تشهد عدد من القرى والمدن اللبنانية الجنوبية تحرك مقاتلي حزب الله المنهكين أمام حشد من المدنيين، منسحبين شمالاً بعد يوم من وقف إطلاق النار الذي يهدف إلى إنهاء القتال الذي استمر أكثر من عام بين إسرائيل والجماعة المسلحة المدعومة من إيران.

لكن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات مهددا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه شنّ غارة جوية ضد هدف لحزب الله في جنوب لبنان، في ثاني هجوم من نوعه ولليوم الثاني تواليا، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين، الأربعاء، بحسب "فرانس برس".

وقال الجيش في بيان "تمّ رصد نشاط إرهابي وتحرّك لمنصة صاروخية متنقلة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. تم إحباط التهديد من خلال غارة جوية لطائرة تابعة لسلاح الجو". وأرفق البيان بمقطع فيديو يظهر قصفا من الجو لما يرجح أنها منصة لإطلاق الصواريخ موضوعة على ظهر شاحنة تتحرك ببطء، واندلاع النيران فيها بعد القصف.

منذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، بدأ المواطنون يتفقدون حجم الدمار في مناطق واسعة من لبنان.

وعلى الجانب الآخر، رفرفت الراية الصفراء لجماعة حزب الله فوق كومة ضخمة من الأنقاض كانت ذات يوم جزءا من السوق القديمة في مدينة النبطية بجنوب لبنان. وفي الشرق، دُمر مبنى تاريخي كان يقع بالقرب من أطلال بعلبك القديمة، بحسب رويترز".

ومنذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، الأربعاء، بدأ المواطنون يتفقدون حجم الدمار في مناطق واسعة من لبنان تعرضت للهجمات الإسرائيلية، بدءا من الضاحية الجنوبية لبيروت مرورا بالمنطقة الحدودية جنوب البلاد وانتهاء بسهل البقاع.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن هجماته في منطقة بعلبك استهدفت جماعة حزب الله التي تتبادل إطلاق النار مع إسرائيل منذ عام تقريبا، وذلك قبل أن تشتد الهجمات الإسرائيلية، في سبتمبر، وتستهدف جميع أرجاء لبنان.

وبعلبك من المناطق ذات الأغلبية الشيعية، حيث يحظى حزب الله بنفوذ سياسي، شأنها شأن جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر إن الغارات الإسرائيلية تسببت في مقتل 940 شخصا وإصابة 1520 آخرين في المنطقة. ويعادل هذا نحو ربع إجمالي عدد القتلى في أنحاء البلاد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية حتى الآن. وقال خضر إن إسرائيل نفذت 1260 غارة جوية على المنطقة.

وتشتهر مدينة بعلبك بآثارها الرومانية القديمة، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

منذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، بدأ المواطنون يتفقدون حجم الدمار في مناطق واسعة من لبنان.

ومن المتوقع أن يبدأ مسؤولون من وزارة الثقافة اللبنانية تفقد الأضرار، الأسبوع المقبل.

وانسحاب حزب الله من المناطق الواقعة على طول الحدود الإسرائيلية، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية، على مدى الأيام الستين المقبلة يشكل محور اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. وتتولى قوات حفظ السلام التابعة للولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة مسؤولية مراقبة الالتزام بشروط الهدنة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وجلب وقف إطلاق النار، بحسب ما أوضحت الصحيفة، الراحة لملايين اللبنانيين بعد أشهر من الغارات الجوية التي قالت إسرائيل إنها استهدفت قادة حزب الله ومعداته ومنشآته. وتأمل الحكومة الإسرائيلية أن يسمح لعشرات الآلاف من المدنيين بالعودة إلى ديارهم أيضًا بعد أكثر من عام من هجمات حزب الله الصاروخية.

.انسحاب حزب الله من المناطق الواقعة على طول الحدود الإسرائيلية، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية، يشكل محور اتفاق وقف إطلاق النار

وبدأ حزب الله في إطلاق النار على إسرائيل في اليوم التالي لهجوم حركة حماس، في 7 أكتوبر 2023، على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص. وتتلقى حماس وحزب الله التمويل والأسلحة من إيران.

وبموجب شروط قرار الأمم المتحدة لعام 2006، كان من المفترض أن يسحب حزب الله، القوة غير الحكومية الأكثر تسليحاً في العالم، وحداته العسكرية وأسلحته من جنوب لبنان، لكنه لم يمتثل، ولم تتمكن الأمم المتحدة ولا الحكومة اللبنانية من إجباره على القيام بذلك.

وتحولت الضربات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، في سبتمبر، إلى صراع مكثف مع تحرك إسرائيل لدفع حزب الله بعيداً عن المناطق الحدودية حتى يشعر مواطنوها بالأمان عند العودة إلى ديارهم في شمال إسرائيل.

كما أدت الغارات الجوية الإسرائيلية التي قضت على العديد من كبار قادة الميليشيا إلى اقتلاع مئات الآلاف من اللبنانيين من منازلهم. وأسفر القتال عن مقتل أكثر من 3700 شخص في لبنان، معظمهم منذ هجوم سبتمبر، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. كما قُتل العشرات من الجنود والمدنيين الإسرائيليين في القتال.

وبعد أشهر من رفض قبول وقف إطلاق النار دون إنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة، قبل حزب الله بهدوء فك الارتباط بين الصراعين، ممهداً الطريق لهدنة هذا الأسبوع.

وشنت إسرائيل عدة ضربات في لبنان، الخميس، حيث ضربت ما قالت إنه مسلحين متقدمين وشنت غارة جوية على منشأة لتخزين الصواريخ. وقالت السلطات اللبنانية إن الضربة الأخيرة ضربت بالقرب من مدينة صيدا، جنوب بيروت مباشرة وشمال المنطقة التي يُحظر على حزب الله فيها تمركز قواته العسكرية بموجب شروط وقف إطلاق النار.

وأشارت الضربة إلى اختبار رئيسي آخر لوقف إطلاق النار، سلوك القوات الإسرائيلية الآن في شريط من جنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه "كان يعمل لفرض انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار".

.انسحاب حزب الله من المناطق الواقعة على طول الحدود الإسرائيلية، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية، يشكل محور اتفاق وقف إطلاق النار

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل "تحافظ على الحرية الكاملة للعمل العسكري"، مدعيا تفويضًا واسع النطاق لضرب حزب الله ردًا على التهديدات أو الجهود التي تبذلها المجموعة لإعادة التسلح حتى بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي تعليقات للتلفزيون الإسرائيلي، الخميس، قال نتنياهو إنه أخبر قوات الدفاع الإسرائيلية، "إذا كان هناك انتهاك كبير للاتفاق، فقد أصدرت تعليماتي لجيش الدفاع الإسرائيلي للاستعداد لحرب مكثفة".

وبعد الغارة الجوية التي شنت يوم الخميس، اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من خلال خرق المجال الجوي اللبناني وضرب الأراضي اللبنانية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار بین إسرائیل وحزب الله القوات الإسرائیلیة حزب الله فی من المناطق جنوب لبنان غارة جویة

إقرأ أيضاً:

المعارضة الإسرائيلية تنتقد اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.. وبن غفير يعتبره خطأ تاريخيا

أبدت المعارضة الإسرائيلية، إلى جانب الوزير اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، إيتمار بن غفير، اعتراضها على خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أعلن فيه الموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان.

وزير الأمن القومي، بن غفير، قال: "هذه عودة إلى مفهوم الهدوء مقابل الهدوء، وقد رأينا بالفعل إلى أين يقود. هذا الاتفاق لا يفي بالغرض من الحرب".

وتابع: "يجب ألا نعتمد على أي شخص سوى أنفسنا (...) هذا خطأ تاريخي!".




من جانبه، قال زعيم المعارضة، يائير لابيد: "في عهد نتنياهو، وقعت أكبر كارثة في تاريخنا، لن يمحو أي اتفاق مع حزب الله الفوضى. نحن بحاجة ماسة إلى إبرام صفقة رهائن، لإعادة الذين تم التخلي عنهم إلى ديارهم".

وتابع: "نتنياهو لا يعرف كيف يجلب الأمن لإسرائيل، وادعاؤه بأنه لم يصمد أمام الضغوط الأمريكية هو ادعاء مخجل".

كما انتقد رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان القرار قائلا: "قال نتنياهو إن الحرب مستمرة حتى النصر الكامل، لكنه لم يقل انتصار أي طرف".

נתניהו אמר עד הניצחון המוחלט, רק לא אמר ניצחון של איזה צד.
הסדרה = כניעה לטרור. — אביגדור ליברמן (@AvigdorLiberman) November 26, 2024

وقال رئيس الحزب الديمقراطي ونائب رئيس الأركان السابق، يائير جولان: "إذا كان من الممكن إنهاء القتال في الشمال ضد حزب الله، فسيكون من الممكن بالتأكيد التوصل إلى نهاية للقتال في غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم (...) لكن هذه الحكومة ترسل جنودا إلى الحرب لإنقاذ نفسها!".

אם אפשר לסיים את הלחימה בצפון מול חיזבאללה בטח ובטח שאפשר היה להגיע לסיומה גם של הלחימה בעזה ולהחזיר את החטופים הביתה. 101 חטופים מחכים שנציל אותם, אבל הממשלה הזו שולחת חיילים למלחמה כדי להציל את עצמה.

נתניהו, תוריד מיד את סיכת החטופים! — Yair Golan - יאיר גולן (@YairGolan1) November 26, 2024

وكتب وزير الحرب السابق، يوآف غالانت: "في الشرق الأوسط، لا معنى للكلمات والإعلانات وحتى الاتفاقات المكتوبة - مستقبل الشمال وأمن السكان سيحددهما شيء واحد فقط: تصميم الحكومة الإسرائيلية على إصدار تعليمات إلى مؤسسة الدفاع بالهجوم بالقوة على أي محاولة لانتهاك حزب الله على الفور. هذا هو المبدأ الذي وقفت عليه طوال الحرب في محادثاتي مع مختلف الوسطاء".




وألقى نتنياهو مساء الثلاثاء، كلمة بعد اجتماع الحكومة الأمنية حول وقف إطلاق النار مع لبنان، قال فيها إن الحرب لن تنتهي حتى تحقيق جميع أهدافها، لكنه أعلن في نفس الوقت أن المجلس الوزاري المصغر "الأمني" سيوافق على وقف إطلاق النار في لبنان الليلة.

وجاء في الكلمة: "لقد وعدتكم بالنصر، وسنحقق النصر. سنكمل القضاء على حماس، ونعيد جميع مختطفينا، ونضمن أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل، ونعيد سكان الشمال بأمان إلى منازلهم".

وتابع: "لن تنتهي الحرب حتى نحقق جميع أهدافنا، حتى نعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. سيحدث ذلك، تماما كما حدث في الجنوب. أصدقائي في الشمال، أنا فخور بكم، وبصمودكم، وأنا ملتزم تماما بمستقبلكم".

وقال إن: "حزب الله اختار مهاجمتنا، لقد مر عام ولم يعد حزب الله نفسه. لقد عدنا به عقودا إلى الوراء".

وأضاف: "قضينا على آلاف الإرهابيين ودمرنا البنية التحتية تحت الأرض بالقرب من حدودنا لسنوات. هاجمنا أهدافا استراتيجية في جميع أنحاء لبنان وأسقطنا عشرات الأبراج الإرهابية في الضاحية. قد يبدو كل ذلك خيالا علميا، لكنه ليس خيالا علميا. لقد فعلنا ذلك".

وادعى نتنياهو في كلمة متلفزة، أنه يحتفظ رغم الاتفاق بحرية الرد بقوة على أي "خرق" لوقف إطلاق النار من "حزب الله".

وقال: "وقف إطلاق النار مع لبنان يسمح لنا بالتركيز على التهديد الإيراني، ولن أخوض في ذلك بالتفصيل".




وتابع: "أنا مصمم على إعطاء جنودنا الوسائل الكاملة للحفاظ على حياتهم وتحقيق النصر لنا. ولذلك، سأقدم هذا المساء إلى مجلس الوزراء مخططا لوقف إطلاق النار في لبنان للموافقة عليه. وبالتفاهم الكامل مع الولايات المتحدة، نحن أحرار في حرية العمل العسكرية الكاملة. إذا انتهك حزب الله الاتفاق، فسوف نهاجم. إذا أطلق صاروخا، إذا حفر نفقا، فسوف نهاجم. سنرد بقوة على كل انتهاك".

وكشف أن أحد أسباب وقف إطلاق النار في لبنان هو لغايات تحديث القوى وتجديد المخزون العسكري، قائلا إنه كان هناك تأخير كبير في توريد الأسلحة والذخائر وهذا التأخير على وشك الانتهاء قريبا.

وأكد أن من شأن وقف الحرب مع لبنان، فصل ساحة لبنان عن غزة، وإكمال المهمة هناك والاستفراد بحماس في المعركة على حد تعبيره.

في نهاية تصريحاته، قال نتنياهو: "خلال العام الماضي، قلبنا الوعاء رأسا على عقب. تعرضنا للهجوم على سبع جبهات، وقاومنا. نحن نغير وجه الشرق الأوسط".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارة على لبنان
  • الأولى منذ سريان وقف إطلاق النار.. غارة إسرائيلية على موقع لحزب الله في جنوب لبنان
  • هدنة لبنان.. هل نجحت الدبلوماسية في وقف الحرب؟
  • هدنة لبنان.. هل نجحت الدبلوماسية في وقف الحرب؟ (فيديو)
  • هدنة لبنان.. ترحيب عالمي باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
  • نتنياهو تحت نار الانتقادات الإسرائيلية بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان .. لا أمن للمستوطنين و”حزب الله” سيعود أقوى
  • بعد وقف إطلاق النار بلبنان.. حماس: جاهزون لإبرام اتفاق هدنة في غزة
  • وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.. اتفاق دائم أم هدنة بشروط مذلة
  • المعارضة الإسرائيلية تنتقد اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.. وبن غفير يعتبره خطأ تاريخيا