بوابة الوفد:
2025-01-02@23:30:09 GMT

هنا.. يجرى القبض على «نتنياهو»!

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

** إذا ما استجابت الدول الـ125، الأعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية، للنداء الذى أطلقته المحكمة، وطلبت التعاون على تنفيذ مذكرتى اعتقال، رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهون ووزير دفاعه -المُقَال- يوآف جالانت، فى هذه الحال، يتعين القبض على كلا المشتبهين، ما إن تواجدا على أراضى أى من هذه الدول، بموجب التزاماتها بقرارات المحكمة، وحتى الدول غير الأعضاء، لو تبادر- طوعا- باعتقالهما، إن رأت فى إجرائها، المشاركة فى إرساء العدالة الدولية، وبذلك تتثبت مصداقية «الجنائية الدولية»، فى معاقبة أولئك الذين يرتكبون الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، واستخدام سلاح «الجوع»، لإبادة الفلسطينيين فى قطاع غزة.


** إنه الشرط الوجوبى، لأن يجرى القبض على مجرمى الحرب «نتنياهو» و«جالانت»، حتى يمثُلا أمام المحكمة فى العاصمة الهولندية «لاهاى»، وتبدأ المرحلة الثانية، بمحاكمة المتهمين عن جرائم الحرب فى قطاع غزة، التى هى نفسها الجرائم، التى أصدرت -بموجبها- محكمة بريطانية- فى العام 2009- قرارا، باعتقال وزيرة الخارجية الإسرائيلية «السابقة»، تسيبى ليفنى، وقت زيارتها إلى العاصمة «لندن»، قبل أن تتمكن من الهرب، ومغادرة الأراضى البريطانية، وهى السابقة الإجرامية، التى حالت دون قبول اقتراح الأمم المتحدة، فى العام 2017، بتوليها-ليفنى- منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، باعتبار أنه منصب دولى، لا يحتمل الجدل حول نزاهة من يتولاه.
** وفى وثائق التاريخ لـ«الجنائية الدولية»، سجلات عمل لترسيخ «العدالة» حول العالم، منذ النشأة، فى الأول من يوليو عام 2002، عندما أطلقت التحقيقات الجنائية، فى 4 قضايا دولية، بشأن اتهامات بارتكاب جرائم حرب، فى كل من دول، أوغندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، ودارفور، إلى جانب 9 مذكرات أصدرتها، لاعتقال مسئولين دوليين، فى الوقت التى تحتجز متهمين اثنين مشتبه بهما، تمهيدا للمحاكمة عن جرائم ضد الإنسانية، إلى أن كانت آخر قراراتها، فى 21 «نوفمبر» الجارى، باعتقال «نتنياهو» و«جالانت»، ويبقى العالم أمام اختبار راهن، يتعلق بسيادة «العدالة الدولية»، حتى يحل الأمن والسلام، بديلا لجرائم الحرب بحق الشعوب.
** لكن الذى يعطل ذلك كله، ما تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية، من مواقف معادية لكل ما يختص بالعدالة الدولية، وبالذات ما فيه علاقة بحليفتها إسرائيل، وعندك حالة العنف الكلامية، التى بدت فى ردود فعل مسئولى «البيت الأبيض»، ورفض الرئيس جو بايدن، قرار اعتقال «نتنياهو» و«جالانت»، ووصفه بـ«الشائن»، الأمر الذى يفضح ازدواجية المعايير الأمريكية، عندما طاردت الرئيس السودانى عمر البشير، وطلبت من دول العالم اعتقاله، وهددت باستهداف طائراته إذا ما سافر إلى أى مكان، تنفيذا لمذكرة «الجنائية الدولية»، فى شهر مارس من العام 2009، بتهم جرائم حرب فى دارفور، وهى لا ترى حرجا، فى دعوة نفس الدول، لحماية «نتنياهو» من الاعتقال.
** حتى أكبر مؤسسات التشريع فى العالم، والتى تسوق للديمقراطية الأمريكية وحقوق الإنسان، تنحرف عن مناط عملها، عندما تحدث نواب من الكونجرس، عن تهديد أعضاء المحكمة الجنائية الدولية، ليس بفرض عقوبات وحسب، لكن التهديد تعدى الحدود الأخلاقية والإنسانية، مع التلويح بتفعيل قانون «غزو لاهاى»، الذى يعود للعام 2002، وتطبقه «واشنطن» ضد الدول، التى تلتزم بتنفيذ قرارات المحكمة، ومن الجبروت والعنترية فى هذا القانون، أنه يمنح الرئيس سلطة الأمر بعمليات عسكرية، وغزو مقر المحكمة فى «لاهاى»، بمبرر حماية الأمريكيين، ولمواجهة ذلك، ينقص «الجنائية الدولية»، آلية أممية وجوبية، تلزم دول العالم باعتقال المطلوبين.. ولا تعتد بأى اعتراضات أمريكية.
‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اتجـــــاه محمــــد راغـــب رئيس حكومة إسرائيل قطاع غزة العاصمة لندن الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

