اعتداء على سفير دولة جنوب السودان بأمريكا
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
أكدت وزارة خارجية دولة جنوب السودان أنها على علم بحادثة تعرض سفيرها لدى الولايات المتحدة، الأمريكية الدكتور سانتينو فاردو دبليو ديكن، لإصابات عقب الاعتداء عليه من قبل نائبة رئيسة البعثة، أنقونق دول أشويل، في سفارة جنوب السودان في واشنطن يوم الاثنين 25 نوفمبر.
التغيير ــ وكالات
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، السفيرة أبوك أيول ماين، في حديثها لـ “راديو تمازج”، إن الوزارة تراقب الوضع عن كثب لكنها أكدت أنه لم يتم إصدار أي بيان رسمي حتى الآن.
وقالت السفيرة ماين :”ان الوزارة على علم بالحادثة وستتخذ الإجراءات المناسبة وفقًا للظروف، و إنه يتم التعامل مع هذا الأمر باعتباره مسألة داخلية”.
وبحسب ما ورد، وقع الاعتداء، بعد عودة السفيرة أنقونق إلى العمل بعد غياب دام نحو 70 يومًا، تصاعد من نزاع حول مذكرة أصدرتها السفيرة أنقونق وختمتها دون علم السفير ديكين أو موافقته.
وفقًا للسفير ديكين، أدت المواجهة إلى اعتداء جسدي، حيث ألقت السفيرة أنقونق عليه وثائق، واستخدمت لغة مسيئة، وضربته بهاتفها.
وتصاعدت المشاجرة، مع إلقاء المزيد من الأشياء، وإصابة عدد من الموظفين، بما في ذلك كواج كين، سائق في السفارة.
في رسالة بتاريخ 25 نوفمبر إلى وزارة الخارجية، حث السفير ديكين الوزارة على التدخل سريعًا، مشيرًا إلى ان المخاوف بشأن سلامة موظفي السفارة والحاجة إلى تدابير تصحيحية فورية.
ووصف الموقف بأنه يخلق بيئة معادية وغير آمنة، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات سريعة لضمان سلامة السفارة وموظفيها.
و رغم استدعاء الشرطة إلى مكان الحادث، طلب السفير ديكين منهم تأجيل تحقيقاتهم حتى تتمكن الوزارة من معالجة الأمر بشكل اداري.
وقال السفير “لقد أخبرت الشرطة أن مقري سيتعامل مع الموقف وطلبت منهم إبقاء كل شيء سريًا”.
و أشار إلى أنها ليست أول مرة تتصرف السفيرة أنقونق بهذه الطريقة،حيث في يوليو 2019، وسيق أن أظهرت سلوكًا غير مهني من خلال قيامها بإيماءات مسيئة تجاه زميل أثناء حدث رسمي في السفارة.
في أعقاب تلك الحادثة، أمرت وزارة الخارجية باستدعائها إلى جوبا في يونيو 2022.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الإجراء التأديبي السابق قد عالج القضايا الأساسية في السفارة.
لم يتسن الوصول إلى نائبة رئيس البعثة أنقونق دول أشويل على الفور للتعليق.
يذكر أن السفيرة أنقونق هي ابنة وزيرة التعليم العالي، أوت دينق أشويل.
الوسومأمريكا اعنداء السفير دولة الجنوبالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أمريكا السفير دولة الجنوب
إقرأ أيضاً:
تغير المناخ يهدد إنتاج القهوة.. هل يقدم جنوب السودان حلا؟
مع ارتفاع درجات الحرارة التي تضرب إنتاج القهوة عالميا، تبرز دولة جنوب السودان وجهة جديدة وواعدة لزراعة البن، لا سيما صنف إكسيلسا، المعروف بقدرته على تحمل الجفاف وتغير المناخ مقارنة بمحاصيل أخرى، مما يمنح المزارعين أملا بمستقبل أفضل بعد سنوات من الفقر.
واكتُشفت قهوة إكسيلسا منذ أكثر من قرن في جنوب السودان، وهي تثير اهتمام السكان الذين يعانون من ضائقة مالية، وتجذب اهتمام المجتمع الدولي وسط أزمة البن العالمية الناجمة عن تغير المناخ.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما بصمتنا الكربونية وكيف نخفف من أثرها؟list 2 of 2"عائدون إلى البلاستيك".. لماذا يلاحق ترامب المصاصات الورقية؟end of listوبينما تسعى الدول الرائدة في إنتاج البن، مثل البرازيل وكولومبيا لتجربة زراعة المحاصيل في طقس أكثر جفافا، ارتفعت أسعار القهوة إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، مع الإشارة إلى أن الصناعة تكافح لإيجاد حلول وبدائل.
وتشير التقديرات إلى أن محصول البن في البرازيل التي ضربها الجفاف، وتعد من أكبر مزارع القهوة في العالم، قد ينخفض بنحو 12% هذا العام بعد تسجيل انخفاض في الأعوام السابقة.
وتنمو شجرة إكسيلسا في جنوب السودان وعدد قليل من البلدان الأفريقية الأخرى، بما فيها الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى وأوغندا، كما تُزرع أيضا في الهند وإندونيسيا وفيتنام.
إعلانوتسمح جذور الشجرة العميقة وأوراقها الجلدية السميكة وجذعها الكبير بالازدهار في ظروف قاسية، مثل الجفاف والحرارة، حيث لا تستطيع أنواع القهوة الأخرى ذلك، فضلا عن أنها مقاومة للعديد من آفات وأمراض القهوة الشائعة.
لكنها رغم ذلك تشكل أقل من 1% من السوق العالمية، متأخرة كثيرا عن أنواع أرابيكا وروبوستا التي تعد أكثر أنواع القهوة استهلاكا في العالم.
ويقول الخبراء، إن إكسيلسا يجب أن تثبت أنها عملية على نطاق أوسع بكثير لسد الفجوة في السوق الناجمة عن تغير المناخ، إذ لم يعرف جنوب السودان أبدا بأنه دولة منتجة للقهوة.
فرصة للاقتصادورغم أنه يمكن لجنوب السودان أن تنتج محصولا بديلا من محاصيل القهوة التي تأثرت بشدة بفعل تغير المناخ، إلا أن سنوات الصراع في البلاد جعلت صناعة وزراعة البن متأخرة جدا.
وأكدت شركة إيكواتوريا تيك، وهي شركة زراعة غابات مستدامة تعمل في جنوب السودان -لأسوشيتد برس- أن أشجار إكسيلسا قادرة على تحمل الحرارة أفضل بكثير من الأنواع الأخرى، لكن المعلومات عنها لا تزال شحيحة لتراجع زراعتها نتيجة الحروب في السنوات الماضية.
وأوضحت الشركة أنها تعمل مع المجتمعات المحلية لإحياء صناعة القهوة وزيادة الإنتاج، بما يشمل تقديم الشتلات والدورات التدريبية للمزارعين الذين يعني لهم ذلك فرصة انتشالهم من الفقر.
وبدأت العديد من الأشجار في إنتاج البن لأول مرة هذا العام، وتأمل الشركة في تصدير الدفعة الأولى التي تبلغ نحو 7 أطنان إلى المتاجر المتخصصة في أوروبا، وفق الشركة.
وبحلول عام 2027، يمكن أن تضخ إكسيلسا نحو 2 مليون دولار في اقتصاد جنوب السودان، مع اهتمام المشترين الكبار مثل نسبرسو بها.
لكن الإنتاج يحتاج إلى مضاعفته 3 مرات حتى يكون الأمر يستحق الاستثمار من قبل المشترين الكبار، كما قالت شركة إيكواتوريا تيك.
كما أن الافتقار إلى البنية التحتية وانعدام الأمن في جنوب السودان يجعل من الصعب تصدير القهوة التي تمثل للمزارعين فرصة كبيرة.
إعلانإذ يجب أن تقطع شاحنة واحدة محملة بـ 30 طنا من القهوة نحو 3 آلاف كيلومتر من جنوب السودان للوصول إلى الميناء في كينيا لشحنها.
وتبلغ تكلفة المرحلة الأولى من تلك الرحلة، عبر أوغندا، أكثر من 7500 دولار، وهو ما يصل إلى خمسة أضعاف التكلفة في الدول المجاورة.
فعلى الرغم من اتفاق السلام في عام 2018 الذي أنهى حربا أهلية استمرت 5 سنوات، إلا أن القتال لا يزال متواصلا في بعض الأماكن بالبلاد، منها التي تُزرع بها أشجار إكسيلسا.
وقالت وزيرة الزراعة والغابات والبيئة في جنوب السودان أليسون برنابا -لأسوشيتد برس- إن الحكومة وضعت خططا لإعادة تأهيل مزارع البن القديمة وبناء مدرسة زراعية، لكنها لا تعلم من أين يمكن أن تمول ذلك، إذ لم تدفع جنوب السودان رواتب موظفيها المدنيين منذ أكثر من عام.
كما أن زراعة البن ليست أمرا سهلا دائما. إذ يتعين على المزارعين التعامل مع الحرائق التي تنتشر بسرعة في موسم الجفاف وتدمر محاصيلهم، لا سيما أن الصيادين يستخدمون الحرائق لتخويف الحيوانات ويستخدمها السكان لتطهير الأراضي للزراعة أيضا، في ظل انعدام محاسبة المتسببين بالحرائق.
ورغم الصعوبات التي تواجه زراعة البن في جنوب السودان، يرى السكان إكسيلسا فرصة لمستقبل أفضل.
ويرى سكان جنوب السودان -وفق مقابلات أجرتها أسوشيتد برس- أن أشجار البن هي فرصة للمجتمع ليصبح أكثر استقلالية ماليا، في ظل اعتماد الناس على الحكومة أو المساعدات الأجنبية التي يعني غيابها عدم القدرة على توفير حاجيات الأسر.
ولكي تزدهر القهوة في جنوب السودان، يقول السكان، إنه يجب أن تكون هناك عقلية طويلة الأجل، وهذا يتطلب الاستقرار.