هل يعد إيلون ماسك ورقة رابحة في علاقة ترامب مع الصين؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، شخصية محورية ومثيرة للجدل في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
ومع استئناف دونالد ترامب فترة رئاسية ثانية محاطًا بصقور معادين للصين مثل ماركو روبيو ومايكل والتز، يجد ماسك نفسه في موقف حرج حيث تتقاطع مصالحه التجارية الضخمة في الصين مع السياسات الأميركية المتشددة ضد بكين.
ويعد مصنع تسلا في شنغهاي الأكبر ضمن شبكة مصانع الشركة العالمية، وهو مسؤول عن إنتاج ملايين السيارات سنويًا وفق الصحيفة. كما يشكل المصنع جزءًا مهمًا من عمليات التصدير، حيث بلغت عائدات تسلا من عملياتها في الصين وحدها حوالي 54 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يمثل 23% من إجمالي مبيعاتها العالمية.
مصنع تسلا حصل على دعم كبير من الحكومة الصينية بما في ذلك قروض منخفضة الفائدة بقيمة 1.4 مليار دولار (رويترز)وحصل المصنع على دعم كبير من الحكومة الصينية، بما في ذلك قروض منخفضة الفائدة بقيمة 1.4 مليار دولار من بنوك حكومية مثل بنك الصين للتعمير، والبنك الزراعي الصيني، وبنك الصين الصناعي والتجاري.
إضافة إلى ذلك، حصل المصنع على إعانات حكومية تبلغ 76 مليون دولار من حكومة مدينة شنغهاي في عام 2022. كما أن الأرض التي أقيم عليها المصنع تم تأجيرها من حكومة شنغهاي لمدة 50 عامًا بسعر مخفض بلغ 973 مليون رنمينبي (145 مليون دولار)، وهو أقل من أسعار السوق كما ذكرت الصحيفة.
تأثير سياسي واقتصاديويتمتع ماسك -وفق فايننشال تايمز- بعلاقات قوية مع القيادة الصينية، حيث التقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ مرتين على الأقل. كما تمكن من إقناع قادة الحزب الشيوعي الصيني بالسماح لشركته بامتلاك أعمالها بالكامل في الصين، وهو استثناء لم يسبق له مثيل في صناعة السيارات.
هذا القرار ساعد تسلا على تعزيز مكانتها في السوق الصينية وجعلها ركيزة في استراتيجية بكين لتعزيز صناعة السيارات الكهربائية.
تحديات أمام ماسكومع استعداد إدارة ترامب لفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على الواردات الصينية، تواجه تسلا تحديات كبيرة. حيث قد تؤثر هذه التعريفات بشكل مباشر على العمليات الصينية للشركة، خاصة وأن 90% من موردي مصنع شنغهاي صينيون.
ووفقًا لتقديرات من غولدمان ساكس، فإن هؤلاء الموردين يتبعون تسلا حتى إلى مصانعها في الخارج، مما يزيد من تعرض الشركة لأي تغيرات في السياسات التجارية.
مسائل الأمن القوميوتُعد مشاريع ماسك الأخرى، مثل سبيس إكس، مصدر قلق للمسؤولين العسكريين في بكين وفق الصحيفة. فوفقًا لتحليل من معهد أبحاث تابع لجيش التحرير الشعبي الصيني، فإن شبكة الأقمار الصناعية التابعة لسبيس إكس، المعروفة ب"ستار شيلد"، قد تُستخدم في هجمات فضائية أو تحمل أسلحة، مما يجعلها تهديدًا للأمن الفضائي للدول الأخرى.
شبكة الأقمار الصناعية التابعة لسبيس إكس، قد تُستخدم في هجمات فضائية أو تحمل أسلحة. (الأناضول)وفي تصريحات سابقة، أشار ماسك إلى احتمالية وقوع صراع عسكري بين الصين وتايوان، مما يزيد من التعقيدات السياسية.
كما أن الجهود المبذولة لتخفيف اعتماد تسلا على موردين في تايوان تُظهر إدراك ماسك للتوترات المتزايدة، حيث وصف العلاقة بين تايوان والصين بأنها مشابهة للعلاقة بين أوكرانيا وروسيا، متوقعًا أن تسعى الصين إلى السيطرة على تايوان بالقوة في المستقبل.
ورغم ادعائه بأنه "مدافع مطلق عن حرية التعبير"، يواجه ماسك انتقادات بشأن تقبله للرقابة الصينية. وفقًا لتحليل فايننشال تايمز، فإن استثماراته الكبيرة في الصين قد تجعله عرضة للضغوط السياسية من الحزب الشيوعي الصيني، ما يثير مخاوف بشأن التزامه بمبادئ حرية التعبير والخصوصية.
التأثير المستقبليويبقى ماسك "ورقة رابحة" في العلاقات الأميركية-الصينية، حيث تلعب مصالحه التجارية دورًا محوريًا في تشكيل هذه العلاقات.
وتشير الصحيفة أنه إذا استمرت التوترات، قد تجد الصين في ماسك حليفًا محتملًا للتخفيف من السياسات الأميركية المتشددة، لكن هذا الدور لن يخلو من المخاطر، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات داخل واشنطن بشأن علاقاته بالصين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
شبكة CBS ترفض مقابلة إيلون ماسك بسبب شروط البث المباشر عبر منصة X
نوفمبر 28, 2024آخر تحديث: نوفمبر 28, 2024
المستقلة/- في خطوة أثارت الجدل، رفض المسؤولون التنفيذيون في شبكة “سي بي إس” الأمريكية إجراء مقابلة مع رجل الأعمال إيلون ماسك في عام 2023، وذلك بسبب مطالبته ببث المقابلة مباشرة عبر منصة “إكس” (X) دون تحرير مسبق.
وفقًا لما ذكرته الصحفية السابقة في شبكة “سي بي إس”، كاثرين هيريدج، عبر حسابها في “إكس”، فقد تم طرح فكرة إجراء المقابلة مع ماسك في خريف العام نفسه. وأوضحت هيريدج في تسجيل مصور لها، أنه تم تقديم فرصة نادرة لإجراء مقابلة مع ماسك، الذي طلب أن يتم بث المقابلة مباشرة على منصته “إكس”.
إلا أن إدارة الشبكة لم توافق على هذه الفكرة، حيث أصرّت على ضرورة تسجيل المقابلة مسبقًا لتتمكن من تحرير محتواها قبل البث، وهو ما اعتبرته إدارة “سي بي إس” ضروريًا بسبب عدم معرفتهم المسبقة بما سيقوله ماسك خلال المقابلة. وقالوا في تبريرهم: “لا نعرف ماذا سيقول (ماسك)”، وهو ما فسرته هيريدج على أنه خوف من التصريحات غير المتوقعة.
نتيجة لذلك، تم إلغاء المقابلة بشكل كامل، وهو ما أثار خيبة أمل الصحفية هيريدج، التي صرحت بأنها “شعرت بالخجل الشديد” من قرار الشبكة.
تجدر الإشارة إلى أن كاثرين هيريدج تم فصلها من “سي بي إس” في فبراير من العام التالي، مما جعل هذه الواقعة تثير المزيد من التساؤلات حول تأثير السياسة التحريرية للشبكة وأسباب رفض المقابلة مع ماسك. في الوقت نفسه، يبقى السؤال قائماً حول ما إذا كانت هذه الحادثة مرتبطة بتوجهات “سي بي إس” التحريرية أو بالتحولات الإعلامية الكبيرة التي تحدث في ظل صعود منصات التواصل الاجتماعي مثل “إكس”.
تعتبر هذه الواقعة مثالاً آخر على التوتر بين الإعلام التقليدي ووسائل الإعلام الجديدة التي تديرها شخصيات مثل إيلون ماسك، والذي يعد أحد الشخصيات المثيرة للجدل في مجال الأعمال والتكنولوجيا والإعلام.