تفاعل يمني مع استعادة قوات المعارضة السورية مدينة حلب.. هل حان وقت صنعاء؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
أحدثت عملية استعادة مدينة حلب لفصائل المعارضة السورية، الجمعة، في المعارك المحتدمة مع قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية، تفعلا واسعا بين أوساط اليمنيين.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية، سيطرتها على عدة أحياء في مدينة حلب بعد معارك محتدمة مع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، ضمن عملية عسكرية بدأتها الأربعاء مطلقة عليها "ردع العدوان" في شمال غربي سوريا.
وسيطرت فصائل المعارضة على مناطق حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة وحي الحمدانية في مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري.
وطبقا لتقارير إعلامية، فإن أصوات تكبيرات سمعت في مساجد ريف حلب الشمالي بعد وصول فصائل المعارضة إلى تخوم مدينة حلب. ونشرت فصائل المعارضة السورية صورا لمقاتليها من حي الميدان وسط مدينة حلب.
وعرضت الفصائل صورًا تُظهِر استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف عدد من المواقع العسكرية التابعة للنظام السوري في ريف حلب.
ولاقت العملية تفاعلا واسعا في اليمن، على غرار ما يحدث في بلدهم اثر انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران كامتداد للعبث والانتهاكات التنكيل التي تمارسها تلك الفصائل المدعومة من طهران سواء في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
وفي السياق قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، "الطريق إلى القدس يمر عبر حلب ودمشق"، في إشارة إلى تصريحات سابقة لأمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله الذي قضى بغارة إسرائيلية.
وأضافت كرمان "كامل التحية والفخر والزهو بثوار سوريا وأعينهم صوب دمشق لتحريرها من الاحتلال والاستبداد معاً". متابعة "تحرير القدس يمر عبر دمشق، أنا مع هذه المقولة".
من جانبه قال الخبير العسكري علي الذهب إن "سيناريو حرب سورية، والعودة المفاجئة لها، يشيران إلى ترحيل السلام إلى عقد من الزمن أو أقل من ذلك، والحاصل إحدى الحروب الظرفية والانتصارات المحدودة".
ويرى أنه لا مجال لقياس أزمة اليمن بها، إلا إذا قنع "طرف إقليمي" بتحمل الكلفة، وهي كلفة باهظة، مؤكدا أن عودة الحرب الحاسمة فيها لم تتوافر أسبابها بعد.
من جهته قال الباحث نبيل البكيري إن "الانهيارات الكبيرة التي يلحقها الثوار السوريون على مدى يومين متتالين بالمليشيات الطائفية المدعومة إيرانيا في حلب وإدلب وشمال سوريا عموماً، هي نتاج جهود ذاتية لهؤلاء الثوار الذين اختطفوا اللحظة وأمسكوا بزمام المبادرة لتحرير الأرض التي هجروا منه قبل سنوات".
وأضاف "أي تكون حسابات القوى الدولية والإقليمية سيبقى هذا النصر حكرا وحصرا لهؤلاء الثوار الأبطال الذين ينبغي أنهم استوعبوا اللعبة جيدا، كما وعوا درس الخذلان جيدا وعرفوا الصديق من العدو والتقطوا زمام المبادرة".
ويرى أن حلب وحمص وحماة ودمشق هذه حواضر الإسلام في الشام التي عاث فيها الطائفيون فسادا وقتلاً وتخريباً على مدى سنوات"، وقال "ها هم أهلها اليوم عائدون لها فاتحون من جديد، وها هم الظالمون ينهارون أمام هؤلاء الأبطال، الذين ظلموا وخذلوا من القريب قبل البعيد، ولكن إرادة الحرية هي من إرادة الله التي يؤيد بنصره كل طالب حق وحرية وكرامة".
بدوره علق الكاتب الصحفي سعيد ثابت بالقول "تحرير حلب الشهباء من رجس عصابات الاحتلال الطائفي الأسدي، ومليشياته الأجنبية سيكون خطوة على طريق تحرير دمشق المحتلة واستعادة الدور القيادي الحضاري والقومي لسورية".
في حين كتب الباحث عبدالسلام محمد، "الحرب في حلب، والرعب عند المحتل في صنعاء"، مشيرا إلى أن الحوثيين يبدون اهتماما بسلام موهوم، وعلاقة جيرة مع السعودية بثياب مكر الثعالب، واستسلاما قدريا لواشنطن تحت راية شعارات الموت الكاذبة.
وقال "ما حصل في حلب سيحصل في الفلوجة وسيحصل في صنعاء، والتركيب عكس التفكيك".
وتابع "حلفاء إيران يتهمون المعارضة السورية المسلحة التي سيطرت على حلب بأن لها دوافع طائفية، ولكنهم تناسوا أن الحروب الطائفية انطلقت من قم والضاحية الجنوبية وكربلاء وصعدة تحت شعار فيلق القدس لتحرير مكة والمدينة".
وأردف عبدالسلام "اليوم يكتوون بالنار التي أشعلوها على يد أطفال المخيمات الذين فقدوا عائلاتهم بالبراميل المتفجرة وأصبحوا شبابا تحركهم عقيدة قتالية ترى في الحرس الثوري والحشد الشيعي وجماعة الحوثي وقوات بشار العلوية عدوا طائفيا انتهك أعراضهم وقتل آبائهم ورمل أمهاتهم ويتمهم ويريد تيتيم أطفالهم".
الإعلامي عبدالله الحرازي هو الآخر كتب "سيحاولون استعادة حلب عندنا، لا أدري هل أقول على الجيش؟ أي فرع منه؟ في إشارة منه إلى العاصمة صنعاء وانقسام المكونات اليمنية في صفوف الشرعية.
وقال "المهم - ومن قبل اخبار تقدمات ريف حلب- هناك في الخفاء، مؤشرات في اليمن لشئ يعد.. مؤشرات لوجستية مقلقة"، حد قوله.
فيما الناشط السياسي هشام المسوري فسخر قائلا "عصابات الأسد تأمل وصول تعزيزات روسية لإنقاذها في حلب، وبوتن ينتظر تعزيزات من العزاعز وقرية الحقب لردع الأوكران".
الأكاديمي يحيى الأحمدي كتب قائلا "هؤلاء الذين تشاهدونهم كالأسود يطاردون مرتزقة إيران في حلب كانوا في 2016 أطفالا مقهورين مشردين، لم ينسوا جحيم سنوات القهر وبؤس الشتات".
وأضاف "المهم ما علينا، تعالوا نسأل عن حالنا: هل لا تزال قضيتنا حاضرة في وجدان الكبار والصغار، أم أن هذا الجيل يتم حشره في هموم الآخرين، وتوزيع ولاءه خارج حدوده، ليبقى هذا البلد خارج التاريخ وفي مرابع الضياع، تحت رحمة المشاريع العبثية والفوضوية والوهمية؟
وقال: لماذا تقفز على أسوأ واقع.. ونصرف هذا الجيل عن قضيته؟ ولمصلحة من؟!
من وجهة نظر أخرى قال القيادي البارز في جماعة الحوثي محمد البخيتي "على جميع المسلمين العمل بصدق وإخلاص على وقف الحرب في سوريا، لأن اشتعالها في هذا التوقيت بالذات يقدم أكبر خدمة لأعداء الأمة"، حسب زعمه.
وقال "هناك حاجة ماسة لعقد لقاء عاجل بين ايران وتركيا وقطر بهدف التوسط لوقف الحرب في حلب ومنع توسعها".
