فضل التبكير في الذهاب إلى المساجد وانتظار الصلاة
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي جاء مضمونه كالتالي: هل ورد في نصوص الشرع ما يُفيد فضل التبكير في الذهاب إلى المساجد وانتظار الصلاة؟ نرجو منكم بيان ذلك.
وقالت دار الإفتاء إن الشرع الشريف حث على التبكير في الذهاب إلى المساجد وانتظار الصلاة، وعلى اغتنام الوقت الذي بين الأذان والإقامة؛ بصلاة السنن والنوافل، والإكثار مِن الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن وذِكر الله تعالى والصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في أحاديث كثيرة؛ منها:
ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» متفقٌ عليه.
قال الإمام ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (2/ 280، ط. مكتبة الرشد): [يدخل في معنى التهجير: المسارعة إلى الصلوات كلها قبل دخول أوقاتها؛ ليحصل له فضل الانتظار قبل الصلاة] اهـ.
وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، حَتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه".
قال الإمام زين الدين العراقي في "طرح التثريب" (2/ 365، ط. احياء التراث العربي): [فيه استحباب انتظار الصلاة في المسجد وهو كذلك فإنه في صلاة ما دام ينتظر الصلاة] اهـ.
فضل صلاة الجماعةورد عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: «مَن سَرَّه أن يَلْقى الله غدًا مُسلِمًا، فلْيُحافظ على هؤلاء الصَّلواتِ حيثُ يُنادَى بهن؛ فإنَّ الله تعالى شرع لنبيِّكم سننَ الهدى، وإنَّهن من سُنن الهدى، ولو أنَّكم صليتم في بيوتكم كما يُصلِّي هذا المتخلِّف في بيته - «يعني المتخلف عن الجماعة»- ، لترَكْتم سُنَّة نبيِّكم، ولو تركتم سُنَّة نبيكم لضَللتم، وما من رجل يتطهَّر فيُحسِن الطُّهور، ثم يَعْمَدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجد، إلاَّ كتب الله له بكلِّ خطوةٍ يَخْطوها حسَنة، ويرفعه بها درَجة، وَيَحُطُّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها - «يعني عن الصلاة في المسجد» - إلاَّ منافق معلومٌ النِّفاق، ولقد كان الرَّجل يُؤتَى به يُهاَدى بين الرجلين -«يعني يُمسكه رَجُلان من جانبَيْه يعتمد عليهما» - حتَّى يُقام في الصَّف».
وروي عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن توضَّأ فأسبغَ الوضوء، ثُم مشى إلى صلاةٍ مكتوبة، فصلاَّها مع الإمام، غُفِر له ذنبُه»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن غَدَا إلى المَسجدِ أو راح أعَدّ الله له في الجنة نُزُلًا كلما غدا أو راح».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: انتظار الصلاة فضل التبكير دار الإفتاء الإفتاء صلى الله علیه ى الله علیه رسول الله
إقرأ أيضاً:
النظافة و التقوى
النظافة و التقوى
رمضانيات (١)
د. نبيل الكوفحي
…
العبادات نتوجه فيها لله سبحانه المستحق للألوهية بالعبادة، وتحقيق غايات استقامة النفس وضبط السلوك. يقول تعالى في تشريع الصيام ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، فالمقصد من الصيام هو تحقيق التقوى، وكذا الأمر في حكمة الصلاة ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )، والأمر ذاته في الزكاة ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).
النظافة سلوك مطلوب من كل مسلم، على مستوى النظافة البدنية كان الوضوء والاستحمام وقص الشعر وما نحوه. وعلى مستوى البيت؛ فرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (إن اللهَ طيّبٌ يحبّ الطيبَ، نظيفٌ يحبُّ النظافةَ، كريمٌ يحبُ الكرمَ، جوادٌ يحب الجودَ؛ فنظفُوا أفنيتكُم؛ ولا تشبّهوا باليهودِ) ويؤخذ بالتحديث المختلف في قوتها في فضائل الأعمال. وعلى المستوى العام فقد جاء الحديث؛ قال رسول الله صلى الله علية وسلم: (الإيمان بضع وستون ـ أو سبعون ـ شعبة، أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان).
تقوم البلديات بجهد كبير في عمليات النظافة، وهي تستنزف من ربع إلى ثلث ميزانيات البلديات ومواردها البشرية، وتفوق المعدلات العالمية بذلك كثيرا، وجزء من هذه الكلفة الباهظة بسبب السلوكيات السلبية لكثير من الناس في النظافة العامة؛ فمن عدم اخراج النفايات في اوقات محددة، إلى عدم وضعها في الاماكن المعينة، ورمي النفايات في الشوارع العامة وصولا إلى عدم تقليل إنتاجها. يمكن التحسين في كل هذه المراحل، وبالتالي تقليل الكلف بما لا يقل عن الربع. وتسعى البلدية من خلال عدة ادوات إلى تطوير عمليات النظافة ومنها التوعية والعقوبة، لكن هذا الجهد لا يكفي دون تعاون المواطنين.
مقالات ذات صلةالثقافة والرقابة المجتمعية ذات قيمة كبيرة في تحقيق ادارة فضلى للنظافة العامة، وهي احد اسباب نظافة المدن في الغرب والشرق. ان عملية ازالة القمامة والاذى فعل مأجور عليه، وفي المقابل التسبب به فعل محاسب عليه، هذا الفعل قام به اشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في قصة جاره اليهودي المعروفة الذي كان يضع القمامة عند بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ان تحقيق التقوى وإسقاطها على السلوك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام كانت واضحة؛ فقصة الفتاة وامها في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلية، اذ تامر الام ابنتها ان تغش الحليب، فتقول قومى إلى ذلك اللبن فامذقيه – أى اخلطيه – بالماء، فقالت الابنة: يا أُمَّاه، وما علمتِ ما كان من عَزْمَة أمير المؤمنين اليوم؟!، قالت الأم: وما كان من عزمته؟، قالت: إنه أمر مناديًا فنادى: لا يُشَابُ اللبن بالماء، فقالت الأم: يا بُنيّتى، قومى إلى اللبن فامْذقيه بالماء فإنك فى موضع لا يراك عمر، ولا منادى عمر، فقالت الصبيّة: واللَّه ما كنت لأطيعه فى الملأ وأعصيه فى الخلاء، إن كان عمر لا يرانا، فربّ أمير المؤمنين يرانا.
هكذا كانت التربية وكان احترام القانون وكانت التقوى، ان إسقاط التقوى على سلوك الناس العام أمر مهم ولا بد ان يقوم الائمة والخطباء والإعلاميون والمعلمون بذلك في ربط متين بين الأمرين. خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي يصوم به الناس استجابة لامر الهي. وان نقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيمن يخالف ذلك.
وتقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح الاعمال.