تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة بعد إعلان قوات المعارضة دخول مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، في هجوم وُصف بأنه الأكبر منذ سنوات. أثار هذا التحرك قلقًا إقليميًا ودوليًا، وسط تصعيد ميداني مكثف بين المعارضة المسلحة وقوات النظام.

اقتحام حلب: بداية معركة جديدة

أعلنت قوات المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة، سيطرتها على عدد من الأحياء في مدينة حلب ومناطق في محافظتي إدلب وحلب.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارضة سيطرت على خمس مناطق دون مقاومة تُذكر من قوات النظام.

وقد أظهرت مقاطع فيديو تداولتها قنوات تابعة للمعارضة دخول مقاتليها إلى غرب حلب. وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الجيش السوري استعاد السيطرة على بعض المواقع التي اقتُحمت في إدلب وحلب.

تصعيد جوي وارتفاع أعداد القتلى

في سياق الرد العسكري، نفذت الطائرات السورية والروسية 23 غارة جوية على حلب ومحيطها. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 255 شخصًا، معظمهم من المقاتلين، وفقًا للمرصد السوري. وصف هذا التصعيد بالأكثر دموية منذ سنوات.

كما أشار ديفيد كاردن، نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى مقتل 27 مدنيًا خلال ثلاثة أيام، بينهم أطفال. وأضاف كاردن أن استمرار استهداف البنية التحتية والمدنيين يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

تركيا تدعو لوقف التصعيد

أعربت تركيا عن قلقها من التصعيد في إدلب والمناطق الحدودية، داعية إلى وقف الهجمات التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار. وأكدت أنقرة على أهمية الحفاظ على الهدوء في المنطقة تطبيقًا لاتفاقيات أستانا المبرمة عام 2017.

وشددت تركيا، التي تستضيف ثلاثة ملايين لاجئ سوري، على ضرورة تجنب موجة جديدة من العنف، في وقت تواصل فيه جهودها للمصالحة مع النظام السوري برعاية روسية.

الوضع على الحدود العراقية السورية

وفي تطور موازٍ، أكد الجيش العراقي تأمين الحدود المشتركة مع سوريا بشكل كامل. وأعلن نائب قائد العمليات المشتركة في العراق أن الحدود مؤمنة من خلال إجراءات تقنية وعسكرية مكثفة تشمل كاميرات مراقبة وطائرات مسيرة.

وأشار إلى أن الوضع الأمني على الحدود بين البلدين هو الأفضل منذ سنوات، ما يعكس استقرارًا نسبيًا على الجانب العراقي رغم تصاعد التوترات في سوريا.

تداعيات مستقبلية على الساحة السورية

تثير التطورات الأخيرة في حلب وإدلب تساؤلات حول مستقبل الصراع السوري. على الرغم من فترة الهدوء النسبي منذ 2020، يبدو أن اشتعال القتال مجددًا قد يغير قواعد اللعبة.

إدلب، آخر معقل للمعارضة، تعيش فيها أكثر من أربعة ملايين شخص في ظروف إنسانية صعبة، مما يجعل أي تصعيد عسكري جديد كارثيًا على السكان.

مع استمرار الضغط العسكري والميداني، تظل التساؤلات قائمة حول إمكانية الوصول إلى تسوية سياسية تنهي الصراع المستمر منذ عام 2011.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سوريا حلب أدلب هيئة تحرير الشام المعارضة السورية النظام السوري تركيا روسيا تصعيد عسكري الصراع السوري الغارات الجوية الأمم المتحدة أستانا اللاجئون البنية التحتية الحدود العراقية السورية

إقرأ أيضاً:

الأحزاب الإسلامية الكردية.. بين قيود الولاء وتحديات الصراع التركي الأزلي - عاجل

بغداد اليوم - كردستان

علق الباحث في شؤون الجماعات والأحزاب الإسلامية الكردستانية سالار تاوكوزي، اليوم السبت (1 آذار 2025)، حول مواقف تلك الأحزاب من رسالة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان.

وقال تاوكوزي لـ"بغداد اليوم"، إنه "تم تشكيل الأحزاب الإسلامية الكردية منذ البداية لمحاربة الفكر والحس القومي لدى المواطن الكردي، وقد ساعدت بعض الدول العربية والإسلامية المعادية للقضية الكردية على تأسيس وتطور هذه الأحزاب التي أضرت بالشعب الكردي كما أضرت بالتدين الشعبي البرىء في المجتمع الكردستاني".

وأضاف أن "موقف الأحزاب الإسلامية الكردية كانت وما تزال في صالح الجهات والدول التي ربتها مثلما رأينا في موقفهم الأخير الذي جاء تماشيا مع ما بدأت به السلطة التركية بخصوص عملية السلام في تركيا"، مضيفا: "فعلى سبيل المثال، قال الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكردستاني، صلاح الدين محمد بهاء الدين، يوم أمس الجمعة 28/ 2/ 2025  إن السلطة التركية أقدمت على هذه الخطوة بما أن هنالك فرصة للسلام، وهو شىء جيد".

وتابع تاوكوزي، "لكنني في الحقيقة والشارع الكردي عموما نشك في هذه الخطوة، وأعتبرها شخصيا خطوة عقيمة لأن الصراع الكردي- التركي ليس صراعا سياسيا يمكن حله برسالة أو في جلسة أو في وقت معين مثل الصراع العربي- الكردي والصراع الكردي- الفارسي، بل هو صراع وجودي يحتاج وقتا طويلا جدا".

وبين، أنه "حتى الصراع السياسي بين تركيا وحزب العمال الكردستاني لا يمكن حله إلا بعد مدة طويلة وإحلال الديمقراطية في تركيا، وهذا ما أكد عليه مؤسس حزب العمال الكردستاني (عبدالله أوجلان) في رسالته الأخيرة".

وأشار الى أنه "حسب متابعتي لتأثير موقف الأحزاب الإسلامية الكردية على الشارع الكردي توصلت إلى أنه موقف محدود لن يتخطى حدود كوادر ومعجبي الأحزاب الإسلامية الكردية التي يتهمها الشارع الكردستاني عموما بالعمالة لتركيا والدول العربية والإسلامية وعدم إبداء أي موقف جرىء وشريف لصالح قضية الشعب الكردي مثل المواقف التي أظهرها لدعم غزة والقضية الفلسطينية وقضايا العالم الإسلامي".

مقالات مشابهة

  • مقتل عنصرين من الأمن السوري في اللاذقية جراء كمين لـفلول النظام المخلوع
  • مجددًا.. الأمن السوري يُحبط عملية تهريب أسلحة إلى لبنان!
  • الدفاع المدني السوري يبدأ تنفيذ ثلاثة جسور مشاة في محافظة إدلب
  • وثائق مسربة.. هكذا اخترقت مخابرات الأسد المعارضة قبل ردع العدوان
  • النظام الجديد يشعل المنافسة.. تعرف على تفاصيل الدور الثاني لدوري NILE
  • إسرائيل تحذر النظام السوري من إلحاق الضرر بالدروز
  • في بيان نادر.. إسرائيل تحذر النظام السوري من إيذاء الدروز
  • الأحزاب الإسلامية الكردية.. بين قيود الولاء وتحديات الصراع التركي الأزلي - عاجل
  • شاهد | كيف يواجه النظام السوري الجديد كيان الاحتلال؟
  • عاجل. نتنياهو يتوعد بضرب النظام السوري إذا تعرض لدروز جرمانة جنوب دمشق ويتعهد بحماية هذه الأقلية في سوريا