بقلم : سمير السعد ..

مع اقتراب نهاية كل عام، تتحول الأنظار نحو الاستفتاءات التي تنظمها بعض المنظمات والمؤسسات الإعلامية والمواقع الإلكترونية لاختيار الأفضل في مختلف المجالات. وفيما تبدو هذه المبادرات ظاهريًا فرصة لتكريم المبدعين والاحتفاء بالإنجازات، إلا أن الشفافية والحيادية في كثير منها أصبحت محل شك وتساؤل.


السؤال الذي يطرح نفسه: وفق أي آلية يتم الاختيار؟ وهل كانت المعايير المتبعة مهنية وعادلة؟ أم أن هناك تدخلًا للأهواء الشخصية والمجاملات والضغوط المالية التي قد تحوّل هذه الاستفتاءات إلى وسيلة للترويج والدعاية أكثر من كونها احتفاءً حقيقيًا بالمبدعين؟
ما نراه ونسمعه في بعض الأحيان يثير القلق، حيث تتحول هذه الاستفتاءات إلى سوق للمزايدات، تُمنح فيها الألقاب والجوائز لمن يدفع أكثر أو لمن يملك علاقات أقوى، وليس لمن قدم عطاءً ملموسًا أو إنجازًا يستحق التقدير. هذه الممارسات لا تظلم المبدعين فحسب، بل تُضعف أيضًا ثقة الجمهور في مصداقية المؤسسات التي تنظم هذه الفعاليات.
لذا، حان الوقت للتوقف عن هذه الأساليب غير المهنية، والعمل على وضع معايير واضحة وشفافة تُشرف عليها لجان متخصصة من أهل الخبرة والاختصاص. لجان تتمتع بالنزاهة والموضوعية بعيدًا عن أي ضغوط أو مغريات، لتكون قراراتها مرآة حقيقية للجهد والعطاء.
المجتمعات تحتاج إلى تكريم حقيقي يكرس القيم النبيلة ويشجع على الإبداع والإتقان، لا إلى ألقاب زائفة لا تخدم إلا مصالح ضيقة. دعونا نعيد الهيبة لهذه الفعاليات من خلال اختيار الأفضل بناءً على الإنجازات الحقيقية، وليس على المصالح الشخصية أو الدعائية.
بهذا النهج، يمكن أن تصبح الاستفتاءات فرصة حقيقية لدعم الإبداع وتحفيز المبدعين، بدلًا من أن تكون أداة للتلاعب والترويج.
إن استمرار الاستفتاءات غير المهنية يهدد قيمة التقدير الحقيقي ويشوه صورة الإنجاز. عندما يصبح التقييم قائمًا على العلاقات والمصالح، فإننا نُهدر فرصة ثمينة لبناء مجتمع يقدر الكفاءة والعمل الجاد.
كما أن غياب الشفافية لا يضر فقط بمصداقية المؤسسات المنظمة، بل يترك أثرًا سلبيًا على الموهوبين الذين يشعرون بالتجاهل والتهميش لصالح من يتم اختيارهم دون وجه حق. وهذا يُضعف الروح التنافسية النزيهة ويثبط عزيمة من يسعون إلى تقديم الأفضل.
لذلك، ندعو جميع الأطراف، من مؤسسات إعلامية وتنظيمية ومجتمعات مهنية، إلى تحمل مسؤوليتها في تصحيح المسار. يجب أن تُبنى معايير التقييم على ركائز صلبة من الإنجاز الفعلي، الأثر المجتمعي، والجودة المهنية.
إذا أردنا أن نرتقي بهذه الفعاليات ونحوّلها إلى منصة لتكريم الإبداع بحق، فعلينا أن نبدأ بإعادة النظر في أسسها. لا يمكن للإبداع أن يُكرّم إلا عندما يُقيم بعدالة، ولا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر دون تكريس قيم النزاهة والشفافية في كل مجالاته.
إن الوقت قد حان للتغيير ، ولنبدأ بتكريم من يستحق، وفق معايير عادلة تعكس العطاء الحقيقي بعيدًا عن الأهواء والمجاملات.

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مبيعات تسلا السنوية تتراجع مع انخفاض الطلب وحدة المنافسة

سجلت عمليات التسليم السنوية لشركة تسلا انخفاضا لأول مرة في عام 2024، فقد سلمت شركة صناعة السيارات الكهربائية عددا أقل من المتوقع من المركبات الكهربائية في الربع الرابع ولم تفلح إجراءات التحفيز في تعزيز الطلب على طرزها القديمة.

ويعد هذا التراجع السنوي في المبيعات الأول للشركة منذ العام 2015 على الأقل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الغاز يرتفع أوروبيا لأعلى مستوى في 14 شهرا ومخاوف من نفاد الاحتياطاتlist 2 of 2النفط والذهب يرتفعان والدولار يستقر في أولى جلسات 2025end of list

وانخفض سهم الشركة 3.5% في تداولات ما قبل الفتح، في إشارة إلى مخاوف المستثمرين بشأن التحديات التي يواجهها الرئيس التنفيذي إيلون ماسك الذي توقع أن تؤدي إجراءات تحفيزية مثل التمويل من دون فوائد إلى "نمو طفيف" في عمليات التسليم في عام 2024.

وتعرضت تسلا للضغوط بسبب انخفاض الدعم الأوروبي والتحول نحو المركبات الهجينة ذات الأسعار المنخفضة في الولايات المتحدة والمنافسة الأكثر صعوبة من شركة "بي واي دي" الصينية.

وردا على ذلك، وجه ماسك تسلا إلى سيارات الأجرة الذاتية القيادة، ودعم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بملايين الدولارات في شكل تبرعات لحملته على أمل أن يؤدي ذلك إلى تخفيف القيود التنظيمية على الشركة.

وسلمت شركة صناعة السيارات 495 ألفا و570 مركبة في الأشهر الثلاثة حتى 31 ديسمبر/كانون الأول المنصرم.

إعلان

وتوقع 15 محللا استطلعت مجموعة بورصات لندن آراءهم تسليم 503 آلاف و269 مركبة في الربع الرابع.

وسلمت تسلا 471 ألفا و930 وحدة من طراز 3 وطراز واي، و23 ألفا و640 وحدة من طرز أخرى منها إس سيدان وسايبرترك وإكس الرياضية الفاخرة. وأنتجت الشركة 459 ألفا و445 مركبة خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول الماضيين. وسلمت الشركة 1.79 مليون مركبة في 2024، بانخفاض 1.1% عن العام السابق، وهو ما يقل عن توقعات محللين استطلعت مجموعة بورصات لندن آراءهم بتسليم 1.806 مليون مركبة.

وتراجعت تسجيلات أكتوبر/تشرين الأول لمركبات تسلا في أوروبا 24% بسبب المنافسة الشديدة من مجموعة فولكسفاغن التي أطاحت سيارتها سكودا إينياك الرياضية بالطراز واي لتصبح السيارة الكهربائية الأكثر مبيعا في المنطقة، وفقا لشركة أبحاث البيانات جيه.إيه.تي.أو دينامكس.

وقلصت الأسعار المنخفضة والحوافز هامش ربح تسلا من مبيعات المركبات العام الماضي. ومع ذلك، تتوقع وول ستريت أن يرتفع الطلب في عام 2025 مع خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة.

مقالات مشابهة

  • انخفاض تسليمات "تسلا" السنوية لأول مرة في 2024 مع هبوط الطلب
  • مفاجآت في انتظار لاعبي ببجي موبايل بالذكرى السنوية السادسة
  • مبيعات تسلا السنوية تتراجع مع انخفاض الطلب وحدة المنافسة
  • العبود: تحديات داخلية وخارجية تعيق تقدم المسار السياسي الليبي
  • منتدى البحوث الإسلامية يوصي بمبادرات لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن المرأة
  • أهم أنواع الأسلحة الروسية التي لا يمكن التصدي لها في عام 2024
  • الأولى من نوعها..حملة وطنية لتصحيح الإعاقة السمعية لنزلاء السجون في المغرب
  • محمد بن راشد بن محمد بن راشد يتفقد غرفة العمليات المشتركة للجنة تأمين الفعاليات
  • محمد بن راشد بن محمد بن راشد يتفقّد غرفة العمليات المشتركة للجنة تأمين الفعاليات
  • شاهد بالصورة.. زوجة الحرس الشخصي لقائد الدعم السريع تظهر بإطلالة مثيرة وتتغزل في نفسها: (أنا الحرب التي لا يمكن الفوز بها)