هل بدأت مرحلة جديدة من سيادة #القطب_الامريكي_الواحد.. #غزة و #سوريا انموذجا..؟
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)
منذ سقوط الاتحاد السوفيتي السابق المعروف بأيدلوجيته”الصراعية” بداية تسعينيات القرن الماضي؛ تم الانتقال والتطبيق الميداني الاوسع للعالم من العالمية الى العولمة الكونية فكرا وتكنولوجيات بقيادة امريكا وحلفاؤها الغربيين والاقليميين، اذ عملت امريكا وبدعم اسرائيليا على خلخة وإطفاء اي فكرة صراعية او كفاحية وحتى فكرية ضدهما بافتراض ان اي فكرة بالضد من التحالف الامريكي الاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط هي مدعومة من روسيا او من الحركات الاسلامية المتطرفة ” النظامين العراقي السابق، الليبي تحديدا في محاولاتهما امتلاك البرامج والسلاح النووي وتدميرهما لكلا المحاولتين.


(2)
لقد بقيت منطقة الشرق الاوسط -الغنية بكل الموارد والمواقع – بقيت نسبيا شبه هادئة فلسطينيا وايرانيا بالتحديد لعدة عقود ، مع ملاحظة تنامي النزوع العقائدي الايراني المتدرج بعد انتهاء حربها مع العراقي وبالتالي تغير النظام السياسي في العراق، رغم الحصار الامريكي القاسي المفروض عليها اقتصاديا بان تكون محورا فكريا ونوويا مالئنا للفراغ السياسي في الشرق الاوسط رغم ان امريكا هي “الشيطان الاكبر بمنظار ايران” هذا الهدوء والتوتر المتوازن كمفارقة لافتة نجما عن كلِ من:-
ا- عدم التزام وجدية “الشرعية” الدولية ممثلة في اعضاء مجلس الامن الدولي والامم المتحدة معاً في تنفيذ قراراتهما بخصوص حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المحتل، لا بل استمرار انحيازهما للمحتل للآن.
ب – عدم دعمهما الناجز ،”كشرعية دولية” لاتفاقيات”السلام” الثنائية التي عقدتها بعض الدول العربية مع اسرائيل، والتي بقيت نادرة الاثر والتاثير على توجهات الشعوب نحو المحتل الاسرائيلي الامر الذي ابقى جذوة الصراع متقدة تحت هذا السلام السياسي الهش اصلا في فلسطين المركزية؛ والتي هي مفتاح السِلم والحرب في العالم عبر قرون من الزمن.
( 2)
بعد وجراء اندلاع حرب السابع من اكتوبر العام الماضي في غزة رغم هول ونُبل صمودها وتضحيات اهلنا فيها، طفحت على المسرح الاقليمي معطيات عميقة هي الدعم الايراني المرتبط في خلفيته العسكرية والثأرية الدعم الايراني لروسيا في حربها بأوكرانيا وبالضد من التحالف الغربي الإسرائيلي الداعم بالمطلق في كل شيء لاوكرانيا ضد روسيا بقيادة بوتين وحليفتها في الشرق الاوسط وتحديدا ايران وحيث تتواجد بنفوذها الفكري والعسكري في غزة والعراق واليمن وحزب الله ذراع ايران المسلح الذي حكم لبنان من عدة عقود وعدم قيام السلطة الشرعية في لبنان، حيث تم تدميره عسكريا، دون ان ننسى الهجمات الاسرائىلية الغربية المستمرة على اليمن وسوريا بتفاوت نسب خطورة كل منهن على اسرائيل والغرب ومدى اهمية كل منهم بالنسبة لايران.
( 3)
بناء على ماسبق ، يمكن فهم حقيقية و معرفة اطراف الصراع العولمي في الشرق الاوسط وتحديدا ما شهدناه من صمت دولي -باستثناء موقف دولة جنوب افريقيا غير العربية في محكمة العدل الدولية ضد العدوان على فلسطين نحو حرب الابادة الاسرائيلية في غزة ولبنان،واستمرار الضرب العسكري في سوريا،..وبالتالي لاحظنا كيف تم اكراه حزب الله بعد اغتيال قادته التاريخيين هذا الاتفاق الذي تم عبر رئيس حركة امل بجذورها الايرانية ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على وقف اطلاق النار، وبالتالي اعادة ترتيب الوضع الدستوري لشرعية الدولة في لبنان من جهة، ومن الجهة الاخرى عزل غزة وسوريا ولو مرحليا عن “وحدة الساحات التي غدت في الذاكرة” وهي التي اطلقها الراحل حسن نصرالله ومن خلفه ايران لتنحول الى وحدة الساحات الداخلية فقط في فلسطين ولبنان معا ترابطا مع الضغط على سوريا حليفة روسيا ايضا بعد ان تم قطع الكثير من المعابر والانفاق التواصلية بينها وبين لبنان الجديد المختلف واقعا وآفاق مع ما سبق، فغدت حالة الاقليم في النتيجة مفتوحة على كل الاحتمالات عما كانت الاوضاع مع بدء حرب اكتوبر في غزة، إضافة لتدخل تركيا-وهي صاحبة مشروع فكري ايضا هي وحلفائها من جبهة النصرة في محيط مدينة ادلب وحلب ، فأصبحنا عربا ومسلمين امام واقع اكثر خطورة وغموضا يربك كل دول الاقليم بالتاكيد.. خصوصا وان شجرة حواس دول الاقليم شاخصة نحو بدء الرئيس الامريكي تولي سلطاته الدستورية الذي نادى وما زال ان مصالح امريكا واسرائيل اولى اولوياته هي تعميق استفراد وسيادة الغرب الراسمالي المعولم بقيادته في سيادتهم المطلقة للكون اي الارض والفضاء معاّ بعد نجاحه للآن إطفأ اي نضال او حتى اي تعاطف سياسي مع الفلسطيين وايران في الشرق الاوسط لابل في العالم….وانيّ لمن المجتهدين في الرصد والتحليل لواقعنا الدامي من منظور علم اجتماع السياسية…فهل من متفكرين؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة سوريا فی الشرق الاوسط فی غزة

