الصين توسع علاقاتها مع دول المغرب العربي.. استراتيجية جديدة لتعزيز النفوذ الاقتصادي والتجاري
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
ذكرت صحيفة «سوث تشينا مورننج بوست» الصينية، أن توقف الرئيس الصيني شي جين بينج أثناء عودته من قمة مجموعة العشرين من البرازيل الأسبوع الماضي، في المغرب حيث التقى ولي العهد المغربي مولاي الحسن، بمثابة تأكيد على التزام البلدين بتعميق العلاقات الثنائية بينهما، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة شي إلى المغرب تعتبر خطوة مهمة في تعزيز تواجد الصين في منطقة المغرب العربي، وهي خطوة تأتي في وقت تشهد فيه الصين توسعًا ملحوظًا في علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع دول شمال إفريقيا، ولا سيما المغرب وتونس وليبيا.
ويقول مراقبون إن الصين تسعى إلى الاستفادة من المغرب ومناطق أخرى في شمال إفريقيا لحل مشكلتين رئيسيتين: تأمين المواد الأساسية اللازمة لصناعة السيارات الكهربائية، وتجاوز القيود المفروضة على الواردات من قبل الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال الرئيس شي إن «الانخراط الصيني مع المغرب أصبح أكثر نشاطًا»، مع زيادة استثمارات الشركات الصينية في قطاع صناعة البطاريات والمركبات الكهربائية في المغرب. ومن أبرز الاستثمارات الصينية في هذا القطاع، مشروع شركة "جوشن هاي-تك" الصينية-الأوروبية لإقامة أول «مصنع جيجا» في أفريقيا بمدينة القنيطرة، بتكلفة تصل إلى 1.3 مليار دولار أمريكي. كما تقوم شركتا «بي تي آر نيو ماتيريل» و«شينزووم» ببناء مصانع للبطاريات في المغرب بقيمة 300 مليون و690 مليون دولار على التوالي.
وأشار ديفيد شين، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، إلى أن المغرب أصبح موقعًا استراتيجيًا لدخول الصين إلى الأسواق الأوروبية بفضل قربه من القارة الأوروبية وموارده الطبيعية من الفوسفات والليثيوم المستخدمين في إنتاج بطاريات السيارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوسع الصيني لا يقتصر على المغرب فقط، بل يشمل أيضًا تونس وليبيا. ففي مايو الماضي، التقى الرئيس الصيني شي جين بينج مع الرئيس التونسي قيس سعيد في بكين، حيث تم توقيع شراكة استراتيجية بين البلدين، ما يفتح الأبواب أمام الاستثمارات الصينية في تونس. وتعتبر الصين الآن ثالث أكبر مزود للسلع الاستهلاكية إلى تونس، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 2.2 مليار دولار العام الماضي.
أما في ليبيا، التي شهدت حالة من الاضطراب السياسي منذ 2011، فقد بدأت الشركات الصينية في العودة تدريجيًا إلى السوق الليبي بعد أكثر من عقد من الغياب، وذلك في إطار خطة لتفعيل غرفة التجارة الاقتصادية الليبية الصينية وتعزيز التعاون في مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة.
ورغم التحديات، يبقى للصين سجل حافل في الحفاظ على علاقات متوازنة في المنطقة. كما أشار جون كاليبريس، الباحث في معهد الشرق الأوسط، إلى أن الصين تتبع سياسة مرنة في التعامل مع التوترات الإقليمية، ويبدو أن لديها القدرة على بناء علاقات قوية مع دول مثل المغرب وتونس وليبيا دون أن تهدد علاقتها بالدول الإفريقية الأخرى.
وخلصت الصحيفة بالقول إن الصين تواصل استراتيجيتها في شمال إفريقيا عبر زيادة الاستثمارات الاقتصادية وتعزيز التعاون في قطاع الطاقة المتجددة والبنية التحتية، مع التركيز على توازن علاقاتها السياسية في المنطقة.
اقرأ أيضاًبـ 1.3 تريليون جنيه.. التداولات على السندات وأذون الخزانة تسجل صعودا خلال سبتمبر 2024
الرئيس الصيني: بكين بادرت بإنشاء مجموعة الصداقة في الأمم المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السعودية الدولار الصين بكين الخارجية الصينية أراضي المملكة العربية السعودية الروبل المغرب العربي هونغ كونغ السندات الصينية الرئیس الصینی الصینیة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
رغم التباطؤ الاقتصادي والتوترات التجارية.. الصين تسعى لتحقيق نمو 5% «فيديو»
عرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا تلفزيونيا تحت عنوان: «بهدف تحقيق نمو 5%.. الصين تضع خططها لمواجهة التباطؤ الاقتصادي».
واستهل التقرير حديثه قائلا: «خلال الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني، أعلنت الحكومة عن خطتها الاستراتيجية لعام 2025، حيث حددت هدفًا طموحًا للنمو الاقتصادي عند 5%، رغم التباطؤ الاقتصادي المحلي والتصعيد التجاري مع الولايات المتحدة، التي فرضت مؤخرًا رسومًا جمركية إضافية على الصادرات الصينية».
وأضاف: «وتسعى الصين لتحقيق نتائج ملموسة في مختلف القطاعات، بما يشمل خلق أكثر من 12 مليون وظيفة جديدة في المناطق الحضرية، بهدف تحسين مستوى المعيشة وتقليل نسبة البطالة المستهدفة إلى 5.5%».
وتابع: «لمواجهة تداعيات الحرب التجارية مع واشنطن، خلص الاجتماع السنوي إلى ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول أخرى، في محاولة لتنويع الأسواق والتقليل من الاعتماد على السوق الأمريكية».
واسترسل: «كما أكدت الحكومة التزامها بمبادرة «الحزام والطريق»، التي تهدف إلى تعزيز الترابط الاقتصادي مع دول آسيا وإفريقيا وأوروبا، ما يعزز نفوذ الصين الاقتصادي عالميا».
واستكمل: «وفي إطار تطوير اقتصادها، شددت الصين على أهمية الاستثمار في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، مثل:
وتسعى الحكومة إلى جعل الصين مركزًا عالميًا للتكنولوجيا، مما يمنحها قدرة تنافسية أكبر في ظل التنافس الدولي المتزايد.
على الصعيد الدبلوماسي، أكدت الصين التزامها بدعم جهود إحلال السلام، مشددة على أن «لا منتصر في الحرب، ولا مهزوم في السلام». كما أكدت مواصلة سياستها القائمة على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والدعوة إلى التعاون الدولي بدلاً من التصعيد السياسي والاقتصادي».
واختتم: «يبقى السؤال: هل ستتمكن الصين من تحقيق أهدافها الطموحة في 2025؟ خاصة في ظل استمرار التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما قد يتيح لبكين فرصة للاستفادة من هذه الخلافات لتعزيز علاقاتها التجارية مع الدول الأوروبية، وتنويع أسواقها الدولية».
اقرأ أيضاًالصين تستعد لحرب أمريكا
بعد قرارات ترامب الجمركية.. الصين تمنع استيراد الأخشاب وفول الصويا من 3 شركات أمريكية
انخفاض في أسعار الذرة والصويا الذرة وسط الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين