موقع 24:
2024-11-30@06:40:20 GMT

زمن إيران انتهى في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

زمن إيران انتهى في الشرق الأوسط

قبل أن يتم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان كانت حركة حماس قد انسحبت من المفاوضات. ألأن تلك المفاوضات لم تعد ضرورية أم لأن حماس قدّرت أن أي نتيجة لن تكون لصالحها أبدا؟

قسمة الحروب أن يكون هناك منتصر ومهزوم.
ذلك ما لا تعترف به حركة حماس ويشاركها حزب الله في ذلك الرأي الاجتراري بالرغم من أن الوقائع المأساوية على الأرض تؤكد أن المسألة تتخطى زهو النصر وانكسار الهزيمة.

ما الذي يمكن أن يجنيه الفلسطينيون من اعتراف حماس بالهزيمة، كذلك ما الذي يمكن أن يجنيه اللبنانيون من اعتراف حزب الله بعد أن سُمح للمجرم الإسرائيلي بتنفيذ مشروعه كاملا وبموافقة عالمية؟
وبغض النظر عن المراهقة السياسية التي صارت جوهرا في التفكير لدى شرائح تمكنت منها كذبة إيران في وحدة الساحات فإن ما لم يُر بعد من فصول المأساة هو أكبر مما ظهر في الصور التي طافت بها وسائل الإعلام العالم وكانت وستظل شاهدة على مجزرة نُفذت برضا وقبول عالميين، ناهيك عن أن المسؤول الأول عن تلك المجزرة قد تمت إدانته ووافقت الكثير من الدول على قرار تسليمه إلى المحكمة الجنائية إذا ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
فاجعة حزب الله بفقد قيادته لا يمكن التستر عليها كما أن حماس غدت بطريقة أو بأخرى تقاتل على أرض محروقة وإسرائيل من جهتها لا تشعر بخطر ما يفعله الحوثيون والعراقيون بوجود ضمانات أميركية
هناك تناقض بين ما يقوله العالم وما يفعله.
علينا أن نكف عن الحديث الممل عن ذلك التناقض ونذهب إلى الواقع الذي انتهت إليه الجبهة المقابلة التي قُدر للضحايا أن يقعوا تحت مظلتها من غير أن يرغب الكثير منهم أن يقفوا في ذلك المكان الذي انزلق بهم إلى الهاوية.
المقصود هنا حركة حماس وحزب الله.
بعد أن اكتملت فصول المأساة وحقق بنيامين نتانياهو هدفه في إنجاز واحدة من كبرى المجازر في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والتي ستسجل اسمه في قائمة كبار مجرمي العصر خفت صوتا حماس وحزب الله. لا يخدعنكم ذلك الرقص المجنون بصحبة الرصاص الذي قام به بعض مراهقي حزب الله تعبيرا عن فرحهم بالنصر. لقد استسلم الحزب لقدره فسلم مصيره لواحد ممن ليسوا من صقوره وهو نعيم قاسم الذي لن تجرؤ إسرائيل على اغتياله خشية أن تتهم بالبله والغباء. أما حركة حماس فإنها بعد يحيى السنوار زعيمها الأخير لم تعين زعيما جديدا. هل تشعر بعدم الحاجة إلى ذلك أم أن زعماءها في قطر قد نأوا بأنفسهم عن موت مؤكد؟
يا لحيرتنا مع الأسئلة التي لن تجد مَن يجيب عليها.
تؤكد النظرية أن الدخول إلى الحرب أمر يسير ولكن الخروج منها لن يكون ميسرا. وبالرغم من بساطتها فإن النمط المقاوم الذي اخترعته إيران لا يؤمن بها ولا يتصرف بموجبها.

