عربي21:
2025-01-02@21:21:40 GMT

مصير سلاح حزب الله

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

خلال الأسبوع المنصرم، تمّ الإعلان عن إتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بعد جولة مفاوضات سريعة وسهلة نسبياً رعتها الولايات المتّحدة بشخص المبعوث الخاص هوكستين بين كل من إسرائيل وإيران. نعم، قرأت الجملة بشكل صحيح، إيران وليس لبنان. عندما اغتالت إسرائيل الصف القيادي الأول والثاني في حزب الله خلال أيام معدودة، نقل الشيخ نعيم قاسم صلاحيات التفاوض عن الحزب إلى نبيه برّي، رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل الشيعية.



في أواخر الثمانيينات من القرن الماضي، كان حزب الله يعتبر حركة أمل أحد أشد خصومه ومنافسيه، وخاض الطرفان صراعاً راح ضحيته آلاف القتلى من الطرفين قبل أن تتدخل سوريا وإيران لضبط الوضع في لبنان وتوزيع الأدوار والمغانم.

وبالرغم من أنّ برّي عاد مؤخراً كمحور اهتمام رئيسي بحكم توليه التفاوض بشأن وقف إطلاق النار في ظلّ غياب رئيس جمهورية ووجود حكومة تصريف أعمال في لبنان، إلاّ أنّ الجانب الإيراني كان المفاوض الحقيقي. لقد أرسلت إيران عدداً من مسؤوليها إلى بيروت من بينهم عبّاس عرقجي، وزير الخارجية، ومحمد علي قاليباف، رئيس البرلمان، وعلي لاريجاني، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي لإدارة الموقف والتوقعات. المفارقة أنّ إسرائيل التي تسيطر على الأجواء اللبنانية سمحت عمداً لطائرات هؤلاء بالهبوط، فقد كان هناك تقاطع مصالح بين مختلف الأفرقاء للتوصل الى الاتفاق المنشود في هذا التوقيت بالتحديد.

في أواخر الثمانيينات من القرن الماضي، كان حزب الله يعتبر حركة أمل أحد أشد خصومه ومنافسيه، وخاض الطرفان صراعاً راح ضحيته آلاف القتلى من الطرفين قبل أن تتدخل سوريا وإيران لضبط الوضع في لبنان وتوزيع الأدوار والمغانم.إدارة بايدن دفعت بهذا الاتجاه لتأخذ فضل التوصل للإتفاق وتحرم ادارة ترامب منها، فيما الجانب الايراني يريد أن يحتوي خسائره المتزايدة على جميع الجبهات، في الداخل ولا في الخارج، وأن يأخذ وقتاً مستقطعاً ليعيد تقييم وضعه. لقد أصبح هذا الأمر أكثر إلحاحاً لاسيما بعد الخسائر القاسية التي تلقّاها حزب الله في عدده وعتاده وعديده وقياداته وفي المناطق التي إحتلتها إسرائيل في جنوب لبنان، بعد أن كان يعد مناصريه بأنّ سلاحه يؤمّن الردع، ويحمي لبنان، وقادر على اسناد شعوب ودول مجاورة أيضا، وأنه سيحرر الجليل في أي معركة قادمة مع إسرائيل.

أمّا نتنياهو، فقد حقق جملة مهمّة من أهدافه ويريد أن ينهي هذه الترتيبات قبيل قدوم ترامب الذي كان قد أبلغه بضرورة الانتهاء من العملية قبل تسلّمه للرئاسة. وبهذا المعنى، يريد نتنياهو أن يتفادى أي صدام مع الرئيس الأمريكي الجديد وأن يفتح معه صحفة جديدة، على الأقل في هذه المرحلة. فعلى الرغم من أنّ ترامب من أشد داعمي إسرائيل على الإطلاق، إلاّ أنّ علاقته الشخصية مع نتنياهو ليست جيّدة، فالأوّل لا يحب الأخير ويحتقره.

