الحرب الأوكرانية الروسية تثير توترا جيوسياسيا في بحر إيجة بين اليونان وتركيا
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
في علامة أخرى للتداعيات غير المباشرة للحرب الروسية الأوكرانية، على المشهد الجيوسياسي، تسعى واشنطن، بالتعاون مع اليونان؛ لتوسيع وجودها العسكري ونطاقها الاستراتيجي في بحر إيجة، وهي خطوة بلا شك سوف تثير غضب في تركيا.
ووفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك صن الأمريكية وترجمه الخليج الجديد، فإن الغزو الروسي دفع القضايا المزمنة والحساسة بين اليونان وتركيا في بحر إيجه -الذي يشهد حالة من الهدوء الخادع- للواجهة.
وبحسب التقرير فإن السبب في ذلك يرجع باختصار، أن بحر إيجة أصبح يُنظر إليه حاليا أكثر من أي وقت مضى على أنه حصن ضد توسع النشاط البحري الروسي الخبيث في البحر الأسود إلى الجنوب - وبالطبع الطريق البحري المؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط من أوكرانيا يمر عبر مضيق الدردنيل، الذي تسيطر عليه تركيا.
نقطة اشتعال محتملة
على الرغم من أن اليونان وتركيا جارتان وكلاهما لديه عضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وعلى الرغم أيضا من ذوبان الجليد مؤخرًا في العلاقات المشحونة بينهما عمومًا، فإن البلدين على خلاف حول مجموعة من القضايا الخلافية.
وشمل قائمة الخلافات تحديد المياه الإقليمية والمناطق الاقتصادية الخالصة، واستخدام الجرف القاري، وبالنسبة لتركيا على وجه الخصوص- هناك قضية الوضع منزوع السلاح لبعض الجزر اليونانية في بحر إيجة.
وتعد القضية الأخيرة، إلى جانب المشكلة القبرصية المتواصلة، نقطة اشتعال محتملة بين أثينا وأنقرة، ويفاقم ذلك مساعي أمريكية مؤخرا لتوسيع وجودها في بحر إيجة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدمت النائبة الديمقراطية في الكونجرس الأمريكي جريس مينج مشروع قانون لتوسيع الوجود العسكري في اليونان، مع التركيز بشكل خاص على الجزر بما في ذلك ذات الخلاف مع تركيا
وتهدف خطوة مينج إلى دعم اليونان وتعزيز التعاون الأمني والدفاعي الأعمق بين البلدين، وسيخضع مشروع القانون لمفاوضات مع مجلس الشيوخ لوضع اللمسات الأخيرة على النص قبل إرساله إلى الرئيس جو بايدن للموافقة عليه.
ويطلب التعديل على وجه الخصوص، من وزير الدفاع ووزير الخارجية تقديم تقرير مشترك إلى لجان الكونغرس ذات الصلة حول العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة واليونان.
اقرأ أيضاً
تركيا: نرغب بحل وضع جزر بحر إيجة لكن اليونان لا تستجيب
وينص تعديل مجلس النواب على تقديم التقرير في غضون شهرين من توقيع القانون النهائي، متضمنا معلومات تحليل احتمالية وجود قواعد إضافية أو تواجد عسكري أمريكي موسع في جمهورية اليونان، خاصة في الجزر اليونانية.
ويقيم مشروع القانون حالة التعاون في مجال الأمن، وفقًا لمتطلبات قانون الدفاع والشراكة البرلمانية بين الولايات المتحدة واليونان لعام 2021.
كما يتضمن وصف حقوق إنشاء القواعد الممنوحة للولايات المتحدة، بناءً على اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك بين الولايات المتحدة واليونان في 14 أكتوبر/تشرين أول 2021، التي تمنح القوات الأمريكية الوصول إلى أربع قواعد عسكرية إضافية في اليونان.
ومن بين الجزر التي تبرز لكي تحظي بوجود أمريكي موسع هي جزيرة سكيروس، الواقعة في وسط بحر إيجه، وجزيرة ليمنوس، في أقصى شمالها.
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، برزت مدينة أليكساندروبولي الساحلية الواقعة شمال اليونان كمركز لوجستي رئيسي لإرسال المعدات العسكرية إلى الدول الأعضاء في الناتو شمال اليونان، ولا سيما بولندا، ومن هناك فصاعدًا إلى أوكرانيا.
ومن شأن وجود قواعد على جزيرتي بحر إيجة العمل على توحيد ألكساندروبولي مع القاعدة البحرية اليونانية وحلف شمال الأطلسي الكبيرة في خليج سودا بجزيرة كريت في أقصى الجنوب، وبالتالي تعزيز المصالح الأمنية الغربية على الجانب الجنوبي الشرقي العريض لحلف الناتو وصولًا إلى قناة السويس.
