التضخّم يحدّ من حماسة الأميركيين لعروض "بلاك فرايداي"
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
انطلق يوم التسوّق الشهير "بلاك فرايداي" الذي ينتظره المتسوقون بفارغ الصبر في الولايات المتحدة، في سياق اقتصادي إيجابي، في حين ما زالت غالبية من المستهلكين تحت تأثير تضخم بقي مرتفعا مدى ثلاث سنوات بعد جائحة كوفيد-19.
فتحت بعض مراكز التسوق أبوابها منذ يوم الخميس، على غرار "سيتادل"، مركز التسوق في الهواء الطلق بالقرب من لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا والذي استقبل المتسوقين طوال الليل.
وشدد جونيور بولدن الموظف في المركز التجاري على أن "عددا كبيرا من العملاء من السياح، والناس يستقلون الطائرة وافدين من بلدان مختلفة، لذا فإن فتح الأبواب في الساعة 8 مساء يتيح الوصول المبكر إلى "بلاك فرايداي"، علما بأننا نقدّم حسومات منذ نحو أسبوعين"، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
هذه هي بالتحديد حال ماريو كليمنتي وهو سائح مكسيكي من غوادالاخارا (غرب)، جاء في المقام الأول لكي "أستمتع بالتجربة، لكن الأسعار جيدة أيضا. بالمقارنة مع المكسيك، فإن المجيء إلى هنا أرخص بكثير. التوفير أكبر حتى مع احتساب الفندق ورحلة السفر".
لكن عددا كبيرا من العملاء هم من السكان المحليين الذين كانوا يأملون في تجنب الحشود المتوقعة الجمعة، على غرار جايدن وماريا، وهما زوجان يقيمان في لوس أنجلوس، قالا "اعتقدنا أن الجميع سيأتون غدا ولكن من الواضح أن الأمر ليس كذلك".
ويصادف يوم التسوّق الشهير بعد عيد الشكر، لكن يُتوقَّع هذه السنة أن يكون المتسوقون أكثر تريّثا في إنفاق أموالهم بسبب التضخّم الذي أثّر على قدرتهم الشرائية.
وقال المحلل لدى شركة "أدوبي ديجيتال إنسايتس" فيفيك بانديا إنّ المستهلكين "باتوا أكثر اهتماما وتركيزا على الأسعار والحسوم" مما كانوا عليه في السنوات السابقة.
فقدرتهم الشرائية تراجعت بفعل التضخم الذي شهدته البلاد مباشرة بعد جائحة كوفيد-19 قبل أن يشهد فرملة بطيئة.
وحتى لو عاد معدل التضخم إلى مستوى مقبول، فلن تعاود الأسعار الانخفاض، وهي راهنا أعلى بنسبة تزيد عن 20% في المتوسط عما كانت عليه في يناير 2020.
وبات المستهلكون يبحثون عن العروض الجيدة. وخلال السنوات الأخيرة، بدأت بعض الشركات منها "تارغت" تطرح عروضها الترويجية الخاص بـ"بلاك فرايداي" بدءا من أكتوبر.
وقال بانديا "نلاحظ أنّ المستهلكين أصبحوا يولون أهمية أكبر للسعر، ويستجيبون بشكل كبير للعروض الترويجية أو المتعلقة بالمناسبات".
ويشكل "بلاك فرايداي" الذي يلي يوم الخميس الذي يُحتفل فيه بعيد الشكر، انطلاقة لموسم التسوق الخاص بأعياد نهاية السنة في الولايات المتحدة.
ويمثل افتتاحا لعطلة نهاية أسبوع طويلة من العروض الترويجية، مع "سمول بيزنيس ساترداي" و "سايبر مانداي".
ميزانية محدودة يُعدّ استياء الأسر الأميركية من التضخم أحد أسباب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر.
وتعيّن على تجار التجزئة التكيف مع هذا الغضب.
وتنظم شركة "تارغت" أسبوعا من العروض الترويجية كل ثلاثة أشهر، مما يجذب عددا كبيرا من المستهلكين. وأوضح مديرو المجموعة أنّ المشتريات تكون أكثر انخفاضا في الأسبوع الذي يسبق وذلك الذي يلي هذه العروض.
وفي مطلع الشهر، قال الرئيس التنفيذي لـ"تارغت" براين كورنيل للمحللين، بعد فترة طويلة من التضخم "يقول لنا المستهلكون إنّ ميزانياتهم لا تزال محدودة".
ويضيف "باتوا أكثر ابتكارا في سلوكهم الشرائي، إذ ينتظرون حتى آخر لحظة للشراء، ويركزون على العروض الجيدة ويخزّنون السلع عندما يجدونها".
لكنّ أسعار البنزين انخفضت، وكذلك أسعار بعض المنتجات الغذائية، بحسب خبراء اقتصاديين يعتبرون ذلك بمثابة عوامل تساهم في تحسين ميزانيات الأسر.
