بوابة الوفد:
2025-04-29@00:25:25 GMT

هدنة حقيقية أم هدنة تكتيكية؟

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

نتنياهو أراد اتفاقا تحت «النار» لفرض شروطه على لبنان وحزب الله وإرغامهم على القبول بها، وحاول التلكؤ وتعطيل الاتفاق حتى يؤدى صديقه ترامب اليمين الدستورية، ليكون الاتفاق هدية التنصيب. لكن أحلامه ذهبت أدراج الرياح، وأتى به حزب الله وصواريخه مرغما إلى طاولة الهدنة الأمريكية الديمقراطية الهوية على غير رغبته.


ولكن ماذا يعنى الاتفاق للأطراف المعنية والآفاق المستقبلية لوقف أكثر ديمومة للنزاع، وهل هى هدنة حقيقية أم هدنة تكتيكية؟ وهنا استخدم مصطلح «هدنة» وليس اتفاقا لأن ما تم هو هدنة كما تعرفها الموسعات والمعاجم على أنها وقف الأعمال القتالية لفترة تتفق عليها الأطراف المتحاربة قد تفضى بعدها إلى اتفاق دائم أو تستكمل أعمال القتال. 
وهى «تكتيكية» لأن إسرائيل لا تلجأ إلى ورقة «الهدنة» أو اتفاقات وقف إطلاق النار إلا إذا كانت فى موقف ضعف أو ارتباك يحتم عليها مراجعة الحسابات الميدانية والعملياتية العسكرية كما حدث فى هدنة نهاية نوفمبر 2023 فى غزة لإعادة ترتيب الأوراق العسكرية، نفس الأمر الآن فى الجبهة الشمالية، إسرائيل لم تحقق أهداف الحرب الاستراتيجية فى لبنان، وسكان الشمال لم يعودوا إلى مستوطناتهم، ولم يتم القضاء على قدرات حزب الله العسكرية خاصة الصاروخية منها، بل على العكس نجح الحزب فى استهداف العمق الإسرائيلى، وللمرة الأولى منذ عام 1948 تتعرض إسرائيل لأكثر من 340 صاروخاً، ويهرع أكثر من نصف سكانها 4 ملايين مواطن إلى الملاجئ، وتقصف عاصمتها الاقتصادية ثلاث مرات فى يوم واحد. ونفذ حزب الله استراتيجية الردع التى أعلنها أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، بأن تل ابيب ستقصف مقابل بيروت، وعلى مستوى الاجتياح البرى اصطدم جيش الاحتلال بمواجهات غير متوقعة وعنيفة فى جنوب لبنان وشعابه، والحزب أثبت أنه قادر على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد رغم الضربات الموجعة التى وجهت له على كافة الأصعدة، وهى قوة فرضت نفسها على معادلات وميزان القوة فى الميدان، وأصبح من وجهة نظر الجيش الإسرائيلى أن الحرب فى لبنان تتجه إلى نقطة من التراجع فى النتائج. بما يعنى فشل إسرائيلى ليس فقط فى عودة سكان الشمال، لكن حماية كامل العمق الإسرائيلى من تهديدات حزب الله اضطر معها نتنياهو لتغيير أهدافه واللجوء مرغما لاتفاق الهدنة.
على مستوى حزب الله والداخل اللبناني، هناك واقع جديد يتشكل الحزب تعرض لخسائر كبيرة على مستوى التسليح والقيادة، اضطر معها لفصل الساحات بعد أن كان يشترط وقف الحرب فى غزة لوقف هجماته على إسرائيل، كما أن زيادة تدفق اللاجئين من المناطق الجنوبية الشيعية زادت من احتمالية اندلاع مواجهات طائفية بين الشيعة والمكونات الأخرى فى لبنان مسيحية وسنية ومارونية. لذلك كانت الهدنة مناسبة ومهمة لقادة حزب الله لتقليص خسائرهم والاستعداد لإعادة تنظيم صفوفهم كجسم سياسى وعسكرى.
يبقى السؤال الأكثر أهمية هل تصمد «الهدنة» خاصة مع احتفاظ إسرائيل بما سماه الاتفاق الأمريكى «ممارسة حقها الطبيعى فى الدفاع عن النفس»، لذلك لا أرى أى اتفاق لسلام دائم فى الأفق، نظرًا لحقيقة أن الأهداف الاستراتيجية الأساسية لإسرائيل وحزب الله وإيران لم تتغير وأن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى لا يزال يتفاقم.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حزب الله غزة د وليد عتلم اليمين الدستورية جيش الاحتلال حزب الله

إقرأ أيضاً:

قطر تنتقد إسرائيل وتتحدث عن "بعض التقدم" في محادثات هدنة غزة

أعلنت قطر، الأحد، إحراز بعض التقدم في محادثات جرت هذا الأسبوع في الدوحة، في إطار الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف حرب غزة.

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي، إنه تم إحراز "بعض التقدم" ردا على أسئلة عن تقارير حول اجتماع عقد الخميس بينه وبين ورئيس الموساد الإسرائيلي دافيد بارنيا.

ولم يؤكد رئيس الوزراء القطري حصول الاجتماع.

ومن جهة أخرى، وجه الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني انتقادات لإسرائيل، قائلا إنها "تريد إطلاق كل الأسرى بدون أي أفق لإنهاء الحرب على غزة".

وقال في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: "لا يمكن أن نقبل بتجويع الشعب الفلسطيني الشقيق أو استخدام التجويع سلاحا".

وأضاف: "نواصل التنسيق مع مصر والشركاء للتقدم نحو المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بغزة"، مؤكدا أن قطر ستواصل جهودها مع شركائها لإنهاء هذه الحرب.

وأشار إلى بذل الجهود من أجل إعادة الأطراف إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لافتا إلى أن حركة حماس أكدت مرارا وعلنا استعدادها لإعادة كل الرهائن.

وختم قائلا: "لاحظنا الخميس الماضي بعض التقدم في مواقف الأطراف بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار".

وأشار فيدان إلى أن حماس ستقبل أي اتفاق يكون واردا فيه حل الدولتين، قائلا: "سنواصل مساعينا للتوصل إلى حل بشأن غزة وإلا فإن البديل عن السلام مزيد من المعاناة".

وأضاف أن "مساعينا هنا في قطر تكمل المساعي القطرية المصرية لإنهاء الحرب على غزة".

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم: إسرائيل خرقت الاتفاق 3 آلاف مرة وتهدف لتغيير القواعد
  • إنهاء الحرب وتسليم الرهائن.. تعليق إسرائيلي على مقترح الهدنة
  • إسرائيل تشنّ غارة على ضاحية بيروت ولبنان يطلب "إجبارها"على وقف ضرباتها
  • صحيفة تنشر تفاصيل مقترح قدمته حماس في القاهرة – هدنة طويلة الأمد
  • إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
  • خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
  • قطر تنتقد إسرائيل وتتحدث عن "بعض التقدم" في محادثات هدنة غزة
  • بالفيديو... هكذا اغتالت إسرائيل عامر عبد العال اليوم في جنوب لبنان
  • قطر تنتقد إسرائيل وتتحدث عن "بعض التقدم" في محادثات هدنة غزة
  • هل تحلّ واشنطن مُعضلة الإنسحاب الإسرائيلي أو تسليم السلاح أولاً؟