ردع العدوان.. التوقيت ومواقف الأطراف والنظام السوري وحلفائه
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
بعد هدوء دام ما يقارب 5 سنوات، تشهد مناطق الشمال السوري تصعيدا عسكريا متسارعا إثر قيام فصائل المعارضة السورية بهجوم مفاجئ الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على مواقع النظام في ريف حلب الغربي.
وأسفرت العملية التي أطلق عليها "ردع العدوان" عن سيطرة المعارضة على مساحات شاسعة من ريفي حلب الغربي وإدلب الشرقي خلال أقل من 48 ساعة على بدء الهجوم.
وشكّلت المعارضة غرفة "إدارة العمليات العسكرية" مع بداية الهجوم، وتضم هيئة تحرير الشام وأخرى من الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة، إضافة إلى عدد من فصائل المعارضة في إدلب.
وقالت إن الهجوم يأتي في إطار كبح جماح النظام الذي يهدد ببدء عمل عسكري على محافظة إدلب، ويصعّد القصف عليها بالمدفعية والصواريخ والطائرات الملغمة.
وكانت آخر اشتباكات شهدتها هذه المناطق في مارس/آذار 2020 بعد توقيع اتفاقية "سوتشي" بين تركيا وروسيا، إلا أنها كانت تشهد بين الحين والآخر خروقات من قِبل النظام وروسيا، تؤدي إلى وقوع ضحايا أغلبهم مدنيون.
واليوم تأتي هذه العملية في ظروف دولية وإقليمية متداخلة، إثر التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، وكانت سوريا إحدى ساحاته عبر استهداف المواقع التابعة لإيران وحزب الله.
أهداف متعددةوحددت فصائل المعارضة السورية الأهداف العامة من هذه العملية والمتمثلة بكسر مخططات النظام عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع قواته والمليشيات التابعة له.
وأكد الناطق باسم غرفة "العمليات العسكرية" القيادي حسن عبد الغني أن الدفاع عن المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة "ليس خيارا بل هو واجب"، مشددا على أن "هدفهم الثابت هو إعادة المهجرين إلى ديارهم".
لكن التطورات الميدانية المتلاحقة، والتقدم المستمر لقوات المعارضة يشير إلى أن هناك أهدافًا أكبر من تلك التي تم الإعلان عنها، وفي هذا السياق يقول قائد حركة أحرار الشام عامر الشيخ عبر صفحته على منصة إكس إن عملية ردع العدوان مستمرة حتى تحقيق أهدافها المتمثلة بوقف اعتداءات النظام، وإبعاد خطر المليشيات الإيرانية عن مناطق سيطرة المعارضة، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة الناس إلى أرضهم بأمان.
وبحسب مراقبين فإنه يمكن رسم الأهداف العامة لهذه العملية بتوسيع مناطق سيطرة المعارضة، وتأمين عودة المدنيين إلى منازلهم وتخفيف الضغط السكاني الهائل على باقي المناطق، إلى جانب تحييد سلاح المدفعية والطائرات المسيّرة التي تستهدف المدنيين في مناطق المعارضة.
وحسب فريق "منسقو استجابة سوريا" فإن أرياف حلب وإدلب تعرضت منذ بداية العام الجاري وحتى 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لأكثر من 256 هجوما بـ874 طائرة مسيّرة انتحارية من قوات النظام السوري، أدت لمقتل 34 مدنيا وإصابة 88، من بينهم نساء وأطفال.
من ناحيته، يرى المحلل الإستراتيجي العقيد أحمد حمادة في حديثه مع الجزيرة نت أن الهدف الجغرافي من هذه العملية مفتوح لأن الواقع الميداني هو من يحكمه من جهة، ولأن الفصائل التي شنت هذا الهجوم لم تعلن هدفها النهائي من هذه العملية من جهة أخرى، إذ قد يشمل كل مناطق خفض التصعيد التي تم الاتفاق عليها عام 2017، والتي تمتد إلى منطقة مورك في ريف حماة الشمالي، وقد يتوسع لتشمل مدينة حلب أيضا.
وبالإضافة إلى الدفاع عن المناطق المحررة، التي كانت تتعرض لاستهدافات متكررة من النظام وحلفائه عن طريق القصف المدفعي أو الجوي أو حتى عبر الطائرات المفخخة في الآونة الأخيرة، يبدو واضحا أن هناك أهدافًا سياسية لهذه العملية تتمثل بتحريك الملف السوري، وإعادة الاهتمام الدولي به، بعد حالة الجمود التي مرَ بها خلال السنوات الست الماضية، وذلك بحسب العقيد حمادة.
تطورات ميدانية متسارعةقد يكون التقدم الميداني المتسارع، والسيطرة على مواقع جديدة لقوات النظام السوري من أبرز ما يميز هذه العملية، إذ استطاعت قوات المعارضة في الساعات الأولى من إطلاق العملية السيطرة على مواقع وتلال مهمة في ريف حلب الغربي أبرزها الشيخ عقيل وعنجارة و"الفوج 46″ الإستراتيجي.
وبذلك تكون مساحة المنطقة التي سيطرت عليها المعارضة في اليوم الأول للعملية وصلت إلى 245 كيلومترا مربعا، وأصبحت على بُعد 5 كيلومترات من مدينة حلب، إلى جانب مقتل العشرات من قوات النظام، واغتنام العديد من الأسلحة والمدافع منها مستودع صواريخ "كورنيت"، وذلك بحسب غرفة "إدارة العمليات العسكرية".
واختتمت فصائل المعارضة مواجهات اليوم الثاني محققة تقدّما سريعا ولافتا على مختلف جبهات ريف حلب الغربي والريف الشرقي لإدلب، إضافة إلى الزربة وخان العسل ما مكّنها من قطع الطريق الدولي حلب – دمشق.
كما تمكّنت من استهداف مواقع لقوات النظام في قلب مدينة حلب لأول مرة منذ بدء العملية، وسط أنباء تشير إلى وصول طلائع الفصائل إلى مشارف مدينة حلب، بعد إعلان غرفة "العمليات العسكرية" أمس السيطرة على كامل الريف الغربي لمدينة حلب.
وتعليقًا على هذا التقدم السريع، يوضح القيادي السابق في المعارضة العسكرية العقيد عبد الجبار العكيدي، في حديثه للجزيرة نت، أن أسباب ذلك تكمن في التخطيط العسكري، والإدارة الموحدة للعمليات، إضافة إلى وجود أسلحة محلية، والانهيار السريع لقوات النظام والمليشيات التابعة له في ظل عدم وجود مشاركة فعلية للطيران الروسي حتى الآن.
وكانت المعارضة السورية أعلنت أمس الخميس لأول مرة استخدام طائرات مسيّرة باسم "كتائب شاهين" قصفت من خلالها طائرات مروحية للنظام في مطار النيرب العسكري.
أما أهم عامل برأي العكيدي فهو "توحد الفصائل بغرفة عمليات واحدة هي إدارة العمليات العسكرية، ونبذ الخلافات بين الفصائل، التي تقاتل الآن كتفا إلى كتف، رغم أنها منذ أيام كانت تتقاتل مع بعضها".
عناصر من المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب شمال غربي سوريا (مواقع التواصل الاجتماعي) تعليق النظام على الهجوموفي أول تعليق للنظام السوري على الهجوم، أعلنت وزارة الدفاع أن فصائل المعارضة شنت هجوما واسعا الأربعاء، على عدد من القرى والبلدات والنقاط العسكرية في ريفي حلب وإدلب، مشيرة إلى أنها "تصدت له" ومؤكدة أن الهجوم لا يزال مستمرا.
وجاء في بيان للوزارة صباح الخميس أن -ما سمتها- التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت جبهة النصرة والموجودة في ريفي حلب وإدلب قامت "بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح يوم الأربعاء بأعداد كبيرة من الإرهابيين وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق".
وقال البيان إنه تم التصدي للهجوم "الذي ما زال مستمرا حتى الآن، وكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وتقوم قواتنا بمواجهة التنظيمات الإرهابية بمختلف الوسائط النارية وبالتعاون مع القوات الصديقة".
فصائل المعارضة السورية سيطرت على 32 قرية ونقطة في ريف حلب الغربي (وكالة الأناضول) توقيت الهجوممنذ بداية التصعيد الإقليمي في المنطقة بعد عملية طوفان الأقصى، تحاول المعارضة السورية استغلال الهوامش الممكنة لتغيير الواقع الجيوسياسي من جهة، ولتأمين المناطق التي تسيطر عليها من اعتداءات النظام التي تزايدت في الفترة الأخيرة من جهة ثانية.
وبحسب الخبير العسكري أحمد حمادة، فإن المعارضة تحاول في هذا التوقيت استغلال ما يسمى سياسة "تحجيم النفوذ الإيراني" في سوريا، ويترافق ذلك مع مخاوف المعارضة من تحركات المليشيات التابعة لإيران وحزب الله في سوريا، وسعيها لإعادة نقاط انتشارها وتمركزها في مناطق بعيدة عن الحدود الإسرائيلية مثل أرياف حلب وإدلب ودير الزور.
ويتابع حمادة أن كل ذلك يأتي وسط شرخ قوي بين النظام وحزب الله بعد أن يئس الأخير من مساعدة النظام السوري له في التصعيد الإسرائيلي الأخير ضده.
وعلى المستوى الدولي يأتي هذا الهجوم وسط استنزاف روسيا، أكبر داعمي النظام بالملف الأوكراني، وتعقيبا على هذه النقطة أشار الخبير العسكري العراقي مهند العزاوي للجزيرة نت إلى التقارير التي تحدثت عن وجود دعم غربي عسكري للمعارضة السورية لأول مرة، وذلك بغرض فتح جبهة جديدة ضد روسيا التي لم تعد سوريا أولوية عندها بسبب انشغالها بالحرب في أوكرانيا.
ماذا عن الموقف التركي؟على الرغم من أن تركيا تعد الضامنة لمناطق خفض التصعيد من ناحية المعارضة، فلم يصدر عنها موقف رسمي حتى الآن من العمليات التي تخوضها المعارضة السورية في الشمال السوري، غير أن وكالة رويترز نقلت عن مصادر أمنية تركية (لم تسمها) أن عملية المعارضة السورية باتجاه حلب تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد بإدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في 2019.
وأضافت المصادر أن العملية المحدودة لجماعات المعارضة توسعت بعد أن غادرت قوات النظام السوري مواقعها، موضحة أن العملية جاءت عقب هجمات النظام على المنطقة.
وبناء هذه التصريحات التركية يرجح الباحث بمركز الحوار السوري أحمد قربي "أن تكون العملية قائمة بموافقة ضمنية من تركيا على الأقل في الوقت الحالي، لأن تركيا تريد استغلال الظرف الحالي وتراجع النفوذ الإيراني، في ظل التداخل الدولي من مختلف الأطراف الفاعلة بالشأن السوري من أجل تقوية أوراقها في سوريا، والضغط على النظام السوري في ملف تطبيع العلاقات بين البلدين".
ويعتقد القربي، في حديثه للجزيرة نت، أن العملية قائمة على سيناريوهين، الأول ناتج عن توافقات ضمنية بين تركيا وروسيا، خاصة أن الطيران الروسي لم يتدخل بفعالية عقب تقدم فصائل المعارضة السورية، والثاني أن روسيا تراقب ما يحصل على الأرض ثم بعد ذلك قد تقوم بالتدخل لصالح النظام، سواء في حال كان التقدم الحالي خارج الرغبة الروسية، أو أنه يتجاوز الحدود المتوافق عليها بين كل من أنقرة وموسكو.
وكان مسار التطبيع التركي مع النظام السوري قد وصل إلى طريق مسدود نتيجة إصرار النظام على خروج الجيش التركي من الأراضي السورية بصفته "محتلا"، بينما تصرّ تركيا على البقاء حتى تشكيل دستور جديد للبلاد وتطبيق الحل السياسي وفقًا للقرار الأممي 2254.
عمليات المعارضة ضد النظام في إدلب (مواقع التواصل) أين حلفاء النظام؟مقابل الموقف الإيراني الواضح من عملية "ردع العدوان" والذي تجلى من خلال المشاركة الفعلية في المعارك، التي أدت إلى مقتل العميد كيومرث بورهاشمي، أحد كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في هجوم شنه مسلحون شمال حلب بحسب ما أفادت به وكالة "تسنيم" الإيرانية أمس الخميس.
وترافق ذلك مع موقف سياسي لإيران أكثر وضوحا عندما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي أمس الخميس تصاعد أنشطة فصائل المعارضة في سوريا خلال اليومين الماضيين، معتبرا ذلك جزءا من "خطة أميركية وإسرائيلية لزعزعة أمن المنطقة".
