«واشنطن بوست»: محللون يرون اتفاق غزة بعيد المنال رغم وقف إطلاق نار لبنان.. مخيمر أبو سعدة: حماس ليس لديها حافز كبير للتخلي عن الورقة الرابحة ما لم يتم تلبية مطالبها
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رغم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله فى جنوب لبنان، تظل آفاق التوصل إلى اتفاق لإنهاء التصعيد فى قطاع غزة قاتمة، ويرى محللون أن القضايا الجوهرية بين إسرائيل وحماس، مثل انسحاب القوات الإسرائيلية ومستقبل دور حماس فى القطاع، لا تزال دون حلول.
مما يعقد الجهود الدبلوماسية المبذولة، وفى ظل استمرار العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي، تتزايد معاناة المدنيين، بينما تبدو احتمالات التهدئة بعيدة المنال فى ظل تشبث الطرفين بمواقفهما المتباينة.
قال الرئيس جو بايدن، إنه يأمل أن يؤدى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله إلى إحياء الزخم نحو التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وحماس فى قطاع غزة.
لكن يرى محللين وفقا لصحيفة واشنطن بوست، إن الفجوات لا تزال قائمة بينهما بشأن قضايا رئيسية، بما فى ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية والدور الطويل الأمد لحماس فى غزة.
وذكرت الصحيفة إن أحد أهم المطالب الإسرائيلية هو أن تفرج حماس عن عشرات الرهائن الذين تم أسرهم خلال هجومها على إسرائيل فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، ومع ذلك، قال مخيمر أبو سعدة، المحلل السياسى الفلسطيني، إن حماس ليس لديها حافز كبير للتخلى عن هذه الورقة الرابحة ما لم يتم تلبية مطالبها، وقال: "لم تضيق الفجوات. إنها نفس الحالة تمامًا كما كانت من قبل".
أعلن بايدن يوم الثلاثاء، أن المسئولين الأمريكيين سوف "يبذلون فى الأيام المقبلة جهودا أخرى مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل ودول أخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة"، لكن المحاولات السابقة التى قادتها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف مستدام للأعمال العدائية فى غزة باءت بالفشل فى العام الماضي.
ويقول محللون، إن الائتلاف الحاكم الذى يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يعتمد على دعم المشرعين اليمينيين المتطرفين الذين دعوا إلى "انتصار كامل" فى غزة ومن غير المرجح أن يقبلوا وقف إطلاق النار مع حماس.
وأشارت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية قد أفرغت معظم شمال غزة من السكان الفلسطينيين، ودعا العديد من كبار المسئولين الإسرائيليين، بما فى ذلك وزير المالية بزاليل سموتريتش، إسرائيل إلى إعادة احتلال غزة بشكل دائم.
ومع ذلك يسعى آخرون داخل الحكومة الإسرائيلية إلى استخدام الاتفاق مع لبنان لإحياء المفاوضات مع حماس، حسبما قال شخص مطلع على الأمر تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المناقشات الجارية.
وقال المصدر إن المسئولين يدرسون التوصل إلى اتفاق قصير الأجل من شأنه تحرير عدد محدود من الرهائن على أمل أن "يحصل هذا على زخم" نحو صفقة أكثر طموحا.
وبينما كان المسئولون الإسرائيليون يتسابقون نحو الانتهاء من الاتفاق مع لبنان، سعوا إلى إعادة بناء علاقاتهم مع مصر، التى قد تعمل كوسيط مع حماس. وقال هذا الشخص: "الفكرة هى أن ننقل إلى حماس رسالة مفادها: أنتم بمفردكم الآن. لا أحد يساعدك، لذا فلتعقدوا الصفقة".
وفى بيان رسمى صدر يوم الأربعاء؛ قالت حماس إنها "ستتعاون مع أى جهود" لإنهاء الحرب فى غزة، لكنها وضعت شروطًا، بما فى ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية، وعودة النازحين، واتفاقية تبادل أسرى "حقيقية وكاملة".
وقالت حماس إنها لا تزال مهتمة بلعب دور سياسى فى غزة وهو الشرط الذى رفضته إسرائيل والولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة إن حزب الله بدأ فى مهاجمة إسرائيل بعد ساعات من الهجوم المفاجئ الذى شنته حماس العام الماضي.
وقال ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومى الإسرائيلي، فى إفادة للصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي، الذى تحرر الآن من القتال على الحدود الشمالية، قد يكثف حملته فى غزة.
وأضاف أن "قواتنا البرية قادرة على التعامل مع قضية حماس بشكل مكثف أكثر بكثير مما هى عليه اليوم ولفترة طويلة للغاية".
وقال أبو سعدة، المحلل الفلسطيني، إن هذا قد يفرض ضغوطًا على حماس، ولكن من غير المرجح أن يفرض وقفًا لإطلاق النار.
وأضاف أن التصعيد من المرجح أن يؤدى إلى زيادة معاناة مليونى شخص ما زالوا فى غزة. وقال: "ربما لم نر أسوأ ما يمكن أن يفعله الإسرائيليون بالفلسطينيين فى غزة".
ومع دخول وقف إطلاق النار فى لبنان حيز التنفيذ الأربعاء الماضي، واصلت القوات الإسرائيلية قصف غزة، حيث نفذت ضربات متعددة خلال الليل، بحسب سكان غزة ووزارة الصحة فى غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة لبنان وقف اطلاق النار جنوب لبنان إسرائيل وحماس القوات الإسرائيلية الجهود الدبلوماسية حزب الله جو بايدن القوات الإسرائیلیة وقف إطلاق النار بین إسرائیل التوصل إلى فى غزة
إقرأ أيضاً:
استمرار الاغتيالات الإسرائيلية بلبنان إيصال رسائل أم مواصلة حرب؟
بيروت- تواصل إسرائيل تنفيذ سياسة الاغتيالات منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عقب أشهر من العمليات العسكرية المتبادلة بين الجانبين، على خلفية دعم الحزب لقطاع غزة إثر الحرب المستمرة عليه بعد عملية طوفان الأقصى.
وفي تصعيد لافت، شنت إسرائيل صباح اليوم غارة جوية استهدفت مركبة القيادي بالجماعة الإسلامية الدكتور حسين عطوي، في بلدة بعورتا قرب الدامور جنوب بيروت بمحافظة جبل لبنان، وهو ما اعتبر خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار، واستهدافا هو الأول من نوعه في هذه المنطقة.
وتأتي هذه العملية في وقت يشهد فيه الجنوب اللبناني والمنطقة الحدودية توترًا، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، وسط اتساع دائرة الاستهدافات الإسرائيلية داخل العمق اللبناني، حيث استهدفت أيضا مُسيرة إسرائيلية أخرى ظهر اليوم سيارة "بيك آب" ودراجة نارية على طريق بلدة الحنية في قضاء صور مما أدى إلى استشهاد مواطن.
أعلنت الجماعة الإسلامية في لبنان -في بيان رسمي- استشهاد الدكتور عطوي نتيجة اغتياله في الغارة الإسرائيلية، مؤكدة أن المُسيرة استهدفت سيارته أثناء انتقاله صباحا من منزله في بعورتا إلى مكان عمله في العاصمة بيروت.
وجاء في البيان "تنعى الجماعة الإسلامية في لبنان إلى عموم اللبنانيين وإلى جمهورها وأفرادها ومحبّيها، ارتقاء القيادي الأكاديمي والأستاذ الجامعي الدكتور حسين عزات عطوي شهيدًا، والذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في غارة حاقدة".
وأضاف البيان "إننا في الجماعة الإسلامية ندين هذه الجريمة الجبانة، ونحمل العدو الصهيوني المسؤولية عنها، ونسأل: إلى متى ستظل هذه العربدة الصهيونية تعبث بأمن لبنان واللبنانيين؟".
إعلانوكان عطوي -المولود عام 1968 في بلدة الهبارية الواقعة في منطقة العرقوب جنوب لبنان- قد انخرط في العمل المقاوم عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث التحق بـ"قوات الفجر" الجناح العسكري للجماعة الإسلامية.
وواصل نشاطه المقاوم حتى بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، حيث شارك بإطلاق صواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية شمال الجليل خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.
كما شغل عطوي مناصب عدة، منها قيادة "كشاف المسلم" وعضوية هيئة العلماء المسلمين في لبنان، كما عمل في الصحافة لعدة سنوات قبل أن ينتقل إلى التدريس الجامعي، ويحمل شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وبرز بدعمه للقضية الفلسطينية من خلال كتاباته، إذ ألّف كتابا عن القدس بعنوان "الحارس الأخير".
