يخرّب منزل طفل فلسطيني محرّر
  • جنرال إسرائيلي: نتنياهو في ورطة والمشاهد القادمة مع غزة حطمت صورة النصر
  • مقتل جندي إسرائيلي في جنين
  • مصرع جندي “إسرائيلي” وإصابة آخرين باشتباك مع المقاومة في جنين