عربي21:
2025-01-03@10:25:21 GMT

آخر الرجال المحترمين

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

كلما هممنا برثاء شخصية ما ودعت عالمنا وتحسرنا على فقدها إلا واستحضرنا عبارة "آخر الرجال المحترمين" المرتبطة في الذاكرة والوجدان بأحد أفلام الراحل المبدع نور الشريف من تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف، وأبصر النور سنة 1984. طبعا الفيلم ليس موضوعنا الرئيسي، لكن العنوان مثير للاهتمام ويحيلنا على معاني ودلالات متعددة وبالأخص في أيامنا الحالية.



المدقق في الواقع السياسي ليس فقط في الوطن العربي المكتنز بالخيبات وإنما العالم بأسره سيجد أننا حقا أمام "أزمة مريرة"؛ ليست فقط في الكفاءات والكوادر القيادية وإنما غياب الوازع الأخلاقي أيضا المتهالك لدى الكثيرين من هؤلاء، مما يجعل عنوان الفيلم ضرورة ملحة لتوضيح عمق وحجم المأساة التي نحياها.

المدقق في الواقع السياسي ليس فقط في الوطن العربي المكتنز بالخيبات وإنما العالم بأسره سيجد أننا حقا أمام "أزمة مريرة"؛ ليست فقط في الكفاءات والكوادر القيادية وإنما غياب الوازع الأخلاقي أيضا المتهالك لدى الكثيرين من هؤلاء، مما يجعل عنوان الفيلم ضرورة ملحة لتوضيح عمق وحجم المأساة التي نحياها
نشرح أكثر ونبتعد عن العموميات ونستحضر على سبيل المثال "الماما أمريكا" وما تعيشه في السنوات الأخيرة من تخبط تختصره الانتخابات الأخيرة بجلاء؛ فبعد تسلق شخصية مثل "أبو إيفانكا ترامب" للمشهد في ولايته الأولى قبل أن ينقاد للهزيمة أمام "المأفول" الحالي جو بايدن، وما صاحب تلك المرحلة من توتر وتهديدات ومحاكمات جعلت العناوين الأولى للإعلام هناك أن نهاية ترامب السياسية قد حانت ومستقبله تم وأده إلى الأبد. وحتى في ذروة حكم بايدن شاهدنا عشرات الزلات أمام عدسات الكاميرا وإصرارا مريبا على الترشح عن الحزب الديمقراطي، قبل أن يستسلم للأمر الواقع في نهاية المطاف وتخرج كاملا هاريس من القمقم وتتجرع الهزيمة أمام المرشح الجمهوري الآخر المثخن بالفضائح والكوارث؛ لتكون المحصلة: هل أضحى حزبا الفيل والحمار عاقرين عن إنجاب قيادات جديدة تمحي شطحات الاثنين، وبالتالي تكريس هذه النماذج بكل ما تنضح به من سوء؟

الجواب يكمن في عودة ترامب للبيت الأبيض مجددا رغما عن كل ما قيل ضاربا بعرض الحائط سجله المتشح بالعار؛ وذات الأمر ينطبق على الكيان الغاصب الذي يتلاعب نتنياهو بمصيره بمنتهى الحقارة قافزا على كل المطبات وحواجز التحقيقات وفضائح الفساد التي تزكم الأنوف، ومع كل هذا تعجز المعارضة عن الإطاحة به رغم كل تحذيرات رؤساء الحكومات السابقين ونواب الكنيست الغاضبين.

ومن الكيان الصهيوني إلى ألمانيا على سبيل المثال التي عادت لتعانق مصطلح "رجل أوروبا المريض" اقتصاديا بعد توالي النكسات منذ رحيل أنجيلا ميركل التي أنقذت البلاد بحنكتها وحكمتها، وأعادها أولاف شولتس إلى الحضيض منذرا بمستقبل قاتم السواد لشخصية تفتقر لأدنى مقومات السياسي المحنك.

كل هذا وصولا للأسماء التي باتت تحتل الفضاء والهواء في وطننا العربي وتضطلع بمسؤوليات مصيرية، وتكفي جولة مصغرة عبر محطات التلفزيون لرؤية مداخلات هؤلاء السياسيين الجدد ممن طفوا على السطح فجأة كي تدرك حجم الفراغ المهول الذي أصبحنا نعيشه على مستوى القيادات والكفاءات اليوم، مما يجعلنا أمام فقر مدقع يهدد بقادم حالك السواد في شتى المجالات.

أتذكر أنني قبل سنوات وتحديدا يوم رحيل أحد أهم السياسيين في المغرب والوطن العربي، وأعني المناضل الأصيل عبد الرحمن اليوسفي، استعنت حينها بعبارة "ورحل آخر الرجال المحترمين". آنذاك كانت فئات لا بأس بها "متحفظة" على الوصف؛ لكنني كنت أشد الاقتناع بأنه الأدق والأكثر تعبيرا على الوضع السياسي في المغرب، وبالملموس أضحى الكثير من هؤلاء يشاطرونني الرأي اليوم وهم يعانون مع المستويات المتردية والكارثية للنماذج الحالية التي لا تمت بصلة لإرث ولا مصداقية ولا أصالة ونضال الاسم السالف الذكر. وكي نقرب الصورة أكثر نذكر على سبيل المثال لا الحصر أحد اللقاءات الإعلامية التي أطل فيها وزير العدل المغربي الحالي مؤخرا، والأسلوب المستفز الذي خاطب به الصحفي المحاور وأيضا الموجه لقطاعات واسعة من الشعب؛ وهذا ليس سوى غيض من فيض لأن الأمثلة كثيرة.

ومن المغرب نتوجه صوب تونس الخضراء التي أحكم فيها قيس سعيد القبضة على كل مفاصل الدولة، ولا يكاد يمر عام حتى يقرر إعفاء الحكومة وتشكيل أخرى مع الإصرار على الزج بكل ما ينبس ببنت شفة وراء القبضان كي يسرح ويمرح بنتائج الانتخابات الأخيرة، ويواصل إظهار مهاراته الخطابية وتصويرها وإظهار الجميع في مظهر التلاميذ النجباء في حضرة الأستاذ/الداهية الذي يجيد اللعب على كل الحبال، وعلى رأسها "الادعاء" بكون فلسطين القضية الأولى والمركزية لكنه في الخفاء عاجز عن الكشف عن مصير قضية اغتيال المهندس القسامي التونسي محمد الزواري أمام منزله في مدينة صفاقس، وأيضا منح أرملته الجنسية التونسية كحق أصيل من حقوقها.

ولن يتسع المجال بالطبع لسرد نماذج أخرى تكشف حجم "العقم" المستبد بعالم السياسة اليوم، مما فتح المجال لأشباه "المناضلين" وشذاذ الآفاق المعاصرين للنهب والسلب تحت مسميات جديدة.

فأي مستقبل ينتظر العالم إذن في ظل الشح والعجز القاتل الذي نراه؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات شخصية الواقع العربي الأخلاقي العرب أخلاق واقع شخصية مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فقط فی

إقرأ أيضاً:

3 أسباب تفسر قوة تحمل المرأة في منافسات التحمل الفائق

الرجال هم المسيطرون في معظم الأحداث الرياضية، ولكن الرياضات التي تتطلب التحمل الشديد، مثل ممارسة الرياضة لـ 6 ساعات أو أكثر، تمثل مجالاً فريداً حيث تضيق الفجوة في الأداء بين الجنسين بشكل كبير.

في الأحداث الرياضية التقليدية التي تتطلب التحمل مثل الماراثون، يتفوق الرجال باستمرار على النساء بنحو 10%.

ومع ذلك، في المسابقات التي تستغرق مسافات طويلة، تضيق هذه الفجوة لتصل إلى 4%.

وبحسب "مديكال إكسبريس"، في بعض الحالات، تفوقت النساء على الرجال. ما الذي يفسر هذا التحول؟

ألياف العضلات

بحسب ورقة بحثية من جامعة إديث كوان نشرها "ذا كونفيرسيشن"، تكمن الإجابة في مزيج من: الفسيولوجيا، والتمثيل الغذائي، والاستراتيجية.