وكان يعرف أن عطوي من الشخصيات المستهدفة، وفي يناير/كانون الثاني 2024، وخلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، تعرّض لمحاولة اغتيال في بلدة كوكبا الجنوبية، حيث استُهدفت سيارته من نوع "رابيد" بواسطة مسيّرة، ولكنه نجا بعد أن قفز منها ولجأ إلى منزل قريب، فلاحقته المسيرة مجدداً مستهدفة المنزل إلا أنه نجا مرة ثانية، وبعد خروجه من المنزل أطلقت الطائرة صاروخاً ثالثاً لكنه نجا من جديد.
رسائل إسرائيليةيعتبر الباحث والكاتب السياسي الدكتور علي مطر، في حديثه للجزيرة نت، أن مواصلة إسرائيل سياسة الاغتيالات التي تستهدف عناصر من حزب الله وحركة حماس والجماعة الإسلامية تعكس تعقيدا كبيرا في المشهد الأمني.
ويشير إلى أن هذه الاغتيالات تُظهر امتلاك إسرائيل معلومات استخبارية دقيقة عن أشخاص مرتبطين بالمقاومة وينشطون على الجبهة العسكرية، وتسعى لتصفيتهم، بغض النظر عن انتمائهم التنظيمي، وهو ما يفرض ضرورة التنبه إلى خطورة هذه المسألة.
ويوضح مطر أن إسرائيل تسعى من خلال هذه السياسة إلى إيصال عدة رسائل، أبرزها:
إعلان أنها تملك معلومات وقدرة على الوصول للمقاومين في أي مكان وزمان، وبأساليب متعددة. أنها قادرة على تصفية أي شخص تعتبره تهديدا لأمنها. أنها تمتلك بنك أهداف واسعا، ومعطيات استخبارية دقيقة. أنها صاحبة اليد الطولى، والقادرة على فرض المعادلات على الأرض.ورغم خطورة هذه الرسائل، يرى مطر أن استمرار استهداف المقاومين يشير إلى أن المقاومة ما زالت حاضرة وفاعلة و"في المقابل يواصل الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار وصولًا إلى العمق اللبناني، في انتهاك واضح للسيادة، دون أي رادع أو تدخل دولي".
ويؤكد مطر أن المساعي السياسية الجارية لم تسفر حتى الآن عن نتائج حاسمة توقف هذه الخروقات، مشددا على أن استمرار الاحتلال بهذه السياسة يشكل خرقا صارخا لقرار وقف إطلاق النار والقرار 1701، ويكشف عن ضوء أخضر أميركي يمنح إسرائيل حرية التحرك تحت ذريعة "الدفاع عن النفس".
حرب بصيغة مختلفةيرى الكاتب والباحث السياسي الدكتور علي أحمد، في حديثه للجزيرة نت، أن إسرائيل تعمل على فرض قواعد اشتباك جديدة، متجاوزة القرار 1701، ومتجاهلة وقف إطلاق النار، في محاولة لترسيخ تفسيرها الخاص لهذا القرار ولوقف الأعمال القتالية.
ويتابع الكاتب قائلا إنه "من الواضح أن إسرائيل لا تزال تسعى لإظهار قدرتها الاستخباراتية، والتأكيد على أنها قادرة على استهداف أي عنصر أو قيادي تعتبره مصدر تهديد، كما تحاول إيصال رسالة مفادها أن مسرح العمليات لا يقتصر على الجنوب، بل يشمل كامل الأراضي اللبنانية".
ويضيف "في المقابل، يمكن القول إن المقاومة تواصل عملياتها بشكل فاعل، مما يعد مؤشرا واضحا على استمرارية نشاطها، وهو أمر تدركه إسرائيل جيدا، وتعلم أن المقاومة أعادت تفعيل حضورها الميداني".
ويؤكد الباحث "نحن لا نزال فعليا في قلب الحرب، إذ لم ينفذ وقف إطلاق النار، والأعمال العدائية مستمرة، كما أن اللجنة المشرفة لم تقم بمهامها كما ينبغي، وكل هذه المؤشرات تؤكد أننا لا نزال في حالة حرب ولكن بصيغة مختلفة".
إعلان