الجزيرة:
2025-03-03@17:26:19 GMT

هل يمكن إعادة إحياء منظومة القضاء الإسلامي؟

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

هل يمكن إعادة إحياء منظومة القضاء الإسلامي؟

يجمع ضيوف برنامج "موازين " على أن الحضارة الإسلامية قدمت تجربة قضائية فريدة، يفتقدها العالم الإسلامي اليوم، فقد تميز القضاء في ذلك العصر بالاستقلالية، والقضاة بالعلم والنزاهة والقوة في تنفيذ القانون.. فهل يمكن إحياء هذه التجربة؟

وبحسب عضو لجنة الفتوى بدار الإفتاء الليبية الدكتور عبد الرحمن قدوع، فقد كان القضاء في الصدر الأول من الإسلام من اختصاص الخليفة، ولكنه ينيب غيره في تولي هذا الأمر، واعتبر الفقهاء وقتها أن مسألة تدخل ولي الأمر في عمل القاضي أو التأثير عليه هي "معصية"، وينبغي على القاضي أن لا يخضع للسلطة الحاكمة ويستقيل إذا تعرض لضغوط.

والتشديد على عدم تدخل ولي الأمر في عمل القضاة يعد بمثابة إقرار بمسألة الفصل بين القضاء والسلطتين التشريعية والتنفيذية، كما يوضح الدكتور قدوع.

وركز الباحث في قضايا الفقه والمؤرخ القضائي الدكتور إبراهيم الدويري على معايير اختيار القضاة في الدولة الإسلامية، مبرزا أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن قاضيا دعا أن يشرح الله صدره، وكان علي عالما قويا وتقيا، وهي أهم المعايير التي كان يختار على أساسها القضاة في صدر السلام.

وعندما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة، قال: لا بد لي من أعوان، فرد عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا: "أنا أكفيك القضاء وأبو عبيدة يكفيك بيت المال".

وحين توسعت الفتوحات الإسلامية، اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضاة تتوفر فيهم معايير العلم والورع والقوة في تنفيذ الحق.

ووفق الدويري، فقد راعى النظام القضائي في الإسلام حقوق الأقليات الدينية والمذهبية.

وفي مداخلته -ضمن حلقة (2023/8/16) من برنامج "موازين"- أوضح الدكتور مصطفى داداش، النائب السابق لرئيس المجلس الأعلى للشؤون الدينية في تركيا، أن استقلالية القضاء كانت مكفولة في ظل الدولة الإسلامية، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع في شخصيته التنفيذ والقضاء، ولم يسمح في حياته بتدخل أي أحد في شأن القضاء.

وبشأن تطور المنظومة القضائية خلال الخلافة العثمانية، قال الدكتور داداش إن الدولة العثمانية وفرت جميع الظروف التي تمنح القضاء استقلاليته، ومنها الضمان الوظيفي والضمان الاقتصادي للقاضي.

إلغاء المحاكم الشرعية

غير أن إلغاء المحاكم الشرعية في تركيا بانتهاء الخلافة عام 1924 عكس -بحسب الباحث في قضايا الفقه والمؤرخ القضائي الدكتور الدويري- ضعف الأمة، فحين كانت السيادة للأمة كان القاضي يتولى كل شيء ويحكم على الخليفة والوزير والأمير، ولما تفشى المرض اقتصرت المحاكم الشرعية على قضية الأحوال الشخصية.

أما أستاذ المرافعات بكلية القانون الكويتية العالمية الدكتور محمد الهديب فيرى أن إلغاء المحاكم الشرعية ليس نسفا للشريعة الإسلامية بل هو تقنين لها، مشددا على ضرورة أن يكون القضاء تحت بوتقة واحدة، تحت إدارة وإشراف مجلس القضاء، وأكد أن القضاء المدني ليس مناكفا للقضاء الشرعي.

وبشأن العقبات التي تواجه بعض المحاولات الحديثة لإعادة مراجعة القوانين وتعديلها وفق الشريعة الإسلامية، أشار عضو لجنة الفتوى بدار الإفتاء الليبية إلى مشكلة تتعلق بتفعيل القضاء الإسلامي في هذا العصر وتقنين القوانين وفق الشريعة الإسلامية، مبرزا أن هناك من يرى استحالة تطبيق النظام الإسلامي لأنه منظومة شاملة لا تتجزأ، ومنتقدا في السياق نفسه من يحصرون الشريعة الإسلامية في زاوية معينة مثل الحدود والأحوال الشخصية.

وتحدث عن تجربة قامت بها ليبيا عام 2015 بشأن مراجعة القوانين وتعديلها وفق الشريعة السلامية، حيث شكلت لجنة من قبل المؤتمر الوطني في ذلك الوقت، وتفرعت إلى لجان، وقال ضيف برنامج "موازين" إن النقاشات كانت تدور حول 3 أمور: إما أن يعدل القانون تعديلا، وإما أن يلغى إذا كان مخالفا للشريعة، وإما توصي اللجنة بمراجعة القانون أو استبداله وسنّ قانون آخر.

وحول ما إذا كانت هناك ضرورة لأسلمة القوانين بهدف عودة منظومة القضاء الإسلامي، أوضح الدكتور الدويري أن الضرورة الملحة الآن هي استقلال القضاء، وأن يكون القضاة مستقلين في ضمائرهم ومواردهم المالية وأحكامهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المحاکم الشرعیة رضی الله عنه

إقرأ أيضاً:

هبة عوف: الطلاسم في مسلسل المداح قد تكون مؤذية إن كانت حقيقية.. والسحر مذكور في القرآن

حسمت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، الجدل حول أن استخدام الطلاسم السحرية في الأعمال الدرامية، مثل مسلسل المداح، قد يكون له تأثير خطير في حال كانت هذه الطلاسم مأخوذة من كتب السحر الحقيقية، لأن السحر له وجود وتأثير وفق ما ورد في القرآن الكريم.  

وأوضحت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات لصدى البلد، أن السحر من الأمور المثبتة شرعًا، وقد ذكره الله تعالى في قوله:  "فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ" (البقرة: 102)، مما يدل على أن السحر قد يُستخدم في إيذاء الناس وإفساد العلاقات، لكنه لا يؤثر إلا بإذن الله.  

وأضافت: "إذا كانت الطلاسم التي تظهر في المسلسل مستوحاة من كتب السحر الحقيقية، فإنها قد تتسبب في ضرر نفسي أو روحي لمن يتعامل معها أو يستخدمها، أما إذا كانت مجرد كتابة عشوائية، وهو المرجح في الأعمال الفنية، فإنها لا تمتلك أي تأثير فعلي ولا يجب القلق منها".

وحذرت  من الوقوع في براثن الدجالين والسحرة، مؤكدة أن التحصين الشرعي هو السبيل الوحيد للحماية من السحر وتأثيراته، وذلك من خلال:  قراءة المعوذات (سورة الفلق وسورة الناس) وآية الكرسي يوميًا، والالتزام بالصلاة والأذكار الصباحية والمسائية، والاستعانة بالله والتوكل عليه، لأن السحر لا يؤثر إلا بإذنه.

مقالات مشابهة

  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • شيخ الأزهر: إحياء الفتنة بين الشيعة والسنة فتيل سريع الانفجار
  • إعلام إسرائيلي: كارثة أكبر كانت ستحدث لو انضم حزب الله لهجوم 7 أكتوبر
  • القاضي زيدان يبحث مع وزيرة الهجرة ملف إعادة النازحين
  • بالفيديو.. الدكتور علي جمعة: الكون بأسره على هيئة كرة أعلاها العرش
  • بأمر الطباطبائي القضاء الولائي يعيد القيادي في تيار الحكمة لمنصبه محافظا لذي قار
  • قبل بدء المرحلة الثانية.. تعرف على قيمة اشتراكات منظومة التأمين الصحي الشامل
  • فتاة تسأل: طالما ربنا بيحبنا ليه خلق الجنة والنار؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
  • أحمد عمر هاشم: شهر رمضان شهد أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي
  • هبة عوف: الطلاسم في مسلسل المداح قد تكون مؤذية إن كانت حقيقية.. والسحر مذكور في القرآن