تتصاعد وتيرة الاشتباكات في سوريا، حيث يشهد شمال البلاد معارك عنيفة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، مع تركيز القتال في محافظتي حلب وإدلب. 

ووفقًا للتقارير، استعادت الفصائل المسلحة السيطرة على 64 قرية وبلدة في ريفي حلب الغربي والجنوبي منذ اندلاع القتال يوم الأربعاء الماضي، فيما يواصل الجيش السوري تعزيز قواته للتصدي للهجوم الكبير.

تطورات ميدانية: خسائر وتقدم

أعلن الجيش السوري عن تكبيد المسلحين خسائر فادحة، بما في ذلك تدمير عشرات الآليات والطائرات المسيرة، وأكد نجاحه في استعادة نقاط استراتيجية في ريفي حلب وإدلب. 

من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل المسلحة تمكنت من التوغل لمسافة 8 كيلومترات داخل حلب، وصولًا إلى أطراف حيي الحمدانية وحلب الجديدة، مستعينة بهجمات انتحارية بسيارتين مفخختين.

التصعيد يأتي بعد قطع الفصائل المسلحة طريق M5 الاستراتيجي، مما دفع وزارة الدفاع السورية لإرسال تعزيزات إضافية من خلال محور خناصر، بما في ذلك قوات من ألوية موالية لإيران.

تدخلات دولية وتعزيزات عسكرية

الطيران الروسي كثف غاراته الجوية على إدلب وريفها، إذ نفذ 23 غارة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأعلنت روسيا أنها بدأت نقل أسلحة ثقيلة من قاعدتها في عين العرب، مؤكدة دعمها لاستعادة السيطرة الحكومية على حلب في أقرب وقت. 

في الوقت ذاته، صرحت إيران بأن الهجمات الأخيرة في سوريا تقف وراءها إسرائيل وأميركا، في أول تعليق لوزير خارجيتها حول التصعيد.

الوضع الإنساني: نزوح وتحذيرات

مع تصاعد القتال، نزح أكثر من 14 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة. 

وأجبر القصف العنيف طلاب جامعة حلب على مغادرة المدينة الجامعية، وسط تقارير عن استهداف منشآت مدنية.

وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية إذا تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي، حيث تتحكم هذه البلدة في طريق حلب-دمشق السريع.

حصيلة القتلى

وفقًا للمرصد السوري، ارتفع عدد القتلى منذ بدء الاشتباكات إلى 277 شخصًا، بينهم 156 من الفصائل المسلحة و93 من القوات الحكومية، في حين تستمر المعارك وسط تبادل مكثف للقصف الصاروخي والمدفعي.

تداعيات خطيرة وتصعيد مستمر

تشير هذه التطورات إلى واحدة من أعنف جولات القتال منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011، مما يعيد إشعال الصراع في شمال البلاد ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني. 

ومع استمرار تعزيزات الأطراف المتصارعة، يبدو أن المشهد في حلب وإدلب مرشح لمزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا حلب إدلب المزيد المزيد الفصائل المسلحة حلب وإدلب فی حلب

إقرأ أيضاً:

معارك الفاشر.. سيناريوهات منتظرة

تخوض الفاشر معارك مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط دعوات لفك الحصار عن المدينة. يحشد الطرفان قواتهما، بينما تتحرك تعزيزات عسكرية نحو دارفور. تتباين المواقف بين دعم الجيش وانتقاده، وسط اتهامات للقوات المشتركة بالمحاباة. يبقى مصير الفاشر معلقًا بين استمرار القتال أو حلول سياسية غير مضمونة..

التغيير: الخرطوم

“فك الحصار عن الفاشر” وسم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يوجه مناشدة إلى قيادة الجيش السوداني لإنقاذ المدينة التي خاضت حتى الآن 180 معركة ضد قوات الدعم السريع.

المعارك المتواصلة أسفرت عن سقوط المئات من المدنيين والعسكريين، وسط تساؤلات حول مدى قدرة المدينة على الصمود، في ظل انتظار تدخل حاسم من الجيش لتحويل المعركة من الدفاع إلى الهجوم، فيما يستمر الدعم السريع في حشد قواته للسيطرة على المدينة التي استعصت عليه لمدة عام كامل.

سباق عسكري نحو الفاشر

كشفت صفحات تابعة للدعم السريع عن تعليمات صدرت لمنسوبيهم في جميع ولايات دارفور، إضافة إلى ليبيا وإفريقيا الوسطى وتشاد، للتوجه نحو الفاشر في أكبر عملية تعبئة عسكرية لدخول المدينة.

في المقابل، أكد مصدر لـ”التغيير” أن زحف القوات المشتركة سيبدأ قريباً من الخرطوم والجزيرة نحو الفاشر لفك الحصار، ومن ثم التقدم نحو بقية ولايات دارفور.

وبحسب المصدر ذاته، فإن القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، منح الضوء الأخضر للقوات المشتركة للتحرك غرباً، حيث بدأت هذه القوات بالانسحاب من وسط البلاد والتوجه إلى الفاشر، تمهيداً لبدء عمليات تحرير نيالا والجنينة.

وأضاف المصدر أن أولى التحركات العسكرية انطلقت الأربعاء، نهاية يناير، من ولاية نهر النيل باتجاه فاشر السلطان.

تحركات واستعدادات عسكرية

رئيس حزب التحرير والعدالة، بحر إدريس أبو قردة، أكد أن الدعم السريع يعتمد على “الخطة ب”، التي تستهدف السيطرة على الفاشر، داعياً القائد العام للجيش إلى تحريك ثلاث وحدات عسكرية فوراً لمنع سقوط المدينة.