وبالعودة الى الاتفاق، سيُمنع على الحزب التواجد جنوب الليطاني واقتناء السلاح او انتاجه او شراءه أو استخدامه، كما سُيمنع على الحزب إبقاء المواقع العسكرية أو انشاء مواقع جديدة، وسيتم تدمير كل المواقع والانفاق والتحصينات العسكرية التي كان يستخدمها في جنوب الليطاني. هناك جوانب أخرى في الاتفاق تتعلق بأطراف أخرى كاسرائيل ولبنان. والحقيقة انّ الاتفاق مفيد جداً للبنان كدولة، ويتيح لواشنطن دوراً أساسيا، وهو الدور الذي سيغيّر المعادلة وموازين القوى القائمة.

الاتفاق يشير بشكل أساسي إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، لكن الغريب أنّ إسرائيل لم تشدد في أي مرحلة من المراحل خلال المفاوضات أو الحديث الإعلامي أو حتى خلف الأبواب المغلقة على ضرورة سحب سلاح حزب الله بالمطلق، وهو الأمر الذي نصر عليه القرار الأممي 1559 الموجود في متن القرار 1701.

السؤال الأساسي لماذا؟

هناك عدّة ترجيحات لعل أهمّها، أنّ إغلاق الجبهة الحدودية أمام حزب الله تعني أنّه لن يستطيع استخدام سلاحه ضد إسرائيل، وبهذا المعنى فانّ بقاء سلاح حزب الله شمال الليطاني يعني أنّ الحزب سيستخدمه عاجلا أم آجلا في الداخل اللبناني وهو أمر مفيد جداً لإسرائيل تماماً كما جرى في العام 2008 عندما أدار حزب الله سلاحه باتجاه الداخل اللبناني بعد إغلاق الجبهة مع إسرائيل امامه في العام 2006.

بقاء سلاح حزب الله يعني أيضاً بقاء النزاع الداخلي على شرعيته ودوره، وهذا يعني أنّ الجدال وربما النزاع والصراع مع الدولة اللبنانية قادر على شل الأخيرة وإبقائها غارقة في مشاكلها الداخلية، وهو أمر مفيد جداً لإسرائيل كذلك. بقاء سلاح حزب الله يعني بقاء النفوذ الإيراني في لبنان. وإذا لم يتغيّر هذا الواقع لاحقاً، يعني أنّ الدولة اللبنانية ستظل مرهونة للخارج وهو ما يتيح للجانب الإسرائيلي ذرائع وفيرة للتدخل في لبنان، وهو ما يخدم الأجندة الإسرائيلية بطبيعة الحال.

بقاء سلاح حزب الله يعني أيضاً بقاء النزاع الداخلي على شرعيته ودوره، وهذا يعني أنّ الجدال وربما النزاع والصراع مع الدولة اللبنانية قادر على شل الأخيرة وإبقائها غارقة في مشاكلها الداخلية، وهو أمر مفيد جداً لإسرائيل كذلك. بقاء سلاح حزب الله يعني بقاء النفوذ الإيراني في لبنان. وإذا لم يتغيّر هذا الواقع لاحقاً، يعني أنّ الدولة اللبنانية ستظل مرهونة للخارج وهو ما يتيح للجانب الإسرائيلي ذرائع وفيرة للتدخل في لبنان، وهو ما يخدم الأجندة الإسرائيلية بطبيعة الحال.في خطابه ما قبل الأخير، تعهد أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بأن يكون الحزب تحت سقف إتّفاق الطائف، لكنّ الأخير ينص على حلّ جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها إلى الدولة اللبنانية، وهو الأمر الذي لطالما تمّ إستثناء حزب الله منه لخدمة النفوذ السوري والإيراني ولاستخدام لبنان كساحة لإرسال الرسائل وكملعب للتنافس الإيراني ـ الإيراني على النفوذ في المنطقة.

وللتهرب من هذا الوضع، سيحاول حزب الله المماطلة على الأرجح، واقتراح الصيغ التي تشتري له الوقت، وتؤمن له التقاط أنفاسه ريثما يفكّر بكفية إعادة بناء نفسه على المدى البعيد. وربما نشهد في المرحلة المقبلة عودة الكلام عن صيغة جيش وشعب ومقاومة كحل أو عن استراتيجية دفاعية يكون حزب الله محورها، لكن الحقيقة إن لم يتم استغلال الموقف الحالي  لتعزيز سلطة الدولة اللبنانية ونزع سلاح حزب الله وإحالته الى الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، فانّ مشاكل لبنان ستبقى قائمة.

لقد روّج حزب الله خلال العقدين الماضيين بأنّ سلاحه يردع إسرائيل ويحمي بيئته والدولة اللبنانية، وأنّه قادر على فرض معادلة توازن الرعب والردع، لكن تبيّن كما كان البعض يجادل سابقا بأنّ هذا السلاح غير قادر حتى على حماية مسؤولي الحزب فضلا عن بيئتهم ناهيك عن باقي الأوهام التي تمّ الترويج لها. آخذين بعين الاعتبار هذه المعطيات وحقيقة أنّ إسرائيل استطاعت احتلال مناطق واسعة جنوب لبنان ومحو قرى كاملة عن الخريطة، وفي ظل إغلاق متوقّع للجبهة قد يمتد إلى عقدين أو أكثر كما جرى بعيد حرب 2006، ومنع لتواجد سلاح أو عتاد أو أي عمل عسكري ضد إسرائيل جنوب الليطاني، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه بقوّة في هذا السياق، لماذا يبقي الحزب سلاحه؟ وما الفائدة منه؟ وضد من سيستخدمه؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان حزب الله سلاحه لبنان سلاح حزب الله رأي مصير مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة اللبنانیة فی لبنان قادر على مفید جدا یعنی أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تستعد لحسم مصير "أونروا" بعد "فرمان" إسرائيل

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين في الأمم المتحدة، بأن المنظمة الدولية تستعد للإنهاء التدريجي لعمل وكالة "الأونروا" في غزة والضفة الغربية، في ظل الحظر الذي فرضته إسرائيل على عمل الوكالة في تلك المناطق.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الأمم المتحدة قولهم: إن "المنظمة الأممية تستعد لإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في كل من قطاع غزة والضفة الغربية". 

"Israeli Threat to Banish Aid Agency Looms Over Gaza" by Jack Nicas via NYT New York Times https://t.co/KQZBG1gW7G

— LadyEleanorA (@LadyEleanorA) January 2, 2025

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنه  "إذا فرضت السلطات الإسرائيلية القوانين الجديدة، فلن تتمكن أي منظمة أخرى أن تحل مكان الأونروا"، وأضافوا أن "العمليات الإنسانية  في غزة سوف تتوقف، في وقت يقول فيه الخبراء إن المجاعة تهدد أجزاءً من المنطقة".

وحذر المسؤولون أنه  لا يمكن الاستغناء عن الوكالة الأممية أو استبدالها، لذا فإن غياب الأونروا عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة، سيكون كارثياً.

وقال جيمي ماكجولدريك، الذي أشرف على عمليات الأمم المتحدة الإنسانية في غزة والضفة الغربية، حتى أبريل (نيسان): "سيكون لتوقف الأونروا تأثيراً كبيراً على الوضع الكارثي الموجود بالفعل،  وإذا كانت هذه هي النية الإسرائيلية ، إزالة أي قدرة لنا على إنقاذ الأرواح، فعليك أن تتساءل عن ماهية الهدف الحقيقي ؟".

وأوضح المسؤولون أيضاً   أن "فرض إسرائيل لقوانين تحظر أنشطة الوكالة سيؤدي إلى منع المسؤولين الإسرائيليين من التعاون مع موظفي الأونروا، مما يجعل التنسيق مع إسرائيل في مجال إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أمراً مستحيلاً".

وقالت لويز ووتريدغ، وهي مسؤولة بارزة في وكالة الأونروا بغزة،: "إذا لم نتمكن من مشاركة هذه المعلومات مع السلطات الإسرائيلية على أساس يومي، فإننا نعرض حياة الموظفين للخطر"، مضيفةً أن أكثر من 250 موظفاً في الأونروا قتلوا بالفعل في حرب غزة.

