الوعي والإيمان في زمن الفتن.. كيف نواجه تحديات العصر؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أنه في ظل التحديات العميقة التي نعيشها اليوم، التي اختلطت فيها الأمور وتداخلت فيها الفتن، يصبح الوعي والإيمان ركيزتين أساسيتين للنجاة في هذا الزمن المضطرب. فقد حذر النبي ﷺ من فتنةٍ عمياء لا يُدرى بدؤها من نهايتها، حيث أصبحت القيم تتقلب والمفاهيم تختلط، فالإيمان بالحق والتمسك بالقيم أصبح أصعب من أي وقت مضى.
وتابع جمعة، أنه في هذا الزمان، يواجه المسلم تحديات عظيمة، ومن أبرزها كثرة الفتن واختلاط الأمور. لا يكاد يعرف الشخص أين الحق من الباطل في كثير من المواقف. والحديث الشريف الذي يقول: "المؤمن غريب، قابض على دينه كما يقبض على الجمر"، يعكس واقع المؤمن اليوم الذي يواجه صعوبة في التمسك بتعاليم دينه وسط ضغوط الحياة الاجتماعية والسياسية.
الصبر والفهم: مفتاحا النجاةوتسائل جمعة: ما العمل في هذا الزمان؟ الجواب يكمن في الصبر والفهم العميق لكتاب الله وسنة نبيه ﷺ. يوضح الحديث النبوي الذي يُوصي بالانصراف إلى "خاصة نفسك" والابتعاد عن التفاعل السلبي مع الشؤون العامة عندما تكون في فتنة. فإذا كانت الدنيا حولك مضطربة، فالأمر الذي يضمن لك الثبات هو أن تنشغل بما ينفعك وتبتعد عن الجدل البيّن الذي يؤدي إلى الفتن.
العودة إلى الله والدعاءوأضاف جمعة أن أهم ما يحتاجه المسلم في هذه المرحلة هو العودة إلى الله سبحانه وتعالى، والتمسك بالكتاب والسنة. لا ملجأ من الله إلا إليه، والدعاء ليس علامة ضعف، بل هو قوة حقيقية للمؤمن حين يلتجئ إلى الله في وقت الشدة. فالله عز وجل هو القادر على أن يفتح الأبواب المغلقة ويُيسر الأمور التي استحالت على البشر.
الوعي الكامل في مواجهة الفتنفي زمن أصبحت فيه الحياة مليئة بالمغريات والشبهات، يُصبح الوعي شرطًا أساسيًا للمسلم ليواجه هذه الفتن. فالمؤمن المخلص الذي يصدق نيته ويخلص لله سيجد نورًا يهدية في الظلمات ويُرشد طريقه نحو الحق.
في النهاية، وضح جمعة أنه لا بد للمسلم من التمسك بقيم الإيمان والصبر في هذه الفتن المتلاطمة، والرجوع إلى الله في كل الأوقات، ليبقى قلبه مطمئنًا واثقًا برحمة الله وكرمه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة المسلم الله والدعاء التحديات النبي إلى الله
إقرأ أيضاً:
هل الحب بين الولد والبنت حراما؟ علي جمعة: الحبيب له أجر شهيد
هل الحب بين الولد والبنت حرام؟ سؤال أجاب عنه الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وقال إن الحب والصداقة بين الرجل والمرأة، أو الولد والبنت، ليست حراما وجائزة شرعًا ولكن بشروط.
واوضح خلال برنامج تليفزيوني: أن الصداقة، وعلاقة الحب بين الرجل والمرأة، ليست حرامًا طالما تم الالتزام بالضوابط والشروط، واول هذه الشروط هو العفاف ثم العلانية، بمعنى لا تكون تلك العلاقة مخفية، أو سرية بعيدًا عن الأهل والجيران والأصدقاء أي تحت أعين وبصيرة الجميع.
وتابع قائلا: فان علاقة الحب والصداقة بين الولد والبنت، لابد ان تتسم بالعفاف والوضوح والعلانية والإشراف وإدراك للواقع.
واشار الى ان الحب لن يكون مقبولا إذا كانت رغبته الشهوة بعيدًا عن إطار علاقة الزواج، فإذا كان الولد الذي يحب البنت لا يستطيع الزواج "فبلاها علاقة حب بقى».
وكشف عن أن الحبيب الذى التزم بالضوابط والشروط له أجر شهيد إذا مات، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم «من عشق فعف فكتم فمات مات شهيد» فالحبيب له أجر شهيد سواء ولد أو بنت، والشهيد يدخل الجنة بدون حساب، فسيدنا النبي قال ذلك، والحديث ليس ضعيفًا كما يتردد.
وأوضح، أن الله لا يحاسب على ما في القلوب، ولكن لابد الا يتحول هذا الحب الى سلوك منحرف، ولا يدعوك هذا الحب ايضا الى الفساد ولا الخروج عن العفاف.