تواصل فصائل المعارضة التقدم في عمق مناطق سيطرة النظام في أرياف حلب وإدلب، بعد شنها معركة "ردع العدوان"، معلنة عن فرض سيطرتها على عشرات القرى والبلدات الاستراتيجية بشكل متسارع.

وفي اليوم الثالث من العملية التي تقودها "هيئة تحرير الشام" تمكنت الفصائل من طرق أبواب مدينة حلب، قاطعة طريق حلب- دمشق الدولي.



ومقابل التقدم "السريع"، بدت قوات النظام في وضع صعب للغاية، بعد أن كُسرت خطوطها الدفاعية، ما أثار تساؤلات عن أسباب وخلفيات المشهد.

أسباب مجتمعة
وفي تفسيره لأسباب تخبط قوات النظام تحدث العميد الركن أحمد بري، رئيس أركان الجيش السوري الحر سابقاً، عن أسباب كثيرة، أولها غياب الإسناد الجوي من الطائرات الروسية لقوات النظام، أو ضعف مشاركتها.

وأضاف لـ"عربي21"، أن "هناك حالة من الفراغ في قوات النظام سببتها ضعف وجود الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني".

وفي الاتجاه ذاته، اعتبر أن ما سبق أدى إلى شيوع حالة ضعف نفسية في صفوف عناصر النظام، وقال: "بجانب ذلك أسهم الجوع والبرد والخوف في انهيار معنويات عناصر النظام، وخاصة أن التقدم السريع للفصائل عطل طرق إمداد النظام".


عنصر المفاجئة
وبحسب بري، فإن هجوم الفصائل كان مباغتاً لقوات النظام، وهذا ما ظهر من خلال التقدم السريع الذي حققته وتحققه الفصائل، مقابل فرار عناصر النظام، وكذلك من حجم "الغنائم" (أسلحة، ذخائر، دبابات) التي تركتها قوات النظام.

من جهته، أشار الخبير العسكري النقيب عبد السلام عبد الرزاق ، إلى مشاهد "الهروب الجماعي" لقوات النظام في أكثر من جبهة تقدمت إليها الفصائل.

وقال لـ"عربي21": إن "ردع العدوان أظهرت حالة الانهيار التي وصل إليها جيش النظام، وأيضاُ الميليشيات الإيرانية في كامل المنطقة".

وأضاف عبد الرزاق أن "هذه أول مواجهة عسكرية يخوضها جيش النظام منذ سنوات، وكانت الانهيارات سريعة، مع فقدان الضباط والعناصر للعقيدة القتالية".

من جهة أخرى، أشار الخبير العسكري إلى معرفة عناصر الفصائل بالأرض، موضحاً أن "غالبية المقاتلين هم من أبناء المناطق ذاتها، وهم من الذين تهجروا على يد النظام".

معركة نوعية
في مقابل ذلك، لفت عبد السلام عبد الرزاق إلى "الحرفية" التي تحكم عمل الفصائل المشاركة في "ردع العدوان"، وقال: "نشاهد قيادة موحدة، وتكتيكات نوعية وسيطرة وإمداد، وكذلك أسلحة جديدة ومتطورة مثل المسيرات".

ويتفق مع عبد الرزاق الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، ويقول لـ"عربي21: "يبدو أن الضربات التي تلقتها القوات التابعة لإيران في المنطقة قد أثرت بشكل كبير على قدراتها القتالية".
وتابع بأن "قوات النظام تبدو وحيدة وبدون تغطية جوية وبمعنويات منهارة، في مواجهة قوات مهاجمة محترفة".


فرصة ثمينة
أما ناتاشا هول، كبيرة الباحثين ببرنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قالت إن "إسرائيل عملت على إضعاف حلفاء النظام السوري مثل حزب الله وإيران، وهو ما شكل فرصة لقوات المعارضة".

واعتبرت أن "النظام السوري كان بمقدوره منذ سنوات التصدي لهجوم مثل الذي قامت به قوات المعارضة مؤخراً، لكن هذه القوات، مثل هيئة تحرير الشام، استثمرت بشكل مكثف في التدريبات والعمليات الليلية، وهو ما أحدث فارقاً في الهجوم الأخير.

يذكر أن النظام السوري أغلق الطريق الدولي من حلب وإليها، وهو ما أربك خطوط إمداده إلى المدينة التي باتت مرشحة لتغيير الطرف المسيطر عليها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المعارضة النظام حلب ردع العدوان سوريا حلب المعارضة النظام ردع العدوان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ردع العدوان قوات النظام عبد الرزاق

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي ستدخلها لغزة

كشفت الولايات المتحدة عن عدد شاحنات المساعدات التي تريد إدخالها إلى قطاع غزة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تريد أن يصل عدد شاحنات المساعدات إلى غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار إلى أكثر من 500 شاحنة يوميا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في إفادة صحفية بعد الإعلان عن الاتفاق: "نتطلع إلى ضخ كميات هائلة من الشاحنات".

وأضاف: "لن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، لكننا نريد أن نصل إلى أكثر من 500 شاحنة يوميا".
 

وقف إطلاق النار

وقالت حركة حماس، مساء الأربعاء، إن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل "هو محطة فاصلة من محطات الصراع".

ومباشرة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، أصدرت حماس بيانا جاء فيه: "اتفاق وقف العدوان على غزة إنجاز لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم، وهو محطة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة".

وأضافت: "هذا الاتفاق يأتي، انطلاقا من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الصابر المرابط في قطاع غزة العزة، بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حد لشلال الدم والمجازر وحرب الإبادة التي يتعرض لها".

وتابعت: "نعرب عن تقديرنا وشكرنا لكل المواقف المشرفة الرسمية والشعبية التي تضامنت مع غزة، ووقفت مع شعبنا، وساهمت في فضح الاحتلال ووقف العدوان، عربيا وإسلاميا ودوليا".

وختمت حماس بالقول: "الشكر الخاص للإخوة الوسطاء، الذين بذلوا جهدا كبيرا للوصول إلى هذا الاتفاق، وخاصة قطر ومصر".

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أعلنوا، مساء الأربعاء، التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن.


 

مقالات مشابهة

  • الأمن السوري يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى الأراضي اللبنانية
  • وزارة التجارة التركية تعلن عن لقاء عاجل مع الإدارة السورية: هل سيتم تعديل النظام الضريبي في سوريا؟
  • وزير الثقافة يتفقد المنشآت الثقافية والسياحية التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • اليافعي يتفقد المنشآت الثقافية والسياحة التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل التوغل وتجريف الأراضي في درعا السورية (شاهد)
  • سوريا أخيرا.. القصة والرابحون والخاسرون..
  • الولايات المتحدة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي ستدخلها لغزة
  • إسرائيل تستهدف لأول مرة رتلاً عسكرياً تابعاً للسلطة السورية الجديدة
  • السلطات السورية تقبض على عناصر من فلول النظام في دمشق وريف حماة
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الحادية عشرة لمساعدة الشعب السوري الشقيق التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة