كانت "نورا" امرأة في الثلاثينات من عمرها، تعيش حياة هادئة مع زوجها في إحدى المناطق الشعبية الشهيرة بالقاهرة. 

تزوجت نورا منذ حوالي 7 سنوات، وكان زواجها في البداية مليئًا بالأمل والسعادة، أحمد كان شابًا طموحًا، وكانا يشتركان في الكثير من الأحلام والطموحات، لكن مع مرور الوقت، بدأت تتغير الأمور.

بدأ أحمد يبتعد عن زوجته بشكل تدريجي، وفي البداية كانت نورا تبرر ذلك بانشغاله في العمل أو مشاكل الحياة اليومية، لكن الوضع بدأ يزداد سوءًا، بعد أن أصبح الزوج يعود إلى المنزل متأخرًا بشكل مستمر، وكثرت المشاجرات بينهما لأسباب تافهة، وبدأ يسخر منها ويقلل من احترامها، وكانت تقف أمامه بلا حول ولا قوة، محطمة نفسياً.

لكن أكثر ما أثر في الزوجة الحزينة كان التصرفات العدوانية التي بدأ زوجها يظهرها دون سبب واضح سوا أنه تغير عليها فجأة رغم أنها لم تأخر له طلب، في البداية كانت مشاجرات لفظية، ثم تطور الأمر إلى اعتداءات جسدية، كانت تتعرض للضرب على أيدي الزوج في كل مرة يثور فيها غضبه.

لم تكن نورا تعرف كيف تتعامل مع هذا التغير، وفي الوقت نفسه كانت تخشى أن يفكر المجتمع بأنها فشلت في زواجها، وأنها قد تكون السبب في تلك المشاكل.

مرت سنوات من الألم، كل يوم كانت تشعر بأن حياتها تتفكك أكثر فأكثر، لم يعد زوجها يعاملها كما كان في البداية رغم إنجابهما طفلين، بل أصبح يشدّد عليها أكثر، ويهينها بكلمات جارحة غير مراع وجود أطفالهما وتأثرهما بسلوكه، متهمًا إياها بعدم التفهم أو التقصير، لم يكن يعتني بها، ولم يكن يهتم بها كإنسانة، أصبحت مشاعرها محطمة تمامًا.

في إحدى الليالي، بعد مشاجرة عنيفة تعدى فيها عليها بالضرب، قررت نورا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، كانت قد وصلت إلى قناعة أنها يجب أن تحمي نفسها، وأنه لا يمكنها الاستمرار في حياة مليئة بالإهانة والضرر، قررت أن تذهب إلى محامي وتقدم طلب طلاق للضرر.

في المحكمة، عرضت نورا قصتها بتفاصيلها، مشيرة إلى ما تعرضت له من إهانات جسدية ونفسية على يد زوجها، وكيف أن حياته كانت عبارة عن سلسلة من الألم والمعاناة، أوضحت أنها حاولت مرارًا أن تحل الأمور، لكن سلوك زوجها كان يتدهور بشكل متسارع.

بمساعدة المحامي، طلبت نورا الطلاق للضرر بسبب الإيذاء الجسدي والنفسي الذي تعرضت له، وأكدت أنها لم تعد قادرة على العيش في هذا الوضع الذي يؤثر على صحتها النفسية والجسدية.

الحكم في قضيتها لم يكن سهلاً، كان هناك من يعارضها في مجتمعها الذي يرفض فكرة الطلاق، وكانت تشعر بالضغط الكبير، لكن المحكمة أدانت سلوك زوجها وقررت منح نورا الطلاق للضرر، وأمرت بتوفير نفقة لها ولأطفالها.

بعد حكم المحكمة، شعرت نورا بالراحة النفسية التي افتقدتها لسنوات، رغم الألم الذي مرت به، لكنها وجدت قوتها في اتخاذ القرار الصعب، أصبحت قادرة على بناء حياة جديدة، بعيدة عن الظلم والإهانة، ربما كانت تجربتها صعبة، لكنها أصبحت أكثر قوة ووعيًا بقدرتها على الوقوف أمام التحديات.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طلاق طلاق للضرر محكمة الأسرة خلع قضية طلاق فی البدایة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يقدم خطة إلى واشنطن لإنهاء حرب غزة

نتنياهو يقدم خطة إلى واشنطن لإنهاء حرب غزة

مقالات مشابهة

  • من المؤكد أن الجيش سوف يحكم السودان، طوال الفترة الانتقالية
  • بعد «البداية الصعبة».. كيف أصبح محرز النجم الأول في الأهلي؟
  • 5 دعاوى نهاية قصة حب.. «أحمد» يطالب بتطليق زوجته بعد كشف حقيقتها
  • أخصائية اجتماعية: تهذيب الطفل من البداية يحميه من الحسد والغيرة… فيديو
  • إذا كانت المليشيا تظن أنها يمكن أن تصمد مثل الجيش فهذه حماقة أخرى
  • تايم: إيلون ماسك يحكم الولايات المتحدة
  • المحامي رفعت الشريف: الأزواج لا يعرفون السبب الحقيقي وراء طلب الزوجات للطلاق
  • كاتب صحفي: الدولة المصرية تعلم النوايا الإسرائيلية جيدًا منذ البداية
  • نتنياهو يقدم خطة إلى واشنطن لإنهاء حرب غزة
  • القضاء يحكم على عصفورة بغداد بتهمة المحتوى الهابط