فتركيبة العضلات لدى النساء مُحسَّنة للتحمل. لديها نسبة أعلى من ألياف العضلات من النوع الأول (بطيئة الانقباض)، والتي تكون أكثر كفاءة ومقاومة للتعب أثناء النشاط المطول، مقارنة بألياف النوع الثاني (سريعة الانقباض).

ويمنح هذا النساء ميزة في الحفاظ على وظيفة العضلات أثناء الأنشطة المطولة، ما يقلل من خطر فشل العضلات مع تقدم الأحداث.

كما يمكن للنساء أن يعانين من إجهاد عصبي عضلي أقل ويتراكم عدد أقل من المنتجات الثانوية اللاهوائية (اللاكتات وأيونات الهيدروجين) أثناء الجهد المستمر.

وفي حين أن اللاكتات نفسها لا تسبب إجهاد العضلات، فإن تراكم أيونات الهيدروجين يمكن أن يساهم في الشعور بالتعب.

بل حتى عضلات الجهاز التنفسي لدى النساء مثل الحجاب الحاجز، تعاني من إجهاد أقل من الرجال.

لكن لا يزال الرجال يتمتعون بميزة في الأحداث الأقصر والأكثر كثافة، بسبب كتلة العضلات الأكبر والقدرة الهوائية الأعلى.

التمثيل الغذائي

تعتمد أحداث التحمل الفائقة بشكل كبير على التمثيل الغذائي التأكسدي، والذي يستخدم كل من الكربوهيدرات والدهون كوقود.

وتتمتع النساء بكفاءة أكبر في هذا الصدد، حيث تظهر معدلات أكسدة للدهون أعلى بنسبة تصل إلى 56% من الرجال.

وتفسيراً لذلك، يعمل هرمون الإستروجين الأنثوي، على تعزيز التمثيل الغذائي للدهون، وتعزيز الحفاظ على الغليكوجين، وهو ما يشير إلى قدرة الجسم على تخزين الغليكوجين (شكل من أشكال السكر المخزن في العضلات والكبد) أو الحفاظ عليه لاستخدامه أثناء النشاط البدني.

ولهذا العامل دور مهم، لأن الغليكوجين هو مصدر الوقود المفضل للجسم لممارسة الرياضة.

ومن خلال الحفاظ عليه، يمكن للجسم استخدام الدهون كمصدر بديل للطاقة، ما يسمح للغليكوجين بالاستمرار لفترة أطول ويساعد في تحسين القدرة على التحمل.

وخلال أحداث التحمل الفائق، تصبح هذه الفوائد مهمة بشكل متزايد مع تحول الجسم من الطاقة القائمة على الكربوهيدرات إلى استخدام الدهون.

الهرمونات

يستفيد الرجال عموماً من مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون الذكوري، الذي يعزز كتلة العضلات والقوة، لكن هذه السمات أقل أهمية في أحداث التحمل الفائق.

لذلك في السباقات الطويلة، قد يدعم الملف الهرموني للنساء استخدام الطاقة المستدامة والمرونة بشكل أفضل، ما يسمح لهن بالتنافس بشكل أوثق مع الرجال.

على الرغم من هذه المزايا، فإن التقلبات الهرمونية التي تعاني منها النساء، وخاصة أثناء الدورة الشهرية أو التحولات الهرمونية المرتبطة بانقطاع الطمث، يمكن أن تشكل تحديات إضافية في أحداث التحمل.

مقالات مشابهة

  • في لبنان.. هؤلاء من دون رواتب وتعويضات
  • شيانتيك تقود بولندا إلى قبل نهائي كأس يونايتد للتنس
  • مرض فيكساس النادر.. الصحة تكشف الأعراض والأسباب: يصيب الرجال فقط
  • 3 أسباب تفسر قوة تحمل المرأة في منافسات التحمل الفائق
  • عاجل| شاهد لحظة انفجار سيارة أمام البرج الذي يقطن فيه «ترامب» (فيديو)
  • «عمل إرهابي محتمل».. انفجار سيارة أمام البرج الذي يقطن فيه دونالد ترامب
  • غزة تستغيث: تجمدنا يا عالم (1)
  • هنا القاهرة من دمشق
  • تحقيق: نساء المخيمات يستغثن: ضاعت كرامتنا
  • ماذا يريد المستثمرون من بورصة مسقط في العام الجديد ؟