النائب علاء عابد يكتب: العرب الأمريكيون.. أبرز فريق «ترامب»
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
خلال اجتماع انتخابي لحملة دونالد ترامب في ولاية ميتشيجان، نهاية أكتوبر الماضى، وقبل أيام قليلة من يوم الحسم في الانتخابات الأمريكية، اعتلى منصة المتحدثين عدد من ممثلى العرب والمسلمين في الولاية، ليفجروا مفاجأة لم يتوقعها أغلب المراقبين السياسيين، وهي، «العرب يساندون ترامب» و«مسلمون مع ترامب»، كانت هذه بعض الشعارات التي رفعها الحاضرون بقوة في ذلك الاجتماع الانتخابي، الذي أنهى احتكار الحزب الديمقراطي لأصوات الأمريكيين من أصول عربية.
ويعود هذا التحول الكبير إلى الاتفاق في المواقف السياسية، بين العرب الأمريكيين من جهة، وجمهور المحافظين الأمريكيين من جهة أخرى، حول دعم قيم الأسرة، وحماية الأطفال في المدارس، والمحافظة على فطرتهم وبنيتهم النفسية.
ومن هنا بدأ فريق الرئيس الأمريكي المنتخب يتوجه للاعتماد على أمريكيين من عائلات عربية مهاجرة، وحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، هناك ترشيحات لاختيار رجل الأعمال الأمريكي من أصل مصرى إيميل مايكل لتولي منصب وزير النقل، ما يعكس مكانته كأحد أبرز الشخصيات في مجال الأعمال، والذي لعب دورًا مفصلياً في حشد أصوات الأمريكيين من أصول عربية ومصرية على وجه الخصوص في مدينة ديربورن لصالح ترامب.
ولعب «مايكل» دورًا محورياً في جمع حوالى 15 مليار دولار من التمويل، وساعد في تحويل «أوبر» إلى الشركة الخاصة الأكثر قيمة في العالم بحلول عام 2018.
وفي العام 2021، شارك مايكل في تمويل Checkstop، وهو برنامج ذكاء اصطناعي لإدارة المحتوى على المنصات الرقمية.
ومايكل هو الأمريكي الثاني من أصل عربي الذي يتولى منصباً قيادياً في إدارة ترامب، بعد اللبنانى مسعد بولس «وهو صهر ترامب» الذي سيتولى ملف التفاوض مع الجانب اللبناني للوصول إلى اتفاق تهدئة في الشرق الأوسط، والثالث ماركو روبيو وهو أول أمريكي من أصول لاتينية يتولى وزارة الخارجية.
وقد دعَّمت ولاية ميتشيجان الرئيس دونالد ترامب، والفارق الذى فاز به ترامب أو تسبب بفوزه بلغ 80 ألف صوت، وهذا يعني أن أصوات العرب والمسلمين في ميتشيجان أتت جميعها في صالح ترامب واستفاد بها، وتم حصد هذه الأصوات بعد أن تحالف معهم ووعدهم بأنه سيحقق لهم كافة مطالبهم بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وفي لبنان.
كما كُلف الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة «إكس» وشركتى «تسلا» و«سبايس إكس» بقيادة عملية تدقيق في الإنفاق العام بهدف خفضه إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامى.
ويُعرف «ماسك» المساهم مالياً بشكل واسع في حملة الجمهوريين، بأسلوبه الإداري «المتشدد» وبكونه لا يتردد في تنفيذ عمليات تسريح سريعة واسعة النطاق، فيما رشح ترامب سكوت بيسنت، مؤسس «مجموعة كي سكوير» (Key Square Group)، لمنصب وزير الخزانة، باعتباره أحد أبرز المستثمرين الدوليين والخبراء الاستراتيجيين الجيوسياسيين والاقتصاديين في العالم، ويعتبر «ترامب» أن «قصة سكوت هي قصة الحلم الأمريكي».
ورشح أيضاً الملياردير هوارد لوتنيك، المدير التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد، وزيراً للتجارة في إدارة ترامب الجديدة.
وقال الكاتب ويل دان في مقال نشرته مجلة «نيو ستيتسمان» البريطانية، إن القوة السياسية والاقتصادية في العالم اليوم أصبحت بيد شخصيات مثل ماسك، حيث استطاع باستخدام ثروته الطائلة التأثير على الانتخابات الأمريكية ولعب دوراً محورياً في دعم حملة دونالد ترامب الانتخابية وفوزه بالرئاسة.
وأضاف أن من بين 7 شركات كبرى تسيطر على أسواق الأسهم الأمريكية، وتمثل مجتمعة ما يقرب من ربع قيمة مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» لأكبر 500 شركة أمريكية متداولة في البورصة، توجد شركة تسلا للسيارات الكهربائية، والتى تأتى منها معظم ثروة ماسك.
إن موهبة «ماسك» وزملائه المليارديرات في وادي السيليكون ليست في الهندسة أو التصميم، بل في قدرتهم على جذب المستثمرين في أسواق المال وبيع المخاطر والإغراء بالأرباح بالمكافأة، ومع فوز «ترامب» بدأ المليارديرات وقادة الأعمال من مختلف القطاعات التفاعل مع المستجدات السياسية.
ورجّحت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن يعين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رجل الأعمال ترا ستيفنز، أو المستثمر الملياردير ستيفن فاينبرغ نائباً لوزير الدفاع، لأن ستيفنز هو أحد مؤسسي شركة Anduril Industries لتكنولوجيا الدفاع، أما فاينبرغ فقد أسس أحد أكبر صناديق الأسهم الخاصة في العالم، وهو Cerberus Capital Management، وتعيين أحدهما سيكون علامة جيدة للشركات الناشئة التي ظهرت في قطاع الدفاع في السنوات الأخيرة.
وهذا يظهر اعتماد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على الأمريكيين العرب الذين كان لهم الدور الأبرز في نجاحه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وكذلك فئة رجال الأعمال الذين يستعين بهم لينهض على أيديهم الاقتصاد الأمريكي.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب أسواق الأسهم الأمريكية لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب الأمریکیین من دونالد ترامب فی العالم
إقرأ أيضاً:
ترامب أمام القضاء | هارفارد ترفع دعوى ضد الرئيس الأمريكي .. لهذا السبب
بدأ التوتر يتصاعد عندما رفضت جامعة هارفارد الامتثال لمجموعة من المطالب الصادرة عن إدارة ترامب، والتي اعتبرتها الجامعة تدخلاً صارخًا في شؤونها الداخلية. من بين هذه المطالب، فرض قيود على حرية التعبير داخل الحرم الجامعي، بما في ذلك حظر ارتداء الأقنعة أثناء الاحتجاجات، وإدخال تعديلات على سياسات التوظيف والقبول ترتكز على "الجدارة" فقط، وتقليص نفوذ بعض أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية الذين اعتبرهم البيت الأبيض ناشطين سياسيًا.
قرارات مالية عقابية من البيت الأبيضردّ البيت الأبيض كان حازمًا وسريعًا؛ إذ أعلن عن تجميد ما يزيد على 2.2 مليار دولار من المنح والعقود التي كانت مخصصة لهارفارد. ولم يكتفِ بذلك، بل لوّح بإلغاء مليار دولار إضافية من التمويل الفيدرالي إذا لم تلتزم الجامعة بالإشراف الحكومي المباشر على إدارتها الأكاديمية، وخاصة فيما يتعلق بملفات القبول والتوظيف و"الأيديولوجيا الطلابية".
في 11 أبريل، نشرت جامعة هارفارد رسالة من فريق العمل الفيدرالي لمكافحة معاداة السامية، طالبت فيها الحكومة الفيدرالية بحق مراقبة وإدارة السياسات الداخلية للجامعة، وهو ما اعتبرته الجامعة اعتداءً مباشرًا على حريتها.
موقف هارفارد.. لا تنازل عن الاستقلالرئيس الجامعة، آلان م. غاربر، أصدر بيانًا قوي اللهجة أكد فيه أن هارفارد "لن تتنازل عن استقلالها أو حقوقها الدستورية".. هذا الموقف يعكس رغبة الجامعة في الحفاظ على هويتها كمؤسسة تعليمية مستقلة وغير خاضعة للإملاءات السياسية، وهو ما أكده العديد من الأكاديميين داخل وخارج الولايات المتحدة.
ملفات حساسة على الطاولةبحسب شبكة "سي إن إن"، تسعى إدارة ترامب للوصول الكامل إلى تقارير أعدتها الجامعة حول معاداة السامية والتحيز ضد المسلمين منذ أكتوبر 2023، في محاولة لضبط توجهات الجامعات الأمريكية لتتوافق مع رؤى الإدارة السياسية.
ليست القضية بين ترامب وهارفارد مجرد خلاف مالي، بل هي اختبار حقيقي لمفاهيم الحرية الأكاديمية واستقلالية المؤسسات التعليمية في أمريكا. فالمعركة التي تخوضها هارفارد اليوم تمثل صوت الجامعات التي ترفض أن تكون أدوات في يد السياسة، وتصرّ على أن تظل منارات للعلم والفكر الحر، حتى في وجه أقوى السلطات.