فى وداع عامٍ مضي، واستقبال عامٍ جديد

فى وداع عامٍ مضي، واستقبال عامٍ جديد: مازالت الحرب "المليجيشية" الكارثية تتواصل، و"ليس من رأى، كمن سمع"، فالـ"حال، يُغني عن السؤال" ناهيك عن الـ"مآل" !.

ليس أمامنا سوى أن نتمسّك بالأمل والتفاؤل، الأمل، المقرون، بالعمل، العمل، بكل إخلاص وثقة ٍ فى سبيل وقف الحرب، والتفاؤل بفتح الطريق لسلام دائمٍ ومستدام

مدار أوّل:
"وما كُل من يغدو إلى الحرب فارسٌ ... ولا كُل من قال المديح فصيح" ((إبن الدهان))
-1-
عاشت بلادنا عاماً حزيناً – 2024- جسدته آلام حرب 15 أبريل 2023، وها نحن نودّع – اليوم - عام 2024، وهو عامٌ شبيه بـ(عام الرمادة)، الذي حدث فى العام الثامن عشر من الهجرة، كما جاء فى كتاب (البداية والنهاية) للحافظ ابن كثير "العام الذي جاع الناس فيه جوعاً شديداً"، وخاصم المطر فيه أرض الحجاز، فصار لونها كالرماد... وهاهي بلادنا، قد دخلت عام الرمادة، بامتياز، بسبب هذه الحرب الكارثية، فقد ساد كل مكانٍ فى البلاد، الرماد الذي خلّفته – ومازالت تخلّفه - الحرب الضروس، ونائجها الكارثية، وقد ضربت المجاعة بلدنا، بشهادة الجميع، إلّا من أراد أن يعيش فى حالة الإنكار، والكذب الرخيص، ليبعث فى الناس أوهام الرخاء، والنماء، والكفاية الغذائية، فى ظروف الحرب الطاحنة التى يعرف القاصي والداني، أنّ نُزر المجاعة – بل، وقوعها – قد حدث فعلاً، لا قولاً، وحقيقة، لا مجازاً، إذ تأكّد - عالميّاً – فى أحسن الفروض سوء التغذية الحاد، وتدهوُر حالة الأمن الغذائي، وفقاً للتصنيف المرحلي المُتكامل للأمن الغذائي، حيث يواجه أكثر من (24.6) مليون شخص فى السودان، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد... ومن المتوقّع – بلا أدنى شك - أن تتوسّع المجاعة، أكثر بحلول شهر مايو 2025، وهذا ما يتوجّب التنبيه له، والتحذير منه، اليوم، قبل الغدّ.
-2-
ومازالت الحرب "المليجيشية" الكارثية تتواصل و"ليس من رآى، كمن سمع"، فالـ"حال، يُغني عن السؤال"، ناهيك عن الـ"مآل"، فمن أشعلوا هذه الحرب الكارثية، مازالوا – للأسف- يتيهون "فى غيّهم يعمهون"، ويمارسون الهروب تارة للأمام، وتاراتٍ أُخرى للوراء، فنجدهم، فاقدين لأيّ بوصلة علمية، أو أخلاقية، تُحدّد لهم الاتجاه الصحيح والسليم، الذي يجب أن يسير فيه كل ذي عقلٍ وقلبٍ سليمين، للخروج من هذه الحرب المجنونة التي مازالت "تلقح كشافاً، ثمّ تُنتج، فتتئم"، وقد عركت حرب 15 أبريل، شعبنا "عرك الرحي بثفالها"، كما حدّثنا فى معلّقته الشهيرة، حكيم زمانه، زهير بن أبي سلمى المزني، وهذا حديث يطول!.
-3-
مازالت الحرب الكارثية، التي تدور رحاها، على الأرض، فى ميادين القتال، والقصف، والقصف المتبادل، مع الإنكار التام، تقابلها، وتدعم استمرارها، حرب موازية، تدور فى الفضاء الإعلامي، بما فى ذلك، عشرات المنصّات المدفوع لها – بسخاء – من طرفي الحرب، حرب شرسة، ليست أقلّ ضراوةً، أو ضرراً، من الحرب الفعلية، حرب إعلامية، تنتج خطاب كراهية، وتحريض على العنف والانتقام، فتتكاثر، وتتناسل موجات التضليل الإعلامي، وخطاب الكراهية والعنصرية والجهوية، وقد انتقل خطاب الكراهية، من التحريض على الكراهية، إلى التحريض على الإبادة الجماعية، وللأسف، يلعب فى هذه الجبهة زملاء وزميلات، من مهنة "البحث عن الحقيقة"، كان الأوجب منهم/ن، الالتزام المهني والأخلاقي، فى القيام بواجب الصحافة المعروف فى النزاع المسلّح، والصحافة الحساسة تجاه النزاع، وهذا – أيضاً- حديث يطول، إذ كيف لمن يدّعى المهنية والمصداقية والموضوعية، القبول – طوعاً، أو كرهاً - بممارسة خطاب الكراهية، الذي ترفضه مباديء مهنة الصحافة والإعلام؟!. وكل ما نتمناه، ونرجوه، ونحن نودّع هذا العام، أن يلتزم زملاء وزميلات مهنة الصحافة والاعلام، فى العام الجديد، بمعايير وأخلاقيات المهنة، وبمواثيق الشرف المهني، وقيم الصحافة الأخلاقية، التى تُطالب ممارس/ات المهنة، الالتزام بالنزاهة، والأمانة فى نقل الأحداث، والبحث عن الحقيقة والإبلاغ عنها، وتقليل الضرر، والمسؤولية أمام الجمهور، والشفافية، وتُحرّم، الدعاية "البروباقاندا" فى التغطية الاعلامية، والصحفية للحرب.
-4-
فى هذا الواقع المزري، ما من اتجاه سليم، يلوح فى الأُفق، سوى اتجاه الإسراع فى السير فى طريق وقف الحرب، وفتح المسارات الآمنة لوصول الإغاثة للناس المحتاجين فى كل السودان، وبخاصة مناطق النزاع المُسلّح، الذي مازال يراوح مكانه، وسط دعاية حربيّة مكثّفة من طرفي النزاع بقرب ساعة الحسم الأخير، والنصر العسكري "الحاسم" و"المؤزّر"، النصر، الذي ليس بعده "كرٍّ وفر"، أو"إقبال وإدبار"، وهذا ما يصعب مُجرّد التفكير فيه، أو تخيُّله، لمن يعرف، ويفهم، طبيعة و"ديناميكية" الحرب "المليجيشية" الكارثية فى السودان، وهي حرب وصفناها منذ اندلاعها يوم 15 أبريل 2023، وفى أيّامها الأولى، بأنّها حرب بـ(الوكالة)، يخوضها طرفا الحرب، بالإنابة عن آخرين، وقلنا فى مقال بتاريخ 2 أكتوبر 2023، أنّ الطريق الأصوب، لوقف الحرب، يبدأ بالجلوس مع "الفيل" وليس "الظل"، ويبدو أنّ نصيحتنا تلك، لم يُستمع لها، وقتها، وربّما، آن أوان الاستماع لها، هذه الأيام... فليكن، وقديماً قيل، أن تأتي مُتأخّراً، خيرٌ من أن لا تأتي !... لمطالعة المقال المعني، يُرجى قراءة ((وقف الحرب "الملجيشية" الدائرة فى السودان، يتطلّب الجلوس مع الفيل !)).
-5-
فى هذا المساء، وفى ليلة رأس السنة الميلادية، ونحن نودّع عام 2024، لنستقبل بعد سويعات قليلة بزوغ شمس أوّل يوم فى عام 2025، وقد استطلعت دور الافتاء فى العالم العربي والإسلامي، هلال شهر رجب 1446، عقب صلاة المغرب، يوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024، فيما درجت دول اعتماد الحسابات الفلكية، وبمناسبة حلول أو دخول غُرّة شهر رجب، صباح الأربعاء 1 يناير 2025، ينبغي تذكير المتحاربين فى الحرب الكارثية فى السودان، أنّ شهر رجب هو من الأشهُر الحُرم، التى حرّم الله فيها الاقتتال بين الناس، ويتوجّب فيها وقف الاقتتال الدائر حتي اليوم فى أكثر من محور من محاور الحرب المدمرة فى العاصمة الخرطوم، والفاشر، وهناك ارهاصات قويّة، بتمدُّد الحرب فى ولاية النيل الأزرق، التى تشهد عاصمتها الدمازين، موجة نزوح جديدة، هذه الأيّام.
-6-
ليس أمامنا سوى أن نتمسّك بالأمل والتفاؤل، الأمل، المقرون، بالعمل، العمل، بكل إخلاص وثقة ٍ فى سبيل وقف الحرب، والتفاؤل بفتح الطريق لسلام دائمٍ ومستدام، سلام ينعم فيه شعبنا بالأمن والحرية والسلام والعدالة واحترام وتعزيز حقوق الإنسان، وما هذا ببعيد على شعبنا صانع المعجزات. والمطلوب من النُخب العسكرية المتقاتلة بالسلاح، والنُخب المدنية المتمترسة خلف المواقف العدمية، التحلّي بالمسؤولية التى يفرضها عليهم واجب الحفاظ على السودان "الوطن الواحد... ما قد كان وما سيكون"، على حد تعبير شاعر الشعب، محجوب شريف، وطن، بذل فى سبيله الكثيرون والكثيرات أرواحهم/ن، وقدّم شهداء وثُوّار وثائرات من أجيالٍ كثيرة، جاء آخرهم ثوار وثائرات ثورة ديسمبر 2018 المجيدة تضحيات غالية، يجب أن لا تقضي عليها رياح حرب 15 ابريل الهوجاء !.
-7-
سويعات قلائل تفصلنا عن حلول فجر وشمس عام جديد، يحل علينا ضيفاً عزيزاً، بعد منتصف ليلة 31 ديسمبر 2024، يجب أن يكون فرصة – أُخري، وأخيرة – جديدة، للبحث عن السلام، حيثما كان، وأينما يكون، لطي صفحة الحرب، وهذا ما يرجوه ويتمناه شعبنا العظيم، فهل يطلب شعبنا المستحيل؟!.
-8-
دعوني – فى هذا المقام، والمقال – ونحن نودّع عاماً يمضي، ونستقبل عاماً يجيء، أُعيد كلمات الروائي والقاص والصحفي والشاعر الفلسطيني الكبير، غسّان كنفاني، وهو القائل: "ليلة رأس السنة، هي فرصة لنغلق أبواب الذكريات الحزينة، ونفتح نوافذ الأمل للحياة القادمة" !.
جرس أخير:
" كل الجروح بتروح ... إلّا التي فى الروح ... خلّي القلب مفتاح ... نحو الأمل مفتوح" ((محجوب شريف))

فيصل الباقر

faisal.elbagir@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • دفاعا عن نتنياهو.. عقوبات أمريكية على قضاة ومدعين في الجنائية الدولية
  • حصاد عام ٢٠٢٤
  • نتنياهو يشكل فريقا وزاريا لدراسة أوامر اعتقال الجنائية الدولية.. ماذا طلب منهم؟
  • حكومة نتنياهو تعرقل زيارة الصليب الأحمر للأسرى الفلسطينيين.. ماذا طلبت من المحكمة؟
  • لسرقة فلوسها.. القبض على المتهم بقتل مسنة في بولاق الدكرور
  • تأجيل النطق بالحكم على قاتل 3 مصريين بالخارج إلى جلسة 15 يناير الجارى
  • فى وداع عامٍ مضي، واستقبال عامٍ جديد
  • «زواج - طلاق - شهادات صحية».. تفاصيل القبض على مأذون مزيف بالقاهرة
  • تأجيل النطق بالحكم على قاتل 3 مصرين بالخارج إلى جلسة 15 يناير الجارى
  • غزة المنسيِّة