الأول في التوجيهي بالمفرق: تفوقي اجتهاد شخصي بعد التوفيق من الله
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
شديفات يحصل على معدل 99.25% بالتوجيهي ويهدّي نجاحه لوالديه
حصد الطالب عمر شديفات المرتبة الأولى على مستوى محافظة المفرق في الفرع العلمي، بمعدل 99.25 بالمئة.
اقرأ أيضاً : الأولى في الطفيلة لـ"رؤيا": توقعتُ معدلي و سأدرس الطب البشري
وقال شديفات في حديثه لـ "رؤيا"، الأربعاء، إنه يطمح لدراسة الطب في الأردن، عوضاً عن السفر خارجاً.
وأضاف أن نجاحه في التوجيهي جاء من اجتهاد شخصي بعد التوفيق من الله والمثابرة والتعب والسهر.
واهدى الطالب عمر نجاحه في الثانوية العامة لوالديه، اللذين بذلا جهداً لتحقيق هذا الإنجاز الذي كانوا يطمحون إليه.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: التوجيهي أوائل التوجيهي المفرق
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبة
يقول تعالى في سورة العصر: “وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر”.
يقول الشافعي رحمه الله عن هذه السورة: “لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم”.
ففي ثلاث آيات يبين الله المبادئ التي قامت عليها حياة البشر، والدستور الذي على الإنسان اتباعه في جميع الدهور، وهو مختصر بثلاثة عناصر تُتّبع مجتمعة: الإيمان، والعمل الصالح، والتناصح بالحق وبالصبر.
في سورة التين بيان لهذا المنهج مرة أخرى، ففي قوله تعالى: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ . ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ .إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ”.
هكذا هو الإنسان إذن، أراده الله أن يكون المخلوق الأرقى، فخلقه متميزا عن كل مخلوقاته الحية الأخرى، بأنه أسس على أجمل صورة، وقدراته هي الأعظم، وإمكانياته هي الأعلى، يولد وينشأ ويترعرع، وعندما يبلغ أشده يكون قد بلغ قمة الإكتمال في كل شيء.
عندها يبدأ التكليف، ويكون مطالبا بتحمل المسؤولية وأخذ الدور الذي من أجل الإضطلاع به منح كل تلك التفضيلات والمزايا، وهذا الدور هو الأمانة التي قبل الإنسان حملها فيما أبت كل مخلوقات الله الأخرى (الحية والجمادات) حملها، إشفاقا وخوفا من عدم القدرة على حمل المسؤولية.
ماهي هذه الأمانة؟.
إنها استعمال العقل (الأداة الثمينة التي يتميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية)، استعمالاً يتوافق مع ما وجد من أجله، ويتمثل ذلك بالإيفاء بالمتطلبات التالية:
الأول: الدور الأساسي الذي وجد من أجله وهو تشغيله في التدبر والتفكر للإستدلال على وجود الخالق من آياته الكونية والتكوينية والقرآنية، ومتى ما عرف وجود الله استدل على صفاته العلية من أفعاله وكمال صنعه، فعبده، والمعبود متبع، لذا يستجيب لأوامره ونواهيه لأنه عرف أنها تهدف لنفعه ودفع الضرر عنه، والمعبود عن قناعة محبوب، لذا يسعى العابد لنيل رضاه ويحرص على عدم إغضابه، وهذا هو التقوى، والذي يكافئ الله عليه بالجنة، لكن التفاوت في نيل الدرجات فيها يحدده حجم الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان خالصة لوجه الله.
الثاني: في جلب الخير لنفسه وغيره، فيبتكر حلولا لمشكلات الناس، ويكتشف علاجات لأمراضهم وأوجاعهم، ويخترع أدوات تسهل عليهم الحياة، هؤلاء إن لم يحققوا المتطلب الأول، فكان جهدهم بهدف كسب المال والمجد، أنالهم الله ذلك في الدنيا، لكنهم لا ينالون عليه أجراً في الآخرة: “فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ”، أما الذين حققوا المتطلب الأول فعرفوا الله وعبدوه واتقوه، فهم يوظفون ثمرات عقولهم ونتاج ابتكاراتهم لنفع أنفسهم والناس وفي مرضاة الله والتقرب إليه، ووفق ما شرعه، وهؤلاء ينالون خير الدنيا وثواب الآخرة: “وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ” [البقرة:200-202].
أما المتطلب الثالث للإيفاء بالأمانة فهو في المحافظة على التوازنات البيئية والقوانين الطبيعية التي وضعها الله لدوام الحياة، وعدم العبث بها، لأن ذلك إفساد للنظام الدقيق المتوازن، ويلحق الضرر بالكائنات التي خلقها ونظم علاقاتها ببعضها بشكل مثالي.
يبقى السؤال: لماذا ورد خسران الإنسان في سورتي العصر والتين باختلاف في التفصيل؟.
في سورة التين جاء بيان أن الإنسان يخلقه الله كاملا وفي قمة الإبداع خِلقة وقدرات وإمكانيات، لكن كل ذلك بالموت يزول، والى الهوان تحت التراب يؤول، بانتظار يوم الحساب، عندئذ يستثنى من هؤلاء من يستعيد مجده في الحياة الثانية بسبب أنه من الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الدنيا، فيما يبقى الآخرون في الهوان المقيم.
أما في سورة العصر فعالجت هذه المسألة من ناحية أخرى، فذكرت أن هذا الإنسان المكرّم بذلك الكمال، لا يدوم له ذلك وإنما يخسره، فينقص عمره المحدود كل دقيقة، وتتناقص قدراته وإمكانياته مع كبره في السن، لكن من لا يخسر هو الذي يستثمر ذلك، فكل نقصان في العمر والصحة لا يضيع سدى على من كان مؤمنا وعمل الصالحات وتعاون مع غيره فأسدى النصح له وتقبله منه، وتناصحهم المخلص المتبادل هذا يكون بالثبات على المبدأ الحق، والصبر على الإبتلاء.