لبنان ٢٤:
2025-03-04@13:35:49 GMT

إسرائيل تنتقم من سوق لبنانيّ.. لقد دمّرت كل شيء!

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

تحاول مدينة النبطية في جنوب لبنان لملمة جراحها واستعادة ملامحها بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي لم يغير فقط شكل بنيتها التحتية، بل ترك أثرا عميقا في ذاكرة أهلها، فهذه المدينة التي تعد منارة الجنوب وعصب الحياة الاقتصادية، تعيش اليوم واقعا يفيض بالخراب، بعد تعرضها لأكثر من 300 غارة إسرائيلية خلال الشهرين الماضيين.



ومع اللحظات الأولى لإعلان وقف إطلاق النار، عادت الحركة تدريجيا إلى شوارع النبطية، وسارع السكان لتفقد منازلهم ومحالهم التجارية، رغم ما خلّفته الغارات من حفر وركام على الطرقات المؤدية إلى المدينة، وعكس امتلاء الشوارع بالسيارات إصرار أهل الجنوب على عودة الحياة إلى طبيعتها.

مشاهد الدمار لا تزال تطغى على كل زاوية في النبطية، التي تعد شريانا رئيسيا يربط القرى والبلدات المجاورة لها، فالمباني السكنية تحولت إلى أطلال، والمحلات التجارية باتت أكواما من الركام، حتى "سوق الاثنين" التاريخي الشهير الذي كان عصبا للاقتصاد والحركة التجارية في المدينة لم يسلم من التدمير الكامل، ليبقى شاهدًا صامتًا على حجم المأساة التي عصفت بالمكان.

دمروا كل شيء في وسط هذا الدمار تروى قصص الصمود والتحدي، ومن بينها قصة العم حيدر، صاحب محل الأدوات المنزلية الذي أسّسه عام 1990، ويقف اليوم أمام ما تبقى من محله، وتغمره مشاعر الحزن والحسرة، ويقول بصوت مختلط بالألم والعزيمة "لم أشهد دمارا بهذا الحجم في حياتي، السوق بأسره تهدم، لكننا سنعيد بناءه مهما كلف الثمن".

ومن بين أنقاض محله، يعبر العم حيدر عن استنكاره قائلاً: "هذا انتقام إسرائيلي، لكن لماذا يستهدفون الأسواق والمحال التجارية؟ ماذا فعلنا لهم؟".

مع ذلك، يضيف العم حيدر بصوت مليء بالغضب: "غارة واحدة حوّلت منزلا قريبا مني إلى كومة من الحجارة، لم يكن بيني وبين ذلك البيت سوى جدار، وكان يسكنه أفراد عائلة تعيش بسلام، ذلك البيت لم يكن يقاوم أحدا، ولا يحمل أي سلاح، هذا ظلم وهذا حرام".

وعلى بُعد أمتار قليلة، ينشغل صالح، صاحب محل الألبسة، بتنظيف محله وإزالة الغبار عن البضائع والزجاج، ويسترجع ذكرياته عن السوق بينما يحدق في الركام، ويقول للجزيرة نت: "هذا المكان ليس مجرد سوق، هنا نشأنا وكبرنا، ما حدث مؤلم، لكنه لن يُثنينا عن إعادة البناء".

إثر ذلك، يضيف، وهو يتحدث بقهر: "من المحزن أن نرى حال هذا السوق على هذا النحو، ما حدث يقهر أرواحنا، فهذه ذكريات ورثناها عن أجدادنا وأهلنا، لقد دمروا كل شيء، لكن رغم ذلك، نحن صامدون وانتصرنا"، وفي الجهة المقابلة، تجلس امرأة أمام محلها المدمر وتقول "المهم أننا بخير، المال يعوض لكن الأرواح لا تعوض".

ومن فوق أنقاض منزلها، تقف فاطمة التي هجّرتها الغارات، برأس مرفوع وترفع شعار النصر وتقول "هذا الدمار لن يكسرنا، والأرض التي احتضنتنا تستحق كل تضحية، سنبني من جديد ونحمي أرضنا".

"سنعيد البناء" يحمل "سوق الاثنين" تاريخا يمتد لأكثر من قرن منذ تأسيسه في الفترة العثمانية عام 1910، حيث كان ملتقى للمزارعين والتجار من مختلف مناطق الجنوب في يوم الاثنين لعرض المنتجات الزراعية والحرف اليدوية.