لقد دخلت حماس الحرب في انتظار رد إسرائيلي محدود تعقبه مفاوضات لتبادل الأسرى. ذلك ما جرى غير مرة في السنوات السابقة. أما حزب الله فقد دخل الحرب وفي جعبته لائحة انتصاراته على الدولة والشعب اللبنانيين وكان على يقين من أن إسرائيل ستنزلق إلى حرب على لبنان، سيكون من شأنها أن تستنهض العالم لمحاولة وقفها دفاعا عن سيادة لبنان وسلامة شعبه.
كانت إيران قد خططت فيما تكفلت حركة حماس وحزب الله بالتنفيذ. هل فعلت إيران ذلك من أجل القضية الفلسطينية؟ ذلك سؤال محرج ستجيب عليه إيران بنفسها فيما بعد حين ظلت تردد بأن شيئا من التنسيق لم يحدث معها. ذلك الموقف السلبي لم يتعامل معه جمهور حماس وحزب الله بطريقة عقلانية بل ظل مؤمنا بالكذبة الإيرانية التي تقول بوحدة ساحات المقاومة وهو ما سعت إيران إلى تغذيته من خلال صواريخ ومسيرات الحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق.
ولكن فاجعة حزب الله بفقد قيادته لا يمكن التستر عليها كما أن حماس غدت بطريقة أو بأخرى تقاتل على أرض محروقة وإسرائيل من جهتها لا تشعر بخطر ما يفعله الحوثيون والعراقيون بوجود ضمانات أمريكية بأن ذلك الخطر لن يستمر طويلا. فهل يشعر الفلسطينيون الآن بأنهم خُدعوا وأن غزة التي تُركت وحيدة لن تكون مرة أخرى مسألة إنسانية يتدخل العالم من خلال تبرعاته لإغاثتها وإعادة إعمارها؟ ذلك سؤال مدمر سيُعلق على حبل الشرق الأوسط الجديد الذي سُمح لإسرائيل بأن تكون سيدته.
ذلك جبل من الأخطاء سيكون على شعوب المنطقة أن تفكر في تفكيكه والانتهاء منه من أجل العبور إلى الضفة الأخرى وهي الضفة التي لن تظللها راية إيران. سيختفي شبح إيران في اللحظة التي يتأكد فيها أتباعها من أن لا شيء يجمعها بهم وهو ما صار واقعا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران حماس وحزب الله حرکة حماس حزب الله

إقرأ أيضاً:

لافروف: الوضع في الشرق الأوسط مستمر في التدهور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الوضع في الشرق الأوسط مستمر في التدهور، وامتداد المواجهة إلى لبنان والدول المجاورة الأخرى، كل هذا نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية.
وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا جازيتا"، الروسية نقلتها وكالة الأنباء الروسية "سبوتنك" اليوم /الأربعاء/: "الوضع في الشرق الأوسط مستمر في التدهور وأودت الجولة الحالية بحياة عشرات الآلاف، وامتدت إلى لبنان والدول المجاورة الأخرى. كل هذا هو نتيجة مباشرة لسياسة إسرائيل العدوانية والعسكرية ورغبة واشنطن في تقييد مهام الوساطة والتضحية بالقرارات التوافقية لمجلس الأمن الدولي".
وأشار إلى أن "رغبة إسرائيل في ضمان الأمن على حساب وأمن الآخرين بدعم لا لبس فيه من الولايات المتحدة، هو مشروع عقيم وخطير للغاية، بالنظر إلى العواقب التي ستترتب على هذه المأساة على موقف العالم الإسلامي تجاه إسرائيل، لسنوات عديدة مقبلة".
وأضاف أن "المفتاح لتحسين الوضع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان، لا يمكن أن يكون إلا تطبيع الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والجميع يدركون ذلك، ولكن تبني مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لقرار قوي حقا يطالب بوقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة، تم عرقلته مرارا وتكرارا من قبل الولايات المتحدة".
وأوضح لافروف أنه "في العمل على تحقيق هذا الهدف لا بد من التركيز أولا على رأي دول المنطقة، وليس على أولئك الذين يحاولون إملاء شروطهم من الخارج، وهذا لا ينطبق على القضية الفلسطينية فحسب، بل على حالات الأزمات الأخرى في مختلف مناطق العالم".
 

مقالات مشابهة

  • إيران تجتمع مع الترويكا الأوروبية لتخفيف التوترات في الشرق الأوسط
  • نيويورك تايمز: هل غيّر عام من الحرب حزب الله؟
  • نتنياهو .. من تغيير “الشرق الأوسط” إلى استجداء عودة المستوطنين
  • بايدن: أعتقد أننا سنحقق مزيدا من التقدم فى الشرق الأوسط
  • غارديان: لا سلام في الشرق الأوسط من دون سلام في غزة
  • نتنياهو .. من تغيير الشرق الأوسط إلى استجداء عودة المستوطنين
  • ماذا بقي لوكلاء إيران في الشرق الأوسط؟
  • إيران المفاوض الخفي في ملف لبنان .. ما هو “لغز” تصريح أسامه حمدان الذي “ينعى” وحدة الساحات؟
  • لافروف: الوضع في الشرق الأوسط مستمر في التدهور