إقرأ أيضاً:

اسرائيل ترسّم حدوداً جديدة في الجنوب واتصالات للامم المتحدة للجم التصعيد

يستمر العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية بوسائل وأساليب متنوّعة.وتشمل هذه الاعتداءات غارات جوية واستهدافات بالقذائف المدفعية، إلى جانب إطلاق الرصاص على المدنيين الذين يقتربون من مواقع العدو أو المناطق العازلة داخل الأراضي اللبنانية، فضلاً عن مواصلة التجريف والحفر وبناء التحصينات العسكرية، سواء من خلال الإنشاءات أو عبر زراعة الألغام وتمديد الأسلاك الشائكة.

وفي سياق المعالجات الديبلوماسية للوضع التصعيدي على الحدود الجنوبية بدأت أمس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركّز المناقشات على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن 1701.

وأفادت المعلومات أنه "تأكيداً لأهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701".
ميدانيا، وفي تصعيد جديد ولافت، أقدم العدو في منطقة سهل الخيام وسردا في القطاع الشرقي على حفر خنادق داخل الأراضي اللبنانية، بعضها يبعد كيلومتراً عن السياج الحدودي، فيما لا يتجاوز البعض الآخر مئات الأمتار، ويمتدّ طول هذه الخنادق إلى نحو سبعة كيلومترات، وفق ما اوردت صحيفة"الاخبار".
اضافت"ويبدو واضحاً أن العدو، مستفيداً من المتغيّرات الكبرى التي تلت انتهاء الحرب وإعلان وقف إطلاق النار، ولا سيما سقوط النظام الحاكم في سوريا وتسلّم إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب البيت الأبيض، وجدَ فرصة سانحة لإحداث تغييرات جوهرية في اتفاق وقف إطلاق النار بشكل أحادي، مستفيداً من دعم وتواطؤ الإدارة الأميركية.
وقد ظهر خلال المفاوضات المتعلّقة بوقف إطلاق النار أن الأميركيين كانوا حريصين على منح إسرائيل «حرية العمل» في لبنان، بهدف عرقلة تعافي المقاومة ومنعها من إعادة بناء قدراتها، وهو ما حُكي عنه تحت عنوان «ورقة ضمانات» جانبية أميركية لإسرائيل.
إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحدّ، إذ عمد العدو، بعد إعلان الاتفاق، إلى احتلال مواقع جديدة وإقامة مناطق عازلة داخل الأراضي اللبنانية، متّكئاً على الواقع السياسي والعسكري المستجدّ الذي صبّ في مصلحته، ولا سيما بعد انهيار الحكم في دمشق. ولم يقتصر هذا التوجه الإسرائيلي على لبنان فحسب، بل انسحب أيضاً على ساحتي سوريا وقطاع غزة.
أقامت إسرائيل خمسة مواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى أربع مناطق عازلة، وليس اثنتين كما ادّعت في الخرائط التي زوّدت بها القوات الدولية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أطلقت تسمية «درع» على مواقعها داخل لبنان، بحيث يكون الموقع درعاً مزعوماً للمستوطنة التي يطلّ عليها، فحملت المواقع تسمية دروع شلومي وشوميرا وأفيفيم والمنارة والمطلّة. وقد بلغت مساحة الأراضي اللبنانية المحتلة نحو 13.25 كيلومتراً مربعاً (13250 دونماً)، وهو ما يمثّل أقل بقليل من 1% من إجمالي مساحة جنوب لبنان.
اللافت أن هذه الاعتداءات المتواصلة والمتصاعدة في المواقع المحتلة والمناطق العازلة المذكورة، لا تُدرَج ضمن الخروقات المسجّلة لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث بات يُتعامل معها على أنها تقع ضمن «التوافق غير المعلن». وليس ذلك فقط، بل يقوم العدو بتثبيت براميل مطليّة باللون الأبيض، في نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتحديداً في المناطق التي حدّدها العدو عازلة وممنوعة على اللبنانيين. وبذلك، أصبح في جنوب لبنان خطّان، الخطّ الأزرق الذي يمثّل خط انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، والخطّ الأبيض الذي يحدّد المناطق اللبنانية الجديدة التي احتلّها العدو خلال الأشهر الماضية.
وكتبت" اللواء": لم يحصل اي جديد، حسب المصادر الوزارية والرسمية، بالنسبة لوقف الخروقات المعادية في الجنوب، ولا حتى اتصالات جديدة مع طرفي لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار الاميركي والفرنسي لوقفها على امل ان تتحرك اللجنة من تلقاء نفسها بحسب طبيعة مهمتها، إلّا ان اللجنة لم تحدد حتى يوم امس اي موعد لإجتماعها.لكن المصادر اشارت الى ان الرئيس جوزاف عون استمر طوال يومي امس الاول وامس على تواصل مع قيادة الجيش والجهات المعنية بالوضع الجنوبي ومع لجنة الاشراف الخماسية ولو بشكل غير مباشر، بهدف وقف العدوان المتمادي، وتحريك العمل لإنهاء احتلال النقاط المحتلة في اقرب وقت. 
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، صباح أمس ، أن "الجيش الإسرائيلي بدأ تمرينًا مفاجئًا لاختبار الجاهزية لعمليات التسلل في القواعد والمواقع في الشمال".
 وسجل ظهر أمس تحليق لمسيّرة اسرائيليّة في اجواء مدينة الهرمل على علو منخفض. وأفيد بعد الظهر عن استهداف الجيش الإسرائيلي أحد المواطنين في بلدة كفركلا برصاصتين، وتم نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن "أن إطلاق العدو الإسرائيلي النار على مواطن في بلدة كفركلا أدى إلى إصابته بجروح وحالته حرجة". وكانت بلدة كفركلا شيعت أمس 24 شهيداً في موكب جماعي. ولاحقاً، أفيد بأن جندياً في الجيش اللبناني قد توفي جراء أزمة قلبية بعد أن اطلق الجيش الإسرائيلي النار على الناس خلال مشاركتهم بمراسم تشييع 24 شهيداً في بلدة كفركلا، وهو من بلدة زوطر.
وأمس، كانت للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة "المنار" سلسلة مواقف ، ومما قاله: "للبعض في الداخل نقول: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم"
ورد على وزير الخارجية فاعتبر أن ما قاله غير مناسب أبداً وهو الذي يعطي الذريعة لـ "إسرائيل" وليس نحن.

وانتقد قاسم مَن يتكلم بمنطق "حروب الآخرين" فاعتبر أن لا منطق له. وكرر مقولة أن القرار 1701يتعلق بجنوب الليطاني وفي رأيه أن حصرية السلاح تتعلق بالداخل لكن "المقاومة شأن آخر".
 

مقالات مشابهة

  • الصين.. علماء يكتشفون بكتيريا جديدة في القطب الجنوبي
  • بعد معارك الساحل السوري.. موجة نزوح جديدة إلى لبنان
  • هل بدأت إسرائيل بمخطط تقسيم دول المنطقة؟
  • إسرائيل تضغط بالنار على لبنان لمقايضة استقراره بمعاهدة سلام
  • اسرائيل ترسّم حدوداً جديدة في الجنوب واتصالات للامم المتحدة للجم التصعيد
  • مجلة “تايم” : التصنيف الامريكي مجرد استعراض ..
  • امريكا تؤكد انهاء الإعفاءات الممنوحة للعراق لشراء الكهرباء من إيران
  • الاتحاد الأوروبي يدين الهجمات في الساحل السوري ويدعو لاحترام سيادة البلاد
  • الاتحاد الأوروبي يدين الهجمات في الساحل السوري ويدعو لاحترام سيادة سوريا
  • تجربة العراقيين مع تغيير الوقائع والحقائق: سوريا انموذجا