ورغم دمار السوق فإن أهالي النبطية يؤكدون أن "روحه لا تزال حية"، ويصفه أحد التجار بأنه "شريان الجنوب ونبضه الاقتصادي"، مضيفًا "إسرائيل بجريمتها الوحشية دمرت الحجر، لكننا فقدنا أكثر من ذلك، فقدنا أرزاقنا وبيوتنا، حتى أننا فقدنا إخوة لنا وأصدقاء شهداء، ورغم كل هذا لن تتمكن من تدمير إرادتنا، فإصرارنا أكبر من أن يحطم، سنعيد بناء السوق، وسيعود أقوى مما كان".

ووسط ضحكات الأطفال التي بدأت تعود تدريجيا، تعلو أصوات فرق البلدية والجرافات التي تعمل على إزالة الأنقاض وفتح الطرقات، وينشغل السكان بزيارة محلاتهم لتقييم الخسائر، بينما تعمل فرق أخرى على ترميم شبكات المياه والكهرباء، لتبرز ملامح مدينة قررت ألا تستسلم. (الجزيرة نت)

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مؤتمر في نادي الشقيف - النبطية حول دور ريادة الاعمال في اعادة بناء المجتمعات بعد الحروب

نظم نادي الشقيف في النبطية وجمعية "ميدال"، مؤتمرا حول "دور ريادة الاعمال في اعادة بناء المجتمعات بعد الحروب: من التحديات الى الفرص" وحاضر فيه محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، الدكتور حسين طرابلسي والدكتورة ولاء حرب، وذلك في قاعة النادي بحضور ممثلين عن نواب المنطقة وشخصيات ووجوه اجتماعية وتربوية وثقافية ومهتمين.

بعد النشيد الوطني افتتاحا ونشيد نادي الشقيف، ألقى رئيس النادي اكرم فران كلمة قال فيها: "لم تكن حربًا، إنّما هي إجرام متعمَّد بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، وقد خلّفت وحشيّتُها وشراستها في وطننا وفي جنوبنا تحديدًا معاناة عميقة للآلاف من أهلنا وسلبتهم الأمل بإمكانية بناء حياة كريمة ومستقبل أفضل في وطنهم، وأحبطت فيهم الإرادة للمشاركة وتولي الأدوار والمسؤوليات في بناء مجتمعهم. إلّا أنّنا نحن أبناء جبل عامل، أبناء الإمام القائد السّيّد موسى الصّدر وحامل الأمانة دولة الأخ الرّئيس الأستاذ نبيه برّي نقوم من معاناتنا دائمًا كالطائر الفينيق الذي يخرج من رماده إلى فضاء حياة جديدة، ولكن كيف ومتى؟ ففيما تتّجه الصّراعات في منطقة الشّرق الأوسط بقيادة محورين عالميين متصارعين، نحو الدّخول في مرحلة جديدة، وبينما لبنان يحاول الخروج من عنق زجاجة أزماته واحتمالية انهياره سيّما بعد الحرب الشّرسة التي خيضت ضدّه وما ترتّب عليها من خسائر بشريّة وعمرانية واقتصادية، باتت آفاق وتحديات إعادة الإعمار وترميم ما تصدّع من هيكله البنياني والسياسي والمالي إضافةً إلى النفسيّ والإنسانيّ، باتت أكثر إلحاحًا وأكثر وضوحًا. بعد معاناة ومحاولات نقلنا من رهان إلى آخر بل إلى تقييد وأسر".

أضاف: "ثمّة سؤال يطرح نفسه بنفسه: هل سنتمكن من خوض عملية إعادة إعمار ناجحة في مرحلة ما بعد الحرب، وكيف لنا أن نحقّق هذا في ضوء موازين القوى الراهنة وصراعاتها وتنافسها محليًا وإقليميًا ودوليًا؟ وحيث ترتكز عملية إعادة الإعمار الناجحة على بناء الدولة بشكل فعّال وتحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام ومتوازن وطويل الأمد. وفي حال كان ذلك ناقصًا أو مفقودًا، تتعطّل إعادة الإعمار، ما يمنح الأطراف الفاعلة الخارجية هامشًا أكبر للتأثير في مسار هذه العملية لخدمة أجنداتها الخاصة. ونحن عندما نتحدث عن البناء وإعادة الإعمار، فإننا لا نتحدث عن الإسكان فقط، بل نتحدث عن الدعم الاجتماعي والعمل مع المجتمعات المحلية لرؤية مستقبل ممكن لعلّنا بتضامننا ورؤيتتا المشتركة نصنع نافذة أمل ونخرق جدار الإهمال أو التقصير. 

