اجعل المصريين يحاربون المصريين دعوة إسرائيلية لفتنة سنية شيعية
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
وفي حديث باللغة العبرية، استعرضته فقرة من برنامج "فوق السلطة"، لم يتردد الصحفي إيدي كوهين في الكشف عن الموقف الإسرائيلي الحقيقي من الصراع الطائفي، قائلا "منذ ذلك الزمن نحمد الله أن الشيعة والسنة يذبحون بعضهم بعضا".
وأضاف محذرا "تخيل لو كانوا موحدين، تخيل شرقا أوسط فيه إيران والسعودية أصدقاء ومتعاونين، تخيل كيف كان حالنا، إسرائيل لم تكن لتوجد في هذا العالم، وهذا الصراع يجب ألا ينتهي".
وفي السياق نفسه، يبرز الحاخام المتشدد زامير كوهين كأحد أبرز المروجين للفتنة الطائفية، مستندًا إلى نصوص توراتية مثل "اجعل المصريين يحاربون المصريين".
ولم يكتف كوهين بشن هجوم على الإسلام ونبيه، بل ذهب إلى حد المطالبة بالقضاء على المسلمين جميعًا، مستغلا فترة رئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتوقع زامير أن يشهد العالم العربي صراعًا مذهبيا يبدأ بمطالبة المسلمين بالقدس، ثم يتحول إلى اقتتال داخلي بين العرب أنفسهم.
كما زعم ظهور زعيم مسيحي يوحد المسيحيين لمواجهة الإسلام، معتبرا أن ترامب قد يكون هذا المخلص بسبب "أسلوبه الهجومي اللاذع ولأنه لا يخاف أحدًا".
وفي محاولة لتنفيذ هذه الإستراتيجية، يستغل المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي منصات التواصل الاجتماعي للعب دور "الناصح الحريص" على المسلمين السنة من التمدد الشيعي.
مجاميع المتصهينين
وفي خطاب موجه إلى قادة حماس، يتهمهم بالتشيع قائلًا "أنتم تتشبهون بملالي إيران وأمثالهم من حزب الله، ألم تقرؤوا نصوص أهل الذكر من العلماء والفقهاء الذين حذروكم من خطورة الشيعة في النسخة الإيرانية؟".
ويبدو أن هذا الخطاب يجد صدى لدى بعض العرب، فقد ظهر مؤخرًا سوري مقيم في النرويج يخاطب أدرعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا "أنتم قتلتم من قتل السوريين، لك محبة ولك شكر في قلوب ملايين السوريين".
وأضاف "نحن ما كنا نعرفكم، علمونا أنكم أعداء، اليوم تعرفنا عليكم، اكتشفنا أنكم تتحدثون لغة مثلنا وأن بعضكم يحب سماع الموسيقى العربية".
وفي المقابل، يرفض الإعلامي اليمني أسعد الشرعبي هذا الخطاب، معبرًا عن تقززه مما يصفهم "بمجاميع المتصهينين العرب" الذين انتقلوا إلى مرحلة تأييد إسرائيل في حربها على غزة بحجة "طهرنة" المقاومة الفلسطينية، أي تعاونها مع طهران.
ويطرح البرنامج سؤالا جوهريا: هل تفضل القوى الغربية وإسرائيل غلبة دول عربية على إيران أم غلبة إيران على العرب؟ أم إنهم يحضرون لضرب الجميع؟ خاصة أن التاريخ يشهد على عداء الغرب التقليدي للمسلمين، من معركة بواتييه قرب باريس في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، إلى حصار العثمانيين لفيينا الذي لم يفارق الذاكرة الغربية المسيحية.
لتكمن الإجابة في تأكيد إيدي كوهين أن الخلاف بين أهل السنة والشيعة هو طوق النجاة لإسرائيل من نهايتها كحلم يهودي، مما يؤكد أن إستراتيجية إسرائيل تقوم على إبقاء المنطقة في حالة صراع طائفي دائم، منعًا لأي وحدة عربية أو إسلامية قد تهدد وجودها.
29/11/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
جنبلاط: إسرائيل تستخدم الدروز لقمع الفلسطينيين
اتهم الزعيم الدرزي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الصهيونية بأنها تستخدم الدروز لقمع الفلسطينيين، وتريد التمدد إلى جبل العرب (الدروز) في سوريا، محذرا من حرب أهلية يسعى إليها "بعض ضعفاء النفوس".
جاء ذلك في تصريحات صحفية عقب اجتماع استثنائي عقدته الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في دار الطائفة بالعاصمة بيروت، لبحث تطورات الأوضاع في لبنان وسوريا.
وقال جنبلاط إن "الصهيونية تستخدم الدروز جنودا وضباطا لقمع الشعب الفلسطيني في غزّة والضفة الغربية، واليوم يريدون الانقضاض على جبل العرب في سوريا".
وأضاف "يريدون جر بعض ضعفاء النفوس، أهل سوريا يعلمون ماذا يفعلون، وسأذهب إلى دمشق للتأكيد على مرجعية الشام بالنسبة للدروز".
كما أكد جنبلاط أن الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية بإسرائيل، "لا يمثلنا وهو مدعوم من إسرائيل"، مشيرا إلى أن "هناك استجرار للبعض، وإذا ما نجح، فسيؤدي إلى حروب أهلية لا ندري كيف ستنتهي".
واعتبر الزعيم الدرزي أن المرحلة الحالية "أخطر بكثير" من المراحل السابقة، وأن إسرائيل تريد "الانقضاض على جبل العرب، فإما أن نبقي على هويتنا العربية أو أن نسير بالمخطط الصهيوني".
إعلانويُعَد الدروز من الأقليات في سوريا، إذ تبلغ نسبتهم نحو 3% من مجموع السكان، كما يطلق عليه اسم "الموحدون"، ويتمركزون في محافظة السويداء جنوبي البلاد، إلى جانب مناطق بالعاصمة دمشق وريفها، ومناطق بالقنيطرة (جنوب)، وريف إدلب (شمال).
وكان جنبلاط أكد كذلك في مؤتمر صحفي، أمس الأحد، أن إسرائيل تريد استخدام الطوائف لمصلحتها وتفتيت المنطقة، مؤكدا أن "الذين وحّدوا سوريا أيام سلطان باشا الأطرش لن يستجيبوا لدعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وكان نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات للجيش بحماية سكان جرمانا، جنوب دمشق، وقال ديوان نتنياهو إنه لن يسمح لما وصفه بـ"النظام الإسلامي المتطرف في سوريا" بالمساس بالدروز. وأضاف أنه سيضرب النظام السوري في حال مساسه بالدروز في جرمانا.
كما حذر جنبلاط من مشروع لتخريب المنطقة والأمن القومي العربي في سوريا وفلسطين، مطالبا "الأحرار في جبل العرب وسوريا" بالحذر من المكائد الإسرائيلية، وقال "نعول كثيرا على الشخصيات العربية السورية من كل الأطياف لمواجهة مخطط إسرائيل الجهنمي".
وأكد الزعيم الدرزي أنه سيزور سوريا مجددا بعد أن طلب موعدا للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع.