هل يمكن للعراق أن يحذوحذو استراليا في حظر إستخدام ألمنصات الإلكترونية للأطفال ؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
في خطوة جريئة تهدف إلى حماية الصحة النفسية للأطفال، أقر البرلمان الاسترالي قانوناً يحضر استخدام المنصات الإلكترونية لمن هم دون سن ١٦ عام.
جاء القرار بعد دراسات أثبتت التأثير السلبي لهذه المنصات على نفسية وسلوك الأطفال بما في ذلك زيادة معدلات التنمر الإلكتروني ( الاكتأب والعزلة الاجتماعية ) .
استراليا المعروفة بأنفتحها وتقدمها وتطورها وضعت مصلحة أطفالها فوق كل إعتبار، الأمر الذي يجعلنا نطرح جملة من التساؤلات حول إمكانية تبني بلدنا خطوات مشابهة فمن الواضح للجميع ان مجتمعنا يعاني عدداً من التحديات الاجتماعية الواضحة نتيجة الاستخدام المفرط والغير منظم للتكنولوجيا المتاحة بين الأطفال والمراهقين سواءً على مستوى استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي او ممارسة الألعاب الألكترونية والدخول على المواقع وغيرها مما يؤثر بشكل ملموس على سلوكهم وتحصيلهم الدراسي وعلاقتهم الاسرية.
لقد اثبتت الدراسات العلمية ان الاستخدام المفرط للمنصات الإلكترونية يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية للاطفال مثال على ذلك (أكدت دراسة لجامعة اكسفورد ان الأطفال الذين يقضون اكثر من ٣ ساعات على الشاشات معرضون بنسبة ٣٥٪ للإصابة بالأكتئاب اضافة الى تعرضهم إلى التنمر الإلكتروني وتراجع قدراتهم وقابلياتهم الاجتماعية).
كما أوضحت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أن الادمان المفرط على التنكلوجيا يعوق النمو العقلي ويضعف التركيز لديهم، و في ظل غياب قوانين تخصصية تنظم آلية إستخدام التكنولوجيا بصورة عامة لدى المجتمع وبصورة خاصة لدى الأطفال يبرز هنا دور كل الجهات ذات العلاقة ومؤسسات المجتمع المدني والجهات القطاعية في التحرك السريع والحثيث لمعالجة هذا التحدي حيث يمكننا الاستفادة من هذه التجربة لتبني تشريعات واليات وطنية تتناسب وخصوصية المجتمع العراقي .
تبني مثل هكذا خطوات بالتأكيد ليس بالأمر السهل ولكنه في ذات الوقت ليس من الامور المستحيلة
اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
قطط تتجول في فنادق بغداد !؟
بقلم : عمر الناصر …
يقول الدكتور علي الوردي ” انظر الى الاشخاص الذين يقدرهم المجتمع ، وستعرف الاتجاه الحضاري السائد فيه ومصيره”. سلبيات قد يراها البعض بأنها طبيعية ،والبعض الاخر يراها العكس ، سيدة تصطحب خادمتها الافريقية لاجل التسوق وكأنها عملية استعراض للقدرة المالية ، وضجيج فتيات شبه عاريات مع صخب موسيقى عالية داخل سيارات فارهة برفقة كلاب تخرج رؤوسها من سقوف السيارات ، والمجاهرة باحتساء الخمور علنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقطط بشرية بدون ازواج او اباء لساعات متأخرة بعد منتصف الليل تتجول في بعض فنادق بغداد في ظل تدهور ملموس وانهيار كبير في منظومة الاخلاق السياسية والمجتمعية ، يوحي لنا بأننا قاب قوسين او ادنى من تغيير كبير في فلسفة وتركيبة تقبل العقل الجمعي، وكأن اعدادات المجتمع تجري مهمة استطلاعية قبل انطلاق الاستعراض التمهيدي لتغيير اتجاه وبوصلة دوران محور الارض ، مطاعم بالجملة واراگيل وسكائر الكترونية بدأت تتكاثر كما تتكاثر الاميبيا والبرامسيوم ، ومابين هذا وذاك نجد بأن كل ذلك لم يعد يثير استغراب العامة واستهجانهم ،في بلد كان يصعب عليه تكسير شرنقة تقبل الثقافات المتحررة غير التقليدية بما فيهم الذين هم ينتمون الى الطبقة المخملية الغارقة في حب الانفتاح الاجتماعي المفرط.
لم يعد هنالك شيء غريب في العراق وربما يقول البعض بأننا نحن الغرباء كوننا لم نستطع ان نلحق ونلتحق بركب الحداثة والتطور حسب زعم مريدي فلسفة العولمة ، فالحالات الاجتماعية الدخيلة التي لم نكن معتادين عليها بل كنا نصفها بانها حالة شاذة ، اصبحت اليوم ظاهرة مقبولة بل وطبيعية لدى الكثيرين منا ، وتفرض نفسها بقوة لدى فئة اجتماعية واسعة داخل مجتمع طالما كان أسيرا للعادات والاعراف والثقافات المتجذرة،من خلال تغيير قناعاتهم بتطبيق نظرية النقر بالابر على الزجاج واعادة رسم سياسات البرمجة الذكية للعقول ، وليس ببعيد ربما ستتحول الى ثقافة ومنهجية وستجد لها طريق معبد وسالك لتكون بعدها عقيدة راسخة لدى البعض، وقد يكون لها مستقبلاً بين مؤيدين ومنظرين يدافعوا عنها بشراسة لكي تبنى على انقاض طبيعة مجتمعية اصيلة هرمة لم تعد تقوى على الوقوف بوجه التيارات والأيدولوجيات الفكرية المتأثرة بالحضارة الغربية ، بعد ان بدأ يتحول مفكري وفلاسفة الحضارة العربية الى اقلية في مجتمع استطعم حلاوة الديموقراطية المفاجئة ذات المعايير المزدوجة ، خصوصاً اذا ما ارتفع منسوب المتعاطفين مع الانفتاح المفرط لغرض تحقيق الاهداف المبطنة عن طريق الولوج من اوسع ابواب للحرية الشخصية .
انتهى ..
خارج النص / الغزو الفكري ينبغي ان يقابله جرعة عالية من الغزو الثقافي المضاد .
.