وأكد بقائي أن تحركات الفصائل "تمثل انتهاكا صارخا لاتفاقات أستانا" التي تشمل مناطق خفض التصعيد في أطراف حلب وإدلب، مما يعرض "الإنجازات الإيجابية لهذه العملية (أستانا) إلى خطر جدي".
مقابل هذا الموقف الإيراني بدا الموقف الروسي غامضا على الصعيد العسكري من خلال المشاركة المحدودة لسلاح الجو الذي اشتهر باتباع سياسة "الأرض المحروقة" منذ تدخله إلى جانب النظام عام 2015، مما أثار كثيرا من التساؤلات حول وجود تنسيق أو اتفاق (تركي – روسي) خاصة أن هذه العمليات تدور في مناطق "خفض التصعيد" المتفق عليها بين الطرفين.
أما الموقف الرسمي الروسي فقد تأخر حتى اليوم الثالث من بدء المعارك، وجاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي قالت إن قوى الغرب الكبرى مستمرة في ممارساتها وهجماتها العدائية ضد دمشق، مؤكدة استمرار دعم روسيا لسوريا وشعبها.
وأشارت إلى أن "سياسة قوى الغرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا في نشر الفوضى عبر جماعات مسلحة وإرهابية، باتت مفضوحة".
من ناحيته، كشف الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أحمد رحال، للجزيرة نت، أن سبب الإحجام الروسي عن المشاركة الفعلية بالمعارك يعود لسببين: الأول أن روسيا تريد أن تضغط على النظام بملف التطبيع مع تركيا، وتريده أن يعرف حجمه وإمكانياته العسكرية المتواضعة هو وإيران.
ويضيف رحال أن السبب الثاني يعود إلى مخاوف القوات الروسية من عمليات مفاجئة قد تتعرض لها قواتها في قاعدة حميميم من قِبَل قوات المعارضة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فصائل المعارضة السوریة العملیات العسکریة ریف حلب الغربی النظام السوری خفض التصعید هذه العملیة المعارضة فی ردع العدوان قوات النظام للجزیرة نت فی ریف حلب حلب وإدلب مدینة حلب فی سوریا من جهة
إقرأ أيضاً:
الإدارة السورية الجديدة تتعهّد بتعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
سرايا - صرح وزير الإعلام السوري الجديد، محمد العمر، لوكالة فرانس برس، بأن الإدارة السورية تعمل من أجل "بناء إعلام حر" متعهداً بضمان "حرية التعبير" في بلد عانت فيه وسائل الإعلام لعقود من التقييد في ظل حكم عائلة الأسد.
وقال العمر: "نعمل على إعادة بناء إعلام سوري حر يتصف بالموضوعية والمهنية (...)، وعلى تعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي التي كانت مقيدة بشدة في مناطق النظام المخلوع".
وبعد 13 عاما من الحرب الأهلية، أراد العمر أيضا طمأنة مجموعة الصحافيين التي عملت خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد لكنها "رفضت أن تكون أدوات للتطبيع"، ووعد بأنه "سيتم استدعاؤها لتعود إلى مواقعها".
والعمر هو عضو في الحكومة الانتقالية التي شكلها في دمشق ائتلاف من فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام أطاحت بالأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، ما أنهى أكثر من نصف قرن من حكم آل الأسد.
وبعد ساعات قليلة من دخول الفصائل إلى دمشق، زيّنت وسائل الإعلام الرسمية السورية التي كانت تمجد الرئيس المخلوع، بألوان "الثورة" وانتقدت "النظام المجرم"، وهي كلمات لم يكن من الممكن تصور النطق بها قبل أقل من شهر.
كان العمر وزيرا للإعلام في حكومة الإنقاذ المعلنة ذاتيا التي شكلت في 2017 في محافظة إدلب التي سيطرت عليها المعارضة في شمال غرب البلاد لتقديم الخدمات للسكان المحرومين من مؤسسات الدولة.
وعلى مدى عقود، قمع حزب البعث الحاكم وعائلة الأسد كل الحريات في سوريا وكمّوا أفواه الصحافيين وحولوا وسائل الإعلام إلى أدوات لخدمة السلطة.
"تلميع صورة السلطة"
عندما اندلعت التظاهرات المؤيدة للديموقراطية في العام 2011، تعرضت الحركة لقمع دامٍ، وسرعان ما وُصف المتمردون الذين حملوا السلاح ضد السلطة بأنهم "إرهابيون" في خطاب السلطات.
وعلق العمر في حديثه: "بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية، نحن لا نريد أن نستمر على نفس النهج، (أي) إعلام رسمي معني بتلميع صورة السلطة".
وتكثّف السلطات الجديدة التصريحات واللفتات لطمأنة الأقليات في البلاد المتعددة الأعراق والأديان، والوفود الغربية والعربية التي تعيد فتح خط دبلوماسي مع دمشق.
وتابع العمر: "سنقلل من إجراءات البيروقراطية ونعمل على تيسير عمل الوفود الصحافية الأجنبية"، إذ في ظل السلطة السابقة، كانت تخضع وسائل الإعلام الأجنبية للتدقيق ولم يكن صحافيوها يتمكنون من الحصول على تأشيرات دخول بسهولة.
وأضاف: "وجهنا نداءات مباشرة منذ تحرير مناطق سوريا خصوصا بدمشق باستمرار العمل الإعلامي للعاملين في مؤسسات النظام".
ونشرت وزارة الإعلام في 13 كانون الأول/ديسمبر بيانا أثار قلق صحافيين كانوا يعملون تحت مظلة النظام، أكدت فيه عزمها محاسبة "جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه".
وتحدث الوزير، الثلاثاء، مع عشرات الصحافيين السوريين لمناقشة المرحلة الانتقالية.
وقال لوكالة فرانس برس :"ما نعتمد عليه في الفترة المقبلة هو الخبرة والكفاءة (...) نريد إعلاما يعبر عن الثقافات السورية المتنوعة وطموحاتها وينقل اهتماماتها ويشكل صلة وصل بين الشعب والإدارة الموجودة".
وتسعى الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة مختلف الأطراف في الداخل والخارج بشأن توجهاتها في الحكم ومستقبل البلاد.
وفي هذا السياق، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، الاثنين، وفداً من قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، على ما أفاد مسؤول مطلع على الاجتماع وكالة فرانس برس، الثلاثاء، مشيرا إلى أن المحادثات كانت "إيجابية".
وتعد هذه أول محادثات يجريها الشرع مع قادة أكراد منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في مطلع ديسمبر، وعقدت في وقت تجري معارك بين المقاتلين الأكراد وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في شمال سوريا.
وعشية رأس السنة الميلادية التقى الشرع، الثلاثاء، في دمشق، وفدا يضم مسؤولين دينيين يمثلون الكنائس المسيحية، بحسب ما أفاد مكتبه، وذلك وسط مشاعر قلق تسود الأقليات في سوريا، ومساع للحصول على ضمانات من السلطات الجديدة.
ونُشرت صور على حساب "القيادة العامة" على تطبيق "تليغرام" تظهر الشرع مرتديا بزة وربطة عنق، يجتمع بالعديد من ممثلي الكنائس المسيحية من أرثوذكس وكاثوليك وأرمن أرثوذكس وسريان أرثوذكس وبروتستانت، نقلا عن فرانس برس.
وفي مقابلة مؤخرا مع "العربية"، قال الشرع إن بعض العمليات الانتقامية الحاصلة حاليا في سوريا أقل من المتوقع مقارنة بحجم الأزمة، مضيفا أن "النظام السابق خلف انقسامات هائلة داخل المجتمع السوري".
وأكد أنه "ليس هناك قلق في الداخل السوري، فالسوريون متعايشون"، مشددا على أن "كل مرتكبي الجرائم سينالون جزاءهم".
وتعهد بحل الفصائل المسلحة، ومنها "هيئة تحرير الشام"، موضحا أن الإعلان عن هذا سيحدث في مؤتمر الحوار الوطني
ولفت إلى أن "السلطة الجديدة ستدير البلاد بعقلية الدولة"، وأن "سوريا لن تكون مصدر إزعاج لأحد".
إثر هجوم مباغت شنّ في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر من شمال غرب سوريا، أطاح ائتلاف فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر.
وأدّى سقوط الأسد إلى إعادة خلط الأوراق في سوريا وإلى مخاوف من عودة تنظيم داعش، الذي بقي نشطا في العراق وسوريا حتى بعد دحره في 2019.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 900
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 01-01-2025 06:10 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...