شربك للقهوة .. ضرورة أو عادة
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
في جولة سريعة على محلات بيع القهوة (المحامص) قد تتفاجأ بارتفاع أسعار البن «القهوة» مع تعدد أنواعها، ومصادر إنتاجها، وسهولة وصولها إلى منافذ التوزيع، في الوقت الذي يُقَيِّمُ فيه البعض، وأنا واحد منهم، أن أهمية القهوة كممارسة اجتماعية تراجعت إلى حد كبير، خاصة، بعد أن أغلقت المجالس «التقليدية» - المضافات - أبوابها بصورة نسبية، خاصة في المنازل، إلا في المجالس العامة، أيام المناسبات (أفراح وأتراح)، ووفق هذا التقييم أدى ذلك إلى تغيرات كبيرة لذائقة شرب القهوة، بين أغلب جمهورها الشاربين، كما أدى ذلك إلى أن دخل التغريب للمعنى الحقيقي لحقيقة شرب للقهوة كمكون له شروطه، وخصوصيته، وشرب القهوة كثقافة، وكفهم سسيولوجي في المخيلة الاجتماعية، هل يعني ذلك أن عصرا جديدا دخل في الفهم الاجتماعي لمفهوم شرب القهوة، واقتنائها وتجاوز مسمياتها، وأنواعها، وأصالتها؟ هل يمكن الجزم أن القهوة لم تعد المشروب الأول لقطاع عريض من الناس؟ وهنا أتحدث عن القهوة التقليدية «السادة» في صورتها المتوارثة.
نعم، تنتشر، اليوم أكثر من أي زمن مضى، مقاهي شرب القهوة، وهناك تتوزع عبرها بنكهات مختلفة، وبمواصفات مختلفة، وبصناعات مختلفة (قهوة بالسكر، قهوة بالحليب، قهوة مثلجة، وغيرها) وشربها لا يحتاج إلى «لمة» كما كان الأمر سابقا، وفي مجمل كل هذه الصور المختلفة للقهوة، تظل صور «مستوردة» بذائقتها المستوردة، وليست بصورتها التقليدية المتوارثة، والفكرة تناقش هذه الجزئية من فهوم شرب القهوة، فهذا النوع من القهوة المستحدثة في كل تفاصيلها، حاضنته أجيال اليوم، وليس من تربّوا على ذائقة القهوة التقليدية المرتبطة بصحون التمر، وبتكور الجلسات، وبكثير من القيم الاجتماعية المرتبطة بالقهوة، وإن كانت تتفق على صورة واحدة، وهي أنها مستوردة. شهدت مجالس كبار السن - حتى زمن قريب - ممارسات وقيم وتقاليد، مرتبطة بشرب القهوة، وهناك الكثير من القصص التي كان يرويها كبار السن عن المواقف التي كانت تحدث نتيجة لجلسات شرب القهوة، كما خلدت هذه الجلسات عبر قصص تقليدية، ومواقف بعضها مضحكة، وبعضها الآخر فيها ما فيها من الذم، والقسوة على صبابي القهوة، وحالات الارتباك لقلة الخبرة في التعامل مع كبار السن، وفي الجلسات التي كانت تمتلأ بالشخصيات التي لها وزن ما في المجتمع، أو في حالة حلول ضيوف على مجتمع القرية، خاصة من فئات صغار السن، الذين يبدؤون حيواتهم المتدرجة في تعلم القيم، ولذلك شكلت المجالس العامة التي يرتادها كبار السن، وغيرهم الفرصة المتاحة لتعلم الكثير من القيم التقليدية سواء في ممارسة شرب القهوة، ومختلف الفنيات المرتبطة بها. ولذلك تصدر شرب القهوة كأهم محطة أولى لإكرام الضيف، واختبار حقيقي لصناع القهوة، خاصة وأنها كانت تصنع في هذه المجالس حتى عهد متأخر للدور الذي تقوم به المجالس العامة، وكان هناك حرص من أغلبية الناس في مجتمع القرية ألا يتناول القهوة في بيته، بل مع الـ«جماعة» في مجلس القرية، سواء بعد صلاة العصر، أو بعد صلاة العشاء في بعض الأماكن، وهي الفترة التي ينفض من بعدها الجميع إلى منازلهم. وفي ظل التغريب الذي يكتسح الكثير من الممارسات الاجتماعية، على ما يبدو، أنه سيأخذ القهوة عبر أجنحته المرفرفة، فما هو البديل الذي سينحاز إليه الجيل اليوم، الذي يأخذه ضيوفه إلى المقاهي، بدلا من المنازل، التي هي الأخرى تبدلت بداخلها الخرائط والتقسيمات، حيث لم تعد تحتضن مجلسا «سبلة» وإنما صالات مفتوحة على بعضها، مع وجود، أحيانا، فواصلة مؤقتة، لضرورات قصوى، أما مفهوم مجلس خاص للرجال، فأزيل من ذاكرته الاجتماعية إلى الأبد. |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شرب القهوة کبار السن
إقرأ أيضاً:
إضافة الحليب أو الكريمة تقلل من فوائد القهوة
إضافة الحليب إلى القهوة يمنع الجسم من امتصاص المواد المفيدة التي تحتويها، مثل البوليفينول، ويجب على محبي القهوة أن يأخذوا علما من الأفضل شربها سوداء، أي بدون إضافة الحليب أو الكريمة، كما ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" نقلا عن منشور في صحيفة "إكسبريس".
وفي مقال له، أوضح عالم الأعصاب روبرت لوف لماذا يؤدي إضافة الحليب إلى القهوة إلى تقليل الفوائد الصحية للمشروب، وتؤكد العديد من الدراسات أن تناول القهوة بشكل منتظم يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري ومرض باركنسون، ولكن إضافة الحليب أو الكريمة تقلل من فوائد القهوة بشكل كبير.
وأشار روبرت لوف إلى أن الميزة الخاصة للقهوة هي غناها بالبوليفينول - مضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات في الجسم بشكل فعال وتحسن حمايته ضد تطور أمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والأمراض العصبية التنكسية.
ولكن الحليب المضاف إلى القهوة يمنع امتصاص هذه المواد القيمة، وقال روبرت لوف: "ترتبط بروتينات الحليب بالبوليفينول، مما يقلل من امتصاصها وقدرة الجسم على استخدامها والاستفادة منها".
بالنسبة لأولئك الذين يفضلون المشروبات التي تحتوي على الحليب المضاف، ينصح العالم باستخدام إصدارات بديلة (على سبيل المثال، حليب جوز الهند).
وأيضاً، لا يجب عليك وضع السكر في قهوتك، وأوضح الخبير أن ما هو مفيد حقاً لإضافته إلى القهوة لتعميق طعم وتأثيرات المشروب المفيدة هو السمن.