وزعم القيادي الحوثي أن "غرفة العمليات المشتركة التي تم تشكيلها بعضوية أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر بهدف إسقاط النظام السوري بدأت في تحشيد من وصفهم بـ"التكفيريين" من كل مكان، وبدأوا بممارسة القتل على الهوية وقطع الرؤوس قبل تدخل ايران وحزب الله".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن سوريا حلب إيران الحوثي المعارضة السوریة فصائل المعارضة مدینة حلب فی حلب
إقرأ أيضاً:
المعارضة السورية تقترب من مشارف حلب
يمن مونيتور/ وكالات
أعلنت فصائل المعارضة السورية، الخميس، بسط سيطرتها على بلدة خان العسل التي تبعد عن مشار مدينة حلب ما يقرب من 5 كيلومترات، وذلك بالتزامن مع اندلاع القتال على محور ريف شرقي إدلب وامتداده إلى مدينة سراقب.
وقالت “إدارة العمليات العسكرية”، التي تضم فصائل معارضة بينها “هيئة تحرير الشام”، في بيان حول تطورات المعارك في اليوم الثاني، إن “الاشتباكات مستمرة على أوجها منذ ساعات الصباح الباكر ووحداتنا تتقدم رغم حجم القصف المعادي العنيف، حيث سيطر مقاتلونا على بلدة خان العسل” في ريف حلب الغربي.
وتتمتع بلدة خان العسل الواقعة في ريف حلب الغربي بأهمية استراتيجية بسبب قربها من الضواحي الغربية من مدينة حلب، فضلا عن إشرافها على الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحلب، والذي يعرف بـ”M5″.
وأضافت “إدارة العمليات العسكرية”، أن المعارك المتواصلة مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية لليوم الثاني على التوالي تحت مسمى “ردع العدوان”، أسفرت أيضا عن “سيطرتها على كفرناها وياقد العدس وريف المهندسين الأول”.
وبحسب بيانات المعارضة، فإن العملية العسكرية التي تعد أول اختراق لخطوط التماس منذ اتفاق وقف إطلاق النار في آذار /مارس عام 2020، أدت إلى السيطرة على عشرات القرى في ريف حلب الغربي بمساحة إجمالية تقترب من 200 ألف كم مربع.
وأفادت وسائل إعلام محلية، بقطع الطريق الدولي بين دمشق وحلب بعد سيطرة فصائل المعارضة على بلدة الزربة في ريف حلب الجنوبي بشكل كامل.
وفي السياق، كشفت الفصائل المعارضة عن فتح محور قتالي ثان في ريف إدلب الشرقي، موضحة أن العمليات العسكرية هناك أسفرت عن “السيطرة على قريتي داديخ وتلتها وكفر بطيخ”.
وبث الإعلام العسكري التابع لفصائل المعارضة، مقطعا مصورا يظهر لحظات وقوع الاشتباكات مع قوات النظام في منطقة معمل الزيت على أطراف مدينة سراقب الواقعة في الجنوب الشرقي من إدلب، والتي تعد نقطة مهمة على الطريق بين دمشق وحلب.
وتجري المعارك في مناطق “خفض التصعيد” التي اتفقت كل من روسيا وتركيا على الإبقاء عليها في اتفاقية جرى توقيعها بين الجانبين عام 2019، ونصت على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كيلومترا داخل منطقة خفض التصعيد، لكن الخروقات من قبل النظام السوري تسببت في تقويض جوانب من الاتفاق.
وفي السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أمنية تركية إن “جماعات معارضة في شمال سوريا شنت عملية محدودة في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسعت عمليتها بعد أن تخلت القوات الحكومية عن مواقعها”.
وأضافت المصادر الأمنية أن “تحركات المعارضة ظلت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019”.
قصف على أحياء سكنية
أفاد الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، في بيان، بمقتل 15 مدنيا بينهم 4 أطفال وامرأتان وإصابة 5 مدنيين بينهم طفلان جراء شن الطائرات الحربية التابعة للنظام وروسيا غارة على أحياء سكنية ومحلات تجارية في مدينة الأتارب غربي حلب.
وقامت فرق الدفاع المدني بالمعمل على انتشال جثامين الضحايا من تحت الأنقاض وإسعاف المصابين من الموقع المستهدف.
كما تعرضت مدينة دارة عزة غربي حلب مدينة سرمين شرقي إدلب للقصف من قبل قوات النظام ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين.