اللصوص والأغذية الملوثة…أسلحة صهيونية مبتكرة لإبادة أطفال غزة!
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
الأسرة/متابعات
في قلب غزة، وفي مركز الإيواء في بيت لاهيا تحديدًا، حيث يتقاطع شبح الموت مع الحياة، وتحمل كل لحظة في طياتها معاناة وصمودًا. احتضنت “وردة خالد. أم غزاوية” غبن ابنتيها بقوة، بعد ما تسمّمتا من عصير فاسد.
وفي ذلك المركز، حيث لا يوجد طعام يسد الجوع ولا حتى أمان، وفي وسط الظلام، يظهر مشهد آخر يتعذر نسيانه؛ طفل رضيع برزت عظامه من بين ثنايا جسده الهزيل كي تروي تفاصيل مأساة.
حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من تفاقم المجاعة بشكل خطير، وتحديدًا في محافظتي غزة والشمال.
الأطفال باتوا أشبه بظلال هزيلة، كل يوم يمر عليهم يقربهم خطوة من الموت، ففي مستشفى كمال عدوان، يجد الأطباء أنفسهم يعالجون مئات حالات التسمم الغذائي. من بين هؤلاء المرضى، ثلاثة من أبناء “سامح أبو ستار” الذين تناولوا معلبات حصلوا عليها كجزء من مساعدات برنامج الأغذية العالمي، أحد الأطفال أيضًا يعاني من مشاكل جلدية نتيجة شرب مياه ملوثة.
“كاميليا ضاهر”، وزوجها وأطفالها الثلاثة، جميعهم نقلوا إلى عيادة صحية في مخيم النصيرات بعد تعرضهم للتسمم بسبب تناول معلبات وشرب مياه ملوثة، بينما لا تزال العيادات والمستشفيات القليلة تعمل بأقصى طاقتها لعلاج حالات التسمم والمرضى، يبقى الوضع حرجًا مع نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
في ظل هذه الظروف، تتبع العائلات الفلسطينية بعض الإجراءات الصحية لتقليل خطر التسمم، مثل محاولة غلي المياه قبل شربها، والبحث عن أي علامات فساد في الأطعمة قبل تناولها. ولكن، مع شح الموارد وصعوبة الحصول على مياه نظيفة وأطعمة صالحة، تظل هذه الإجراءات غير كافية لدرء الخطر.
من جانبها، تحذر المؤسسات الحقوقية الدولية من خطر المجاعة، وتؤكد على ضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لتجنب كارثة إنسانية أكبر. وفي هذا السياق، تبقى غزة صامدة رغم الألم والجوع، باحثة عن بصيص أمل في ظل الوضع القاتم.
ومع انتشار هاشتاج “شمال_غزة_ يموت_ جوعًا”، اجتمع العالم الرقمي ليحكي عن مآسيهم.
نشر المغردون مقاطع توثق الجوع، بينما تواصلت حالات الوفاة للأطفال بسبب سوء التغذية. كان الأطفال يموتون، والعالم يشاهد بلا حراك.
وفي وسط هذه الظلمة، توقع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث أن يواجه نصف سكان غزة الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو، إذا لم يتم السماح بحرية وصول المساعدات، فإن الوقت يتسرب منهم، فكل دقيقة تأخير تعني حياة تضيع.
هوية العصابات الإجرامية
أفادت تقارير بأن العدو الإسرائيلي زاد من تسهيل عمليات السطو على المساعدات، مما يفاقم معاناة سكان غزة الذين يحتاجون بشدة إلى المساعدة، حيث أكدت مصادر في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنح مجموعات منظمة من اللصوص فرص الانتشار بشكل متزايد في القطاع، وتؤكد مصادر حكومية أن العصابتين الرئيسيتين اللتين تنشطان في سرقة المساعدات هما عصابة “شادي الصوفي”، محكوم عليه إعدام بسبب قضية قتل وعصابة “ياسر أبو شباب”، المدان بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات، وتؤكد المصادر أن نشاط هذه العصابات يتركز في المناطق الجنوبية الشرقية وبالقرب من معبر كرم أبو سالم، حيث توفر لهم قوات العدو الإسرائيلي الحماية، مما يسهل هجماتها على شاحنات المساعدات.
لصوص بسلاح وحماية العدو
في ظل هذه الظروف، تعتمد الأجهزة الأمنية على التعامل مع العصابات المسلحة بشكل مباشر، من خلال تنفيذ عمليات تستهدفهم بالرصاص والأسلحة المناسبة حسب كل حالة. ولفت الانتباه إلى أن التعاون بين جيش العدو وهذه العصابات واضح، إذ يقوم العدو باستهداف عناصر الشرطة الغزاوية وفي المقابل يقدم أسلحة وبنادق إلى هؤلاء اللصوص، مما يمكنهم من إثارة الفوضى وإيذاء عناصر الأجهزة الأمنية وفرق تأمين المساعدات.
في منتصف نوفمبر 2024، أكدت 29 منظمة دولية، من بينها “أطباء العالم” و”أوكسفام” والمجلس النرويجي للاجئين، في تقريرها أن جيش العدو يشجع عصابات على نهب المساعدات الإنسانية في القطاع من خلال مهاجمته للقوات الفلسطينية المكلفة بتأمين الشاحنات. وحسب التقرير، فإن العدو لا يمنع هذه العصابات ولا يتدخل حتى عندما يطلب سائقو الشاحنات المساعدة، ما يجعل ممارسات النهب تحدث بالقرب من القوات الإسرائيلية وبمراقبتها.
وتعتبر هذه الوسيلة جعلت منها المنظمات وسلطات العدو ذريعة لمنع إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني، ما يكشف حقيقة التعاون والتنسيق بين المنظمات الدولية والعدو الصهيوني من جهة وعصابات السطو من جهة أخرى.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السويد تسعى لإقرار قانون يتيح للشرطة "التنصت" على الأطفال دون الـ15 عاما
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، اليوم الخميس، أن بلاده تعمل على تسريع إقرار تشريع جديد يسمح للشرطة بالتنصت على الأطفال دون سن 15 عاما، وذلك بعد سلسلة من التفجيرات قامت بها عصابات إجرامية تجند المراهقين داخل السويد.
وقال كريسترسون، في مؤتمر صحفي، عقب اجتماع استثنائي للمجلس الوطني لمكافحة الجريمة المنظمة،: "نحن نسعى لدخول القانون حيز التنفيذ في خريف 2025، هذا أمر ضروري للوصول إلى الأشخاص الذين يديرون الجرائم من مواقع بعيدة ويجندون الأطفال في السويد"، وذلك حسبما أوردت مجلة /بوليتكو/ في نسختها الأوروبية.
وتواجه السويد موجة متزايدة من جرائم العصابات، حيث يتم تجنيد المراهقين لتنفيذ عمليات تخريب وتفجيرات وجرائم قتل، كما تعاني من تصاعد في معدلات الجريمة، حيث تستغل العصابات منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة /تيليجرام/، لتوظيف المراهقين في عمليات تجسس وتخريب، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال عنف وتفجيرات واغتيالات.
كما تسعى السويد إلى فرض قيود على المنصات الرقمية، لإجبارها على وقف عمليات تجنيد العصابات، وطلبت من الاتحاد الأوروبي التدخل للمساعدة في ذلك، وحتى الآن، شهد شهر يناير وحده نحو 30 تفجيرا في السويد، من بينها خمسة تفجيرات في ستوكهولم خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط.