عجائب وكرامات الملائكة مع المؤمنين: مدد من الله وحماية للعبد
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الملائكة في الإسلام تعد من أعظم مخلوقات الله، وهي تُمثل عونًا ونجاة للمؤمنين في الدنيا والآخرة. وأضافت الإفتاء أن الملائكة لا تألو جهدًا في تيسير الأمور للمؤمنين، وتعمل دائمًا على حماية الإنسان من الشرور والفتن، بما في ذلك دعمهم بالكرامات والعجائب التي تجلب البركة والرحمة.
أكدت دار الإفتاء أن الملائكة هم مخلوقات نورانية خُلِقَت من قبل الله تعالى، ولا يمتلكون إرادة مستقلة عن أمر الله. فهم يُنفذون ما يُؤمرون به من مهام، ومن أهم مهامهم هو حماية المؤمنين وتقديم الدعم الإلهي لهم. وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين دور الملائكة في حياة المؤمنين، ومنها قوله تعالى:
"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا" (غافر: 7).
وضحت دار الإفتاء أن الملائكة تتنزل إلى المؤمنين بالعديد من الكرامات، ففي أوقات الشدة والضيق، يعينهم الله من خلال ملائكته، الذين يمدونهم بالقوة والتوجيه. من أبرز الكرامات التي يتعرض لها المؤمنون:
التنزل بالسلام والطمأنينة: حيث يُشعر المؤمن بالسكينة في قلبه عند ذكر الله، وهي نعمة من الملائكة التي تحيط بالمؤمنين أثناء الصلاة والدعاء.الاستجابة للدعاء: تؤكد الإفتاء أن الملائكة تُستجاب لدعوات المؤمنين وتعمل على تيسير أمورهم. ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، قال الملك: آمين، ولك بمثل".حماية المؤمنين: قالت الإفتاء أن الملائكة تقوم بحماية المؤمنين من المصائب والمخاطر، كما جاء في الحديث: "ما منكم من أحد إلا ومعه حافظان من الملائكة، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله".عجائب الملائكة: صور نادرة من العون الإلهيأكدت دار الإفتاء أن الملائكة تقوم بكرامات لا تُعد ولا تحصى، ومن أشهر عجائبهم مع المؤمنين:
إنقاذ المؤمنين في أوقات المحن: مثلما حدث في غزوة بدر، حيث نزلت الملائكة لتساند المسلمين في مواجهة أعدائهم. وقد قال الله تعالى: "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاستَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ" (الأنفال: 9).رؤية الملائكة أثناء النوم: يُنقل عن بعض الصحابة أنهم رأوا الملائكة في المنام، حيث كانت تحثهم على الخير، مما يُعد من الكرامات التي تشهد على قرب الملائكة من المؤمنين.شددت دار الإفتاء المصرية على أن الملائكة هم جنود الله الذين يساندون المؤمنين بكل ما أوتوا من قوة، سواء في الدنيا بتيسير أمورهم وحمايتهم، أو في الآخرة بشفاعة الله لهم. وعليه، يجب على المسلمين أن يكثروا من ذكر الله والدعاء، لأن ذلك يعد من أسباب نزول الرحمة والبركة من الملائكة.
إضافة إلى ذلك، يجب على المؤمنين أن يتذكروا دائمًا أن الملائكة مع المؤمنين في جميع أحوالهم، يمدونهم بالقوة والتوفيق في حياتهم اليومية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء المصرية الملائكة الملائكة في الإسلام دار الإفتاء الملائکة فی
إقرأ أيضاً:
مفهوم المنكر وبيان حقيقته وحكم تغييره
قالت دار الإفتاء المصرية إن أهل العلم اختلفوا في بيان حقيقة المنكر؛ لتعدُّدِ صوره واختلافها، قال العلَّامة الراغب الأصفهاني في "المفردات" (ص: 823، ط. دار القلم، الدار الشامية، بيروت): [والمُنْكَرُ: كلُّ فِعْلٍ تَحكُمُ العقولُ الصحيحةُ بقُبْحِهِ، أو تتوقَّفُ في استقباحِهِ واستحسانه العقولُ فتحكم بقبحه الشَّريعةُ] اهـ.
مفهموم المنكر
وقال الإمام الجصَّاص في "أحكام القرآن" (2/ 44، ط. دار الكتب العلمية، بيروت): [وَالْمُنْكَرُ هُوَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ] اهـ.
وقال العلَّامة الألوسي في "روح المعاني" (4/ 28، ط. دار إحياء التراث العربي): [المنكر: المعاصي التي أنكرها الشرع] اهـ.
وأوضحت الإفتاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرضٌ على الكِفاية؛ إذا قام به بعض المكلفين سقط عن الباقين.
فقه تغيير المنكر وبيان ضوابطه
والمنكر الذي يجب على الأمة تغييرُه هو ما خالف الشرع -كتابًا وسُنَّة- مخالفةً قاطعةً، سواء في هذا أن تكون المخالفة لما أمر به الشرع إيجابًا أو لما نهى عنه تحريمًا، وسواء كانت المخالفة تركًا بالكُلِيَّة لما أمر به الشرع، أو زيادة عليه بغير نَصٍّ، أو نقصًا منه بغير عذرٍ، أو تغييرًا فيه، أو تبديلًا في ذاته.
ويشترط أن يكون هذا المنكر مُتَّفَقًا على إنكاره؛ لثبوته بالكتاب أو السنة، بحيث لا يكون إنكارُه محلَّ خلافٍ بين أهل العلم الموثوق بهم من ذَوِي الاختصاص والتَّقوى، فإنْ كان محل اجتهاد واختلاف، فليس مما يجب على الأمة تغييرُه.
والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر فرضُ كفاية؛ إذا قام به بعض النَّاس سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركه الجميع أثم الكُلُّ ممن تمكَّن منه بلا عذرٍ ولا خوف.
ووجود المنكر في المجتمع أمر طبيعي، لا يخلو منه مجتمع في أيِّ حِقبة من حِقب الزمان، ولكن الذي ليس من الطبيعي أن يرى أبناء المجتمع المنكر فلا يسعون إلى تغييره بضوابطه، وفي التغيير بقاءُ الحياة على النحو الذي يحبه الله عزَّ وعَلَا.
والقرآن الكريم يوصي بضرورة التذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتَّواصيِ بالحقِّ والصَّبر؛ يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: 55]، ويقول: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران: 110].
وكذلك ورد في السنة المطهرة الحثُّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواضعَ كثيرةٍ؛ منها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، ونهي عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ» رواه مسلم في "صحيحه" واللفظ له، وأبو داود في "سننه".
قال الإمام النَّوويُّ رحمه الله في "المنهاج شرح صحيح مسلم" (2/ 24، ط. دار إحياء التراث العربي، بيروت) : [اعلم أنَّ الأَمْرَ بالمعروف والنَّهيَ عن المنكر قد ضُيِّع أكثره من أَزْمَانٍ متطاولة، ولم يَبْقَ منه في هذه الأزمان إلا رسومٌ قليلةٌ جدًّا، وهو بابٌ عظيمٌ، به قوام الأمر وملاكه، وإذا كثر الخبث عمَّ العقابُ الصَّالحَ والطَّالحَ، وإذا لم يأخذوا على يَدِ الظَّالِم أَوْشَكَ أَنْ يعمَّهُم الله تعالى بعقابه؛ قال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
وعلى الآمر بالمعروف أن يخلص نيَّته ولا يَهَابَنَّ من ينكر عليه؛ لارتفاع مرتبته؛ لأنَّ الله تعالى قال: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ [الحج: 40]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [آل عمران: 101]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا﴾ [العنكبوت: 69]، وقال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ۞ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 2-3].