قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أنه في ظل التحديات العميقة التي نعيشها اليوم، التي اختلطت فيها الأمور وتداخلت فيها الفتن، يصبح الوعي والإيمان ركيزتين أساسيتين للنجاة في هذا الزمن المضطرب. فقد حذر النبي ﷺ من فتنةٍ عمياء لا يُدرى بدؤها من نهايتها، حيث أصبحت القيم تتقلب والمفاهيم تختلط، فالإيمان بالحق والتمسك بالقيم أصبح أصعب من أي وقت مضى.

المؤمن بين الفتن والاختلاط

وتابع جمعة، أنه في هذا الزمان، يواجه المسلم تحديات عظيمة، ومن أبرزها كثرة الفتن واختلاط الأمور. لا يكاد يعرف الشخص أين الحق من الباطل في كثير من المواقف. والحديث الشريف الذي يقول: "المؤمن غريب، قابض على دينه كما يقبض على الجمر"، يعكس واقع المؤمن اليوم الذي يواجه صعوبة في التمسك بتعاليم دينه وسط ضغوط الحياة الاجتماعية والسياسية.

الصبر والفهم: مفتاحا النجاة

وتسائل جمعة: ما العمل في هذا الزمان؟ الجواب يكمن في الصبر والفهم العميق لكتاب الله وسنة نبيه ﷺ. يوضح الحديث النبوي الذي يُوصي بالانصراف إلى "خاصة نفسك" والابتعاد عن التفاعل السلبي مع الشؤون العامة عندما تكون في فتنة. فإذا كانت الدنيا حولك مضطربة، فالأمر الذي يضمن لك الثبات هو أن تنشغل بما ينفعك وتبتعد عن الجدل البيّن الذي يؤدي إلى الفتن.

العودة إلى الله والدعاء

وأضاف جمعة أن أهم ما يحتاجه المسلم في هذه المرحلة هو العودة إلى الله سبحانه وتعالى، والتمسك بالكتاب والسنة. لا ملجأ من الله إلا إليه، والدعاء ليس علامة ضعف، بل هو قوة حقيقية للمؤمن حين يلتجئ إلى الله في وقت الشدة. فالله عز وجل هو القادر على أن يفتح الأبواب المغلقة ويُيسر الأمور التي استحالت على البشر.

الوعي الكامل في مواجهة الفتن

في زمن أصبحت فيه الحياة مليئة بالمغريات والشبهات، يُصبح الوعي شرطًا أساسيًا للمسلم ليواجه هذه الفتن. فالمؤمن المخلص الذي يصدق نيته ويخلص لله سيجد نورًا يهدية في الظلمات ويُرشد طريقه نحو الحق.

في النهاية، وضح جمعة أنه لا بد للمسلم من التمسك بقيم الإيمان والصبر في هذه الفتن المتلاطمة، والرجوع إلى الله في كل الأوقات، ليبقى قلبه مطمئنًا واثقًا برحمة الله وكرمه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة المسلم الله والدعاء التحديات النبي إلى الله

إقرأ أيضاً:

طاعات بعد رمضان.. عبادات احرص عليها في هذه الأيام

من الطاعات التي تعقب شهر رمضان صيام الست من شوال، فعن ثوبان مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» [رواه ابن ماجه].

ماذا بعد رمضان؟.. الإفتاء توضح كيفية التخلص من الفتور في العبادةعبادات يجوز أداؤها عن الغير .. أمين الفتوى يكشف عنهاطاعات بعد رمضان

يقول ابن حجر الهيتمي: «لأن الحسنة بعشر أمثالها، كما جاء مفسرا في رواية سندها حسن ولفظها «صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام – أي: من شوال – بشهرين فذلك صيام السنة» أي: مثل صيامها بلا مضاعفة نظير ما قالوه في خبر: ﴿قل هو الله أحد﴾ تعدل ثلث القرآن وأشباهه، والمراد ثواب الفرض وإلا لم يكن لخصوصية ستة شوال معنى؛ إذ من صام مع رمضان ستة غيرها؛ يحصل له ثواب الدهر لما تقرر فلا تتميز تلك إلا بذلك.

واستطرد: حاصله أن من صامها مع رمضان كل سنة تكون كصيام الدهر فرضاً بلا مضاعفة ومن صام ستة غيرها كذلك؛ تكون كصيامه نفلا بلا مضاعفة كما أن يصوم ثلاثة من كل شهر تحصله أيضا» [تحفة المحتاج].


الذكر بعد رمضان

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن المأثور من الذكر المساعد على الثبات على العبادة بعد رمضان، هو ترديد ذكر "يا وارث" 1000 مرة ما بين المغرب والعشاء، وهذا ما ورد من المجربات عن العلماء السابقين.

وقال “جمعة”: عليك أخي الكريم بذكر الله؛ لما ورد فى قوله- تعالى-: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.. [الرعد : 28].

علامات قبول الطاعة بعد رمضان

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المخاصمة سبب لعدم قبول الأعمال عند الله أو التوبة من الذنوب، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس؛ فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا".

وطالب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال أحد الدروس الدينية، بالتخلق بخلق المسامحة، حتى ولو أخطا الآخر في حقنا، وأضاف: "فقد كنا قديما عندما يعتدى علينا أحد؛ نقول له: "الله يسامحك" التي لم نعد نسمعها الآن، وأيضًا كنا نقول "صلي على النبي-صلى الله عليه وسلم-"، وأيضًا: "وحدوا الله"، فنحتاج هذه الأدبيات والأخلاق، وتراثنا الأصيل المشبع بأخلاق الإسلام يجب أن يعود مرة أخرى".

واستطرد: "القصاص لا نستوفيه من أنفسنا، وإنما يكون من خلال القضاء الذي وضعه الشرع لنا كضابط، فعندما يظلمنا أحد؛ لا نقتص منه بأيدينا، وإنما نلجأ للقاضي؛ ليقتص لنا".

مقالات مشابهة

  • حكم من سها في الصلاة ونسي سجود السهو .. علي جمعة يوضح
  • طاعات بعد رمضان.. عبادات احرص عليها في هذه الأيام
  • ريكيلمي خليفة مارادونا الذي تحدى قواعد العصر
  • محكمة الأسرة تفصل فى مستحقات نفقة العدة لطليقة صالح جمعة بعد قليل
  • للنشر 7 ص / الحكم في دعوى نفقة طليقة صالح جمعة.. اليوم
  • علي جمعة: كيف نبقي أثر شهر رمضان حيًا في حياتنا ؟
  • يا الدفع يا الحبس.. صالح جمعة يواجه مصيره فى دعوى جديدة بسبب نفقة طليقته
  • عوامل النصر.. وصناعة الفتن.
  • 3 دعوات مستجابة لا يردها الله أبدا.. علي جمعة: اغتنمها
  • يا الدفع يا الحبس.. محكمة الأسرة تحدد مصير نزاع نفقة طليقة صالح جمعة