لماذا يجب وقوف الكويت والأردن مع سوريا فوراً؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :-
نستطيع القول “لقد عادت حليمة إلى عادتها القديمة ” فها نحن نشاهد المرحلة الثانية من الربيع التكفيري المدعوم من تركيا ودولة قطر وأطراف اخرى في سوريا ، و الذي ادواته تنظيمات القاعدة وبمقدمتها جبهة النصرة وفروعها ،وتنظيمات الاخوان المسلمين، والتنظيمات السلفية المتآخية مع تنظيمات قوقازية واقليمية وعربية وغيرها.
ثانيا :عندما نجحت دولة قطر وتركيا (الحليفين الاستراتيجيين والداعمين لتنظيم الاخوان الدولي ولتلك التنظيمات التي اشرنا لها أعلاه ) في اختراق العراق خلال فترة حكومة السوداني وبسط هيمنتهما على مشروع ” التنمية الإستراتيجي” الذي امتعضت منه ايران وكان يقود المعارضة ضده وزير الخارجية عبد اللهيان الذي قتل بحادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني رئيسي، وتوجست منه بريطانيا وامريكا ،واخترقته الامارات عبر ادواتها وبتنسيق مع اسرائيل فصار مشروعا خطرا على مستقبل العراق وعلى عكس ما تدعيه حكومة السوداني تماما . وذهبت بعيدا اي دولة قطر وتركيا بحيث ضغطت على السوداني ليكون حليفا إلى اهم ادوات قطر وتركيا في العراق وهو الشيخ خميس الخنجر الممول لتحالف سياسي وفروع سياسية اخرى داخل العراق ناهيك عن هيمنته الاقتصادية المتصاعدة في العراق . الخنجر وادواته بعد ان كان وكانت منبوذان اصبحا الآمر الناهي في العراق خلال فترة حكومة السوداني ( ومعروف عن الخنجر وفروع مشاريعه فكان متعاطف مع داعش وممول وداعم لفعاليات اسقاط النظام في العراق ) وسبحان مغير الاحوال وكله بسبب أميَة الساسة الشيعة في السياسة والحكم والتخطيط !
ثالثا:-
أ:-فعندما نجحت دولة قطر وتركيا في بسط نفوذهما في العراق اي على اخطر مشروع استراتيجي وهو ( مشروع التنمية ) وتخطيطهما للعودة إلى مشروع طائفي يقود العراق للسنوات المقبلة من خلال تحالف ( شيعي – سني) ويكون السنة بقيادة الاخوان المسلمين ومعهم خط بعثي تابع لتنظيم يونس الاحمد الذي خول احد وزراء السوداني بقيادة ذلك . وذهب اردوغان بعيدا ليستنزع غض الطرف من رئيس الحكومة السوداني حول التوغل العسكري التركي في شمال العراق وعلى تخوم محافظة دهوك والذي لازال جاريا ويزحف سرا داخل الأراضي العراقية.
ب:/ من هنا فكرت تركيا وقطر بمخطط قطف ( الكويت والأردن ) ليكتمل مشروع هيمنتهما لتكون الكويت والأردن بقيادة تنظيمات الاخوان المسلمين والخلايا السلفية . وبالفعل كاد ان ينجح مخططهما في الكويت لولا يقظة أمير الكويت الأمير مشعل الـ الصباح الذي عطل مجلس الأمة” البرلمان ” واتخذ خطوات احترازية شديدة. ولكنهم نجحوا اخيرا بايصال تنظيمات الاخوان المسلمين والسلفيين ولأول مرة إلى البرلمان الأردني .اي بعد حصول حزب جبهة العمل الإسلامي على 31 مقعدا في البرلمان الأردني من أصل 138، في نتيجة غير مسبوقة.فأصبح الأردن على كف عفريت في ظروف معقدة للغاية.
ج:- وان الهدف الاستراتيجي لدولة قطر وتركيا هو الهيمنة على ( الكويت والعراق والأردن وسوريا ) تعويضا لخسارتهما الاستراتيجية في غزة حيث تحطيم مشروع حركة حماس الاخوانية المدعومة من قطر والأردن !
رابعا: من هنا صار لزاما على الكويت والأردن الوقوف مع نظام بشار الأسد ” على الرغم من المساوىء التي فيه” وبسرعة بالضد من المشروع التركي القطري في سوريا بنسخته ( الثانية ). وعندما تخسر تركيا وقطر في معركتهما التي بدأت في حلب هذه اليومين سوف يفشل مشروعهما في الكويت والأردن . اما في العراق ففيه الحسابات الاستراتيجية والتخطيط السياسي منعدمان تماما بسبب فشل النظام السياسي ،وبسبب الكراهية وانعدام الثقة بين صفوف الفريق السياسي الحاكم، وبسبب غياب التفكير بمصير الوطن والشعب والعمل على المصالح الحزبية والشخصية والذاتية واهمال المصالح الوطنية العراقية !
فالعراق له الله فقط … وان شاء الله القادم افضل !
سمير عبيد
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الاخوان المسلمین الکویت والأردن فی العراق
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تُلغى الانتخابات التشريعية في العراق
آخر تحديث: 24 أبريل 2025 - 11:09 صبقلم: فاروق يوسف محمود المشهداني وهو الرئيس الحالي لمجلس النواب في العراق رجل ظريف وخفيف الظل بقدر ما هو حازم في إدارة جلسات المجلس على الرغم من أن الغائبين من النواب في عهده أكثر من الحاضرين.هذه هي المرة الثانية التي يتم اختياره فيها رئيسا للمجلس، لا لشيء إلا لكونه سنيّ المذهب والعرف السياسي في العراق منح أبناء الطائفة السنية شرف قيادة السلطة التشريعية التي تسن القوانين بما يتلاءم مع مزاج الأحزاب الشيعية. لذلك يمكن القول إن المشهداني يعرف كل تفاصيل العملية السياسية، ما خفي منها وما ظهر. ما كان مقصودا وما يحدث بالصدفة. يبدو ظاهريا كما لو أنه غير مكترث برضا الآخرين عنه. ما على لسانه يعمل الآخرون على إخفائه. فهو على سبيل المثال أجاب عن سؤال يتعلق بفشل العملية السياسية بقوله “لأننا جئنا لننتقم لا لنبني وطنا يضم الجميع.” في تعليقه على الانتخابات التشريعية المقبلة التي سيتم إجراؤها في نوفمبر القادم استنكر المشهداني إنفاق مبلغ 500 مليون دولار على مسألة يمكن عدم القيام بها لأنها ليست ضرورية في دولة كالعراق.وللرجل الذي يجب أن نتذكر أنه رئيس السلطة التشريعية لدورتين أسبابه المعقولة وهي أسباب ليست طارئة بل هي تشكل العمود الفقري للعملية السياسية في العراق منذ عام 2005 حين أجريت أول انتخابات إلى يومنا الحالي. قال الرجل في لقاء تلفزيوني ما معناه “الأحزاب التي تحكم العراق الآن ويشغل ممثلوها كراسي مجلس النواب هي التي ستشارك في الانتخابات وهي التي ستفوز مع اختلافات يسيرة. كرسي ناقص هنا وكرسي مضاف هناك.” لو عدنا إلى كل الدورات السابقة للمجلس لاكتشفنا أن الرجل لا يقول سوى الحقيقة. حتى في انتخابات عام 2021 حين فاز التيار الصدري فإن ذلك لم يكن خروجا على المعادلة. التيار الصدري هو جزء من ماكنة الحكم ومعارضته شكلية بدليل أن الصدر تخلى عن انتصاره ليسترضي خصومه تنفيذا للتعليمات التي وصلته من طهران. لا معنى للانتخابات التشريعية في العراق فعلا. فالقوى التي تحكم قبل الانتخابات ستحكمه بعدها. فهناك صيغة توافقية يُحكم العراق من خلالها وهي صيغة لا تخرج بعيدا عن متناول الأحزاب الحاكمة.ليس هناك تداول للسلطة في العراق فما معنى القيام بمد حبال الديمقراطية من أجل نشر الأكاذيب عليها؟ لا يمكن للديمقراطية أن تعيش في بلد أحزابه لا تؤمن بالديمقراطية وشعبه لم يتعرف عليها ولم يجربها، وإن كان يرغب فيها فلكي يمارسها على الآخرين لا على نفسه. الديمقراطية في العراق ليست كذبة. بل هي نكتة. وسيلة للضحك على العالم الذي لديه أسبابه لتمريرها. فعلى سبيل المثال كيف يمكن لزعيم ميليشيا هو هادي العامري أن يكون ديمقراطيا وهو الذي أعاد طائرة الميدل إيست يوم كان وزيرا للنقل إلى بيروت لأنها لم تقل ولده الذي لم يستجب للنداء الأخير؟ لقد كلف ذلك الإجراء العبثي الدولة العراقية أموالا طائلة. كل رموز العملية الانتخابية لا يختلفون في شيء عن العامري. وقد يكونون أسوأ منه. أليس من المبتذل أن يتم اعتبار زعماء الميليشيات وانتهازيو الطوائف رموزا للديمقراطية في بلد يتم فيه شراء الأصوات بطبقة بيض أو دجاجة مجمدة أو كيلو عدس أو بطانية؟ كان المشهداني محقا حين طالب بإنهاء تلك المهزلة والتصرف بما يمليه الواقع وما تؤكده الحقيقة ولا حاجة إلى إهدار المال العام من أجل خلق فرص جديدة للفساد. كانت الانتخابات دائما فرصة لنهب المزيد من المال العام بطريقة تبدو قانونية. هناك عشرات الآلاف من الأفراد ممَن يعملون في تلك المتاهة العبثية داخل العراق وخارجه يتكسّبون وهم يضحكون. ذلك لأنهم يعرفون أن عملهم الذي يدرّ عليهم أموالا لا معنى له ولا قيمة. يزعم رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني أن حكومته حققت الكثير من الإنجازات، وهي إنجازات في حقيقتها لم تقترب ولو مليما واحدا من خط الفساد الأحمر. وبدفع من تلك الإنجازات يذهب إلى الانتخابات متخليا عن غطائه المتمثل برئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب الدعوة نوري المالكي. غير أن السوداني لو كان حريصا على أموال الدولة العراقية حقا لطالب بإلغاء الانتخابات ولما شارك فيها وهو أكثر العارفين بما تكلّفه.أحلى ما في العراقيين أنهم يعرفون أنهم يقيمون أعراسا كاذبة غير أنهم يصدقونها لكي يجدوا فيها مناسبة للنسيان.