طرابلسي

كما كانت كلمة لرئيسة جمعية "ميدال" ايمان طرابلسي قالت فيها: "لا بد من التأكيد على بعض الثوابت التي تعتمدها جمعيتنا جمعية مــــيدال منذ تأسيسها على مبدأ الشراكة والتعاون والعمل على تفعيل دور الإنتاج الثقافي النوعي والتنمية المستدامة والتمكين بغية الإسهام الفاعل في تحقيق نهضة في مجتمعنا. وهنا فليسمح لي رئيس وأعضاء نادي الشقيف أن أتحدث عن أهمية هذا الصرح الذي شكل وما زال منبرا للحوار العقلاني الحر الهادف لنشر الوعي الثقافي والفكري ونبذ التفرقةعلى امتداد الجنوب حيث وقف على منبره كبار المثقفين وأصحاب الرأي الحر وكل من امن بنهضة هذا المجتمع هذا لأن طبيعته منفتحة على الحوار والنقاش وتحترم الإختلاف بالرأي والنقد الموضوعي. أتوجه بالشكر لرئيس وأعضاء نادي الشقيف على جهودهم وتحويلهم هذا الصرح الى حاضنة  للأندية والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني بعد الحرب وقدموا التسهيلات اللازمة لعل ذلك يؤدي الى إعتياد العمل المشترك والإنفتاح على الجميع".

أضافت: "إن هذا اللقاء يجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين، من أصحاب المصالح ورواد الأعمال لمناقشة أحد أبرز القضايا التي تؤثر في مستقبل مجتمعنا، وخاصة اننا اليوم نعيش في واقع مليء بالتحديات، ولكننا نؤمن أن كل تحدٍّ يحمل في طياته فرصة، وهنا يأتي دور ريادة الأعمال كلبنة في يناء الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والتمكين الذاتي للأفراد، وتحديدا الشباب والنساء في مرحلة ما بعد الحرب".

وقالت: "نتطلع اليوم إلى حوار بنّاء يساهم في رسم خارطة طريق واضحة لدعم وتمكين رواد الأعمال، والاستفادة من الحلول المبتكرة لتحويل التحديات إلى فرص حقيقية وإطلاق التوصيات التي سينبثق عنها مشروع ريادة الأعمال".

الترك

بعد ذلك كانت مداخلة للمحافظ الترك اثنت على القيمين بانجاح هذا المؤتمر الحواري، "حيث المطلوب ان نلتقي ونتبادل الخبرات ونتناقش في ما بيننا، لعلنا نجد بعض الحلول لما تعانيه منطقتنا التي خرجت من اتون حرب قاسية ودامية".

وتحدثت عن حجم الدمار الذي سببه العدوان الاسرائيلي في حرب ال66 يوما، فقالت: "هناك قرى وبلدات مدمرة بشكل همجي، دمار في المساكن والبنى التحتية والزراعة، ومن هنا علينا ان يكون لدينا الرؤية والتخطيط السليم لكي نسير في اتجاه تعاف اجتماعي واقتصادي سليم".

طرابلسي

وكانت مداخلة للدكتور حسين طرابلسي عن بُعدي الندوة، الأول، قصير الأجل وهو أثر الحرب الأخيرة على الإقتصاد في الجنوب، والبُعد الثاني، وهو طويل الأجل، المتعلق بأهمية ريادة الأعمال في التنمية المستدامة. بعد شرح البُعد الأول وتأثيره المباشر على الجنوب اللبناني، وطرح سُبُل تخفيف الآثار الناجمة عن الحرب، شدد طرابلسي على "ضرورة خلق ثقافة ريادة الأعمال والتخلص من الفكر التقليدي الهادف لتوجه الشباب اللبناني خصوصًا طلاب الجامعات إلى المنحى الوظيفي فقط. مع التأكيد على أهمية ريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة وتأمين إرادات مالية وتطوير منطقة الجنوب بشكل أساسي".

وختم بالتشديد على "وجوب تدريب الشباب اللبناني حول ريادة الأعمال مع مساعدته في المساهمة في تطوير مثل هذا المشروع من الناحية العملية، لتعزيز آفاق جديدة وتخفيف معدلات البطالة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".

