الجزيرة:
2025-03-12@00:42:54 GMT

الأسد وحيدًا في الميدان.. ماذا يحدث في سوريا؟

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

الأسد وحيدًا في الميدان.. ماذا يحدث في سوريا؟

أعلنت فصائل المعارضة السورية بدء هجومها الواسع على قوات النظام، الأربعاء 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، عبر قناتها على منصة "تليغرام"، واصفةً إياه بـ"ردع العدوان"، مدّعيةً أنه جاء ردًا على القصف المدفعي من قبل حكومة دمشق.

سيطرت قوات المعارضة في هذا الهجوم على أكثر من 13 قرية، بما في ذلك بلدتا أورم الصغرى وعينجارة الإستراتيجيتان، بالإضافة إلى الفوج 46، أكبر قاعدة للنظام السوري في غرب حلب، وفقًا لبيان أصدرته فصائل المعارضة.

وأضاف البيان أن أكثر من 40 جنديًا من قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه قُتلوا في الهجوم. وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة منذ سنوات على مناطق في شمال غربي البلاد، وتتصدّرها هيئة تحرير الشام.

اللافت ليس في الهجوم بحدّ ذاته، رغم التبريرات التي أطلقتها هيئة تحرير الشام، بل فيما ورد في بيان المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي ذكر أن طائرات النظام السوري، شنّت أكثر من 30 غارة، استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في منطقة "بوتين- أردوغان".

إذ بحسب خارطة "التحالفات" في سوريا، فإن النظام يشكّل حلفًا متماسكًا مع النفوذ الروسي، وأصبح "قاب قوسين" من التقارب مع أنقرة، بجهد روسي لتقريب وجهات النظر. إذًا، ماذا يحدث في سوريا؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟

هجوم المعارضة السورية وتوقيته وسرعة تحركها أمام قوات النظام تثير تساؤلات، لا سيما أن ذلك أتى بعدما أعلنت إسرائيل وحزب الله الموافقة على بنود المفاوضات التي طرحتها إدارة بايدن لوقف الحرب.

ولهذا سعى البعض إلى ربط إطلاق الهيئة معركتَها لتوسيع رقعة سيطرتها مع "اغتنام فرصة الضعف" الذي تعيشه الجماعة اللبنانية. ويستفيد الهجوم من الغموض الذي يشوب مسار العلاقة بين تركيا وروسيا من جهة، وتركيا والنظام السوري من جهة أخرى.

تشهد الساحة السورية "عودة إلى البداية"، على ما كانت عليه منذ اندلاع الثورة فيها عام 2011، وبعد أن تحولت إلى ساحة للنفوذ الدولي مع "الترهّل" الذي أصاب النظام. إذ رسمت المعركة في سوريا "ستاتيكو" سيطر على المشهدية لأكثر من أعوام، ويتمثل في الحلف المتين الذي بُني بين النظام السوري والجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله اللبناني.

كما كان للتدخل التركي منذ بداية الحراك نفوذ قوي، عبر سعي أنقرة لبناء "منطقة عازلة" في الشمال السوري، عبر مجموعات دعمتها وموّلتها؛ بهدف إبعاد خطر التواجد الكردي عن أراضيها.

لم تقف التدخلات على أرض سوريا عند اللاعبين الإقليميين، بل تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة، شكّلت الولايات المتحدة ما يُعرف بقوات التحالف الدولية. وتتمتع الولايات المتحدة بحضور عسكري معتبر في سوريا، حيث تقود التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، وتسيطر بشكل كامل على المجال الجوي في شرق الفرات، الذي يُعتبر منطقة عمليات لها.

بغض النظر عمّا إذا كان الهدف مكافحة الإرهاب، فإنّ الأكيد أن لواشنطن مصالح جيوسياسية في المنطقة، لا سيما من خلال بسط سيطرتها على أكبر حقول النفط في محافظتي دير الزور والحسكة، عبر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيًا.

لا يقتصر الحضور في سوريا على الولايات المتحدة، بل هناك لاعب رئيسي هو روسيا، التي نشطت عسكريًا بعد عام 2015 في الدفاع عن النظام في سوريا. حيث ترسم روسيا هناك مصالح إستراتيجية ترتبط بحضورها في البحر الأبيض المتوسط عبر قاعدة طرطوس، وجويًا عبر قاعدة حميميم السورية.

اعتمد الرئيس الأسد بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 سياسة النأي بالنفس، لتحييد نفسه عن الأحداث في غزة، موجّهًا "صفعة" قوية إلى المحور بعدم فتح جبهة الجولان، رغم الغارات المستمرة لإسرائيل في العمق السوري، والتي طالت في أحيان قادة ودبلوماسيين إيرانيين.

لم يأخذ الأسد بشعار "وحدة الساحات"، بل اكتفى باللعب على منطق الإدانات، دون أن تحرّك قواته ساكنًا لردع العدوان الإسرائيلي الذي يطال حلفاءه على أراضيه.

يدرك البعض أن قرار الأسد بالوقوف متفرجًا يعود إلى الضغوط الروسية، التي ترى أن الصراع في المنطقة يجب ألا يطال مصالحها. بل ذهبت أبعد في حساباتها، على اعتبار أن إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا يصبّ حتمًا في تعزيز مكانتها. خصوصًا أنه لا يحتاج المرء إلى الكثير من الجهد ليدرك تضارب المصالح بين إيران وروسيا، وهو تضارب تُرجم ميدانيًا بين الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق بشار الموالي لإيران، والفرقة الخامسة التابعة للنظام والمؤيدة لروسيا.

"خربطات" تشهدها الساحة السورية على صعيد إعادة تركيب الصداقات، تمثّلت في امتعاض اللاعبين من الحديث مؤخرًا عن الدور التركي في تقريب وجهات النظر بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام، لا سيما بعد شعور تلك القوات بأنّ خطر وجودها بات على المحك مع اقتراب موعد استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب سلطته، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن ضرورة انسحاب جيش بلاده من المنطقة.

"الزكزكات" التركية الروسية أعطت الساحة السورية بُعدًا إقليميًا، من خلال ما ذكرته التقارير الاستخباراتية عن دور الجيش الأوكراني في الهجوم الذي شنّته هيئة تحرير الشام الأخير.

فقد أكدت هذه التقارير أن السعي جارٍ لزعزعة مصالح روسيا في العالم، ولهذا دخلت أوكرانيا بثقلها في ساحات التواجد الروسي، وعلى رأسها الساحة السورية.

لا شيء مستبعدًا، ما دامت سوريا لا تزال ساحة رسائل وميدانًا مشتعلًا في الحروب. وهكذا يجب أن تبقى الصورة النمطية بالنسبة إلى اللاعبين. ولهذا سُجل امتعاض أميركي من حركة النزوح الكثيفة للسوريين المقيمين في لبنان إلى بلادهم مع بداية الحرب في لبنان.

واللافت قيام إسرائيل بضرب المعابر بين لبنان وسوريا، بذريعة قطع الإمدادات عن حزب الله، ولكن الهدف الواضح كان عرقلة حركة السوريين من لبنان.

رغم كافة السيناريوهات المطروحة، يبقى السؤال الرئيسي: هل هذا الهجوم سيأخذ شكل تهديد للنظام ووجوده مع التأثير على مصالح روسيا؟ أم أنه قابل للانحسار ما دامت الرسائل قد وصلت إلى النظام والقيادة الروسية؟ ما عليهما سوى التصرف لتنفيذ ما طرحه نتنياهو عن دور روسيا في سوريا، الذي يهدف إلى تحجيم الحضور الإيراني وقطع الإمدادات العسكرية من سوريا إلى حزب الله.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الساحة السوریة فی سوریا أکثر من

إقرأ أيضاً:

مقتل نحو ألف مدني.. ماذا يجري في الساحل السوري؟

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، بأن 973 مدنيا قُتلوا منذ 6 مارس، إثر تصاعد حدة التوتر الأمني في الساحل السوري، خاصة في مدينتي طرطوس واللاذقية، حيث اندلعت مواجهات بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة.

وبدأ التوتر يوم الخميس، في قرية ذات غالبية علويّة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن السوري لمطلوب، وما لبث أن تطوّر الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلّحين علويين النار، وفق المرصد السوري.

ماذا حصل ليل الخميس؟

أعلنت قوات الأمن السورية أنها تخوض اشتباكات في غرب البلاد مع مجموعات مسلحة تابعة للضابط السابق سهيل الحسن الذي كان من أبرز قادة الجيش في نظام بشار الأسد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتلى من قوات الأمن في هجمات نفذها مسلحون موالون لبشار الأسد في غرب سوريا، على خلفية توتر تشهده المنطقة ذات الغالبية العلوية.

 ولفت المرصد إلى أن المواجهات تخللها قصف نفذته السلطات السورية باستخدام الطيران المروحي.

المواجهات دفعت السلطات السورية إلى فرض حظر للتجول في محافظتي طرطوس واللاذقية، ومن ثم في محافظة حمص.

انتهاكات فردية

ويوم الجمعة، كشفت وزارة الداخلية السورية أن منطقة الساحل وقعت بها انتهاكات وصفتها بالفردية بسبب توجه حشود شعبية غير منظمة إليها.

ونقلت وكالة سانا عن مصدر أمني في وزارة الداخلية قوله: "بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية".

وأضاف المصدر: "نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري".

أحداث "مؤلمة"

ويوم السبت، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية شهدت أحداثا مؤلمة.. راح ضحيتها المئات من المواطنين بينهم نساء وأطفال".

ووقعت الحصيلة الأكبر من القتلى باليوم الأول، في مدينة بانياس في ريف طرطوس، حيث قتل أكثر من 60 مدنيا في هجوم مكثف، وفقا للمرصد.

وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل وإرسال فرق تحقيق دولية مختصة لتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي طالت المدنيين.

"الأوضاع تحت السيطرة الكاملة"

مساء السبت، قالت وزارة الدفاع السورية إن القوات تستمر في ملاحقة "فلول الأسد"، وفق الخطط العملياتية المعتمدة.

وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، العقيد حسن عبد الغني: "تستمر قواتنا في ملاحقة الفلول وفق الخطط العملياتية المعتمدة".

 وأضاف: "ندعو من قدم إلى الساحل بالعودة إلى مناطقهم والأوضاع تحت السيطرة الكاملة".

وتابع: "قواتنا تحقق تقدما ميدانيا سريعا، في ملاحقة فلول النظام البائد التي قامت بالاعتداء على قوات الأمن العام، وتنفيذ كمائن غادرة لهم".

لجنة عليا لحفظ السلام

ومساء الأحد، أعلنت الرئاسة السورية، تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة السورية إنه "استنادا للمصلحة الوطنية العليا، والتزاما بتحقيق السلم الأهلي بين مكونات الشعب السوري، فإننا في رئاسة الجمهورية العربية السورية نقرر تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي".

 وبحسب الرئاسة السورية "تناط باللجنة مهمة التواصل المباشر مع أهالي الساحل السوري للاستماع إليهم، وتقديم الدعم اللازم لهم بما يضمن حماية أمنهم واستقرارهم".

وأضافت أن اللجنة ستعمل أيضا على "العمل على تعزيز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة".

كلمة الشرع

من جانبه، قال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، إن بلاده "تواجه محاولات لجرها إلى حرب أهلية".

وذكر الشرع، في كلمة مسجلة حول الأحداث الأخيرة: "سوريا تواجه محاولات لجرها إلى حرب أهلية"، مضيفا أن "سوريا ستظل موحدة ولن نسمح بالعبث بالوحدة الوطنية أو السلم الأهلي".

وأضاف: "النظام البائد خلف جراحا عميقة.. وعلينا أن نكون أقوياء في وجه من يحاول جر البلاد إلى حرب أهلية".

وتابع: "لن نتسامح مع فلول النظام وليس أمامهم إلا تسليم أنفسهم".

مقالات مشابهة

  • من يتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا؟
  • ماذا نعرف عن الاتفاق الذي ينص على اندماج قسد ضمن مؤسسات الدولة في سوريا
  • توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
  • الدفاع السورية: انتهاء العمليات ضد فلول الأسد في الساحل
  • مقتل نحو ألف مدني.. ماذا يجري في الساحل السوري؟
  • اقتربت من دمشق.. اتساع المواجهات بين قوات الأمن السوري وفلول النظام السابق
  • الشرع: فلول النظام السابق يحاولون جرّ سوريا لحرب أهلية
  • وسط اتهامات لحزب الله| انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل.. ماذا يحدث؟
  • ماذا يحدث في منطقة الساحل السوري وكيف تطور الوضع؟
  • الرئيس السوري: ما يحدث في سوريا حاليا هو ضمن التحديات المتوقعة