تصدر ملف الصراع بين الصومال وإثيوبيا محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية، عقب إعلان وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، قرار حكومته استبعاد القوات الإثيوبية من المشاركة في عمليات البعثة الأفريقية الجديدة داخل البلاد.

وأكد الوزير أن هذا القرار جاء كخطوة لتأكيد السيادة الوطنية بعد "الانتهاكات الصارخة" التي مارستها القوات الإثيوبية في الفترة الماضية.

وأشار الوزير إلى أن الحكومة الصومالية ستُعلن قريبًا قائمة الدول التي ستشارك في البعثة الجديدة، موضحًا أن دور البعثة سيكون محدودًا، ومقتصرًا على تقديم الدعم الفني للجيش الصومالي في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار.

دلالات وتحركات دبلوماسية

وفي هذا الإطار، قال الباحث السياسي الصومالي والأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية، أحمد جيسود، إن توقيع إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم "أرض الصومال" لإنشاء منفذ بحري وقاعدة عسكرية دون علم الحكومة الفيدرالية يمثل انتهاكًا واضحًا لسيادة الصومال. 
وأضاف جيسود في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الحكومة الصومالية قدمت شكاوى إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي وناشدت المجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه التجاوزات.

وأوضح جيسود أن الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، قاد خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة جولات إقليمية لبحث تداعيات الخطوة الإثيوبية، مع التركيز على إخراج القوات الإثيوبية من بعثة الاتحاد الأفريقي.

وفي الوقت نفسه، استبعد جيسود تصاعد التوترات إلى مواجهة عسكرية مباشرة، مرجعًا ذلك إلى الأوضاع الداخلية الصعبة في الصومال، مثل الخلافات بين الحكومة الفيدرالية وولايتي جوبالاند وبونتلاند، إضافة إلى تهديدات حركة الشباب المسلحة.

دور التحالفات الدولية والإقليمية

من جانبه، أوضح المحلل السياسي الصومالي عبد الستار بوساسو أن الحكومة الصومالية ملتزمة بحماية وحدة أراضيها من خلال الطرق الدبلوماسية والقانونية.

وأضاف بوساسو في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الجيش الصومالي يمتلك القدرات اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون مع القوات الأفريقية الموجودة حاليًا.

في سياق متصل، قال المتخصص في الشؤون الأفريقية، سمير رمزي، إن احتمالات التصعيد بين الحكومة الصومالية وإقليم "أرض الصومال" قد تراجعت بعد انتخاب عبد الرحمن عرو رئيسًا للإقليم، إذ يفضل الأخير مراجعة الاتفاقات الموقعة مع إثيوبيا، مما قد يعيد ترتيب الأولويات السياسية.

وأكد رمزي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الاتفاقات العسكرية والأمنية التي وقعتها الصومال مع كل من مصر وتركيا أسهمت في تعزيز موقفها الإقليمي، مشيرًا إلى أهمية الدور الدولي في تحديد مستقبل العلاقات بين الحكومة الصومالية وأرض الصومال.

توقعات المرحلة القادمة

يتفق الخبراء على أن التوتر بين الصومال وإثيوبيا يستدعي حلولًا دبلوماسية عاجلة لتجنب تفاقم الأزمة، وبينما تواصل الصومال تعزيز جيشها الوطني وتحالفاتها الإقليمية، يبقى استقرار المنطقة مرهونًا بقدرة الأطراف على إدارة خلافاتها بعيدًا عن التصعيد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الصومال أثيوبيا الجيش الصومالي

إقرأ أيضاً:

قمة إريترية سودانية بأسمرا وإثيوبيا تؤكد “التزامها” بسيادة السودان

السودان – أكدت إثيوبيا امس التزامها بدعم الحل السلمي للصراع الدائر في السودان “بطريقة تحترم سيادة البلاد وسلامة أراضيها”.

يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة يقوم بها رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى إريتريا المجاورة “لاستعراض آخر تطورات الأوضاع في السودان والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.

فقد أكد وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثيوس خلال لقائه نظيره السوداني علي يوسف الشريف بأديس أبابا تضامن بلاده مع السودان، مشيرا إلى أن استضافة إثيوبيا للسودانيين الفارين من الحرب “هو حق واجب باعتبار روابط الجيرة”.

ووصل الشريف العاصمة الإثيوبية اليوم في أول زيارة له إلى إثيوبيا منذ تعيينه مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وناقش الجانبان مجموعة من القضايا الثنائية، فضلا عن تطورات الأوضاع في السودان.

واتفق الوزيران على ضرورة إجراء مشاورات سياسية ثنائية منتظمة لتعزيز العلاقات وتعزيز السلام والاستقرار.

كما أكدا أهمية الحوار المباشر، والمشاركة المستمرة في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك المفاوضات بشأن سد النهضة.

من ناحية أخرى، وصل رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، صباح اليوم إلى العاصمة الإريترية أسمرا، في زيارة عمل هي الثانية له إلى إريتريا منذ اندلاع الحرب بالسودان في أبريل/نيسان 2023.

وكان في استقبال البرهان الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، إلى جانب وفد سوداني ضم وزير الإعلام خالد علي الأعيسر، والمدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.

وبحسب وزير الإعلام الإريتري يماني قبري مسقل، سيناقش البرهان مع الرئيس الإريتري “سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إلى جانب استعراض آخر تطورات الأوضاع في السودان والقضايا الإقليمية والجيوسياسية ذات الاهتمام المشترك”.

يشار إلى أن الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسببت بمقتل الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب منظمات دولية وأممية.

المصدر : الجزيرة + الأناضول

مقالات مشابهة

  • الحكومة السودانية ترحب بخروج الإعلاميين ومراسلي القنوات الفضائية الأجنبية والمحلية من مناطق تواجد المليشيا المتمردة
  • خبراء يجيبون لـ "الفجر".. ماذا وراء تعيين روحي فتوح كرئيس للسلطة الفلسطينية؟
  • بعد فشلها أمام قوة وبسالة القوات اليمنية.. أمريكا تتجه نحو القرن الافريقي لحماية الكيان المؤقت
  • الفريق ركن “صدام حفتر” يستقبل آمر سرية مرادة المقاتلة ويشيد بجهودها
  • هل شكل طوفان الأقصى تهديدا وجوديا لإسرائيل حقا؟ باحثون يجيبون
  • جعجع عرض هاتفيا مع وزير الخارجية المصري لاتفاق وقف اطلاق النار: سنعمل مع الحكومة على تنفيذ بنوده
  • وزير الداخلية يبحث تعزيز التعاون مع السفارة الصومالية
  • وزير المجالس النيابية يبحث مع العدل الصومالي سبل تعزيز التعاون المشترك
  • قمة إريترية سودانية بأسمرا وإثيوبيا تؤكد “التزامها” بسيادة السودان