بالنسبة لإسرائيل.. ما هو الفارق بين لبنان وغزة؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
رأى الكاتب الإسرائيلي، يعقوب كاتز، أن هناك طريقتين للنظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه إسرائيل هذا الأسبوع في لبنان.
وفي مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قال الكاتب كاتز أن الطريقة الأولى تتمثل في الاحتفال بالنجاح الذي حققته إسرائيل على مدى الأشهر الـ14 الماضية في حربها ضد المجموعات المدعومة من إيران، موضحاً أن الضربات الاستراتيجية التي تم توجيهها إلى حزب الله كانت كبيرة، حيث تم تدمير أسلحته بعيدة المدى، واغتيال القيادات، وتفكيك بنيته التحتية في جنوب لبنان بالكامل، حتى تراجع وضع التنظيم 20 عاماً إلى الوراء.
اختلاف الأهداف وفقاً للكاتب، على النقيض من غزة، حيث أعلنت إسرائيل منذ البداية أن هدفها هو القضاء على حماس وإبعادها عن السلطة الحاكمة، لم يتم الإعلان عن مثل هذه الأهداف بالنسبة للبنان، بل كانت الأهداف أكثر بساطة منها إضعاف قدرات حزب الله، وإزالة التهديد المباشر للحدود الشمالية حتى يتمكن الإسرائيليون الذين تم إجلاؤهم من العودة إلى ديارهم، ودفع قوات حزب الله المتبقية إلى الشمال من نهر الليطاني، مستطرداً: "كانت حرباً ذات أهداف مُختلفة". رهائن إسرائيل أما عن المنظور الآخر، فيركز على سؤال واحد وعاجل "ماذا عن وضع الرهائن؟".. وهنا، أشار الكاتب إلى أن أحداث السابع من تشرين الأول إلى جانب اختطاف 251 رهينة، هو الذي أشعل فتيل هذا الصراع، مضيفاً أنه على الرغم من أن إنهاء الجبهة الشمالية للتركيز على الجبهة الجنوبية يوفر مزايا استراتيجية، إلا أنه يبدو أن إسرائيل ليست قريبة من تأمين إطلاق سراح الرهائن، وتابع: "ما نعرفه هو أن عدد الرهائن الـ101 الذين ما زالوا في غزة، والذين يُعتقد أنهم على قيد الحياة يتضاءل بسرعة، الأمر الذي يخلق شعوراً لا يطاق بالإلحاح".
الجدوى العملياتية وأوضح أن التباين في الكيفية التي تعاملت بها إسرائيل بين غزة ولبنان يعود إلى عدة عوامل رئيسية، الأول هو "الجدوى العملياتية"، حيث أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع، إلى أن قدرة إسرائيل على تحمل حرب طويلة وأكبر في لبنان مقيدة بالموارد، بما في ذلك مخزونات الأسلحة. وقال الكاتب، إن أي عملية أوسع نطاقاً، مثل محاولة القضاء على حزب الله بالكامل، سوف تتطلب غزواً برياً شاملاً لكل لبنان بما في ذلك بيروت والمناطق المحيطة بها على غرار ما حدث في رفح وجباليا ومدينة غزة، ومن شأن مثل هذه الحملة أن تؤدي إلى صراع طويل الأمد قد لا يكون من الممكن الفوز به، مع عدم وجود ضمانات لتعزيز الأمن لإسرائيل.
السياق الدولي أما العامل الثاني، الذي تحدث عنه الكاتب الإسرائيلي، فهو "السياق الدولي"، حيث إنه خلافاً لغزة، يشكل لبنان دولة ذات أهمية عالمية كبيرة، كما تتمتع الولايات المتحدة وفرنسا وإيران بمصالح استراتيجية عميقة هناك، وهذا الواقع هو الذي دفع إسرائيل إلى تبني نهج مختلف في لبنان، حيث تميز بعناية بين حزب الله كتنظيم ولبنان كدولة. ولكن في غزة، تم التعامل مع حماس والقطاع نفسه باعتبارهما كيانين لا ينفصلان، دون أي تمييز عندما يتعلق الأمر باختيار الجيش الإسرائيلي لأهدافه.
الرنين العاطفي وثالثاً، تحدث الكاتب الإسرائيلي عن "الرنين العاطفي"، بعد الذي حدث للإسرائيليين في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، واستمرار أسر الرهائن الذي أدى إلى خلق دافع عاطفي عميق داخل إسرائيل لرؤية حماس مُدمرة، ولكن في حالة حزب الله، لم يكن الأمر كذلك، ونتيجة لهذا فإن الحاجة الملحة إلى القضاء على التنظيم اللبناني لم تبلغ قط نفس مستوى الشدة الذي بلغته الرغبة في تفكيك حماس.
أبعاد سياسية وأخيراً، تحدث الكاتب عن الأبعاد السياسية، فهناك فرق بين ساحتي لبنان وغزة، التي تمثل ساحة معركة أيديولوجية مختلفة تماما، وأضاف أن الحلول المطروحة دولياً بشأن غزة تفتقر إلى الوضوح، وتثير مخاوف واقع فوضوي.
إعادة الرهائن على عاتق نتنياهو وقال الكاتب، إن المسؤولية النهائية عن حل أزمة الرهائن تقع على عاتق نتنياهو، وباعتباره مهندس السياسات التي أدت إلى هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والزعيم الذي شكل استراتيجية إسرائيل الحالية في غزة، فإنه يتحمل مسؤولية إعادة الإسرائيليين. ورأى أنه إذا صمد وقف إطلاق النار مع حزب الله، فيتعين على إسرائيل أن تستخدم الهدوء في الشمال لإعادة تركيز جهودها على الجنوب وإعطاء الأولوية لإعادة الرهائن، مستطرداً: "هذا ليس فقط ضرورة أخلاقية، بل أيضاً مسألة ملحة على المستوى الوطني". واختتم مقاله: "بناءً على ما حدث في الكنيست على مدى الأسبوع الماضي، يبدو أن الرهائن ليسوا على رأس أولويات هذا الائتلاف، وبدلاً من ذلك، يبدو أن حزب الليكود أكثر تركيزاً على تعزيز سيطرته والعمل على تعزيز التعديلات القضائية، ولكن قد حان الوقت لتغيير ذلك". (24)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
عدوان ممنهج : إسرائيل تواصل «التضييق» على «حزب الله» بغارات في شمال لبنان والبقاع
بيروت - شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات على مناطق في شمال لبنان والبقاع عند الحدود السورية، ما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة عشرة آخرين، في استمرار للخروقات الإسرائيلية المتواصلة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في مسعى من إسرائيل لمنع «حزب الله» من «إعادة التسلح»، كما يقول مسؤولون إسرائيليون، حسب الشرق الاوسط.
وللمرة الثانية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع في البقاع، حيث سقط قتيلان، وأُصيب عشرة أشخاص في قصف استهدف منطقتيْ جنتا والشعرة عند الحدود اللبنانية السورية، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية، وذلك بعدما كان القصف الإسرائيلي قد استهدف البقاع في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وفي الوقت عينه، كانت منطقة الشمال أيضاً هدفاً للطائرات الإسرائيلية، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيران الإسرائيلي شنّ غارتين على منطقة وادي خالد، فجر الجمعة، مشيرة إلى أن الغارة الأولى استهدفت شاحنة محملة ببطاريات وخردة في منطقة الواويات، والثانية استهدفت معبر جب الورد في خراج بلدة حنيدر. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أهدافاً تابعة لـ«حزب الله» في البقاع. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن «طائراتٍ حربية تابعة لسلاح الجو، وبناءً على توجيهات استخباراتية من هيئة الاستخبارات، شنّت، خلال الليلة الماضية، غاراتٍ على عدة أهدافٍ تابعة لـ(حزب الله) في منطقة البقاع». ولفت إلى أنه «من بين الأهداف التي جرى استهدافها موقع عسكري يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية، بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور إلى الحدود اللبنانية السورية، يستخدمها (حزب الله) لمحاولة تهريب الأسلحة».
وعن إطلاق مُسيّرة استطلاع تابعة لـ«حزب الله»، الخميس، قال أدرعي إن «هذا الأمر يشكّل انتهاكاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، وذلك بعدما كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الخميس، «اعتراض» مُسيّرة لـ«حزب الله» أُطلقت، وفق ما قال، باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وتعليقاً على الأحداث الدائرة الأمنية في لبنان، رأى النائب في كتلة نواب «حزب الله» إبراهيم الموسوي، أنّ «الاعتداء على البقاع هو انتهاك شديد الخطورة وعدوان فاضح يخرق إجراءات القرار». كما لفت إلى أن «هذا التصعيد المتمادي والمُمنهج يؤكد تحلل إسرائيل من أي التزامات جدية وعدم احترامها المجتمع الدولي برُمّته». وطالب الموسوي الدولة اللبنانية، مُمثّلة برئاسة الجمهورية والحكومة والجيش، بـ«التحرك الفوري وبكل الوسائل المتاحة لوقف هذه الاستباحة المستمرة لدماء اللبنانيين ولسيادة الدولة على أراضيها».
الرئاسة اللبنانية وقيادة الجيش تتباحثان الوضع في الجنوب
وكان الوضع في جنوب لبنان؛ حيث تستمر الخروقات الإسرائيلية، محور بحث بين الرئيس جوزيف عون مع قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، ومدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي. وأعلنت الرئاسة اللبنانية «أن الرئيس جوزيف عون عرض، الجمعة، التطورات في جنوب البلاد مع عودة وقهوجي، حيث جرى تكليف قائد الجيش بالإنابة بتفقُّد الجنوب والاطلاع على الوضع الميداني، وواقع انتشار الجيش اللبناني في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي».
وكشفت مصادر ميدانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش الإسرائيلي لا يزال في 9 بلدات بجنوب لبنان معظمها في القطاع الشرقي الذي يحدُّ الجليل الأعلى، وهي ميس الجبل، وكفركلا، ومركبا، ورب ثلاثين، والعديسة، وعيترون، ومحيبيب، بالإضافة إلى قسم من بلدتيْ مارون الراس ويارون (القطاع الأوسط).
«أطباء بلا حدود»: استمرار العمليات الإسرائيلية يُفاقم معاناة أهالي الجنوب
وتحدثت منظمة «أطباء بلا حدود» عن معاناة العائدين إلى قرى جنوب لبنان نتيجة مواصلة العمليات العسكرية وتدمير البنى التحتية وفقدان الرعاية الصحية، إضافة إلى عدم قدرة عدد كبير من السكان على العودة إلى منازلهم إما بسبب استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي أو بسبب تدمير بيوتهم.
ويقول منسق الطوارئ في «أطباء بلا حدود» بلبنان، فرنسوا زامباريني، في بيان صادر عن المنظمة، إنه «منذ سريان وقف إطلاق النار في شهر نوفمبر الماضي، استمرت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار وشن الغارات وهدم البنى التحتية المدنية، مخلّفةً مزيداً من الدمار والضحايا المدنيين في جنوب لبنان، كل يوم. وقد تفاقمت معاناة هذه المجتمعات بشكل كبير، ولا سيما أن الناس يُقاسون في الأساس للتعامل مع خسائرهم وتحمُّل تبِعات الحرب»، مشيراً إلى أن «المجموعات الأكثر حاجة، على غرار اللاجئين والعاملات والعمال الأجانب، تتحمّل تحديات أكبر، في هذا السياق».
وذكّر البيان بأنه وفقاً لوزارة الصحة العامة، قُتل 83 شخصاً، وأُصيب ما لا يقل عن 228 آخرين على يد القوات الإسرائيلية في لبنان، منذ إعلان وقف إطلاق النار. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تضرَّر أو دُمِّر أكثر من 90,000 مبنى، بما في ذلك المنازل والشركات والمرافق الزراعية والمدارس والبنية التحتية للمياه؛ بسبب القصف الذي طال جميع أنحاء البلاد.
Your browser does not support the video tag.