دعوات إسرائيلية لتخلي نتنياهو عن مطالبه من أجل التوصل لاتفاق في غزة
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
دعا محللان إسرائيليان حكومة بنيامين نتنياهو إلى التنازل عن بعض الشروط التي تصر عليها حركة حماس، لتمكين التوصل إلى اتفاق في غزة، يعيد المحتجزين الإسرائيليين.
وقال المحللان، رون بن يشاي وميخائيل ميلشتاين، في مقال مشترك بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه يمكن الدفع قدما بتسوية في قطاع غزة، "تضمن مصالح إسرائيل الحيوية"، وتسمح بعودة سكان الغلاف وتؤدي الى تحرير المحتجزين، لكنها تستدعي أن تتنازل"القيادة في إسرائيل" عن معارضتها القاطعة لتواجد السلطة الفلسطينية في غزة والتمسك بـ "الإبادة المطلقة" لحماس.
وشددا على أن حماس في أعقاب الاتفاق في لبنان، "باتت أكثر انصاتا لأفكار التسوية، لكنها تتمسك بخطوط حمراء وعلى رأسها وقف القتال وانسحاب كامل لقوات الجيش من القطاع، وستفضل مواصلة القتال في ظل تعميق التدمير في غزة على تقديم التنازلات".
وأكدا على أن "العقيدة الإسرائيلية التي تعتقد بأن مزيدا من القوة سيلين حماس تثبت منذ أشهر جديدة كفشل. كما أن الاقتراحات لإخلاء واسع لحماس من غزة والجهد لإغراء الفلسطينيين بتحرير مخطوفين مقابل منح مالية تبدو كمحاولة فاشلة حين يؤدي التمسك الإسرائيلي بها إلى إطالة بقاء المخطوفين في الأسر".
ورأى المحللان أن مبادئ الاتفاق في لبنان كفيلة بأن تشكل أساسا لتسوية في غزة أيضا، تسوية تعطي جوابا للمطالب الأمنية الإسرائيلية، ومع ذلك لا يمكن نسخ الاتفاق مع لبنان بكامله، وذلك بسبب عدة عوامل منها:
حاجة "إسرائيل" الحيوية لإعادة المخطوفين، الأحياء والأموات، هذا عنصر مركزي يميز بين الساحتين ويشكل ورقة المساومة الوحيدة التي تبقت لدى حماس.
المطلب المطلق لحماس في أن توقف "إسرائيل" القتال وتخرج من كل أراضي القطاع.
غياب جهة ذات قدرة إنفاذ، بديل للحكم المدني لحماس.
مطالب "إسرائيل" بالنسبة (لليوم التالي)، وهي منع حماس من حكم غزة، وثانيا ألا تشارك السلطة الفلسطينية في الإدارة والحكم المدني الجديد، الأمر الذي ينبع أساسا من رغبة نتنياهو في أن يمنع قيام دولة فلسطينية تضم الى جانب الضفة غزة أيضا.
موقف إدارة ترامب
قال المحللان، إن مواقف ترامب الأخيرة أكثر تشددا تجاه حماس، لكن نتنياهو وشركائه في الائتلاف لن يحصلوا من ترامب على تأييد لتطلعهم للبقاء في القطاع لزمن طويل، فما بالك للاستيطان فيه من جديد.
وأضافا: " ترامب سيرغب على ما يبدو في ان ينهي الحرب في غزة أيضا بالسرعة الممكنة وحلفاؤه في العالم العربي سيحثونه على أن يدفع قدما بخطوة سياسية تتضمن حلا للازمة في القطاع".
ويعتقد المحللان الإسرائيلين أن "حماس لا تزال الجهة السائدة في غزة: تتحكم بالمجال المدني في المنطقة وتقاتل في كل مكان يناور فيه الجيش. فرغم اغتيال رئيسها يحيي السنوار، توجد قيادة وسلسلة قيادة تمنع نشوء بدائل ولا يوجد أي احتجاج جماهيري ضد المنظمة، الامر الذي تعتبره إنجازا مركزيا".
مقترح من 3 مراحل استنادا لتجربة لبنان
وقدم المحللان رون بن يشاي وميخائيل ميلشتاي مقترحا لاتفاق مع حماي على ثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: صفقة لاعادة المخطوفين الأحياء والأموات لإسرائيل مقابل تحرير أسرى فلسطينيين، على أن يتم الاتفاق في إطار وقف نار مؤقت يستمر لنحو شهرين.
خلال هذا الوقت، تجرى مفاوضات على تسوية أمنية تتضمن إقامة قوة حفظ نظام وحكم مدني بديل في القطاع، وكلاهما على أساس دولي وعربي لا تكون حماس فيه جزءا منه أو مشاركة فيه، وبالتوازي تبدأ عودة المدنيين الغزيين إلى بيوتهم في شمال القطاع عبر مرشحات يراقب فيها الجيش والشباك ألا يتسلل نشطاء حماس عبرها.
المرحلة الثانية (بعد ستين يوما): جسم الإدارة المدنية الجديد، الإدارة الأمنية وقوة حفظ النظام التابعة تدخل إلى العمل. بداية تأخذ هذه المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات الحيوية للسكان. بالتوازي، تقيم إسرائيل، مصر والولايات المتحدة في محور فيلادلفيا ومعبر رفح عائق ومنشأة عبور حدودي جديدة تمنع تهريب السلاح ووسائل إنتاجه، من فوق ومن تحت الأرض. وتكون لإسرائيل القدرة على المراقبة بشكل مباشر وبلا قيد زمني ما يجري في محور فيلادلفيا ومعبر رفح الجديد.
المرحلة الثالثة (بعد بضعة أشهر): وقف نار دائم يدخل حيز التنفيذ. الجيش الإسرائيلي ينسحب من أراضي القطاع، بما في ذلك محوري فيلادلفيا ونتساريم. معبر رفح يفتح من جديد وتشغله الإدارة المحلية الغزية مع رقابة أمريكية ومصرية دون موطيء قدم لحماس. وبالتوازي، يكمل الجيش الإسرائيلي إقامة منظومة دفاع جديدة على حدود القطاع في مقدمتها "منطقة حراسة" فارغة من الناس ومن المباني في داخل أراضي القطاع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حماس غزة الفلسطينية فلسطين حماس غزة الاحتلال إتفاق صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد لبنان.. ما هي فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة؟
بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في لبنان، تستمر التحركات للوصول إلى اتفاق مماثل في قطاع غزة، وسط استمرار المساعي المتعلقة بهذا الشأن وخاصة من مصر والولايات المتحدة.
ونقل مراسل "الحرة" في تل أبيب عن وسائل إعلام محلية عدة، قولها إن وفدا من جهاز المخابرات المصري سيصل إلى إسرائيل، الخميس، لمناقشة خطة لوقف الحرب في قطاع غزة.
ووفقًا للتقارير، ستطرح مصر مقترحا يشمل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين شهر وشهرين، يتم خلاله إطلاق سراح الرهائن تدريجيا مع إعطاء الأولوية لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. وخلال هذه الفترة، ستستمر المفاوضات بشأن طبيعة العمليات العسكرية الإسرائيلية، بهدف تقليل حدة الضربات الإسرائيلية على القطاع.
كما أفيد أن مسؤولين مصريين أكدوا أن الخطة تشمل بدء وقف إطلاق النار بعدة أيام يتم خلالها تقديم حركة حماس قائمة تفصيلية بالمختطفين الأحياء، لتتم مناقشة آلية الإفراج عنهم. وتتضمن الخطة أيضا فتح معبر رفح بشكل فوري تحت إشراف السلطة الفلسطينية ودول أوروبية، مع ضمانات مصرية بعدم سيطرة حماس على المعبر. ومن المقرر أن يشهد وقف إطلاق النار تسريع دخول المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك أدوية للمختطفين.
ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، أن محاولات وقف إطلاق النار في غزة يجب أن تُستأنف، ولكن لا توجد مؤشرات جدية بشأن ذلك.
ويقول في حديثه لموقع "الحرة" إنه لا يرى أي بوادر بشأن هدنة في غزة، أو تغيير بمواقف حماس وإسرائيل.
ويوضح أن "حماس لا تزال متمسكة بنفس المبادئ والمطالب، ولا أرى احتمال حدوث تغيير في ذلك، وأيضا إسرائيل متمسكة برفض الانسحاب الكامل من غزة وإنهاء الحرب".
وأضاف شتيرن "أعتقد أن ما يمكن إنجازه هو صفقة جزئية فقط، وبعد ذلك قد تكون هناك مصلحة للطرفين بالتقدم (في مسار الحل)، ولكن حاليا لا توجد بوادر إيجابية تدل على أننا اقتربنا من إبرام صفقة".
وتطالب حماس بوقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة للبدء بعملية تفاوض والتوصل إلى صفقة تبادل مع إسرائيل، فيما يعارض رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، ذلك، ويصر على بقاء القوات وخاصة في محور فيلادلفيا عند الحدود مع مصر وممر نتساريم في وسط القطاع.
من جهة أخرى، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولين مصريين أجروا اتصالات مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لمعرفة مدى إمكانية تدخل الأخير لإقناع إسرائيل بالتنازل عن بعض مطالبها، مثل إنشاء منطقة عازلة بين إسرائيل وغزة. وأشارت الصحيفة إلى أن مصر أبلغت حماس أن نتانياهو يرفض بشكل قاطع انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.
وتأتي هذه التحركات في إطار جهود إقليمية ودولية لتهدئة الأوضاع المتوترة في غزة، وسط مساع لتحقيق توازن بين المتطلبات الإنسانية والمطالب السياسية والأمنية للأطراف المعنية.