وقالت الصحيفة، إن الإسرائيليين الذين يقفون وراء تشريع قانون حظر الوكالة الأممية، أشاروا إلى أنهم يأملون في أن يؤدي ذلك إلى طرد الأونروا فعلياً من غزة والضفة الغربية، وأضافوا أن الموعد النهائي الذي يبلغ 90 يوماً لدخول القانون حيز التنفيذ، كان يهدف إلى إعطاء الوقت لمنظمات الإغاثة الأخرى لتحل محل الأونروا.

وقال يولي إدلشتاين، رئيس اللجنة البرلمانية في إسرائيل التي صاغت مشاريع القوانين الخاصة بالأونروا،: "أعطينا الحكومة 90 يوماً، بل والعالم بأسره 90 يوماً. ومن يهتم حقاً بالسكان، فليعمل على إيجاد المجموعات التي من شأنها أن تساعدهم".

وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من أن الحظر الإسرائيلي على أنشطة الأونروا لم يدخل حيز التنفيذ بعد"، إلا أن إسرائيل بدأت تنأى بنفسها عن التعاون مع الوكالة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي بمنع الوكالة من استخدام المعابر الشمالية لقطاع غزة، حيث تشن القوات الإسرائيلية هجمات مكثفة".

ويذكر أن الكنيست، وافق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على قانون يحظر نشاط "الأونروا" داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وينص القانون الذي وافق عليه الكنيست على منع أي نشاط للوكالة، وعدم تشغيل أي مكتب تمثيلي، ومنع جميع خدماتها وأنشطتها المباشرة وغير المباشرة.

وبحسب الصحيفة، فإن  الحكومة الإسرائيلية غامضة بشأن كيفية تطبيق القوانين الجديدة، أو ما إذا كانت تخطط لتطبيقها.

ومنذ بداية الحرب على غزة، صعدت إسرائيل إجراءاتها ضد الأونروا، وقصفت مراكز تابعة لها، ما أدى إلى مقتل عدد من موظفيها.

وجدير بالذكر أن المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، حذر من أن تفكيك الوكالة، يعني التضحية "بجيل كامل من الأطفال"، مشيراً إلى أن "الأسوأ لم يأت بعد" في قطاع غزة وأن الأوضاع الإنسانية في حالة مزرية.

The Israeli Authorities continue to ban international media from #Gaza. Throughout 2024, UNRWA continued to provide information and firsthand accounts on the humanitarian impact the war on civilians.
Access to international journalists to report freely from Gaza must be granted. pic.twitter.com/AOTSY6QS4t

— UNRWA (@UNRWA) January 2, 2025

ومن جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،  في وقت سابق، سعي إسرائيل إلى منع الأونروا من مزاولة أنشطتها، معتبراً أن ذلك سيشكل انتكاسة هائلة لجهود السلام المستدام وحل الدولتين ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وانعدام الأمن.

 

مقالات مشابهة

  • لماذا أوقف لبنان عبدالرحمن القرضاوي وما مصير قضيته؟
  • الأمم المتحدة تستعد لحسم مصير "أونروا" بعد "فرمان" إسرائيل
  • فيديو.. إسرائيل تكشف تفاصيل "عملية خاصة" في عمق سوريا
  • الجماعة الاسلامية استنكرت توقيف القرضاوي: على السّلطات اللّبنانية الحرص على بقاء لبنان واحةً للحرية
  • الدمار في كل مكان.. ماذا فعلت إسرائيل داخل بلدة شمع اللبنانية؟
  • حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة
  • ‏نعيم قاسم: الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن متابعة وقف إطلاق النار مع لجنة تنفيذ الاتفاق
  • ‏نعيم قاسم: الاعتداءات الإسرائيلية في جنوب لبنان تستهدف الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي
  • قصف يطال منطقة لبنانية.. ماذا استهدفت إسرائيل؟ (فيديو)
  • إسرائيل تعلن استهداف مخزن أسلحة لـ”حزب الله” جنوب لبنان