ما بين السطور في بيان فصائل المعارضة السورية ووضع حلب.. خبير دفاعي وأمني يوضح لـCNN
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
(CNN)—عقّب المحلل والزميل بمعهد الخدمات المتحدة الملكي لدراسات الدفاع والأمن، اتش أي هيلر، على التطورات التي تشهدها مدينة حلب السورية مع تقدم فصائل المعارضة السورية ودخول المدينة لأول مرة منذ العام 2016، وفقا لما أكدته شبكة CNN.
وعقّب هيلر على بيان الفصائل الأخير، بمقابلة مع CNN، حيث قال: "أعتقد أنهم واضحون جدًا، إنهم لا يعتزمون التوقف ببساطة عند ما وصلوا إليه حتى الآن، الأمر لا يتعلق فقط بالسيطرة على الأراضي التي سيطروا عليها في الأيام القليلة الماضية".
وتابع قائلا: "الأمر سيكون حول التوسع والتوسع أكثر، بطبيعة الحال، سيحاول نظام بشار الأسد السوري إعادة تجميع صفوفه، لكن، القوة القتالية للجيش السوري ليست الأفضل، ولم يعد بإمكانهم الاعتماد على حزب الله، ولا بالقدر نفسه الاعتماد على النظام الإيراني، من أجل تعزيز قواتهم".
وأضاف: "السؤال المطروح هو: ما مدى السرعة التي يمكن بها للمتمردين السوريين التحرك فعلياً قبل أن تحاول الدول المحيطة والقوى الخارجية وضع شيء من التجميد عليهم؟ وأعتقد أنهم سيحاولون، في مرحلة ما، وضع شيء من التجميد، لأن هذه مجموعة من الأحداث المزعزعة للاستقرار بشدة، لذلك، أعتقد أنك ستشاهد دولًا في المنطقة تحاول المضي قدمًا فيما يتعلق بنوع من المسار الدبلوماسي، ولكنني أعتقد أن المتمردين السوريين سيذهبون إلى أبعد ما يستطيعون، وبأسرع ما يمكن، وستحاول بلدان أخرى مواكبة ذلك".
واستطرد قائلا: "لا يزال النظام السوري لا يحظى بشعبية كبيرة بين قطاعات كبيرة من الشعب السوري، وبطبيعة الحال، فهو يتمتع أيضًا بشعبية في مناطق أخرى أيضًا، ولكن هناك معارضة وكراهية عميقة الجذور تجاهه، وقد تمكن من السيطرة على أجزاء كبيرة من سوريا نتيجة الدعم الخارجي بصراحة، من حيث حزب الله، من حيث النظام الإيراني أيضاً".
وأردف: "ما رأيناه خلال الأشهر الأخيرة هو ’محور المقاومة‘، الذي يُظهر حقًا أن قوته في الواقع ليست كما اعتبرها الناس، وأعتقد أن هذا الهجوم بالذات فرصة للمتمردين السوريين لاستعادة بعض الأراضي في سوريا، في حين يتم قصف حزب الله والغزو والهجوم الإسرائيلي في لبنان، في حين يحاول الإيرانيون ببساطة التمسك باستقرار النظام داخل إيران نفسها".
وختم: "أعتقد أنها الحظة المناسبة التي حركّتهم (فصائل المعارضة)، وأعتقد أنك سترى الكثير من الناس متحفظين للغاية بشأن توقعاتهم من الآن فصاعدًا لأنه في الواقع، لا أعتقد أن أي شخص يعرف إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا الأمر".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش السوري المعارضة السورية النظام السوري بشار الأسد حزب الله حصريا على CNN حلب أعتقد أن
إقرأ أيضاً:
هل تقوم الحكومة السورية بحذف الأصفار من الليرة؟ جدل متصاعد
تصاعدت النقاشات حول تطبيق سياسة حذف أصفار من العملة السورية، في الأوساط الاقتصادية، في ظل التضخم النقدي الذي تعاني منه الليرة السورية، والدعوات لاستبدالها وخاصة الأوراق النقدية منها التي تحمل صور الرئيس الراحل حافظ الأسد، وابنه الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكان النقاش قد سياسة حذف الأصفار من العملة السورية، قد تجدد بعد حديث مصادر مسؤولة" من "مصرف سوريا المركزي" عن توجه الحكومة السورية نحو استبدال العملة، من دون أن تستبعد حذف ثلاثة أصفار من قيمة العملة، بحيث تساوي الألف ليرة سورية حالياً، ليرة واحدة من العملة الجديدة.
غير قادرة على القيام بوظيفتها
ويرى الأكاديمي والخبير المالي، يحيى السيد عمر، أنه لا يمكن الاعتماد طويلاً على الليرة السورية في وضعها الراهن، مفسراً ذلك بأسباب، أولها أنها تحمل صور النظام المخلوع، وثانيها أن الليرة غير قادرة على القيام بوظائفها بشكل تام، بسبب التدني الكبير في القيمة.
ويعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن استبدالها بعملة جديدة من "الأولويات الاقتصادية والضرورية لاستقرار النظام النقدي".
ويلفت السيد عمر إلى وجود تجارب دولية عديدة يمكن الاستفادة منها، مثل تجربة تركيا التي حذفت 6 أصفار من عملتها، بحيث أصبح كل مليون ليرة تركية يعادل ليرة واحدة، وقال: "هذا الأمر لا يؤثر أبدا على الحقوق والالتزامات المالية سواء للحكومة أو للشركات أو للأفراد".
لكن، وفق الخبير المالي، لا بد قبل البدء باستبدال العملة من توفر جملة شروط، أهمها الاستقرار الاقتصادي ومعالجة التضخم، لأن الاستبدال في ظل معدلات تضخم مرتفعة، يعني أنه وبعد سنوات قد تفقد الليرة الجديدة قيمتها، وقال: "بذلك نعود لذات المشكلة، لذلك من الضروري كخطوة أولى وضع سياسات نقدية واضحة لمعالجة التضخم، وعندما يصل لمستويات مقبولة ممكن حينها البدء باستبدال الليرة".
ويقول السيد عمر، أما بخصوص عدد الأصفار المطلوب حذفها من الليرة، هذه القضية تعد قضية فنية واقتصادية، وتحتاج لدراسات معمقة، وتحديد القيمة الحقيقية التي استقرت عندها الليرة قبل قرار الاستبدال، ولكن وبشكل عام، يبدو منطقياً أن يتم حذف ثلاثة أصفار، مختتماً: " لا بد من دراسة دقيقة ومعمقة لواقع السوق النقدي في الدولة".
خيار استراتيجي
من جهته، يصف الباحث الاقتصادي يونس الكريم، سياسة حذف الصفر من العملة بـ"الخيار الاستراتيجي" في سوريا، لمواجهة تداعيات التضخم والخلل في النظام المالي.
ويكمل في حديثه لـ"عربي21" بقوله "لكن على الرغم من أن الإجراء يبدو من منظور تبسيطي وسيلة لتعزيز الثقة بالنظام النقدي وتسهيل المعاملات، فإن تطبيقه على أرض الواقع يحمل العديد من الأبعاد".
ويوضح الكريم، أنه فضلاً عن الكلف العالية لاستبدال شكل العملة عند حذف الأصفار، فإن العملية تتطلب إعادة تنظيم شاملة للأسعار والرواتب، وإخراج العملة القديمة من التداول تدريجيا، وقد تترتب على هذه العملية تكاليف تشغيلية وتنظيمية هائلةً قد تثقل كاهل النظام الاقتصادي السوري،
وتحرفه من تركيزه نحو تنشيط الاقتصاد.
من جهة أخرى، فإن حذف الصفر له تأثيرات جيوسياسية تتمثل في تراكم مبالغ نقدية ضخمة لدى التجار بالخارج، ما يُضاعف الضغوط الخارجية على النظام المالي السوري، بحسب الكريم الذي حذر من زيادة تعقيد استقرار السياسات النقدية وإضعاف الثقة في النظام مع احتمالية تحولات اقتصادية مستقبلية.
إعادة هيكلة الاقتصاد
في المقابل، يستبعد الباحث الاقتصادي أدهم قضيماتي أن تقدم الدولة السورية على تطبيق سياسة حذف الأصفار، قبل الانتهاء من إعادة هيكلة الاقتصاد، ويقول لـ"عربي21": "إن لم يتم تعريف أساسيات اقتصادية مثل دور المصرف المركزي، ومعرفة قيمة الليرة السورية الحقيقية أمام العملات الأجنبية، لا يمكن طباعة عملة جديدة وحذف أصفار".
ويوضح أن الاقتصاد السوري لا زال يكتنفه الغموض، ومن غير المعروف حتى الآن شكل الاقتصاد وحجمه، وبالتالي فإن القرار مستبعد لعام على أقل تقدير.
من جهة آخرى، أشار قضيماتي إلى "العقوبات" المفروضة على سوريا، وعرقلة ذلك لطباعة العملة الجديدة، فضلاً عن عدم تحمل الخزينة السورية لتكلفة طباعة العملة السورية الجديدة.
مجازفة
في السياق ذاته، حذر المراقب المالي منذر محمد من "المجازفة" التي قد يسببها أي قرار غير مدروس على الاقتصاد السوري، وقال لـ"عربي21" إن "حذف الأصفار قبل التعافي الاقتصادي، وقبل تحرك عجلة الإنتاج، يمكن أن يؤدي إلى تكرار مسلسل هبوط قيمة العملة".
واعتبر أن "سياسة حذف الأصفار من الليرة تبدو ضرورية، لكن لا يعني ذلك أن تُطبق في القريب، بل بعد دخول الاستثمارات، وانتعاش الاقتصاد السوري".
يذكر أن الليرة السورية خسرت أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام العملات الأجنبية منذ العام 2011.