النظام والمعارضة يتبادلان السيطرة عليها.. محطات في الصراع على حلب
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
عادت حلب، ثاني أكبر المدن السورية، للواجهة مجددا هذا الأسبوع مع إعلان فصائل من المعارضة المسلحة السورية، الجمعة، نجاحها في الدخول لعدة أحياء بالمدينة بعد معارك محتدمة مع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها المدينة لهجوم من قبل قوات المعارضة منذ عام 2016، عندما طُردت من الأحياء الشرقية في حلب بعد حملة عسكرية شاقة دعمت فيها قوات الحكومة السورية من قبل روسيا وإيران والجماعات المتحالفة معها.
وتمثل تطورات هذا الأسبوع من بين الأكبر في السنوات الأخيرة من قبل فصائل المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، وتعد أشد المعارك في شمال غرب سوريا منذ عام 2020، عندما استولت القوات الحكومية على مناطق كانت تسيطر عليها سابقا قوات المعارضة.
وكانت التحركات هذا الأسبوع من بين الأكبر في السنوات الأخيرة من قبل فصائل المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، وتمثل أشد المعارك في شمال غرب سوريا منذ عام 2020، عندما استولت القوات الحكومية على مناطق كانت تسيطر عليها سابقًا قوات المعارضة.
وشنت فصائل معارضة بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام هجوما يوم الأربعاء اجتاحت خلاله 12 بلدة وقرية في محافظة حلب بشمال غرب البلاد، والتي تسيطر عليها القوات السورية.
هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها المدينة لهجوم من قبل قوات المعارضة منذ عام 2016 (AFP) مراحل الصراعفي يوليو 2012 وبعد عدة أشهر من اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، بدأت معركة السيطرة على حلب بين جيش النظام السوري وفصائل المعارضة، مع تعزيز القوات الحكومية لوجودها في المدينة.
بعد مواجهات عنيفة بدأت قوات النظام السوري تفقد السيطرة على مناطق واسعة من حلب، بما في ذلك بعض الأحياء الجنوبية.
استمرت المعارك في المدينة عدة أشهر، مع تأثير كبير على المدنيين والبنية التحتية الذين عانوا من جراء فرض القوات السورية حصارا محكما على بعض المناطق في حلب، في وقت بدأت فيه المعارضة المسلحة السيطرة على مناطق أخرى في المدينة.
تواصل القتال حتى نهاية عام 2014 وسط تدخلات من جماعات متعددة مثل جبهة النصرة (الفرع السوري للقاعدة) وتنظيم داعش الإرهابي، مع استمرار القوات الحكومية بمحاصرة الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب.
نقطة التحولفي عام 2015 ساهم التدخل العسكري الروسي لصالح حكومة الرئيس بشار الأسد في تغيير مجريات الحرب في حلب، مما زاد من الضغط على فصائل المعارضة.
تدخلت روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد ولديها قاعدة جوية ومنشأة بحرية في سوريا، عسكريا إلى جانب الأسد في القتال ضد قوات المعارضة في سبتمبر من ذاك العام.
واعتبرت معركة حلب عام 2016 نقطة تحول في الحرب بين القوات الحكومية السورية والمقاتلين المتمردين منذ تحولت الاحتجاجات ضد حكم بشار الأسد عام 2011 إلى حرب شاملة.
ساعدت روسيا وإيران والجماعات المتحالفة معها القوات الحكومية السورية في استعادة السيطرة على حلب بالكامل في ذلك العام، بعد حملة عسكرية شاقة وحصار استمر لأسابيع.
في البداية نجحت القوات الحكومية السورية في تحقيق انتصارات في محيط المدينة، قبل أن تتصاعد الهجمات الجوية السورية والروسية على حلب، ما أدى لمقتل آلاف المدنيين.
في يوليو 2016 شنت القوات السورية المدعومة من روسيا هجوما واسعا لاستعادة السيطرة على حلب الشرقية التي كانت تحت سيطرة المعارضة.
وفي ديسمبر 2016 أعلنت القوات الحكومية السيطرة على حلب الشرقية بعد معارك دامية قتل خلالها الآلاف من المدنيين، وبعدها بأسابيع تمكنت الحكومة السورية من استعادة السيطرة على معظم أنحاء حلب.
جرى استخدام البراميل المتفجرة لمحو أحياء كاملة في المدينة (AFP) خسائر فادحةتعد حلب، ثاني أكبر المدن السورية، وقد كانت أكبر المراكز الاقتصادية في البلاد قبل أن يتم تدميرها بفعل الحرب.
تحولت المدينة بفعل القصف الجوي السوري والروسي إلى ما يشبه كومة من الأنقاض حيث جرى استخدام البراميل المتفجرة لمحو أحياء كاملة في المدينة.
