إيهاب فهمى رئيس المركز القومي للمسرح:"رﻗﻤﻨﺔ اﻟﺘﺮاث" ﻣﺸﺮوع ﺿﺨﻢ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ

شخصية «شعبان الجرابعة» استفزت الممثل بداخلى 
أﺷﺎرك فى اﻟﻤﺎراﺛﻮن اﻟﺮﻣﻀﺎنى ﺑﻤﺴﻠﺴﻞ "إش إش"

 

حقق الفنان إيهاب فهمى، نجاحات قوية فى السنوات الماضية على الصعيد الفنى، وتصدر اسمه الفترات الأخيرة، مواقع التواصل الاجتماعى، بعد نجاح شخصية «شعبان الجرابعة» التى جسدها فى مسلسل «برغم القانون»، ولاقت إعجاب الجماهير، كما أنه استطاع أن يحجز مقعدا بقوة على مستوى القيادة الإدارية، حيث يترأس قيادة المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، للعام الثانى على التوالى، ويثبت جدارته كفنان وقيادى يحتذى به.

«الوفد» التقت الفنان إيهاب فهمى، الذى تحدث معنا فى حوار من القلب.
- بدأت العمل النقابى فى عام 2015، والجميع يعلم أننى لم أكن أسعى إليه، لكن الزملاء طالبونى بالترشح، ووجدت فى العمل مع النقيب الدكتور أشرف زكى فرصة لمساندة زملائى من الفنانين. والحقيقة أن عملى سواء فى النقابة أو المركز القومى للمسرح لا ينفصل عن كونى فى الأصل فنان، وعملى الوظيفى كرئيس للمركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ومن قبله كمدير للمسرح القومى أو المسرح الكوميدى، لم يؤثر على مسيرتى الفنية إطلاقًا، لأنه ببساطة لابد أن يكون للفنان دور فى خدمة وطنه، ومسألة أن يعطلنى ذلك عن مسيرتى الفنية غير صحيح بالمرة.
- الحقيقة ردود الأفعال أسعدتنى جدا، وتوقعت نجاح الشخصية، لكن الله أكرمنى بنجاح أكبر من توقعاتى، وكنت أتوقع نجاح المسلسل ككل، أعرف أنها البطولة الأولى للنجمة إيمان العاصى، ورأيت اجتهادًا كبيرًا منها ومن كل فريق العمل، محمد محمود عبدالعزيز ووليد فواز ورحاب الجمل وهانى عادل وعايدة رياض، والجميع كانوا عظماء، وكل الزملاء أدوا أدوارهم بشكل رائع، ودائمًا ما أقول أن ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، من المنتجين الذين يجيدون اختيار أعمالا قوية لإنتاجها.

- الحقيقية كواليس العمل كانت أكثر من رائعة، لكون أن كل المشاركين فى العمل شخصيات جميلة وعلى قدر المسئولية، ومنذ أن تحدث معى المنتج ريمون مقار، أحد الشركاء فى شركة مجموعة «فنون مصر»، عن تفاصيل الشخصية، بحضور شادى عبدالسلام، مخرج العمل، شعرت أن هذه التجربة ستكون مختلفة وجديدة مقارنة بكل الأعمال التى قدمتها فى الماضى، وأحببت الشخصية وشعرت بأنها استفزت الممثل الموجود بداخلى، كل هذا كان قبل قراءة السيناريو، وبعد القراءة زاد حبى وتمسكى بالشخصية، ووجدت أن السيناريست نجلاء الحدينى كتبت عملًا مميزًا وعظيمًا جدًا.
أما عن المعوقات كانت أبرزها صعوبة، الميكب الذى كنت أضطر لأجلس لساعات لتنفيذه، وكنت أواجه صعوبة خلال إزالته، كما أن مشهد التصوير داخل مغارة، حينما تم وضع الفنان محمد القس فى تابوت داخل المغارة، كان من المشاهد الصعبة، حيث أن المغارات دائما مليئة بكل أنواع الحشرات فالأمر لم يكن سهلا، ودائما ما يكون هناك عقبات كثيرة، يواجهها الفنان خلال تصوير العديد من المشاهد الصعبة التى يجب أن تقدم بكل مصداقية للجمهور.
- الشخصية كانت تحتاج للعديد من الاستعدادات خاصة لكونها شخصية «شريرة» وتقديمها يحتاج لتركيز غير عادى فى النظرات والابتسامة الشريرة، بخلاف أنها استلزمت تغييرا قويا فى الشكل، ونفذنا تجارب كثيرة للمكياج، وناقشنا تفاصيل صغيرة لكنها مهمة، مثل استخدام نظارة من عدمه، وأجرينا بروفات كثيرة لضبط المظهر الخارجى للشخصية، وعلى مستوى الأداء، ونفذنا بروفات كثيرة، وكنت أقضى ساعات طويلة فى جلسات مغلقة مع المخرج التركيز على أدق تفاصيل الشخصية، وحرصت على تقديم شخصية «شعبان الجرابعة» بلغة خاصة مليئة بالحكم والأمثال.
- سوف أشارك فى الماراثون رمضان ٢٠٢٥، بمسلسل «إش إش»، هو من إخراج محمد سامى، وبطولة النجمة مى عمر، ماجد المصرى، هالة صدقى، إدوارد، انتصار، دينا، طارق النهرى، عصام السقا، شيماء سيف، وعدد كبير من نجوم الفن، أتمنى أن لا أكون قد نسيت أحدا من زملائى.
- محمد سامى مخرج رائع ومتميز، شخص يعشق عمله، ودائما ما يريد أن يخرج العمل من بين يديه فى أفضل صورة، والعمل معه متعة، وأنا كنت دائما أتمنى العمل معه منذ فترة، لكونه يتميز بقدرته على استخراج أفضل أداء من الممثلين، وأسعى لأن أقدم دورا يليق بهذا العمل، وآمل أن يكون عند حسن ظن المشاهدين.
- المركز القومى للمسرح، يعمل على توثيق التراث المسرحى المصرى بكل عناصره، إلى جانب تسجيل ورصد الأنشطة المسرحية المعاصرة، وتوثيق للرواد الأوائل الذين ساهموا فى إثراء الحركة الفنية المصرية، كما يضم متحفًا لرواد الحركة الفنية والمسرحية المصرية.
ومنذ أن توليت فى يونيو ٢٠٢٣، وأسعى دائما للتوثيق، حيث أصدر المركز فى مجال المطبوعات والنشر، العديد من الكتب منها كتاب «المسرح المصرى 1929» ضمن سلسلة توثيق تراث المسرح المصرى «1876- 1952» تقديم ومراجعة: دكتور محمد حسن عبدالله، وكتاب «المسرح التنموى.. النظرية والتطبيق» الدكتورة راندا رزق، كتاب «الموسم المسرحى 2011- 2014» ضمن سلسلة توثيق المسرح المصرى، تقديم ومراجعة: دكتور عمرو دوارة، وجارى إعداد كتاب الموسم المسرحى عام 2014 - 2016» كما أنه جارى إعداد كتاب الموسم المسرحى 1930، وكتاب «وجوه شعبية مصرية»، وكتاب «التكنولوجيا الموسيقى بين الآن والآخر»، كما تم تنظيم 5 أمسيات فنية، وأربعة حفلات موسيقية وغنائية، وتكريم ستة رواد من الفنانين وتقديم خمسة ندوات ودراسات نقدية وحلقات نقاشية.
إلى جانب توثيق العروض المسرحية، وإنتاج أفلام تسجيلية، مؤكدا أنه لم يترك عرضًا فى ٢٠٢٣ داخل القاهرة أو فى محافظات مصر لم يقم بتوثيقه بالكامل، ما حدث هو أننى جئت على وضع كالتالى: الهاردات التى تفرغ عليها مادة الكاميرات ممتلئة عن آخرها، واستعنا بالحلول الإلكترونية جميعها لسد تلك الفجوة حتى امتلأت جميعها عن آخرها، ويجب أن نأتى بهاردات جديدة، والتى حين تمتلئ سنأتى بغيرها، وكان الحل الحقيقى الذى سعينا إليه هو الرقمنة، وهو ما طلبناه وسعينا إليه مع وزارة الثقافة وحدث تواصل بين إدارة المعلومات ووزارة الاتصالات من أجل العمل على منصة رقمية، وقد أرشفنا بالفعل بعض المواد وصولًا لأن يكون المركز كله يتمتع بالرقمنة، وهو مشروع ضخم.

- من اللحظة الأولى لى فى المركز كانت قضيتى الأساسية هى الرقمنة، من خلال منصة إلكترونية تجعل كل الأرشيف والأعمال الخاصة بالمركز متاحة على شبكة الإنترنت، وفى الحقيقة الأرشفة الرقمية أراها آمن عن الورقية، الأمر الآخر الذى يشغلنى منذ وصولى إلى هذا المكان، هو تحويل المركز من موقع مختص بالأرشفة والبحث والتوثيق إلى وحدة تراثية، بالمركز القومى للمسرح والموسيقى هو كنز حقيقى.
- تواليت مهام عملى خلال فترتى الأولى فى يونيو ٢٠٢٣، وكانت المجلة متوقفة بالفعل قبل مجيئى، وأخر عدد صدر فيها كان فى فبراير ٢٠٢٣ وعقب انتهاء فترة تولى ياسر صادق رئيس المركز السابق، ظلت المجلة متوقفة لقرابة الـ٤ أشهر، وحين تواليت عقدت الاجتماع الأول لمجلس إدارة المركز، وكثفت الجهود لإصدار المجلة فصدرت ٤ أعداد «يوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر ٢٠٢٣» ثم انتهى البروتوكول الذى كان منعقدًا بيننا وبين الهيئة العامة للكتاب، واليوم أصبحت المجلة تصدر من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين، وصدر بالفعل العدد الـ ٤٤ من مجلة المسرح.
- المتحف يعمل، لكن ليس بالقدر الذى أطمح إليه، لذا لدى حلم أرجو أن نتعاون فى تنفيذه، خاصة أنه سيكون نقلة حقيقية للمتحف، يتمثل فى توقيع بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم لتعظيم الفائدة التثقيفية والمالية للمتحف، عبر تنظيم رحلات مدرسية محدودة العدد إلى المتحف، وفقًا لطبيعة المكان، ليتاح لطلابنا التعرف على تاريخ الفنون ورموز المسرح والموسيقى والأدب هكذا نستطيع الربط بين العائد الاستثمارى المالى والتثقيفى.
المتحف يزوره العديد من الفئات بجميع الدول، وهو يتكون من 3 أدوار، ولدى قناة اتصال مع كل الفنانين وأسر الفنانين الراحلين لضم مقنيات جديدة، وحتى الآن تم التواصل مع أسر بعض النجوم.

المصدر: بوابة الوفد