ما نعلمه داخل حلب.. بين ما تقوله فصائل المعارضة وقوات النظام ومقاطع الفيديو المتداولة
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
(CNN)—لا يزال الوضع في حلب متقلباً مع مرور الوقت، حيث بدا أن قوات فصائل المعارضة تواصل تقدمها السريع، ويُظهر مقطع فيديو تم التقاطهما في ساحة سعد الله الجابري مقاتلين يرتدون ملابس مموهة وهم يلوحون بعلم المعارضة السورية ويصرخون "الله أكبر" في الساحة شبه المهجورة.
00:36فيديو يظهر لحظة دخول قوات المعارضة السورية مدينة حلبكما ظهر مقاتلو الفصائل في قلعة حلب التاريخية، حسبما أظهرت لقطات تم التحقق منها على شبكة CNN، على بعد حوالي ميل (1.
على الصعيد الآخر شككت قنوات التواصل الاجتماعي الموالية للحكومة السورية في مدى تقدم المعارضة، إذ يُزعم في مقطعي فيديو تم نشرهما على قنوات تيلغرام الموالية للحكومة في ساحات فارغة في شمال غرب حلب، حيث يدعي الرجال أنه لا يوجد مسلحون في هذا الجزء من المدينة.
Credit: BAKR AL KASSEM/AFP via Getty Images)وفي هجوم في وقت سابق، الجمعة، أصابت قذيفة مدفعية سكن الطلاب بجامعة حلب، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، التي ألقت باللوم على فصائل المعارضة في الهجوم، في حين فنّد المتحدث باسم فصائل المعارضة، حسن عبدالغني اتهامات وسائل الإعلام الحكومية السورية ووصفها بأنها "أكاذيب لا أساس لها من الصحة".
وأكد موظف في جامعة حلب، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن قذيفة مدفعية أصابت الطابق الثاني من سكن جامعي كان بداخله الطلاب في ذلك الوقت، يُظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، حدّدته شبكة CNN، شباناً يركضون خارج سكن جامعي في حرم جامعة حلب ويحملون شخصاً مصاباً.
Credit: OMAR HAJ KADOUR/وردت الحكومة السورية بغارات جوية على مدينة إدلب، وهي واحدة من آخر معاقل المتمردين المتبقية وموطن لأكثر من 4 ملايين شخص، وقالت منظمة "الخوذ البيضاء" إن "طائرات التحالف الروسي السوري" قصفت "أحياء سكنية ومحطة وقود ومدرسة في مدينة إدلب"، الجمعة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة ستة آخرين.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي حددتها شبكة CNN الأضرار التي لحقت بمحطة وقود في إدلب. في أحد مقاطع الفيديو، يصور رجل يرتدي سترة صحفية نفسه وهو يجري في محطة وقود مشتعلة بعد غارة جوية، يمسك بيد طفل يصرخ والدم يسيل على وجهه: "أريد والدي، أريد والدي.. لقد احترق بالنار"، يقول الصبي، بينما كان الصحفي يخرجه من محطة الوقود.
Credit: MUHAMMAD HAJ KADOUR/AFP via Getty Images)وقُتل ما لا يقل عن 15 مدنياً، الخميس، بينهم ستة أطفال وامرأتان، وأصيب 36 آخرون في غارات جوية وقصف على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الفصائل في ريف حلب وإدلب، وفقاً لمنظمة الخوذ البيضاء، وهي مجموعة إنقاذ تطوعية، في حين قالت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إن العميد في الحرس الثوري الإيراني، كيومارس بورهاشمي، قُتل أيضًا في المدينة، وفي اتصال هاتفي مع نظيره السوري لمناقشة التصعيد، اتهم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الولايات المتحدة وإسرائيل بـ”إعادة تنشيط” المتمردين، و”أكد على دعم إيران المستمر” للحكومة السورية والجيش السوري.
ويذكر أن الحرب الأهلية في سوريا بدأت خلال الربيع العربي عام 2011 عندما قام النظام بقمع مظاهرات مؤيدة للديمقراطية ضد الأسد، وانزلقت البلاد إلى حرب أهلية واسعة النطاق مع تشكيل قوة متمردة، تعرف باسم الجيش السوري الحر، لمحاربة القوات الحكومية.
Credit: BAKR AL KASSEM/AFP via Getty Images)وتضخم الصراع مع تزايد القوى الإقليمية والقوى العالمية الأخرى، من المملكة العربية السعودية وإيران والولايات المتحدة إلى روسيا، الأمر الذي أدى إلى تصعيد الحرب الأهلية إلى ما وصفه بعض المراقبين بـ "الحرب بالوكالة"، كما تمكن تنظيم داعش من الحصول على موطئ قدم في البلاد قبل أن يتعرض لضربات كبيرة.
ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار العام 2020، ظل الصراع خاملًا إلى حد كبير، مع وقوع اشتباكات منخفضة المستوى بين المتمردين ونظام الأسد.
وقُتل أكثر من 300 ألف مدني في أكثر من عقد من الحرب، وفقاً للأمم المتحدة، ونزح ملايين الأشخاص في جميع أنحاء المنطقة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الروسي الجيش السوري الحكومة السورية المعارضة السورية بشار الأسد حزب الله حلب فصائل المعارضة
إقرأ أيضاً:
ردع العدوان.. عملية عسكرية أطلقتها المعارضة السورية لإبعاد نفوذ النظام عن الشمال
"ردع العدوان"، عملية عسكرية أطلقتها فصائل المعارضة السورية المسلحة في شمال غربي سوريا يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقالت إنها تهدف إلى توجيه "ضربة استباقية لقوات النظام السوري"، وتعدّ أول اختراق لخطوط التماس بين الطرفين في محافظة إدلب منذ الاتفاق "التركي الروسي" لوقف إطلاق النار في مارس/آذار 2020.
وجاءت العملية في وقت شهدت فيه مناطق ريف حلب الغربي اشتباكات وقصفا عنيفا متبادلا بين قوات النظام والمليشيات الإيرانية من جهة، وفصائل "الفتح المبين" من جهة أخرى، في ظل تصعيد قوات النظام قصفها للمناطق المدنية.
واستطاعت "غرفة عمليات الفتح المبين" التي أطلقت العملية الوصول في اليوم الثالث منها إلى تخوم مدينة حلب عاصمة الشمال السوري، والسيطرة على 400 كيلومتر مربع ضمن 56 بلدة وقرية في حلب وإدلب، بحسب إحصاء وكالة الأناضول.
أهداف العمليةوأعلن أهداف العملية العسكرية الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين حسن عبد الغني، قائلا إنها تتجلى في:
كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع مليشياته. الدفاع عن المدنيين في وجه تهديد حشود النظام العسكرية أمنَ المناطق المحررة. إعادة المهجّرين إلى ديارهم. إبعاد نفوذ النظام والمليشيات عن مناطق سيطرة المعارضة بشمال غربي سوريا، والحد من استهدافهم المتكرر لتلك المناطق بالقصف المدفعي والصاروخي. فصائل المعارضة السورية سيطرت في اليوم الأول على 32 قرية ونقطة في ريف حلب الغربي (الأناضول) غرفة عمليات الفتح المبينو"الفتح المبين" هي غرفة عمليات شكلتها "هيئة تحرير الشام" منتصف عام 2019، وتهدف إلى إدارة العمليات العسكرية في مناطق سيطرة "حكومة الإنقاذ السورية" في الشمال السوري في إدلب وأرياف حلب واللاذقية وحماة، وتضمّ عددا من الفصائل السورية المعارضة، أبرزها:
هيئة تحرير الشام: الفصيل الأبرز والأكبر فيها، وهي تكتل عسكري من فصائل مسلحة سورية، تكوّن من اندماج 5 فصائل، وأعلن عن إنشائه في 2017 بعد انطلاق مفاوضات أستانا بين الحكومة السورية والمعارضة، بمشاركة روسية تركية إيرانية، وهي ترفض هذه المفاوضات وتعدّها جزءا من "المؤامرة على الثورة السورية". الجبهة الوطنية للتحرير: وهي اتحاد بين مجموعة من فصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظة إدلب أعلن عنه في أغسطس/آب 2018، بالتزامن مع تهديدات النظام بالهجوم على هذه المنطقة. حركة أحرار الشام: أعلن عن إنشائها عام 2011، وهي تصف نفسها بأنها "حركة إسلامية إصلاحية تجديدية شاملة، وإحدى الفصائل المنضوية والمندمجة ضمن الجبهة الإسلامية". وتقول إنها "تكوين عسكري، سياسي، اجتماعي، إسلامي شامل، يهدف إلى إسقاط نظام الأسد وبناء دولة إسلامية". جيش العزة: يعدّ جزءا من "الجيش الحر" المعارض للنظام السوري، ويتركز في ريف حماة الشمالي كما أنه ينتشر أيضا في اللاذقية، وهو أول الفصائل التي استهدفتها روسيا مع بداية تدخلها في الحرب السورية عام 2015.أحد كبار المستشارين في "الحرس الثوري الإيراني".. مقتل المستشار الإيراني "كيومرث بورهاشمي" المعروف بـ "الحاج هاشم"، خلال المعارك في ريف #حلب pic.twitter.com/cje3XiLOxb
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) November 28, 2024
أبرز المحطاتفي اليوم الثاني من العملية (28 نوفمبر/تشرين الثاني)، أعلنت المعارضة السورية سيطرتها على مقرّ الفوج 46، وبلدة خان العسل الإستراتيجية وعشرات البلدات والقرى الأخرى، مما أدى إلى قطع الطريق الدولي "حلب دمشق"، كما هاجمت مطار النيرب شرقي حلب حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.
وأعلنت وكالة تسنيم الإيرانية عن مقتل أحد كبار المستشارين الإيرانيين القيادي في الحرس الثوري العميد كيومارس بورهاشمي، المعروف بالحاج هاشم، في حلب في أثناء هجوم شنّه مسلحو المعارضة السورية.
وحسب الحرس الثوري، فإن القيادي الإيراني هو أحد "المستشارين العسكريين في العراق وسوريا"، وكان من قدامى الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).
وقال مصدر عسكري سوري إن تقدم فصائل المعارضة المسلحة ساعدها في التمركز على مسافة 10 كيلومترات تقريبا من وسط مدينة حلب، وعلى بعد كيلومترات قليلة من بلدتي نُبّل والزهراء اللتين تعدّان خط دفاع عن المدينة، وتتمركز فيهما مجموعات مسلحة موالية لإيران.
وفي اليوم الثالث (29 نوفمبر/تشرين الثاني)، أعلنت المعارضة السورية دخول أول أحياء مدينة حلب، وأكدت سيطرتها على عشرات البلدات والقرى بعد معارك ضارية مع الجيش السوري وحلفائه استغرقت 36 ساعة.
وأضافت أن مقاتليها سيطروا على مركز البحوث العملية في حلب الجديدة، وباتت تبعد عن وسط المدينة كيلومترين فقط. كذلك أعلنت المعارضة سيطرتها على بلدة كفر حلب الإستراتيجية غربي المدينة، وعلى مواقع إستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وأعلن النظام السوري في ذلك اليوم وصول تعزيزاته التي أرسلها إلى مدينة حلب، وقالت وزارة الدفاع السورية إن قواتها تتصدى للهجوم، وإنها كبّدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وتحدثت المعارضة عن مقتل أكثر من 200 عنصر وإصابة مئات آخرين من الجيش السوري، إضافة إلى أسر ما لا يقل عن 20 عنصرا، والاستيلاء على دبابات ومدرعات، بينما أفادت تقارير بأن الفصائل المسلحة تكبّدت بدورها أكثر من 100 قتيل.