في عام 2016 نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقريرا قالت فيه إن القوات الروسية والسورية استخدمت براميل متفجرة وذخائر عنقودية وأسلحة حارقة في الهجمات.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة الصادرة في عام 2020 فقد قتل في الهجمات أكثر من 51 ألف مدني.
كذلك شهدت بعض أحياء المدينة هجمات متكررة بالأسلحة الكيماوية حسب تقارير متعددة وأشدها حسب هذه التقارير كان في: خان العسل في محافظة حلب 2013، وحي الشيخ مقصود في محافظة حلب 2016.
كذلك تعرضت البنية التحتية في حلب لدمار هائل حيث تضررت الطرق الرئيسية والجسور والمرافق العامة مثل المستشفيات والمدارس، وتحولت العديد من الأحياء السكنية في شرقي المدينة لدمار تام وأصبحت معظم المباني غير صالحة للسكن.
أجبرت المعارك مئات الآلاف من سكان حلب على النزوح، سواء إلى مناطق أخرى داخل سوريا أو إلى دول مجاورة.
واليوم نتيجة لتجدد المعارك في حلب نزح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الحکومیة السیطرة على حلب فصائل المعارضة قوات المعارضة تسیطر علیها المعارک فی فی المدینة على مناطق منذ عام من قبل فی حلب عام 2016
إقرأ أيضاً:
المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب
أعلنت المعارضة المسلحة في شمال غربي سوريا، اليوم الأربعاء، أنها سيطرت على مواقع عسكرية وعدة بلدات وقرى في ريف حلب الغربي بعد معارك مع قوات النظام السوري.
وقالت "إدارة العمليات العسكرية لمعركة ردع العدوان" -في بيان- إن قوات المعارضة المسلحة سيطرت على الفوج 46، أكبر المواقع العسكرية لقوات النظام غرب حلب.
وأضاف أن قواتها سيطرت على 17 قرية وبلدة غربي حلب، ومن بينها قبتان الجبل وعينجارة وأورم الصغرى والشيخ عقيل وكفربسين.
#شام|| عاجل|| خريطة محدثة توضيح مناطق السيطرة الجديدة لعملية #ردع_العدوان التي انطلقت صباح اليوم الأربعاء بريف حلب الغربي.#شبكة_شام pic.twitter.com/PUtlRsuSgx
— شبكة شام الإخبارية (@ShaamNetwork) November 27, 2024
وتابعت إدارة العمليات العسكرية أن قواتها استولت على آليات وذخائر وأسلحة ثقيلة وقتلت أكثر من 40 عنصرا للنظام والمجموعات العسكرية الموالية له.
وشارك في الهجوم على قوات النظام السوري مقاتلون من هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة أخرى.
من جهته، قال مراسل الجزيرة نت إن فصائل المعارضة أسرت 6 من عناصر النظام واستولت على 5 دبابات ومدرعة ومستودع صواريخ.
وفي السياق، قال ناشطون إن قوات المعارضة باتت بعد هذا التقدم على مسافة 10 كيلومترات تقريبا من مدينة حلب.
وأفادت مواقع إخبارية موالية للمعارضة بأن طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري شنت غارات على مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة بريفي حلب وإدلب، كما تعرضت هذه المناطق لقصف بصواريخ أرض أرض، وفقا للمصادر ذاتها.
الدبابات اللي كانت تقصفنا رجعت لأهلها .. اللحظات الأولى لتحرير قبتان الجبل أولى المناطق المحررة اليوم في عملية ردع العدوان .. pic.twitter.com/ZG6VA27WGM
— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) November 27, 2024
وكانت المعارضة المسلحة أعلنت في وقت سابق اليوم بدء ما سمتها "معركة ردع العدوان"، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه "ضربة استباقية" للحشود العسكرية لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، والتي تهدد "المناطق المحررة"، بحسب تعبيره.
وقال ناشطون إن الفصائل رصدت تحركات كبيرة لقوات النظام السوري خلال اليومين الماضيين على محاور ريف حلب الغربي، استدعى رفع الجاهزية، بالتوازي مع تصعيد النظام قصفه المدفعي والصاروخي على بلدات ومدن الأتارب ودارة عزة وبلدات ريف حلب الغربي بشكل عام".
وقتل 3 أطفال واصيب آخرون أمس في قصف لقوات النظام استهدف مقعهدا للعلوم الشرعية في مدينة أريحا بريف إدلب، بحسب مصادر المعارضة السورية المسلحة.
وتأتي الاشتباكات في ريف حلب بعد أشهر من الهدوء كانت تتخلله عمليات قصف متفرقة من جانب قوات النظام السوري لمناطق خاصة لسيطرة المعارضة.