بوابة الوفد:
2025-03-04@15:32:42 GMT

هدنة حقيقية أم هدنة تكتيكية؟

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

نتنياهو أراد اتفاقا تحت «النار» لفرض شروطه على لبنان وحزب الله وإرغامهم على القبول بها، وحاول التلكؤ وتعطيل الاتفاق حتى يؤدى صديقه ترامب اليمين الدستورية، ليكون الاتفاق هدية التنصيب. لكن أحلامه ذهبت أدراج الرياح، وأتى به حزب الله وصواريخه مرغما إلى طاولة الهدنة الأمريكية الديمقراطية الهوية على غير رغبته.


ولكن ماذا يعنى الاتفاق للأطراف المعنية والآفاق المستقبلية لوقف أكثر ديمومة للنزاع، وهل هى هدنة حقيقية أم هدنة تكتيكية؟ وهنا استخدم مصطلح «هدنة» وليس اتفاقا لأن ما تم هو هدنة كما تعرفها الموسعات والمعاجم على أنها وقف الأعمال القتالية لفترة تتفق عليها الأطراف المتحاربة قد تفضى بعدها إلى اتفاق دائم أو تستكمل أعمال القتال. 
وهى «تكتيكية» لأن إسرائيل لا تلجأ إلى ورقة «الهدنة» أو اتفاقات وقف إطلاق النار إلا إذا كانت فى موقف ضعف أو ارتباك يحتم عليها مراجعة الحسابات الميدانية والعملياتية العسكرية كما حدث فى هدنة نهاية نوفمبر 2023 فى غزة لإعادة ترتيب الأوراق العسكرية، نفس الأمر الآن فى الجبهة الشمالية، إسرائيل لم تحقق أهداف الحرب الاستراتيجية فى لبنان، وسكان الشمال لم يعودوا إلى مستوطناتهم، ولم يتم القضاء على قدرات حزب الله العسكرية خاصة الصاروخية منها، بل على العكس نجح الحزب فى استهداف العمق الإسرائيلى، وللمرة الأولى منذ عام 1948 تتعرض إسرائيل لأكثر من 340 صاروخاً، ويهرع أكثر من نصف سكانها 4 ملايين مواطن إلى الملاجئ، وتقصف عاصمتها الاقتصادية ثلاث مرات فى يوم واحد. ونفذ حزب الله استراتيجية الردع التى أعلنها أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، بأن تل ابيب ستقصف مقابل بيروت، وعلى مستوى الاجتياح البرى اصطدم جيش الاحتلال بمواجهات غير متوقعة وعنيفة فى جنوب لبنان وشعابه، والحزب أثبت أنه قادر على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد رغم الضربات الموجعة التى وجهت له على كافة الأصعدة، وهى قوة فرضت نفسها على معادلات وميزان القوة فى الميدان، وأصبح من وجهة نظر الجيش الإسرائيلى أن الحرب فى لبنان تتجه إلى نقطة من التراجع فى النتائج. بما يعنى فشل إسرائيلى ليس فقط فى عودة سكان الشمال، لكن حماية كامل العمق الإسرائيلى من تهديدات حزب الله اضطر معها نتنياهو لتغيير أهدافه واللجوء مرغما لاتفاق الهدنة.
على مستوى حزب الله والداخل اللبناني، هناك واقع جديد يتشكل الحزب تعرض لخسائر كبيرة على مستوى التسليح والقيادة، اضطر معها لفصل الساحات بعد أن كان يشترط وقف الحرب فى غزة لوقف هجماته على إسرائيل، كما أن زيادة تدفق اللاجئين من المناطق الجنوبية الشيعية زادت من احتمالية اندلاع مواجهات طائفية بين الشيعة والمكونات الأخرى فى لبنان مسيحية وسنية ومارونية. لذلك كانت الهدنة مناسبة ومهمة لقادة حزب الله لتقليص خسائرهم والاستعداد لإعادة تنظيم صفوفهم كجسم سياسى وعسكرى.
يبقى السؤال الأكثر أهمية هل تصمد «الهدنة» خاصة مع احتفاظ إسرائيل بما سماه الاتفاق الأمريكى «ممارسة حقها الطبيعى فى الدفاع عن النفس»، لذلك لا أرى أى اتفاق لسلام دائم فى الأفق، نظرًا لحقيقة أن الأهداف الاستراتيجية الأساسية لإسرائيل وحزب الله وإيران لم تتغير وأن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى لا يزال يتفاقم.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حزب الله غزة د وليد عتلم اليمين الدستورية جيش الاحتلال حزب الله

إقرأ أيضاً:

اقرأ غدًا في «البوابة».. حماس ترفض تمديد المرحلة الأولى من الهدنة بالصيغة الإسرائيلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تقرأ غدًا في العدد الجديد من جريدة «البوابة» الصادر بتاريخ الأحد 2 مارس 2025، مجموعة من الموضوعات والانفرادات المهمة، ومنها:

حماس ترفض تمديد المرحلة الأولى من الهدنة بالصيغة الإسرائيلية

الحركة تدعو للضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية دون تأخير أو مماطلة.. وتؤكد استعدادها لإعادة كل الأسرى دفعة واحدة

«جوتيريش» يدعو لصمود التهدئة بغزة ووقف الإجراءات الأحادية بالضفة

واشنطن توافق على بيع ذخائر وجرافات لإسرائيل بـ 3مليارات دولار

الصفقة تتضمن  35529قنبلة و4آلاف رأس حربى خارق التحصين.. والتسليم يبدأ 2026

تقرير يكشف كيف قرر ترامب رحيل زيلينسكى من البيت الأبيض

الرئيس الأوكرانى يأسف لمشاجرة المكتب البيضاوى.. ويسعى لتحسين العلاقة مع واشنطن

«مدبولى» يبحث مع رئيس وزراء فلسطين ملامح خطة التعافى المبكر وإعادة إعمار غزة

مصر تبذل قصارى جهدها لتحقيق الاستقرار فى غزة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

رئيس وزراء لبنان يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الجنوب

«يونيسيف:» الأطفال فى جنوب وشرق لبنان يعانون من انعدام الأمن الغذائى الشديد

العدد

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن اغتيال شخصية محورية في حزب الله
  • إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول في حزب الله بجنوب لبنان
  • إسرائيل تغتال مسؤولا كبيرا في حزب الله
  • سر الاستقواء الأمريكي – الإسرائيلي
  • هدنة غزة بين التمديد والانهيار.. هل يناور نتنياهو لاستئناف القتال؟
  • وزير الخارجية الفرنسي: الهدنة بين روسيا وأوكرانيا قد تظهر مدى استعداد بوتين لمحادثات سلام
  • خيار الهدنة والحرب
  • حماس ترد على مقترح «ويتكوف» بشأن هدنة رمضان في غزة
  • مقترح أمريكي.. إسرائيل توافق على هدنة خلال رمضان والفصح اليهودي
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. حماس ترفض تمديد المرحلة الأولى من الهدنة بالصيغة الإسرائيلية