ويتوقع الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة (NRF) نموا في الإنفاق خلال نهاية العام بنسبة تتراوح بين 2.5 و5% مقارنة بالعام الفائت، ليصل إلى 989 مليار دولار خلال شهرين.
مبيعات أكثر تنافسية عبر الإنترنت وفي حين كانت الأسر ذات الدخل الأدنى هي الأكثر تضررا من التضخم، يبدو أنّ الوضع يتغير.
وقال مايكل أوسوليفان، الرئيس التنفيذي لمتاجر الملابس ذات الأسعار المنخفضة "بيرلينغتون ستورز"، خلال مؤتمر عبر الهاتف هذا الأسبوع "للمرة الأولى منذ عام 2021 حين بدأ التضخم في الارتفاع، عاود دخلهم الفعلي الارتفاع أخيرا".
وأشار إلى أن قسما من أهم المبيعات سُجّل في المتاجر الواقعة في مناطق يقطنها سكان من ذوي الدخل المنخفض.
وأضاف "على مدار هذا العام، لاحظنا أنّ إنفاق هؤلاء المستهلكين زاد مع استقرار مداخيلهم الفعلية ومعاودتها الارتفاع".
وبدأ موسم الاعياد بقوة على صعيد المبيعات عبر الإنترنت، إذ حققت ارتفاعا بنسبة 9,6% خلال أول 24 يوما من الموسم، بينما كانت التوقعات تشير إلى نمو بـ8.4% فقط خلال الموسم بأكمله، على ما أفادت "أدوبي ديجيتال إنسايتس" الأربعاء.
ويمكن تفسير ذلك بأنّ موسم الأعياد بدأ متأخرا هذا العام، إذ وقع عيد الشكر في نهاية نوفمبر. لكنّ الأهم من ذلك، هو أنّ هذه النتيجة تعكس قدرة العناصر التنافسية للمنتجات عبر الإنترنت في خفض الأسعار، بحسب بانديا.
ويبقى معدل التضخم لكل السلع الاستهلاكية أعلى من 2%، لكن تقديرات شركة "أدوبي" تشير إلى أن أسعار السلع المباعة عبر الإنترنت انخفضت بنسبة 2.9% على أساس سنوي في أكتوبر.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار بلاک فرایدای عبر الإنترنت
إقرأ أيضاً:
ثمرة جهود علماء مصريين.. طماطم جديدة تلبي احتياجات المستهلكين وتدعم الاقتصاد
أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن تحقيق إنجاز جديد في إطار البرنامج القومي لإنتاج تقاوي محاصيل الخضر، حيث تم استنباط 8 أصناف مصرية جديدة من بذور الطماطم بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، ممثلاً في معهد بحوث البساتين، وبالشراكة مع عدد من شركات القطاع الخاص.
مواصفات الأصناف الجديدة
تميزت الأصناف الجديدة بجودتها العالية، حيث تم اختيارها من بين 15 صنفًا، وتشمل ثمارًا بلحية وكروية تلبي احتياجات الأذواق المختلفة للمستهلكين. تتميز هذه الأصناف بإنتاجية مرتفعة تتراوح بين 35 و40 طنًا للفدان، بالإضافة إلى مقاومتها للأمراض والآفات، وقدرتها على التكيف مع الظروف المناخية المختلفة، ويتم حاليًا الانتهاء من تسجيل صنفين مميزين، مع استمرار إجراءات التقييم للأصناف الستة الأخرى.
انفوجراف.. جهود مديريات الزراعة والطب البيطري خلال أسبوعإشادة بالجهود ودعوة لمزيد من التطوير
خلال اطلاعه على نماذج الإنتاج، أشاد السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بجهود الباحثين والعاملين في البرنامج القومي، مشددًا على أهمية التوسع في استنباط أصناف جديدة من محاصيل الخضر الأخرى لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير بذور محلية بجودة عالية وأسعار مناسبة للمزارعين.
وزير الزراعة يؤكد حرص القيادة السياسية على تقديم الدعم للمزارعينتعزيز الشراكات لتحقيق الأمن الغذائي
أكد الوزير على الدور الحيوي للشراكة بين القطاع الحكومي والخاص في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، مشيرًا إلى أن الوزارة ستوفر كل التيسيرات لدعم القطاع الخاص والمساهمة في إنجاح البرنامج، موضحا أهمية العمل على إكثار الأصناف والهجن الجديدة وتوفيرها للمزارعين بأسعار تنافسية، وتشجيعهم على تبني هذه الأصناف لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
رؤية مستقبلية
يأتي هذا الإنجاز ضمن استراتيجية الوزارة لتعزيز الأمن الغذائي في مصر، من خلال تطوير الزراعة واستنباط أصناف جديدة تساهم في تحسين الإنتاجية وتقليل فاتورة الاستيراد، وتمثل هذه الجهود خطوة كبيرة نحو تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، بما ينعكس إيجابيًا على المزارعين والاقتصاد الوطني.