الجزيرة:
2025-01-01@20:45:26 GMT

الأسد وحيدًا في الميدان.. ماذا يحدث في سوريا؟

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

الأسد وحيدًا في الميدان.. ماذا يحدث في سوريا؟

أعلنت فصائل المعارضة السورية بدء هجومها الواسع على قوات النظام، الأربعاء 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، عبر قناتها على منصة "تليغرام"، واصفةً إياه بـ"ردع العدوان"، مدّعيةً أنه جاء ردًا على القصف المدفعي من قبل حكومة دمشق.

سيطرت قوات المعارضة في هذا الهجوم على أكثر من 13 قرية، بما في ذلك بلدتا أورم الصغرى وعينجارة الإستراتيجيتان، بالإضافة إلى الفوج 46، أكبر قاعدة للنظام السوري في غرب حلب، وفقًا لبيان أصدرته فصائل المعارضة.

وأضاف البيان أن أكثر من 40 جنديًا من قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه قُتلوا في الهجوم. وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة منذ سنوات على مناطق في شمال غربي البلاد، وتتصدّرها هيئة تحرير الشام.

اللافت ليس في الهجوم بحدّ ذاته، رغم التبريرات التي أطلقتها هيئة تحرير الشام، بل فيما ورد في بيان المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي ذكر أن طائرات النظام السوري، شنّت أكثر من 30 غارة، استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في منطقة "بوتين- أردوغان".

إذ بحسب خارطة "التحالفات" في سوريا، فإن النظام يشكّل حلفًا متماسكًا مع النفوذ الروسي، وأصبح "قاب قوسين" من التقارب مع أنقرة، بجهد روسي لتقريب وجهات النظر. إذًا، ماذا يحدث في سوريا؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟

هجوم المعارضة السورية وتوقيته وسرعة تحركها أمام قوات النظام تثير تساؤلات، لا سيما أن ذلك أتى بعدما أعلنت إسرائيل وحزب الله الموافقة على بنود المفاوضات التي طرحتها إدارة بايدن لوقف الحرب.

ولهذا سعى البعض إلى ربط إطلاق الهيئة معركتَها لتوسيع رقعة سيطرتها مع "اغتنام فرصة الضعف" الذي تعيشه الجماعة اللبنانية. ويستفيد الهجوم من الغموض الذي يشوب مسار العلاقة بين تركيا وروسيا من جهة، وتركيا والنظام السوري من جهة أخرى.

تشهد الساحة السورية "عودة إلى البداية"، على ما كانت عليه منذ اندلاع الثورة فيها عام 2011، وبعد أن تحولت إلى ساحة للنفوذ الدولي مع "الترهّل" الذي أصاب النظام. إذ رسمت المعركة في سوريا "ستاتيكو" سيطر على المشهدية لأكثر من أعوام، ويتمثل في الحلف المتين الذي بُني بين النظام السوري والجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله اللبناني.

كما كان للتدخل التركي منذ بداية الحراك نفوذ قوي، عبر سعي أنقرة لبناء "منطقة عازلة" في الشمال السوري، عبر مجموعات دعمتها وموّلتها؛ بهدف إبعاد خطر التواجد الكردي عن أراضيها.

لم تقف التدخلات على أرض سوريا عند اللاعبين الإقليميين، بل تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة، شكّلت الولايات المتحدة ما يُعرف بقوات التحالف الدولية. وتتمتع الولايات المتحدة بحضور عسكري معتبر في سوريا، حيث تقود التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، وتسيطر بشكل كامل على المجال الجوي في شرق الفرات، الذي يُعتبر منطقة عمليات لها.

بغض النظر عمّا إذا كان الهدف مكافحة الإرهاب، فإنّ الأكيد أن لواشنطن مصالح جيوسياسية في المنطقة، لا سيما من خلال بسط سيطرتها على أكبر حقول النفط في محافظتي دير الزور والحسكة، عبر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيًا.

لا يقتصر الحضور في سوريا على الولايات المتحدة، بل هناك لاعب رئيسي هو روسيا، التي نشطت عسكريًا بعد عام 2015 في الدفاع عن النظام في سوريا. حيث ترسم روسيا هناك مصالح إستراتيجية ترتبط بحضورها في البحر الأبيض المتوسط عبر قاعدة طرطوس، وجويًا عبر قاعدة حميميم السورية.

اعتمد الرئيس الأسد بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 سياسة النأي بالنفس، لتحييد نفسه عن الأحداث في غزة، موجّهًا "صفعة" قوية إلى المحور بعدم فتح جبهة الجولان، رغم الغارات المستمرة لإسرائيل في العمق السوري، والتي طالت في أحيان قادة ودبلوماسيين إيرانيين.

لم يأخذ الأسد بشعار "وحدة الساحات"، بل اكتفى باللعب على منطق الإدانات، دون أن تحرّك قواته ساكنًا لردع العدوان الإسرائيلي الذي يطال حلفاءه على أراضيه.

يدرك البعض أن قرار الأسد بالوقوف متفرجًا يعود إلى الضغوط الروسية، التي ترى أن الصراع في المنطقة يجب ألا يطال مصالحها. بل ذهبت أبعد في حساباتها، على اعتبار أن إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا يصبّ حتمًا في تعزيز مكانتها. خصوصًا أنه لا يحتاج المرء إلى الكثير من الجهد ليدرك تضارب المصالح بين إيران وروسيا، وهو تضارب تُرجم ميدانيًا بين الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق بشار الموالي لإيران، والفرقة الخامسة التابعة للنظام والمؤيدة لروسيا.

"خربطات" تشهدها الساحة السورية على صعيد إعادة تركيب الصداقات، تمثّلت في امتعاض اللاعبين من الحديث مؤخرًا عن الدور التركي في تقريب وجهات النظر بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام، لا سيما بعد شعور تلك القوات بأنّ خطر وجودها بات على المحك مع اقتراب موعد استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب سلطته، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن ضرورة انسحاب جيش بلاده من المنطقة.

"الزكزكات" التركية الروسية أعطت الساحة السورية بُعدًا إقليميًا، من خلال ما ذكرته التقارير الاستخباراتية عن دور الجيش الأوكراني في الهجوم الذي شنّته هيئة تحرير الشام الأخير.

فقد أكدت هذه التقارير أن السعي جارٍ لزعزعة مصالح روسيا في العالم، ولهذا دخلت أوكرانيا بثقلها في ساحات التواجد الروسي، وعلى رأسها الساحة السورية.

لا شيء مستبعدًا، ما دامت سوريا لا تزال ساحة رسائل وميدانًا مشتعلًا في الحروب. وهكذا يجب أن تبقى الصورة النمطية بالنسبة إلى اللاعبين. ولهذا سُجل امتعاض أميركي من حركة النزوح الكثيفة للسوريين المقيمين في لبنان إلى بلادهم مع بداية الحرب في لبنان.

واللافت قيام إسرائيل بضرب المعابر بين لبنان وسوريا، بذريعة قطع الإمدادات عن حزب الله، ولكن الهدف الواضح كان عرقلة حركة السوريين من لبنان.

رغم كافة السيناريوهات المطروحة، يبقى السؤال الرئيسي: هل هذا الهجوم سيأخذ شكل تهديد للنظام ووجوده مع التأثير على مصالح روسيا؟ أم أنه قابل للانحسار ما دامت الرسائل قد وصلت إلى النظام والقيادة الروسية؟ ما عليهما سوى التصرف لتنفيذ ما طرحه نتنياهو عن دور روسيا في سوريا، الذي يهدف إلى تحجيم الحضور الإيراني وقطع الإمدادات العسكرية من سوريا إلى حزب الله.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الساحة السوریة فی سوریا أکثر من

إقرأ أيضاً:

تقرير: اغتيال سليماني نقطة تحول في سوريا وإيران

قال وزير الأمن البريطاني السابق، توم توجندهات، إن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بأمر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان الحدث الذي أشعل سلسلة من التغيرات أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وكشفت عن ضعف النظام الإيراني.

وفي حديثه عبر بودكاست كوفليكتيد، أشار توجندهات إلى أن سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد في يناير 2020، كان يحتفظ بشبكة واسعة من العلاقات والتفاهمات الإقليمية التي لا يمكن استبدالها بسهولة.

وقال توجندهات: "كان سليماني شخصية محورية تحمل في رأسها كل العلاقات والاتفاقيات في المنطقة. اغتياله كان بمثابة الزر الذي بدأ في تفكيك نظام الأسد".

وأكد الوزير السابق أن غياب سليماني أدى إلى تفاقم التحديات داخل الحرس الثوري الإيراني، حيث يشهد الجيل الشاب في الحرس انقسامات عميقة، مع اتهامات للقيادة القديمة بالفساد والعجز.

تطرق توجندهات إلى التوترات المتزايدة داخل النظام الإيراني، حيث يتزايد الحديث عن مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بخصوص الاتفاق النووي. ومع ذلك، يواجه هذا التوجه معارضة من المتشددين داخل الحرس الثوري الذين يرفضون فكرة التفاوض مع من يعتبرونهم "قتلة قاسم سليماني".

وأوضح أن هذا الانقسام يعكس أزمة أعمق داخل النظام، حيث يحاول المتشددون التمسك بـ"نقاء" أيديولوجي يتعارض مع واقع التحديات التي تواجه النظام.

رأى توجندهات أن سوريا تقف عند منعطف تاريخي بعد سقوط نظام الأسد، مشيراً إلى أنها قد تصبح "قوة اقتصادية كبيرة" في الشرق الأوسط خلال عقد إذا أُديرت عملية إعادة البناء بشكل صحيح.

وقال: "هناك لحظات تاريخية يموت فيها الماضي بكل أوهامه. هذه واحدة من تلك اللحظات، وأعتقد أن النظام في طهران سيسقط في غضون سنوات قليلة، مما يفتح الباب أمام الحرية والفرص".

لكنه حذر من المخاطر المستمرة في سوريا، حيث تتصارع مجموعات كردية وجماعات متطرفة مثل هيئة تحرير الشام على النفوذ، مشيراً إلى أن هذه التحديات تتطلب استراتيجية طويلة الأمد من الغرب.

وانتقد توجندهات ضعف الاستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التراجع الأمريكي في أفغانستان وغياب ردود فعل قوية بعد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية في 2013 منحا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة لتقديم نفسه كـ"زعيم قوي". وأضاف: "بوتين ليس أكثر ثباتاً من الغرب، لكنه يتقن خلق وهم الثبات، وهذا كان كافياً لجعل البعض يتخذون قرارات أدت إلى معاناة جماعية".

مقالات مشابهة

  • تقرير: اغتيال سليماني نقطة تحول في سوريا وإيران
  • ماذا تترقب سوريا عام 2025؟
  • السفارة الأمريكية في دمشق تصدر بيانها الأول منذ سقوط النظام.. ماذا جاء فيه؟
  • الإدارة السورية الجديدة تتعهّد بتعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
  • إخلاء بيوت ضباط النظام السوري السابق لسكن أفراد المعارضة وعائلاتهم
  • ماذا طلبت مصر من سوريا في أول اتصال رسمي بعد سقوط الأسد؟
  • مركز للتنكيل والاغتصاب.. عربي21 تكشف عن جرائم نظام الأسد داخل أحد مساجد دمشق (شاهد)
  • اشتباكات بين قسد وفصائل موالية لتركيا.. ماذا يحدث فى منبج السورية؟
  • الجزائر ترفض الإعتراف بالقيادة السورية الجديدة وتوفر الحماية لرموز نظام بشار
  • دعم للسيادة وتعزيزا للعلاقات الدبلوماسية..بوريطة يتصل بوزير الخارجية السوري الجديد