وقال أبو قردة: “يجب أن تتحرك القيادة العامة اليوم قبل الغد، مع تشكيل غرفة عمليات خاصة بالفاشر يقودها البرهان بنفسه خلال الساعات المقبلة، لقطع الطريق أمام المخطط الكبير الذي يستهدف المدينة”.

وأضاف: “وصلتنا معلومات خطيرة عن تحركات ومؤامرات تحاك ضد الفاشر، ولا نريد أن تضيع الانتصارات التي تحققت، خاصة بعد أن أصبح النصر الكامل قريباً”.

مواقف متباينة حول مستقبل الفاشر

من جهته، أكد القيادي بحركة العدل والمساواة، الشفيع محمد أحمد، لـ”التغيير”، ثقته في الجيش السوداني ودعمه الكامل للقوات المشتركة والفرقة السادسة بالفاشر.

وقال: “الترويج لفكرة تخلي الجيش عن المشتركة لإضعافها مجرد دعاية لأنصار الدعم السريع، الذين فشلوا في اختراق دفاعات المدينة، حيث تكبدوا خسائر كبيرة أمام القوات المشتركة والمستنفرين والجيش”.

وتابع الشفيع: “لقد خرجنا من موقف الحياد بإرادتنا بعد الانتهاكات المتكررة التي مارستها المليشيات ضد المدنيين. كنا نعلم أن المعركة صعبة، لكن الوقوف مع الحق مسألة أخلاقية ودينية. سيطرة الدعم السريع على الفاشر تعني قيام حكومة متسلطة وعنصرية، ونحن لن نسمح بذلك”.

جدل حول دور القوات المشتركة

الكاتب والمحلل السياسي، جمعة عيسى، اتهم القوات المشتركة بأنها “قبضت الثمن” من الجيش للقتال ضد الدعم السريع، مشيراً إلى أن موقفها الحيادي السابق كان مجرد انتظار لمعرفة من سيدفع لها أكثر، حسب قوله.

وقال عيسى: “الدعم السريع رفض دفع الأموال للمشتركة، لأن المعركة بالنسبة له معركة استعادة الديمقراطية والتخلص من الكيزان، فاختارت المشتركة التحالف مع الجيش بعد أن قبضت الثمن. لكن الجيش قد يتخلى عنها قريباً، وحينها لن يكون لها وجود عسكري على الأرض بسبب طاحونة المعارك التي ستلتهمها”.

وأضاف: “هؤلاء مجرد طلاب سلطة، ليس لديهم مبادئ. قاتلوا الإسلاميين سابقاً تحت شعار الحرية والعدالة، لكنهم الآن يتحالفون معهم من أجل المناصب. حتى لو انتصر الجيش، فلن يكون لهم سوى الفتات”. حسب تعبيره.

مواقف متضاربة حول الإمداد العسكري

العميد (م) محمد يوسف سخر من الحديث عن عدم تقديم الجيش إمدادات للقوات المشتركة وتركها تواجه الدعم السريع بمفردها.

وقال: “معظم جنود وضباط الجيش الذين انسحبوا من نيالا والضعين وزالنجي والجنينة انضموا إلى الفرقة السادسة بالفاشر وخاضوا معها أكثر من 180 معركة. استشهد البعض، وأصيب آخرون، لكنهم لا يزالون صامدين”.

وأضاف: “الإمدادات العسكرية لم تتوقف، وهناك إسقاط جوي وغارات لسلاح الطيران، كما أن القيادة العسكرية ستنفذ عمليات التطهير بالفاشر، تماماً كما حدث في العاصمة الخرطوم. العملية بدأت بالفعل من أم روابة، وسيتم فك الحصار قريباً”.

وحول مستقبل القوات العسكرية في دارفور، أكد يوسف أن فكرة “القوات الموازية” لن تتكرر بعد القضاء على الدعم السريع، مشيراً إلى أن قيادات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش تدرك أهمية وجود جيش واحد في البلاد.

مقترحات لحل النزاع في الفاشر

الكاتب جمعة عيسى حمل القوات المشتركة مسؤولية الوضع الحالي في الفاشر، مؤكداً أن المعارك قد تستمر لسنوات.

وقال: “هناك حل كان يمكن تطبيقه، وهو مقترح الجبهة الثورية بسحب الجيش والمشتركة من الفاشر وتسليمها لقوى محايدة. الجيش وافق، لكن المشتركة رفضت بحجة أن خروج الجيش سيفتح الباب أمام انفصال دارفور”.

وتابع: “الواقع على الأرض يؤكد أن دارفور لا تزال جزءاً من السودان، رغم انسحاب الجيش من أربع ولايات. هذه الحرب قد تطول، لكن حسمها لن يكون سهلاً لأي طرف”.

الوسومحرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشر

مقالات مشابهة

  • مسؤولون أوكرانيون لـCNN: قوات كورية الشمالية انسحبت من الخطوط الأمامية بسبب الخسائر الفادحة
  • فلسطين.. اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس
  • فصائل تعيد النظر بـانسحاب القوات الأمريكية.. كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المتغيرات؟
  • فصائل تعيد النظر بـانسحاب القوات الأمريكية.. كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المتغيرات؟ - عاجل
  • آلاف السوريين يشاركون في احتفالات النصر بحمص وإدلب
  • مفوضية حقوق الإنسان: نزوح الفلسطينيين في أكثر من اتجاه على مدار 15 شهرًا خلف وضعًا إنسانيًا كارثيًا
  • معارك الفاشر.. سيناريوهات منتظرة
  • فلسطين.. اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال محاصرة منزل جنوب طولكرم
  • أردوغان لـ الشرع: نقف بجانب الشعب السوري والارتقاء بالعلاقات الثنائية
  • بالأسماء.. الفصائل المسلحة التي «حلّت نفسها» وشاركت بـ«مؤتمر النصر» في سوريا