رغم الحرب التي خرج منها ضدّ إسرائيل مع سلسلة الضّربات التي تلقاها، لا يمكن لـ"حزب الله" أن ينأى بنفسه عن المعركة التي تدور في شمال سوريا وتحديداً في حلب، حيث تقدّمت "جبهة النصرة" لتحتلّ مناطق جديدة وتفرض سيطرتها عليها. ما يجري يفرض تساؤلات عما قد يقوم به "حزب الله" في الوقت الراهن إزاء تلك الهجمة المتصاعدة التي حصلت، فيما الرسائل الخفية وراءها لا تطال فقط سوريا بل تستهدف الحزب أيضاً على نطاق واسعٍ وكبير.
لا يمكن لأي أحدٍ إنكار خطورة المعركة القائمة، فهي تحتدم وسط 3 ظروف قائمة، الظرف الأول وهوَ أنَّ الحزب خرج من حربٍ جديدة مُنهكاً لدرجة كبيرة، فيما الظرف الثاني يتصلُ بخطوات جديدة تجاه سوريا سواء من الدول الغربية أو المحيط، بينما الظرف الثالث يتصلُ بمدى قوة إيران في المنطقة خلال الوقت الراهن وتحديداً بعد حرب لبنان.
اختبار كبير تُفسّر مصادر سياسيّة لبنانية ما يجري في سوريا بأنهُ "تحريك للنار تحت الرماد"، مشيرة إلى أنَّ المعركة الكبرى في شمال سوريا يمكن أن تنعكس على كافة البلاد، وبالتالي إعادة إدخال الجيش السوري في معركةٍ طاحنة وسط خسارته لعنصر أساسيّ وهو "حزب الله". صحيحٌ أن الحزب ما زال موجوداً في سوريا عبر قادة عسكريين وعناصر، إلا أنه في الوقت نفسه تلقى ضربات هناك أيضاً سواء عبر اغتيالات أو استهدافات. أمام ذلك، فإنّ ما يتبيّن هو أن الحزب قد لا يكونُ قادراً على مواكبة دعم سوريا أو "إسنادها" كما كان الحال قبل أكثر من 10 سنوات، حينما صعد "حزب الله" إلى سوريا لدعم الجيش هناك. إزاء هذا الأمر، فإن الاختبار الكبير يقع حالياً على إيران، وقد تكون الجماعات المدعومة منها داخل سوريا، هي التي ستنوب عن "حزب الله" في معركة التصدي لجبهة النصرة. هنا، تقول المصادر إن الحزب "غير قادرٍ على الإطلاق على تحمّل جبهة ثانية في الوقت الحالي خصوصاً إن توسّعت، فالحرب مع إسرائيل أنهكته عسكرياً وقتالياً وعبر عناصره وجمهوره، والتفرغ الآن هو للوضع الداخلي". وفي تصريح له، أكد السفير الإيراني في
لبنان مجتبى أماني أن "الجماعات المسلحة في سوريا لن تحقق أي انتصار، والحكومة السورية أقوى من السابق وطهران ستقدم لها الدعم". وشدد أماني على أن "إيران وروسيا ومحور المقاومة لن يسمحوا بتكرار أحداث السنوات الماضية في سوريا". في المقابل، يعتبر أحدُ مسؤولي "حزب الله" السياسيين أن المعركة في سوريا "غير نظيفة"، ويقول لـ
"لبنان24" إنَّ "الجبهة في سوريا لم تهدأ أصلاً، وما حصل هو أن هناك من حرّك الإرهابيين مُجدداً لإشعال الجبهات". ورداً على سؤال عما إذا كان "حزب الله" سيتدخل، لم ينفِ المصدر أو يؤكد هذا الأمر، لكنه قال إنه "يجب انتظار نتائج المعركة"، من دون أن يستبعد وجود أيادٍ إسرائيلية تحرك جبهة سوريا لضربها من الداخل مُجدداً.
