الجزيرة:
2025-02-08@11:14:55 GMT

الأسد وحيدًا في الميدان.. ماذا يحدث في سوريا؟

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

الأسد وحيدًا في الميدان.. ماذا يحدث في سوريا؟

أعلنت فصائل المعارضة السورية بدء هجومها الواسع على قوات النظام، الأربعاء 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، عبر قناتها على منصة "تليغرام"، واصفةً إياه بـ"ردع العدوان"، مدّعيةً أنه جاء ردًا على القصف المدفعي من قبل حكومة دمشق.

سيطرت قوات المعارضة في هذا الهجوم على أكثر من 13 قرية، بما في ذلك بلدتا أورم الصغرى وعينجارة الإستراتيجيتان، بالإضافة إلى الفوج 46، أكبر قاعدة للنظام السوري في غرب حلب، وفقًا لبيان أصدرته فصائل المعارضة.

وأضاف البيان أن أكثر من 40 جنديًا من قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه قُتلوا في الهجوم. وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة منذ سنوات على مناطق في شمال غربي البلاد، وتتصدّرها هيئة تحرير الشام.

اللافت ليس في الهجوم بحدّ ذاته، رغم التبريرات التي أطلقتها هيئة تحرير الشام، بل فيما ورد في بيان المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي ذكر أن طائرات النظام السوري، شنّت أكثر من 30 غارة، استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في منطقة "بوتين- أردوغان".

إذ بحسب خارطة "التحالفات" في سوريا، فإن النظام يشكّل حلفًا متماسكًا مع النفوذ الروسي، وأصبح "قاب قوسين" من التقارب مع أنقرة، بجهد روسي لتقريب وجهات النظر. إذًا، ماذا يحدث في سوريا؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟

هجوم المعارضة السورية وتوقيته وسرعة تحركها أمام قوات النظام تثير تساؤلات، لا سيما أن ذلك أتى بعدما أعلنت إسرائيل وحزب الله الموافقة على بنود المفاوضات التي طرحتها إدارة بايدن لوقف الحرب.

ولهذا سعى البعض إلى ربط إطلاق الهيئة معركتَها لتوسيع رقعة سيطرتها مع "اغتنام فرصة الضعف" الذي تعيشه الجماعة اللبنانية. ويستفيد الهجوم من الغموض الذي يشوب مسار العلاقة بين تركيا وروسيا من جهة، وتركيا والنظام السوري من جهة أخرى.

تشهد الساحة السورية "عودة إلى البداية"، على ما كانت عليه منذ اندلاع الثورة فيها عام 2011، وبعد أن تحولت إلى ساحة للنفوذ الدولي مع "الترهّل" الذي أصاب النظام. إذ رسمت المعركة في سوريا "ستاتيكو" سيطر على المشهدية لأكثر من أعوام، ويتمثل في الحلف المتين الذي بُني بين النظام السوري والجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله اللبناني.

كما كان للتدخل التركي منذ بداية الحراك نفوذ قوي، عبر سعي أنقرة لبناء "منطقة عازلة" في الشمال السوري، عبر مجموعات دعمتها وموّلتها؛ بهدف إبعاد خطر التواجد الكردي عن أراضيها.

لم تقف التدخلات على أرض سوريا عند اللاعبين الإقليميين، بل تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة، شكّلت الولايات المتحدة ما يُعرف بقوات التحالف الدولية. وتتمتع الولايات المتحدة بحضور عسكري معتبر في سوريا، حيث تقود التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، وتسيطر بشكل كامل على المجال الجوي في شرق الفرات، الذي يُعتبر منطقة عمليات لها.

بغض النظر عمّا إذا كان الهدف مكافحة الإرهاب، فإنّ الأكيد أن لواشنطن مصالح جيوسياسية في المنطقة، لا سيما من خلال بسط سيطرتها على أكبر حقول النفط في محافظتي دير الزور والحسكة، عبر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيًا.

لا يقتصر الحضور في سوريا على الولايات المتحدة، بل هناك لاعب رئيسي هو روسيا، التي نشطت عسكريًا بعد عام 2015 في الدفاع عن النظام في سوريا. حيث ترسم روسيا هناك مصالح إستراتيجية ترتبط بحضورها في البحر الأبيض المتوسط عبر قاعدة طرطوس، وجويًا عبر قاعدة حميميم السورية.

اعتمد الرئيس الأسد بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 سياسة النأي بالنفس، لتحييد نفسه عن الأحداث في غزة، موجّهًا "صفعة" قوية إلى المحور بعدم فتح جبهة الجولان، رغم الغارات المستمرة لإسرائيل في العمق السوري، والتي طالت في أحيان قادة ودبلوماسيين إيرانيين.

لم يأخذ الأسد بشعار "وحدة الساحات"، بل اكتفى باللعب على منطق الإدانات، دون أن تحرّك قواته ساكنًا لردع العدوان الإسرائيلي الذي يطال حلفاءه على أراضيه.

يدرك البعض أن قرار الأسد بالوقوف متفرجًا يعود إلى الضغوط الروسية، التي ترى أن الصراع في المنطقة يجب ألا يطال مصالحها. بل ذهبت أبعد في حساباتها، على اعتبار أن إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا يصبّ حتمًا في تعزيز مكانتها. خصوصًا أنه لا يحتاج المرء إلى الكثير من الجهد ليدرك تضارب المصالح بين إيران وروسيا، وهو تضارب تُرجم ميدانيًا بين الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق بشار الموالي لإيران، والفرقة الخامسة التابعة للنظام والمؤيدة لروسيا.

"خربطات" تشهدها الساحة السورية على صعيد إعادة تركيب الصداقات، تمثّلت في امتعاض اللاعبين من الحديث مؤخرًا عن الدور التركي في تقريب وجهات النظر بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام، لا سيما بعد شعور تلك القوات بأنّ خطر وجودها بات على المحك مع اقتراب موعد استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب سلطته، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن ضرورة انسحاب جيش بلاده من المنطقة.

"الزكزكات" التركية الروسية أعطت الساحة السورية بُعدًا إقليميًا، من خلال ما ذكرته التقارير الاستخباراتية عن دور الجيش الأوكراني في الهجوم الذي شنّته هيئة تحرير الشام الأخير.

فقد أكدت هذه التقارير أن السعي جارٍ لزعزعة مصالح روسيا في العالم، ولهذا دخلت أوكرانيا بثقلها في ساحات التواجد الروسي، وعلى رأسها الساحة السورية.

لا شيء مستبعدًا، ما دامت سوريا لا تزال ساحة رسائل وميدانًا مشتعلًا في الحروب. وهكذا يجب أن تبقى الصورة النمطية بالنسبة إلى اللاعبين. ولهذا سُجل امتعاض أميركي من حركة النزوح الكثيفة للسوريين المقيمين في لبنان إلى بلادهم مع بداية الحرب في لبنان.

واللافت قيام إسرائيل بضرب المعابر بين لبنان وسوريا، بذريعة قطع الإمدادات عن حزب الله، ولكن الهدف الواضح كان عرقلة حركة السوريين من لبنان.

رغم كافة السيناريوهات المطروحة، يبقى السؤال الرئيسي: هل هذا الهجوم سيأخذ شكل تهديد للنظام ووجوده مع التأثير على مصالح روسيا؟ أم أنه قابل للانحسار ما دامت الرسائل قد وصلت إلى النظام والقيادة الروسية؟ ما عليهما سوى التصرف لتنفيذ ما طرحه نتنياهو عن دور روسيا في سوريا، الذي يهدف إلى تحجيم الحضور الإيراني وقطع الإمدادات العسكرية من سوريا إلى حزب الله.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الساحة السوریة فی سوریا أکثر من

إقرأ أيضاً:

بنك مصر يفاجئ عملائه بقرار هام.. ماذا يحدث خلال 48 ساعة؟

في إطار خطته الاستراتيجية لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتقديم خدمات مصرفية أكثر كفاءة وأمانًا، أعلن بنك مصر عن تنفيذ تحديثات تقنية شاملة على أنظمته التشغيلية خلال يومي الجمعة والسبت 7 و8 فبراير 2025.

رابط التقديم على وظائف بنك مصر الجديدة 2025بثلاثة تخصصات.. وظائف بنك مصر 2025 قدم الآنتحذير هام من بنك مصر لملايين العملاءمحافظ دمياط يبحث تعزيز المشاركات المجتمعية لخطط التنمية مع بنك مصر

وأكد البنك أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خططه المستمرة لتطوير المنظومة المصرفية، بما يضمن تقديم تجربة أكثر سلاسة للعملاء، مع رفع مستوى الحماية الرقمية وتأمين العمليات المصرفية.

بنك مصر يفاجئ عملائه بقرار هام.. ماذا يحدث خلال 48 ساعة؟تفاصيل التحديثات وتأثيرها على الخدمات المصرفية

وأوضح بنك مصر في بيانه الرسمي أن التحديثات التقنية سيتم تنفيذها وفق الجدول الزمني التالي:

يوم الجمعة 7 فبراير 2025: تبدأ التحديثات اعتبارًا من الساعة 3:00 صباحًا وتستمر حتى الساعة 9:00 صباحًا.يوم السبت 8 فبراير 2025: تبدأ التحديثات من الساعة 3:00 صباحًا وتنتهي في الساعة 6:00 صباحًا.

وأشار البنك إلى أنه خلال هذه الفترات قد يواجه العملاء تباطؤًا مؤقتًا أو انقطاعات محدودة في بعض الخدمات المصرفية الإلكترونية، مؤكدًا أن هذه الإجراءات ضرورية لتحسين أداء الأنظمة وتقديم تجربة مصرفية أكثر تطورًا.

بنك مصر يفاجئ عملائه بقرار هام.. ماذا يحدث خلال 48 ساعة؟رسالة بنك مصر إلى عملائه

وأعرب البنك عن أسفه لأي إزعاج قد يسببه هذا الإجراء، مؤكدًا أن الهدف الأساسي من هذه التحديثات هو تحسين جودة الخدمات المصرفية الرقمية وضمان تقديم تجربة أكثر أمانًا وسهولة. وجاء في البيان الرسمي:

"نأسف لأي تأثير قد يطرأ على بعض الخدمات المقدمة لعملائنا الكرام خلال فترة التحديث، إلا أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزامنا المستمر بتطوير بنيتنا التكنولوجية، ورفع كفاءة العمليات المصرفية لتعزيز مستوى الأمان الرقمي وتحسين جودة الخدمات الإلكترونية."

أهمية التحديثات التقنية في القطاع المصرفي

يعد تحديث الأنظمة التقنية خطوة ضرورية في ظل التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا المالية، حيث تسهم هذه التحسينات في:

رفع مستوى الأمان الرقمي، مما يضمن حماية المعاملات المصرفية من أي مخاطر إلكترونية.تحسين سرعة وكفاءة المعاملات المالية، مما يتيح تنفيذ العمليات المصرفية بسهولة وسرعة أكبر.تطوير أداء الخدمات الإلكترونية مثل التطبيقات المصرفية والخدمات عبر الإنترنت.تعزيز قدرة البنك على مواجهة التهديدات السيبرانية، من خلال تحديث أنظمة الحماية والرقابة.ما الذي يجب على العملاء فعله خلال فترة التحديث؟

نظرًا لاحتمالية تأثر بعض الخدمات المصرفية خلال مدة التحديث، ينصح بنك مصر عملائه باتخاذ بعض الخطوات الاحترازية لضمان عدم تعطل معاملاتهم، وتشمل:

إجراء المعاملات المصرفية الهامة مسبقًا، لتجنب أي تأخير خلال فترة التحديث.استخدام ماكينات الصراف الآلي (ATM) لإتمام عمليات السحب والإيداع النقدي.متابعة القنوات الرسمية للبنك مثل الموقع الإلكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي، للحصول على أي مستجدات تتعلق بالخدمات المصرفية.بنك مصر يفاجئ عملائه بقرار هام.. ماذا يحدث خلال 48 ساعة؟التزام بنك مصر بتقديم خدمات مصرفية متطورة

يواصل بنك مصر العمل على تطوير خدماته المصرفية الرقمية بما يواكب أحدث المعايير العالمية، ويؤكد البنك التزامه الدائم بتقديم حلول تقنية متطورة تلبي احتياجات عملائه وتساعد في تحسين كفاءة العمليات المصرفية اليومية.

ومن خلال هذه التحديثات، يسعى البنك إلى تعزيز مكانته كأحد المؤسسات المالية الرائدة في مصر والمنطقة، عبر الاستثمار المستمر في التقنيات الحديثة لضمان تقديم خدمات مصرفية ذات جودة عالية وأمان متكامل.

مقالات مشابهة

  • اعتقال مجرم خطير متهم بالمشاركة في ارتكاب مجزرة بعهد الأسد
  • سوريا.. اعتقال مجرم خطير متهم بالمشاركة في ارتكاب مجزرة
  • الوجود الأمريكي في سوريا: تصريحات بالانسحاب وتعزيز للانتشار العسكري.. ماذا يحدث؟
  • الوجود الأمريكي في سوريا: تصريحات بالانسحاب وتعزيز للانتشار العسكري.. ماذا يحدث؟ - عاجل
  • وزير الدفاع السوري: روسيا يمكنها البقاء في سوريا بشرط واحد
  • بنك مصر يفاجئ عملائه بقرار هام.. ماذا يحدث خلال 48 ساعة؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجرجير؟
  • جدل العربية في اسم سوريا.. ماذا تعرف عن أسماء الدولة السورية خلال مئة عام؟
  • الليلة.. للقصة بقية ينشر أول مقابلة مع قيصر سوريا الذي فضح جرائم الأسد
  • الاحتلال الإسرائيلي يفجر منازل الشهداء واقتحامات واشتباكات ضارية مع المقاومة.. ماذا يحدث بالضفة؟.. عاجل