ويعتبر الأنشطة العسكرية المتزايدة للبنتاجون في اليونان هي رد بشكل رئيسي على الحرب في أوكرانيا وأيضًا على العمليات البحرية الروسية التي سبقتها وما زالت مستمرة.
في حين أن جزيرتي سكيروس وليمنوس غامضتين للعديد من الأمريكيين، إلا أنها مألوفتين لدى اليونانيين الذين يرحبون عمومًا باحتمال وجود انخراط عسكري أمريكي أعمق هناك.
أحد أسباب هذا الدعم اليوناني هو أن الوجود الأمريكي الأكثر بروزًا من شأنه أن يحمي المنشآت العسكرية اليونانية القائمة هناك من التهديدات التركية المحتملة.
كما سيكون الوجود العسكري الأمريكي بمثابة فجوة مؤقتة في تحليق القوات الجوية التركية غير المشروعة فوق الأراضي اليونانية في بحر إيجه.
عزل تركيا
وبينما سيكون بناء القواعد بمثابة تعزيز للأمن في شرق البحر المتوسط فيما يتعلق بالتهديد الروسي، لكنه يخاطر أيضًا بعزل تركيا بسبب مشاكلها الطويلة مع اليونان.
من جانبها سارعت وسائل إعلام تركية في وقت سابق تعقيبا على المشروع الأمريكي للتأكيد بأن أنقرة ستتابع التطورات عن كثب.
غالبًا ما تسلط الإستراتيجية البحرية التركية طويلة المدى الضوء على خط الطول 25، الذي يشطر بحر إيجه، من وجهة نظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتقامية، لا ينبغي بالضرورة أن يحمل البحر والجزر الواقعة بين الساحل التركي وهذا الخط عباءة السيادة اليونانية.
سكيروس، الجزيرة اليونانية التي من المحتمل أن تتجه إليها قاعدة أمريكية واحدة، تقع غرب خط الطول بشكل مريح، لكن ليمنوس تقع شرقها.
اقرأ أيضاً
بالقانون.. تركيا تحبط مخططات اليونان في بحر إيجة
المصدر | نيويورك صن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا بحر إيجة اليونان
إقرأ أيضاً:
خارجية مجلس الشيوخ: تصريحات ترامب عن التهجير تثير الشكوك حول عودة الحرب
أكدت النائبة سما سليمان وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية لمجلس الشيوخ أن مشهد رائع خرج اليوم من مجلس النواب لرفض تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه.
الأمم المتحدة: نرفض التهجير القسري لأهالي قطاع غزة سميرة أحمد: نرفض التهجير تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتنافى مع نضال الشعب الفلسطينيوأضافت وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية لمجلس الشيوخ ، في حوار مع الإعلامية لبنى عسل، مقدمة برنامج الحياة اليوم، المذاع عبر قناة الحياة، مساء اليوم الأثنين، أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتنافى مع نضال الشعب الفلسطيني على مدى شهور وسنوات طويلة من أجل البقاء على أراضيه والحصول على حقه في تقرير مصيره.
وتابعت وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية لمجلس الشيوخ، أن هذه التصريحات تتناقض مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة بالأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن توقيت هذا التصريح يشكك في استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ما يأذن بعودة الحرب مرة أخرى للقطاع لإجبار الفلسطينيين على الهجرة للدول العربية وتنفيذ مخطط التهجير.
وأكدت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، رفضها التهجير القسري لأهالي قطاع غزة بصفته نوعا من التطهير العرقي.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا"، شدد ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم أمين عام الأمم المتحدة، على أن الأمم المتحدة ستكون و"بطبيعة الحال ضد أي خطة من شأنها أن تؤدي إلى التهجير القسري للناس، أو أي نوع من التطهير العرقي".
استشهدت طفلة، وأصيب آخرون، مساء اليوم الإثنين، جراء قصف الاحتلال عربة يجرها حيوان غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأعلن مستشفى العودة عن وصول جثمان الطفلة ندى محمد العامودي (5 سنوات) وثلاث إصابات من منطقة الجسر غرب مخيم النصيرات، جراء قصف الاحتلال النازحين العائدين إلى مناطق شمال القطاع.
وبدأ آلاف النازحين بالعودة اليوم إلى مدينة غزة وشمال القطاع، عبر شارع الرشيد الساحلي، وسط القطاع، بعد أن هجرهم جيش الاحتلال قسرا من منازلهم جراء حرب الإبادة الجماعية.
وبين السابع من أكتوبر 2023 والتاسع عشر من يناير 2025، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وخلفت ما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي في تهجير أكثر من 85% من مواطني قطاع غزة أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان.
وفي سياق متصل، أكد المحلل السياسي الأمريكي الدكتور ماك شرقاوي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض تمامًا فكرة تهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية لم يتغير على مدار العقود الماضية.