المعركة إسرائيلية؟ يعتقد متخصصون بالشأن العسكريّ أنّ الحرب التي تشهدها سوريا تهدف نوعاً ما إلى "إثارة بلبلة" داخل سوريا من جديد، هدفها إرباك العمل العسكريّ المرتبط بـ"حزب الله" من جهة وبالإيرانيين من جهة أخرى وبالسوريين أنفسهم من جهة ثالثة. تقول المصادر إن إسرائيل هي المستفيد الأول مما يجري في سوريا، خصوصاً أن التحرك الذي نفذته جبهة النصرة تزامن مع كلامٍ إسرائيلي صريح عنوانه أن "سوريا تلعب بالنار". وخلال الفترة الماضية، كان التركيز الإسرائيلي على وجوب عدم إزاحة سوريا عن الصراع، رغم أنها لم تتدخل مع "حزب الله" خلال حربه ضد إسرئيل، لكنّ تل أبيب تعتبر دمشق خط المرور الأساس لأسلحة "حزب الله" إلى لبنان من إيران. لهذا السبب، ترى المصادر إن معركة سوريا الآن هدفها زرع توتر جديد يساهم في التأثير على علاقة "حزب الله" بسوريا من خلال عدم قدرته على مساعدتها حالياً. كذلك، فإن الهدف الآن هو توجيه ضربات للجيش السوري واستنزاف قوته مُجدداً خصوصاً أنه يمثل الضمانة الأولى لـ"حزب الله" في سوريا عبر تأمين خطوط الإمداد بالتعاون مع الإيرانيين. وسط كل هذا، تفسر المصادر أن "حرب إسرائيل ضد سوريا بدأت"، موضحة أنه من المتوقع ألا تغيب الغارات الإسرائيلية عن سوريا عبر استهداف الجيش السوري وحزب الله، وأضافت: "انفجار أجهزة اللاسلكي بيد عناصر الجيش السوري مؤخراً هي تكرار لسيناريو تفجيرات البجير بيد عناصر حزب
الله في لبنان، والإشارة هنا واضحة عن أن إسرائيل باتت تستخدم أدواتها التكنولوجية لشن الهجمات". في المقابل، فإن "الخبرة" التي كان يوجهها "حزب الله" باتجاه سوريا باتت شبه غائبة الآن، فـ"حزب الله" خسر قادة أساسيين كانوا قادة أساسيين في سوريا بسبب الحرب الإسرائيلية، ما يعجلُ مسألة مدّ النظام هناك بقيادات جديدة يمثل أمراً صعباً وتكتنفه صعوبات اتصالية جمّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
حزب الله
فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يقصف مخزن أسلحة تابع لحزب الله
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء أن سلاح الجو نفذ غارة جوية، استهدفت منشأة لتخزين الأسلحة في جنوب لبنان.
وأوضح الجيش في بيان أن "الاستهداف جاء بعد رصد جنود من الجيش الإسرائيلي عناصر تابعة لحزب الله تقوم بنقل أسلحة إلى شاحنة قريبة"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
IDF says it carried out strike on Hezbollah operatives transferring weapons in south Lebanon https://t.co/wC9aJU4lAX
— ToI ALERTS (@TOIAlerts) January 1, 2025
وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه أيضاً: "يواصل جيش الدفاع الإسرائيلي التزامه بالتفاهمات التي تم التوصل إليها بين إسرائيل ولبنان، وهو منتشر في جنوب لبنان، وسيعمل على إزالة أي تهديد لدولة إسرائيل ومواطنيها".
אתמול, זוהו פעילים של ארגון הטרור חיזבאללה מעבירים אמצעי לחימה ממחסן אמצעי לחימה בדרום לבנון לרכב סמוך. בסגירת מעגל מהירה הרכב ומחסן אמצעי הלחימה הותקפו מהאוויר להסרת האיום>> pic.twitter.com/b3ro9k2XMf
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) January 1, 2025
يأتي ذلك فيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب من القطاع الغربي في لبنان، بالتنسيق مع آلية المراقبة الأمريكية.
وأشارت الهيئة إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر إقامة مواقع عسكرية أمام كل مستوطنة إسرائيلية.