حرب 

ثم حاضرت الدكتورة ولاء حرب عن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي و"الذي أصبح أداة قوية لأي شخص يريد الترويج لمنتجه أو خدمته، بغض النظر عن ميزانيته". وقالت: "إليك خطوات عملية يمكن لأي شخص اتباعها لبدء التسويق بفعالية: 

- تحديد الجمهور المستهدف قبل أي شيء، يجب أن تعرف: من هم عملاؤك المثاليون؟ (العمر، الموقع، الاهتمامات، العادات الشرائية)، أين يقضون معظم وقتهم؟ (Instagram، Facebook، TikTok، LinkedIn؟)، ماذا يحتاجون؟ وما المشاكل التي يمكن أن يحلها منتجك أو خدمتك؟. 

- إنشاء هوية رقمية قوية: اختر اسمًا جذابًا لحساباتك يتناسب مع مشروعك، استخدم شعارًا وصورًا احترافية تعكس علامتك التجارية، تأكد من أن وصف الحساب (Bio) واضح ويشرح ما تقدمه بشكل مباشر وجذّاب. 

- تقديم محتوى قيّم وجذاب، لا تجعل حساباتك مجرد مساحة إعلانية، بل قدّم محتوى مفيدًا: تعليمي: شارك نصائح ومعلومات حول مجالك.  ترفيهي: استخدم القصص، الفيديوهات، والـ Reels لعرض منتجك بشكل ممتع. تحفيزي: اعرض قصص نجاح أو مراحل تطور مشروعك. وراء الكواليس: شارك يوميات عملك لتعزيز الثقة والارتباط مع الجمهور. 

- استخدام استراتيجيات النمو المجاني - التفاعل المستمر: رد على التعليقات، أجب عن الأسئلة، واستعمل استطلاعات الرأي والـ Q&A. المشاركة في المجتمعات: انضم إلى مجموعات Facebook أو استخدم الهاشتاغات المناسبة على Instagram.  التعاون مع الآخرين: تواصل مع مؤثرين محليين أو رواد أعمال لديهم جمهور مشابه لجمهورك.

- الاستثمار في الإعلانات المدفوعة بحكمة - استخدم إعلانات Facebook وInstagram للوصول إلى جمهور أكبر.  استهدف فئة محددة بدلًا من نشر إعلان عام، لضمان أفضل عائد على الاستثمار.  جرّب أنواعًا مختلفة من الإعلانات (صور، فيديوهات، عروض ترويجية). 

- تحليل النتائج والتطوير المستمر - استخدم أدوات مثل Facebook Insights و Instagram Analytics لمعرفة أي المحتوى يحقق أفضل أداء. • جرّب أنواعًا مختلفة من المنشورات لمعرفة ما يجذب جمهورك أكثر. لا تخف من التعديل والتجربة حتى تجد الاستراتيجية الأفضل لك.

الخلاصة: التسويق على وسائل التواصل ليس مجرد نشر صور وإعلانات، بل هو بناء علاقة وثقة مع جمهورك. النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، لكنه حتمًا ممكن مع الإبداع والاستمرارية.

بعد ذلك قدم رئيس النادي دروعا تقديرية للمحاضرين الترك وطرابلسي وحرب.

مقالات مشابهة

  • يروّج عملة مزيّفة في النبطية.. وشعبة المعلومات تلقي القبض عليه بالجرم المشهود
  • فتاة تنتقم من عشيقة زوجها بطريقة مروعة وتوثق لحظات التعذيب بالفيديو
  • تراجع تسليم السيارات الجديدة في إسرائيل لأدنى مستوى خلال 5 سنوات
  • بالفيديو.. شاهدوا لحظة إطلاق مدفع الإفطار في النبطية
  • أسواق درعا في رمضان… ارتفاع في الأسعار وتفاوت في الحركة التجارية
  • اليورو ينهار والدولار يطير وسط تصاعد التوترات التجارية
  • مسلسل أهل الخطايا الحلقة الثانية.. روح الدجال تنتقم من عائلة جمال سليمان
  • حزب الله تقبل التعازي باستشهاد نصرالله وصفي الدين في النبطية
  • مؤتمر في نادي الشقيف - النبطية حول دور ريادة الاعمال في اعادة بناء المجتمعات بعد الحروب
  • كارلسون: نظام كييف باع أسلحة أمريكية في السوق السوداء بخمس ثمنها لحماس والقوات التي تسيطر على سوريا