تأتي الشريعة الإسلامية كمنهج شامل لحماية الإنسان والمجتمع من كل ما يمكن أن يلحق الضرر بهم، حيث وضعت قواعد وأحكامًا تحظر الأفعال التي قد تسبب إيذاءً للآخرين، سواء كان هذا الإيذاء ماديًا أو معنويًا، من خلال هذه المبادئ، تبرز أهمية الحفاظ على السلامة النفسية والجسدية للفرد والمجتمع بشكل عام.

الإيذاء في الشريعة: تحريمه شرعًا

وفقًا لدار الإفتاء المصرية فإنه يعد الإيذاء في الإسلام من الأمور المرفوضة تمامًا، إذ تُحرّم الشريعة الإسلامية أي فعل يسبب ضررًا للفرد أو المجتمع.

وقد أكد علماء الشريعة في فتاويهم أن كل تصرف يُلحق ضررًا بالآخرين يعارض قواعد العدالة والرحمة التي تقوم عليها الشريعة، سواء كان هذا الإيذاء جسديًا أو نفسيًا.

وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على حماية الإنسان من الأذى، ومنها قوله تعالى:
"ولا تَقتلوا النفسَ التي حَرَّمَ اللهُ إلا بالحقِّ" (النساء: 29)، مما يعكس تحريم الإسلام لأي تصرف يؤذي النفس البشرية، سواء كان قتلًا أو غيره.

الإيذاء: مخالف للقانون والأمن المجتمعي

وتابعت الإفتاء علاوة على تحريمه شرعًا، فإن الإيذاء يُعد أيضًا جريمة قانونية في العديد من البلدان الإسلامية، ويُجرّم بشكل صارم لما يمثله من تهديد للأمن المجتمعي. فالإيذاء يُعتبر عملًا يهدد استقرار الأفراد والمجتمعات، ويؤدي إلى تآكل الروابط الاجتماعية.

وتؤكد دار الإفتاء المصرية في فتاويها على ضرورة التزام المسلمين بمبادئ الشريعة في حياتهم اليومية، حيث أن الحفاظ على السلامة العامة والحد من العنف والإيذاء هو من أساسيات تعاليم الإسلام، التي تنادي بالرحمة والتعاون بين أفراد المجتمع. وقد جاء في فتوى رسمية من دار الإفتاء:
"إن الإيذاء بكل صوره وأشكاله مخالف لروح الشريعة الإسلامية التي تحث على الحفاظ على حقوق الإنسان، وتهيئة بيئة سلمية ومسالمة تحفظ كرامته."

المجتمع الإسلامي وأهمية الوقاية من الإيذاء

ووضحت الإفتاء أنه يتطلب الحفاظ على أمن المجتمع الإسلامي العمل الجماعي على نشر ثقافة السلامة والحفاظ على حقوق الآخرين. ويُعتبر الوقاية من الإيذاء واجبًا على كل فرد في المجتمع، حيث أن حماية الأفراد من الأذى هي مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة وصولاً إلى المجتمع ككل.

إن الشريعة الإسلامية تحرم الإيذاء بكل أشكاله، وتُعلي من شأن الحفاظ على الإنسان وحقوقه. وبالتالي، فإن أي شكل من أشكال الإيذاء يُعد مُحرّمًا شرعًا ومُجرّمًا قانونًا لما يمثله من تهديد للأمن المجتمعي ويُخالف القيم التي تحث عليها الشريعة الإسلامية.

يجب على المسلمين في كل مكان أن يلتزموا بهذه القيم، ويعملوا جاهدين للحد من ظاهرة الإيذاء من أجل بناء مجتمع آمن وصحي، يتسم بالتعاون والتكافل بين أفراده.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشريعة الإفتاء دار الافتاء المصرية الإيذاء الإسلام الشریعة الإسلامیة الحفاظ على

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تحذر النظام السوري من إلحاق الضرر بالدروز

إسرائيل تحذر النظام السوري من إلحاق الضرر بالدروز

مقالات مشابهة

  • خطة مصر لإعمار غزة.. الحفاظ على الحقوق الفلسطينية ودعم حل الدولتين وترتيبات للحكم الانتقالي
  • «الشؤون الإسلامية» تطلق حملة «زكاتك من المجتمع إلى المجتمع»
  • احترس من الاحتيال على لينكدإن.. كيف تحمي نفسك أثناء البحث عن وظيفة؟
  • الأسرة والمجتمع.. القيم الراسخة في وجدان شباب دبي
  • رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ومراعاة أحوال الناس
  • كيف تحمي حساباتك البنكية من النصب والاحتيال؟
  • تعزيز الاستخدام الآمن والمسؤول لأنظمة الغاز البترولي المسال في أبوظبي
  • إطلاق المرحلة الثانية من حملة «الاستخدام الآمن لأنظمة الغاز البترولي المسال»
  • إسرائيل تحذر النظام السوري من إلحاق الضرر بالدروز
  • دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي