اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والخليج بالمراحل النهائية
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، الجمعة، إن مفاوضات دول المجلس مع الصين بشأن اتفاقية التجارة الحرة وصلت إلى المرحلة النهائية.
وأضاف البديوي إنه يأمل في إنجاز الاتفاقية في ديسمبر، أو في "المستقبل القريب".
ويأمل الجانبان أن تسهم اتفاقية التجارة الحرة في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية القائمة بين دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية الصين.
ووصف البديوي العلاقات بين دول مجلس التعاون والصين بأنها "ممتازة"، مشيرا إلى أن الجانبين ينسقان في القضايا المختلفة.
وقال إن اتفاقية التجارة الحرة سوف تفتح الأسواق لما يحقق مصلحة الجميع.
وكان قادة دول مجلس التعاون قد عقدوا قمة جمعتهم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في الرياض عام 2022.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات دول مجلس التعاون الخليجي الصين الخليج الصين دول مجلس التعاون الخليجي الصين دول الخليج اتفاقیة التجارة الحرة
إقرأ أيضاً:
تهافت السلفية الأمنية في مصر والخليج
الفيديو المنشور للدكتور ياسر برهامي، أحد أبرز علماء الدعوة السلفية في مصر، عن المقاومة في فلسطين والدعوة إلى الجهاد التي أطلقها اتحاد علماء المسلمين قبل أيام، أثار ولا يزال يثير جدلا وسخطا كبيرا في الأوساط العربية والإسلامية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية بشكل عام ومع أهلنا في غزة بشكل خاص.
لم يكن برهامي متفردا في موقفه من الحرب العدوانية على غزة ولم يختلف موقفه كثيرا عن أقرانه فيما يعرف بالتيار السلفي في دول الخليج، وربما تأخر برهامي في رأيه الذي منع أو عطل بمقتضاه فريضة الجهاد بزعم أن بين مصر والكيان الصهيوني معاهدة تجعل من المستحيل نصرة أهلنا في غزة، مستشهدا بقول الله تعالى "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق"، ونسي برهامي أن بني إسرائيل قد خانوا الاتفاقيات وخرقوها غير مرة، وأنهم احتلوا ممر صلاح الدين المعروف بممر فيلادلفيا، وهذا في حد ذاته خرق للاتفاق المعدل بين مصر والكيان الصهيوني، ونسي برهامي أن الخيانة التي حذر منها القرآن قد وقعت، فهؤلاء لا عهد لهم ولا أيمان لهم، "فإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين"، وقد بدت الخيانة واتضحت لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
عموما هذه ليست قصتنا، فالموضوع الذي تتنظر الشعوب الفتوى فيه ليس مشاركة الجيوش العربية في الجهاد في فلسطين، فهذه الجيوش أجبن وأضعف من أن تقاتل عدوا، فما جُعلت هذه الجيوش إلا لمحاربة الشعوب والتضييق عليها إن هي خرجت عن الصراط الذي رسمه الغرب لها، وهذا يجعلني أسأل برهامي وغيره" لماذا لم تتحدث عن وجوب نصرة المظلومين؟ وعن رفع الحصار عن المحاصرين؟ ولماذا لم تفتي بوجوب فتح المعابر لكي يغاث أهل فلسطين؟ لماذا لم يأمر أو يفتي برهامي وغيره بضرورة الدعوة للتبرع من أجل إغاثة أهل فلسطين أو علاج المصابين والجرحى؟ أو الدعوة لإرسال مستشفيات جاهزة ومتنقلة وإرسال وفود طبية للمشاركة في علاج المرضى وخصوصا الأطفال والنساء وكبار السن؛ في ما تبقى من مستشفيات غزة التي أتى عليها العدوان؟ أو حتى الدعوة لترميم المساجد التي قصفت والمآذن التي دمرت؟
لا شيء من كل هذا دعا إليه أو طالب به مفتي الدعوة السلفية في مصر، ولكنه ركز على القول بأن بين مصر والكيان معاهدة وأن مصر لا تستطيع نقضها، ونسي أن مصر ليست السلطة فحسب بل هي دولة عريقة وعظيمة، ونسي أن السلطة التي تحاصر الدين وتحارب المسلمين وتقتلهم في داخلها لا ترحم من هم خارجها هي سلطة لا بيعة لها ولا طاعة لها في معصية الله، وهل هناك أكبر إثما وذنبا من قتل النفس البشرية أو المشاركة في حصارها وتجويعها حتى الموت؟
لقد حمل برهامي ذنب كل ما يجري للمقاومة ولم يأت على ذكر المعتدي ولم يتهمه بشيء، وفرغ كل طاقته لإدانة المقاومة تماما كما فعل سلفي آخر من السعودية هو الشيخ صالح السحيمي؛ الذي ادعى أن حماس قد جنت على نفسها وأن ما يجري هو بما كسبت أيديهم، وأن حماس فقدت أهم شرط للنصرة وهو التوحيد، وأن الهتافات التي ترفعها حماس وأنصارها مثل أين أنت يا صلاح الدين؟ هي نوع من الشرك بالله، فكيف ينصرهم الله؟
هذا التهافت الكبير من التيار السلفي المصري الذي أراه تيارا أمنيا بامتياز بعد سقوطه في عدة محطات مفصلية في تاريخ الأمة المسلمة عموما وفي تاريخ مصر تحديدا خصوصا، بعد أن اصطف إلى جانب الانقلاب العسكري ضد الرئيس المنعقدة بيعته الشرعية والواجبة النفاذ الشهيد مرسي عليه رحمة الله، واليوم يخرج قادة هذا التيار عن إجماع العلماء بوجوب النصرة لإخوتنا في فلسطين وهي البقعة المحتلة من أرض المسلمين.
تعالوا أحكي لكم قصة قصيرة عن موقف ياسر برهامي من المقاومة في عام 2004، يقول برهامي نسخة عام 2004 حين سئل عن نصرة غزة وأهلها: "نقول أولا إن نصرة المسلمين في غزة وفي فلسطين كلها وفي كل مكان يُستضعف فيه المسلمون واجب على كل مسلم، بحسب قدرته واستطاعته بالنفس والمال والجاه والدعاء وإصلاح النفس وإعداد لبِنات صالحة لأمة الاسلام للدفاع عن الدين ونصرته في كل مكان، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، إن نصرة اليهودي على المسلمين ومعاونتهم على قتالهم الظالم ضد المسلمين ممن ينتسبوا إلى الإسلام هو النفاق الأكبر بل هو الردة عن الإسلام، خاصة بعدما أبدوا أو أظهروا العداوة الصريحة لهذا الدين وهذه الأمة، وأولياؤهم في الغرب يستهزئون بالإسلام وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء هم أئمة الكفر (فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) ويقول الله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)".
ويواصل برهامي في فتواه المنشورة على المواقع الاجتماعية ويوتيوب بالصوت والصورة: "لا يجوز لمسلم أن يقول ماذا أفعل وأنا عبد المأمور، فلا توجد اتفاقيات ولا معاهدات تقول لك اقتل الجائع العاري المسكين، لا توجد اتفاقيات تسمح بقتل المسلمين وأنت ساكت".
كان هذا كلام ياسر برهامي ممثلا للدعوة السلفية في مصر قبل عقدين من الزمان، فما الذي تغير أيتها الدعوة السلفية الكريمة؟
هل تغير في الواقع شيء؟ وهل جد جديد على الساحة؟ أوَ ليست هذه هي اتفاقيات كامب ديفيد نفسها أم تم تعديلها لتتضمن فقرات عن ضرورة محاربة المقاومة والتنازل عن الجهاد أو الدفاع عن فسلطين؟
هل تطورت الحركة السلفية وأصبح شعارها "السلفية في خدمة النظام"، مثلما جرى في السعودية وبعض دول الخليج العربي، بعد أن كانت تزعم أنها الحارس الأمين على العقيدة وفي خدمة الدين؟
لا شيء تغير، والذي حدث هو أن البعض كان مخدوعا بهذا التيار الذي لم يخدعني يوما في حياتي منذ أن تفتح وعيي على الحركة الإسلامية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، كنت أقول إن هناك مستودعا في أجهزة الأمن لبعض منتسبي التيار الإسلامي يتم إعداد من فيه لمواجهة الإسلاميين الحقيقيين، وهذا المستودع يضم كل الخبث والإفرازات السيئة للحركة الإسلامية ويعاد تصنيعها وتغليفها لكي تدخل السوق من جديد بعد "الصنفرة والدهان" تحت راية الإسلام. وقد كان هذا الإفراز الأمني الذي يرى أوامر الحاكم فوق أوامر الله، وتعليمات المسئول فوق أحاديث الرسول، وأن الجهاد في فلسطين لا يجوز إلا بإذن ولي أمر الحاكم في السعودية أو قائد الانقلاب في مصر.
الحقيقة المؤلمة ذكرتها لبعض الشباب المتحمس في لقاء معهم في صيف عام 2006، حين شن العدو حربه على جنوب لبنان وثارت فتاوى ترتدي ثوب السلفية بعدم جواز الدعاء لحزب الله لأنه خارج عن الملة لأنه شيعي، وأذكر ساعتها أنني قلت: لا تدعُ للحزب بالنصر وادعُ على الكيان بالهزيمة.. وأدركت ساعتها أن السلفية التي تدّعون الانتساب إليها هي سلفية أمنية عابرة للحدود، جاءت من السعودية لموقفها السياسي من إيران وليست مبنية على موقف شرعي حقيقي، وأنه لو خاضت المقاومة السنية يوما ما حربا مع الكيان فلن تقف هذه السلفية مع المقاومين السنّة ولن ينصروها. وللأسف فقد تحقق ما توقعته.