نعيم قاسم: الهجوم الاسرائيلي كان قاسيا واربكنا لمدة 10 ايام.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اسرائيل لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

نجح انقلاب شبـــاط عسكريـــــاً وسقط أخلاقياً

بقلم: فالح حسون الدراجي ..

قبل 62 عاماً وفي مثل هذا اليوم، انقلب البعثيون الفاشيون على جمهورية العراق الديمقراطية الفتية، فقتلوا غدراً زعيمها ومحررها من قيود الاستعمار، وأحلافه وأذنابه وقواعده ومرتكزاته: الشهيد البطل عبدالكريم قاسم، ومعه رجال، هم أروع ما أنتج تاريخ الجيش العراقي الباسل في مسيرته الظافرة.. وإذا كان انقلاب (شباط الأسود) قد نجح بفعل عوامل خارجية وداخلية، كان بعضها خارجاً عن يد الثورة وقادتها، وبعضها جاء (من يد) قادة الثورة أنفسهم، بسبب طيبة ونقاء الزعيم، وسياسته السمحاء التي شيدها على الثقة المفرطة، وعلى أساسات وردية حالمة، مفادها أن الاخرين جميعاً طيبون مثله، ظاناً أن أعداءه، وخصومه يحملون مواصفاته النبيلة، فيسامحون مثله، ويعملون كما يعمل هو مع خصومه، لاسيما في سياسته المعروفة ب ( عفا الله عما سلف )!!

أقول: إذا كان الانقلابيون البعثيون قد نجحوا في انقلابهم هذا، فإن نجاحهم كان لعنة وسُبَّة، وعارا عليهم الى الأبد، فقد كان انقلاب الثامن من شباط لطخة سوداء في سجل البعثيين المخزي، بحيث ظلت هذه اللطخة عالقة بهم وبعقيدتهم حتى هذه اللحظة، دون أن ينجحوا في إزالتها ومحوها رغم كل ما فعلوه لاحقاً من أجل ذلك !!.

إن (انتصار) البعثيين في شباط 1963 كان بمثابة الهزيمة الماحقة لهم، ولمشروعهم العقائدي الفاشي.. وهذا لعمري يحدث أول مرة، إذ ما فائدة ان تأخذ السلطة ثم تفقدها مجللاً بالعار بعد ثمانية أشهر لا أكثر .. ؟!

كما لم يحدث أيضا في أي تجربة انقلابية مماثلة، أن يُهزم (النصر) أخلاقياً منذ إشارة ساعة الصفر، بل وقبل ان تعلن حتى..

اجل، لقد هُزم البعثيون منذ لحظة تفكيرهم بالانقلاب على ثورة شعبية وطنية، قدمت المنجزات العظيمة واحداً تلو الاخر دون توقف، وحققت المعجزات رغم كل المؤامرات الداخلية والخارجية.

والبعثيون هُزموا أيضاً مذ أن تحرك القطار الامريكي بعرباته الاستخبارية، ناقلاً لهم عُدَّة وأدوات التآمر ومخططات الدم والقتل والتدمير والإعلام الموجَّه.. لاسيما العربة التي حملت قوائم تصفية الشيوعيين، والوطنيين، والضباط الاحرار، الذين يتوجب على الانقلابيين البدء بقتلهم قبل أي شيء. ولم ( يكذب العملاء الانقلابيون خبرا)، فقد نفذوا إرشادات أسيادهم بدقة ومهارة، فابتدؤوا خطتهم التصفوية باغتيال الشهيد الطيار جلال الأوقاتي، قائد القوة الجوية آنذاك، ولم ينتهوا من القائمة حتى أكملوا تصفية أغلب الاسماء المعروضة للقتل في تلك القائمة المشؤومة !!. واليوم وبعد اثنين وستين عاماً على ذلك اليوم الاسود، نطرح السؤال الذي لابد أن يطرح باستمرار، ومفاده:

هل بقي احد من قيادات ذلك الانقلاب الدموي في ذاكرة الناس، وهل هناك أحد منهم لم يمت ميتة ذليلة موسومة بالعار والشنار، وإذا ما كان أحد منهم قد بقي حياً حتى هذه اللحظة، فهل يتذكره التاريخ والناس بالاحترام، والتقدير، أم بالازدراء، والتحقير، لما ارتكبه مع رفاقه القتلة المجرمين من مذابح، ومآس بحق الشعب العراقي الطيب.. وهل يمكن أن يقارن أيٌّ من مجرمي انقلاب شباط بالزعيم عبد الكريم قاسم

أو بمن بقي خالداً وسامياً من رفاقه الضابط الأبطال

الذين ظلوا معه ساطعين ومنيرين في الذاكرة الشعبية رغم مرور ستة عقود على غيابهم الموجع والمفجع ؟

والجواب لايحتاج قطعاً إلى تفكير طويل، فالتأريخ منصف.. والناس البسطاء عادلون جداً، لذلك تراهم منحوا لكل عنصر من عناصر ذلك الزمن حقه، فأغدقوا على البطل الشريف بجزيل حبهم وتقديرهم، مع تبجيل اسمه… في حين، أنهم أشعلوا في المجرم القاتل نيران الكراهية، ومواقد الاحتقار دون رحمة.. وتأسيساً على ذلك، بقيت (صور) الشهيد عبد الكريم قاسم خالدة في قلوب الناس، وفي بيوتهم ومخابئهم، وصناديقهم العزيزة. ولعل رؤية صورة الزعيم في القمر، أو رؤية وجهه بين النجوم المتلألئة، واحد من الأدلة على عشق الناس لهذا الزعيم الوطني الشريف، وهنا أود أن اذكّر القراء الكرام بيوم سقوط البعثيين في التاسع من نيسان 2003 – أي السقوط الثاني لهم بعد سقوطهم الاول في 18 تشرين 1963- حين ركضت الجماهير الشعبية نحو الشوارع رافعة صور الزعيم عبد الكريم قاسم، وكأنها تريد مبايعته على عرش قلوبها، واستعادة الحق الذي اغتصبه القتلة في شباط الأسود..

وللحق فإن الزعيم قاسم لم يكن وحده عزيزاً على قلوب الناس الطيبين، إنما كان برفقته في موكب العشق الشعبي، كل رفاقه وصحبه الميامين الذين استشهدوا في انقلاب شباط الفاشي، دفاعاً عن مكتسبات ثورة الرابع عشر من تموز 1958 المجيدة..

إذن هكذا ينظر العراقيون لعبد الكريم قاسم ورفاقه

الشجعان، وهكذا أفرد لهم التاريخ صفحات المجد والذكر الجميل، وهكذا يبقون متربعين في القلوب والافئدة، وفي الذاكرة أيضاً حتى زوال الحياة.. بينما سقط مجرمو شباط الأسود من البعثيين والعملاء وأذناب الرجعية في مستنقع العار والخزي والذكر السيء ، ولم يعد أحد يتذكرهم إلا حين يتذكر موسوليني، وهتلر وشارون وبقية القتلة الأوغاد من مجرمي الحروب في التاريخ .

تحية للشهيد البطل عبدالكريم قاسم، وهو يستقبل بشجاعة فائقة وابل الرصاص بعينين مفتوحتين بعد ان رفض وضع العصابة السوداء على عينيه لحظة تنفيذ الإعدام به..

وتحية للشهداء الأبطال فاضل عباس المهداوي، ووصفي طاهر، وعبد الكريم الجدة، وماجد محمد أمين. وتحية كبيرة للشهيد البطل سلام عادل، أسطورة الشهادة العراقية الجسورة، ولرفاقه الشيوعيين البواسل، تحية معطرة بأريج المجد والخلود . الخزي والعار لمجرمي انقلاب شباط الاسود… ولمن أعد وقاد قطارهم ( المصريكاني ) المخزي..

ختاماً أقول: إذا كان انقلاب شباط الأسود قد نجح عسكرياً، فحتماً أنه سقط أخلاقياً ووطنياً وإنسانياً وتاريخياً..

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة توافق على منح الكيان الاسرائيلي (ام القنابل)
  • نجح انقلاب شبـــاط عسكريـــــاً وسقط أخلاقياً
  • خامنئي يعيّن نعيم قاسم ممثلا رسميا له في لبنان
  • خامنئي يعيين نعيم قاسم ممثلا رسميا له في لبنان
  • الاحتلال الاسرائيلي يعتقل مواطنين من طولكرم
  • مصطفى بكري يلقن إعلامي شهير درساً قاسياً: مش محتاجين شهادة من أمثالك أو من عمك ترامب
  • صحة غزة تعلن إرتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 47,583 شهيد
  • بعد تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي .. الخارجية الفلسطينية تحذر من مخطط التهجير
  • مهمة صعبة تواجه موفدة ترامب واحتمال تمديد المهلة للانسحاب الاسرائيلي
  • العدو الاسرائيلي يعترف بتنفيذ اليمن اكثر من 770 هجوما عليه