“رح نظل مرابطين وصامدين”.. لسان حال المقدسيين رغم هدم بيوتهم
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
الثورة / وكالات
هل من ألمٍ أقسى من أن يجبرك عدوّك على أن تهدم منزلك بيديك؟ والأشد قسوة أن تكون مقدسيًا متجذرًا في الأرض المقدسة، ويسعى الاحتلال بكل ما أوتي من غطرسة وعدوان أن يقتلعك من جذورك سعيًا لتهويد القدس بكل تفاصيلها، فيما أهلها الصامدون يبقون حائط الصد الأخير بوجه المخططات الصهيونية.
المقدسي خلف محمد عودة يتحدث عن هذا الألم والوجع، ويروي بصوته المجروح عن كيفية إجباره من قبل قوات الاحتلال على هدم منزله من قبل البلدية.
وكيف أنه لم يملك من حيلة المضطر سوى الرضوخ للأمر، تجنباً لدفع مبالغ مالية باهظة لطواقم البلدية في حال نفذت الهدم ولتفادي تخريب الجرافات في محيط منزله وأرضه.
“أنا ساكن بهذا البيت ٢٤ سنة وكان آباؤنا وأجدادنا من قبل يستخدمون الأرض لرعاية الأغنام والمبيت فيها”، يقول عودة.
ويتابع بالقول: لما سكنت كانت مساحة السكنة الموجودة على زمن الأردن ٧٠ متر فقمت ببناء ٨٠ متر زيادة.. البلدية طلبت مني ترخيص وبلشت في الإجراءات.”.
ويضيف عودة: “صار محاكم وغرموني آلاف الشواكل ورح أضل أدفع مخالفات لحد سنة ٢٠٢٨ حتى بعد هدم المنزل”.
ويختم حديثه بالقول: “إحنا مرابطين ورح نضل مرابطين وصامدين”.
هدم 12 منشأة مقدسية خلال شهر
وتتعرض بلدة سلوان في القدس المحتلة، إلى هجمة هدم وتهجير شرسة وتوسع في المخططات الإستيطانية والتهويدية؛ لتغيير هوية المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى وإضفاء الصبغة اليهودية عليها.
وتشير المعطيات إلى أن سلطات الاحتلال هدمت منذ بداية شهر نوفمبر الحالي 12 منشأة مقدسية من ضمنها خيمة الاعتصام وجمعية البستان ومنازل وبركسات.
ويلاحق شبح الهدم عائلات الطويل وأبو شافع وأبو دياب عقب تسلمهم إخطارات بالهدم خلال مدة أقصاها 3 أسابيع.
تحذيرات من استهداف الأحياء المقدسية
ودعت لجنة الدفاع عن سلوان، لردع الاحتلال الإسرائيلي ووقف مخططه الهادف لطرد وتهجير أكثر من 1550 نسمة من البلدة الواقعة جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وحذّر رئيس لجنة الدفاع عن أراضي سلوان وعضو رابطة أمناء الأقصى فخري أبو دياب، من خطورة استهداف الاحتلال للأحياء المقدسية وخاصة في المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى لأنها الدرع الواقي والحامي للمسجد.
ونبّه إلى أن بلدة سلوان لها النصيب الأكبر من تلك الاعتداءات، وفي قلبها حي البستان الذي يتعرض لهجمة تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني فيه.
وقال أبو ذياب إن حي البستان يعاني منذ 20 عام من عمليات الهدم والتهجير، وأن الاحتلال يريد حسم قضية سلوان ويعمل على تهويد المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى لإبعاد خط الدفاع الأول عنه المتمثل بالوجود الفلسطيني في بلدة سلوان.
الاحتلال يسعى لفرض سيطرته.. والشيخ صبري يحذر
وسبق أن حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من خطورة المشاريع الاستيطانية التي يروّج لها الاحتلال في بلدات وقرى جنوب المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس؛ بهدف فرض سيطرة الاحتلال الكاملة عليه وليس فقط على محيطه.
وأكد الشيخ صبري أنّ الاحتلال يستهدف بشكلٍ واضح ومكثف القرى التي تحيط بالأقصى تحديدًا من الجهة الجنوبية؛ بهدف تفريغها من السكان والعمران الفلسطيني واستبدالها بمشاريع استيطانية تطوّق المسجد.
وأوضح صبري أنّ ذلك يأتي ضمن مخطط إسرائيلي قديم جديد؛ يفضي في النهاية للاستيلاء على المنطقة الجنوبية بأسرها، وصولاً لربط الأقصى بجبل المكبر؛ ضمن ما تسميه العصابات الإسرائيلية المدعومة من الحكومة المتطرفة بـ “الحوض المقدس”.
ويمتد مشروع “الحوض المقدس” من منطقة وادي الربابة في بلدة سلوان مروراً بحيي البستان ووادي حلوة في البلدة، ثم نحو منطقة طنطور فرعون والمقابر اليهودية على سفوح جبل الزيتون، وتبلغ المساحة المستهدفة بهذا المشروع نحو 2 كيلومتر.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نحو 50 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
يمانيون../ أدى آلاف المواطنين الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات العدو الصهيوني على الوصول إلى المسجد.
وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 50 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات العدو عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر باب العامود وباب الأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان ومنعتهم من الدخول إلى المسجد.
وأضافت المصادر أن قوات العدو اعتدت على شاب قرب باب الأسباط بعد أن منعته من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة.
وأدى عدد من الشبان صلاة الجمعة في محيط المسجد الأقصى بعد أن منعهم العدو الصهيوني من الدخول إلى باحات المسجد.
وتواصل قوات العدو فرض قيود مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خاصة خلال أيام الجمعة.
وتحرم سلطات العدو الصهيوني آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.
ومنذ بدء العدوان الصهيوني الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات العدو من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة.