هل بدأت مرحلة جديدة من سيادة القطب الامريكي الواحد.. غزة وسوريا انموذجا..؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
هل بدأت مرحلة جديدة من سيادة #القطب_الامريكي_الواحد.. #غزة و #سوريا انموذجا..؟
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)
منذ سقوط الاتحاد السوفيتي السابق المعروف بأيدلوجيته”الصراعية” بداية تسعينيات القرن الماضي؛ تم الانتقال والتطبيق الميداني الاوسع للعالم من العالمية الى العولمة الكونية فكرا وتكنولوجيات بقيادة امريكا وحلفاؤها الغربيين والاقليميين، اذ عملت امريكا وبدعم اسرائيليا على خلخة وإطفاء اي فكرة صراعية او كفاحية وحتى فكرية ضدهما بافتراض ان اي فكرة بالضد من التحالف الامريكي الاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط هي مدعومة من روسيا او من الحركات الاسلامية المتطرفة ” النظامين العراقي السابق، الليبي تحديدا في محاولاتهما امتلاك البرامج والسلاح النووي وتدميرهما لكلا المحاولتين.
(2)
لقد بقيت منطقة الشرق الاوسط -الغنية بكل الموارد والمواقع – بقيت نسبيا شبه هادئة فلسطينيا وايرانيا بالتحديد لعدة عقود ، مع ملاحظة تنامي النزوع العقائدي الايراني المتدرج بعد انتهاء حربها مع العراقي وبالتالي تغير النظام السياسي في العراق، رغم الحصار الامريكي القاسي المفروض عليها اقتصاديا بان تكون محورا فكريا ونوويا مالئنا للفراغ السياسي في الشرق الاوسط رغم ان امريكا هي “الشيطان الاكبر بمنظار ايران” هذا الهدوء والتوتر المتوازن كمفارقة لافتة نجما عن كلِ من:-
ا- عدم التزام وجدية “الشرعية” الدولية ممثلة في اعضاء مجلس الامن الدولي والامم المتحدة معاً في تنفيذ قراراتهما بخصوص حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المحتل، لا بل استمرار انحيازهما للمحتل للآن.
ب – عدم دعمهما الناجز ،”كشرعية دولية” لاتفاقيات”السلام” الثنائية التي عقدتها بعض الدول العربية مع اسرائيل، والتي بقيت نادرة الاثر والتاثير على توجهات الشعوب نحو المحتل الاسرائيلي الامر الذي ابقى جذوة الصراع متقدة تحت هذا السلام السياسي الهش اصلا في فلسطين المركزية؛ والتي هي مفتاح السِلم والحرب في العالم عبر قرون من الزمن.
( 2)
بعد وجراء اندلاع حرب السابع من اكتوبر العام الماضي في غزة رغم هول ونُبل صمودها وتضحيات اهلنا فيها، طفحت على المسرح الاقليمي معطيات عميقة هي الدعم الايراني المرتبط في خلفيته العسكرية والثأرية الدعم الايراني لروسيا في حربها بأوكرانيا وبالضد من التحالف الغربي الإسرائيلي الداعم بالمطلق في كل شيء لاوكرانيا ضد روسيا بقيادة بوتين وحليفتها في الشرق الاوسط وتحديدا ايران وحيث تتواجد بنفوذها الفكري والعسكري في غزة والعراق واليمن وحزب الله ذراع ايران المسلح الذي حكم لبنان من عدة عقود وعدم قيام السلطة الشرعية في لبنان، حيث تم تدميره عسكريا، دون ان ننسى الهجمات الاسرائىلية الغربية المستمرة على اليمن وسوريا بتفاوت نسب خطورة كل منهن على اسرائيل والغرب ومدى اهمية كل منهم بالنسبة لايران.
( 3)
بناء على ماسبق ، يمكن فهم حقيقية و معرفة اطراف الصراع العولمي في الشرق الاوسط وتحديدا ما شهدناه من صمت دولي -باستثناء موقف دولة جنوب افريقيا غير العربية في محكمة العدل الدولية ضد العدوان على فلسطين نحو حرب الابادة الاسرائيلية في غزة ولبنان،واستمرار الضرب العسكري في سوريا،..وبالتالي لاحظنا كيف تم اكراه حزب الله بعد اغتيال قادته التاريخيين هذا الاتفاق الذي تم عبر رئيس حركة امل بجذورها الايرانية ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على وقف اطلاق النار، وبالتالي اعادة ترتيب الوضع الدستوري لشرعية الدولة في لبنان من جهة، ومن الجهة الاخرى عزل غزة وسوريا ولو مرحليا عن “وحدة الساحات التي غدت في الذاكرة” وهي التي اطلقها الراحل حسن نصرالله ومن خلفه ايران لتنحول الى وحدة الساحات الداخلية فقط في فلسطين ولبنان معا ترابطا مع الضغط على سوريا حليفة روسيا ايضا بعد ان تم قطع الكثير من المعابر والانفاق التواصلية بينها وبين لبنان الجديد المختلف واقعا وآفاق مع ما سبق، فغدت حالة الاقليم في النتيجة مفتوحة على كل الاحتمالات عما كانت الاوضاع مع بدء حرب اكتوبر في غزة، إضافة لتدخل تركيا-وهي صاحبة مشروع فكري ايضا هي وحلفائها من جبهة النصرة في محيط مدينة ادلب وحلب ، فأصبحنا عربا ومسلمين امام واقع اكثر خطورة وغموضا يربك كل دول الاقليم بالتاكيد.. خصوصا وان شجرة حواس دول الاقليم شاخصة نحو بدء الرئيس الامريكي تولي سلطاته الدستورية الذي نادى وما زال ان مصالح امريكا واسرائيل اولى اولوياته هي تعميق استفراد وسيادة الغرب الراسمالي المعولم بقيادته في سيادتهم المطلقة للكون اي الارض والفضاء معاّ بعد نجاحه للآن إطفأ اي نضال او حتى اي تعاطف سياسي مع الفلسطيين وايران في الشرق الاوسط لابل في العالم….وانيّ لمن المجتهدين في الرصد والتحليل لواقعنا الدامي من منظور علم اجتماع السياسية…فهل من متفكرين؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: غزة سوريا فی الشرق الاوسط فی غزة
إقرأ أيضاً:
عون الى السعودية لفتح صفحة جديدة في العلاقات
يتهيّأ الداخل اللبناني لاسبوع جديد سينطلق بحدث استثنائي طال انتظاره، وهو زيارة الرئيس جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية، على امل ان يعيد بثّ الروح في العلاقات اللبنانية – السعودية، رغم ان الزيارة لن تشهد توقيع اتفاقات او تفاهمات بين الرياض وبيروت، بقدر ما هدفها كسر الجفاء والقطيعة بين البلدين.
وكتبت" الديار": فيما يبني الكثيرون آمالا «مضخمة» على زيارة رئيس الجمهورية للمملكة العربية السعودية، كشف مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت، ان القمة التي ستجمع الرئيس جوزاف عون بولي العهد الامير محمد بن سلمان، ستكون لشكر الرياض على الدور الذي لعبته لانجاز الاستحقاقات الدستورية، وتحديدا ملء الشغور في بعبدا، مشيرة الى ان عون سيقدم رؤية وتصورا للعلاقة المستقبلية بين البلدين، بعد الفترة من البرودة التي سادت خلال السنوات الاخيرة.
وحول ما ستقدمه المملكة، اكدت المصادر ان الحديث عن توقيع الاتفاقات الـ 22، لا زال من المبكر الحديث عنه، لاسباب كثيرة سياسية واجرائية وتقنية، وبالتالي فان زيارة الشكر، قد تشهد مبادرة رمزية سعودية برفع حظر سفر السعوديين الى لبنان، والذي يبقى القرار بشأنه مرتبطا الى حد كبير بمسألة الوضع مع “اسرائيل”.
وكتبت" نداء الوطن": غداً سيكون لبنان الرسمي في قلب المملكة العربية السعودية، الوجهة الخارجية الأولى لرئيس الجمهورية جوزاف عون، منذ وصوله إلى سدّة الرئاسة، وذلك في زيارة غير رسمية تأتي تلبية لدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
غدا سيستكمل عون الجهود التي بدأها مع انتخابه لرأب الصدع الذي أصاب، العلاقات اللبنانية – الخليجية عموماً، واللبنانية - السعودية خصوصاً، خلال العهود السابقة وما تخلّلها من هيمنة إيرانية على قرارات الدولة لصالح "الدويلة".
من الرياض، سيتوجّه عون، إلى القاهرة للمشاركة يوم الثلثاء، في القمة العربية الطارئة المخصّصة لمناقشة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، وذلك على رأس وفد يضمّ وزير الخارجية يوسف رجّي وسفير لبنان في مصر علي الحلبي.