قالت دار الإفتاء المصرية إن الملائكة في الإسلام تعد من أعظم مخلوقات الله، وهي تُمثل عونًا ونجاة للمؤمنين في الدنيا والآخرة. وأضافت الإفتاء أن الملائكة لا تألو جهدًا في تيسير الأمور للمؤمنين، وتعمل دائمًا على حماية الإنسان من الشرور والفتن، بما في ذلك دعمهم بالكرامات والعجائب التي تجلب البركة والرحمة.

الملائكة في الإسلام: رسل الله ومساعدوه

أكدت دار الإفتاء أن الملائكة هم مخلوقات نورانية خُلِقَت من قبل الله تعالى، ولا يمتلكون إرادة مستقلة عن أمر الله. فهم يُنفذون ما يُؤمرون به من مهام، ومن أهم مهامهم هو حماية المؤمنين وتقديم الدعم الإلهي لهم. وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين دور الملائكة في حياة المؤمنين، ومنها قوله تعالى:
"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا" (غافر: 7).

كرامات الملائكة مع المؤمنين: حماية وتيسير

وضحت دار الإفتاء أن الملائكة تتنزل إلى المؤمنين بالعديد من الكرامات، ففي أوقات الشدة والضيق، يعينهم الله من خلال ملائكته، الذين يمدونهم بالقوة والتوجيه. من أبرز الكرامات التي يتعرض لها المؤمنون:

التنزل بالسلام والطمأنينة: حيث يُشعر المؤمن بالسكينة في قلبه عند ذكر الله، وهي نعمة من الملائكة التي تحيط بالمؤمنين أثناء الصلاة والدعاء.الاستجابة للدعاء: تؤكد الإفتاء أن الملائكة تُستجاب لدعوات المؤمنين وتعمل على تيسير أمورهم. ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، قال الملك: آمين، ولك بمثل".حماية المؤمنين: قالت الإفتاء أن الملائكة تقوم بحماية المؤمنين من المصائب والمخاطر، كما جاء في الحديث: "ما منكم من أحد إلا ومعه حافظان من الملائكة، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله".عجائب الملائكة: صور نادرة من العون الإلهي

أكدت دار الإفتاء أن الملائكة تقوم بكرامات لا تُعد ولا تحصى، ومن أشهر عجائبهم مع المؤمنين:

إنقاذ المؤمنين في أوقات المحن: مثلما حدث في غزوة بدر، حيث نزلت الملائكة لتساند المسلمين في مواجهة أعدائهم. وقد قال الله تعالى: "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاستَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ" (الأنفال: 9).رؤية الملائكة أثناء النوم: يُنقل عن بعض الصحابة أنهم رأوا الملائكة في المنام، حيث كانت تحثهم على الخير، مما يُعد من الكرامات التي تشهد على قرب الملائكة من المؤمنين. 

شددت دار الإفتاء المصرية على أن الملائكة هم جنود الله الذين يساندون المؤمنين بكل ما أوتوا من قوة، سواء في الدنيا بتيسير أمورهم وحمايتهم، أو في الآخرة بشفاعة الله لهم. وعليه، يجب على المسلمين أن يكثروا من ذكر الله والدعاء، لأن ذلك يعد من أسباب نزول الرحمة والبركة من الملائكة.

إضافة إلى ذلك، يجب على المؤمنين أن يتذكروا دائمًا أن الملائكة مع المؤمنين في جميع أحوالهم، يمدونهم بالقوة والتوفيق في حياتهم اليومية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء المصرية الملائكة الملائكة في الإسلام دار الإفتاء الملائکة فی

إقرأ أيضاً:

قوة الإيمان

 

 

 

 

محمد بن رامس الرواس

 

شمس غزة تشرق عليها هذه الأيام بعد عامين من الحصار والتجويع والإبادة والتنكيل، فتبث نورها ودفء حرارتها في أرجاء القطاع وتبعث الأمل بعد ما كتبه الله لها من تغيير من حال إلى حال، لقد أراد لها الأعداء أن تباد وتزال وتهجر فبعثت مرة أخرى من رحم الصبر والمعاناة والصلابة والإيمان والكرامة، ها هي غزة تستعيد أنفاسها وتنفض الغبار والألم والجراح عن نفسها، فلقد اختفت روائح البارود وتوقفت أصوات الطائرات وصمتت أصوات الدبابات وبقيت روح غزة الأبية الخفاقة تلهج بشكر المولى العلى القدير.

نعم، غزة التي أرادها العدو أرضًا بلا بشر، وسماءً بلا طيور، تعود اليوم لتثبت أن إرادة المولى عز وجل، لقد تكسّرت فوقها أحلام المعتدين كما تتكسر الأمواج على صخورها العنيدة بساحلها، وغرقت كل الحسابات الباردة أمام حرارة نبضها الإنساني. فمن يستطيع أن يخالف مشيئة الرحمن، حتى الأعداء لا يستطيعون بكل قوتهم وجبروتهم أن يردوا فضل الله ورحمته قال تعالى: "ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (فاطر: 2).

لقد ظنّوا أن الركام سيكتم صوتها، وأن الأطفال الذين نجوا من تحت البيوت لن يعرفوا إلا البكاء، لكنهم خرجوا من تحت الردم حاملين دفاترهم وألوانهم، يرسمون الشمس فوق جدارٍ لم يبقَ منه إلا نصفه، كأنهم يقولون: "نحن هنا.. وما زلنا أهل القدس".

غزة، المدينة التي علّمت العالم معنى الثبات وقوة الإيمان وصناعة الشجعان، تعود اليوم لتكتب فصلا جديدا في تاريخها العريق، فلقد فشلت كل خطط الإبادة التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي وذلك لأنهم نسوا أن الحياة بيد الوهاب عز وجل يهبها من يشاء ويختار من الشهداء من يريد، وفي غزة لا تأتي المعونة من الخارج، بل ترسل لهم من السماء جراء صبرهم وثباتهم فالمقاومة ليست بندقية وقنبلة؛ بل روح تبث في النفوس سعيًا منها لنيل الشهادة أو النصر.

إنها الآية الكبرى التي لم يدركها العالم، أن مدينةً بهذا الحجم الصغير تحمل في صدرها طاقة إيمان تكفي دولا وبلدانا؛ فاليوم، غزة لا تنتظر التعمير في البنيان؛ بل ستُعيد إعمار نفسها من داخلها، تزرع أشجارها وستُخرج من بين ركام الحرب ترتل آيات النصر ومن بين الأطلال تحتفل بعُرس شباب انتظروا طويلًا ليفرحوا.

ها هي غزة اليوم، تُعيد تعريف "قوة الإيمان" كما لم يعرفها أحد، حياةٌ لا تَخلو من الدموع والألم، لكنها لا تَخلو من الأمل فها هم الأسرى الذين لم يكونوا يحلمون بالفرج يمشون في أحيائها.

مدينةٌ تحيا رغم أن الدبابات طوقتها وأسراب الطيران العسكري حلقت فوقها لكنها "تحلق تحت عرش الرحمن" كما قل الشهيد عمر المختار لا فوق العرش.

غزة لا تنتظر عدالة الأرض، لأنها تعرف أن عدالة السماء قد كتبت لها الحياة، كلما حاول الطغاة دفنها.

إنها تُذكّرنا اليوم أن النصر ليس كلمةً تُقال في نشرات الأخبار، بل نَفَسٌ طويل من الصمود، وصبرٌ من فولاذ نادر وإيمانٌ راسخ بأن الله عزوجل لا يخذل المؤمنين ليكون العالم شهيدا على معنى قوله تعالى: "إن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (آل عمران: 160).

غزة لا تموت بإذن الله تعالى؛ لأنها ليست مدينة وبنيانا وأرصفة وشوارع وساحلا وبحرا، إنها روح، عنوانها الإيمان الراسخ بأقدار المولى عز وجل، لذلك سقطت مرةٍ أخرى أسطورة قوة الكيان الإسرائيلي على أعتابها، وأثبتت غزة مرة تلو المرة أن الشعوب التي تعشق النصر والكرامة والعزة لا تُهزم بإذن الله تعالى.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فضل من مات يوم الجمعة
  • 8 كلمات تتسابق الملائكة على كتابتها .. فرصة عظيمة اغتنمها
  • حكم الشماتة في الموت وبيان عواقبها
  • انكشاف المنافقين مكسبٌ مهمٌّ لجبهة المؤمنين
  • قوة الإيمان
  • أيهما أفضل عمرة التطوع أم الإنفاق على الفقراء والمحتاجين؟.. الإفتاء تجيب
  • الإفتاء: أساس بناء الحياة الزوجية مبني على التعاون والتشييد
  • د.هبة عيد تكتب: لا تعاتب الأقدار فكل منع هو حماية
  • حكم تهرب الزوج من الإنفاق على بيته وتحميل المسؤولية للزوجة؟..الإفتاء تجيب
  • ما ضابط تغيير خلق الله المنهي عنه.. الإفتاء توضح