دراسة تكشف ارتباط جين آسيوي بمرض سرطان الرئة
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
في السنوات الأخيرة، لاحظ الدكتور براينت لين، طبيب الرعاية الأولية بإحدى مستشفيات الولايات المتحدة، ظاهرة مقلقة بين مرضاه الأمريكيين من أصل آسيوي، حيث بدأ العديد منهم يعاني من سرطان الرئة القاتل، رغم أنهم لم يدخنوا سيجارة واحدة في حياتهم.
وبصفته طبيبًا ومؤسسًا لمركز أبحاث وتثقيف صحة الآسيويين في جامعة ستانفورد في عام 2018، قرر الدكتور لين التعمق في فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الاتجاه المتزايد، خصوصًا بين الشباب من أصل آسيوي.
في مايو 2024، أصيب الدكتور لين نفسه بسرطان الرئة في مراحله المتقدمة، رغم أنه لم يدخن قط، بدأ لين يعاني من سعال مستمر استمر لأكثر من ستة أسابيع، ومع الوقت، توجّه إلى زميل له الذي قام بإجراء الفحوصات اللازمة التي أكدت إصابته بالمرض.
وأشار الدكتور لين إلى أن سرطان الرئة، الذي يعد السبب الرئيسي للوفاة بسبب السرطان في الولايات المتحدة، يرتبط تقليديًا بتدخين السجائر. لكن مع انخفاض معدلات التدخين في الولايات المتحدة، بدأت معدلات الإصابة بالسرطان ترتفع بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا ولم يسبق لهم التدخين، خصوصًا بين النساء من أصل آسيوي، حيث شهدت هذه الفئة زيادة بمعدل 2% سنويًا منذ عام 2006.
ومن خلال تشخيصه، أصبح الدكتور لين بمثابة "رمز" لحملته البحثية، حيث قال: "لم أكن أتخيل أبدًا أنني سأصاب بهذا المرض، أو أن أصبح المثل الذي أستخدمه في مركزنا لدراسة هذا النوع من السرطان".
إثر تشخيصه، قرر الدكتور لين أن يضع تجربته الشخصية في خدمة التعليم، فأنشأ دورة دراسية جديدة في جامعة ستانفورد تهدف إلى تعليم الطلاب عن العلاج السرطاني وتعميق مفاهيم التعاطف مع المرضى. وقال: "كطبيب، لديك الوعي العلمي، ولكنك لا تملك بالضرورة الفهم العميق لما يعيشه المريض. البيانات والعلم هما جزء صغير من يوم المريض، بينما يقضي البقية في التعامل مع حياته الشخصية".
وفي سياق متصل، أظهرت دراسات أن العديد من المرضى الشباب لا يحصلون على العلاج إلا بعد فترة طويلة، حيث يبدأ البعض في تلقي العلاج بعد مرور 138 يومًا من ظهور الأعراض مثل السعال وآلام الصدر. وتُظهر الدراسات أن المرضى الأصغر سنًا لديهم مدة تعرض أقل للمخاطر مقارنة بالمرضى الأكبر سنًا.
وبالعودة إلى حالته، أظهرت الفحوصات الجينية أن سرطان الدكتور لين ناتج عن طفرة في جين EGFR، وهو أمر شائع بين الآسيويين غير المدخنين المصابين بسرطان الرئة. قد تؤدي هذه الطفرة إلى تسريع نمو الخلايا السرطانية، ما يجعل المرض أكثر عدوانية ويؤدي إلى تشخيصه في مراحل متأخرة.
ورغم التحديات، يعكف الدكتور لين على تناول أدوية مستهدفة مثل Osimertinib التي تستهدف الخلايا السرطانية المتحورة. ومع ذلك، أشار إلى أن هذه العلاجات قد تفقد فعاليتها بعد فترة قصيرة، مما يترك له خيارات علاجية محدودة.
وتسلط تجربة الدكتور لين الضوء على القضايا الصحية المعقدة التي تواجه الشباب في الولايات المتحدة، وخاصة بين الفئات الأقل عرضة للتدخين، مما يجعل الحاجة إلى البحث المبكر والعلاج الفعال أكثر إلحاحًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السرطان السبب الرئيسي للوفاة الولايات المتحدة ب الولايات المتحدة التدخين السنوات الأخيرة الولایات المتحدة سرطان الرئة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف أكثر الدول الأوروبية ملاءمة للأفراد وفقًا لتأثير "ضريبة العزوبية" وتكاليف المعيشة
تكشف دراسة حديثة أجرتها كريدوايز (Credwise)، بالاستناد إلى بيانات يوروستات (Eurostat)، عن الدول الأوروبية التي توفر للعازبين أفضل توازن بين مستوى الدخل ونفقات المعيشة، مما يساعدهم على تحقيق استقرار مالي أكبر.
تشير الدراسة إلى أن حوالي 80 مليون أسرة في الاتحاد الأوروبي يعيش فيها شخص واحد، وهو ما يمثل أكثر من نصف إجمالي الأسر في المنطقة. بين عامي 2013 و2023، ارتفعت نسبة الأفراد الذين يعيشون بمفردهم من دون أطفال بأكثر من 21%، مما جعلها الفئة الأسرع نموًا في أوروبا.
لكن مع ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار العقارات، أصبحت الضغوط المالية على الأفراد الذين يعيشون بمفردهم أكثر وضوحًا، حتى بات يُشار إليها أحيانًا بـ"ضريبة العازبين". لمواجهة هذا التحدي، طورت وكالة "كريدوايز" السويدية مؤشرًا خاصًا يقيس القدرة الشرائية بناءً على الدخل السنوي الصافي وتكاليف المعيشة المحلية، مما يساعد في تحديد أفضل الدول الأوروبية للأفراد من حيث الاستقرار المالي.
سويسرا تصدرت القائمة، فرغم تصنيفها كإحدى أغلى دول أوروبا، إلا أنها توفر رواتب صافية مرتفعة، حيث يتجاوز متوسط الدخل السنوي 85 ألف يورو وفقًا لبيانات "يوروستات". هذا المستوى المرتفع من الأجور يمنح الأفراد العازبين فرصة ادخار تصل إلى 34 ألف يورو سنويًا، مما يجعلها وجهة جذابة لأولئك الذين يسعون إلى تحقيق توازن مالي قوي رغم تكاليف المعيشة المرتفعة.
أما دول مثل هولندا وألمانيا، فقد حصلت على مراكز متقدمة رغم انخفاض متوسط الدخل مقارنة بسويسرا، وذلك بفضل التوازن الجيد بين الدخل وتكاليف المعيشة.
وحول ذلك، أوضحت "كريدوايز" أن هذا "النهج يساعدنا في تسليط الضوء على الدول التي قد لا تتيح للأفراد أعلى معدلات الادخار، لكنها توفر قدرة شرائية قوية بفضل توازن الدخل مع تكاليف المعيشة، مما يعزز المرونة المالية".
Relatedأيسلندا على أعتاب تغيير سياسي وسط أزمة غلاء المعيشةألمانيا تعلن عن تخفيض ضريبي لمعاونة الأسر المتضررة من التضخم وغلاء المعيشةكلفة المعيشة مصدر قلق الأوروبيين قبل عام من الانتخاباتكما حققت الدول الإسكندنافية نتائج جيدة في المؤشر، حيث جاءت أيسلندا في المركز الخامس، والنرويج في المركز السابع.
وتبرز النرويج بشكل خاص بكونها الدولة صاحبة ثاني أعلى معدل للادخار السنوي المحتمل، حيث يمكن للفرد توفير ما يقارب 16 ألف يورو سنويًا، مع متوسط دخل يبلغ 45,798 يورو، مقابل نفقات سنوية تبلغ حوالي 30,096 يورو.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية العمل عن بُعد في أوروبا: هل انحسرت شعبيته بعد جائحة كورونا أم لا يزال صامدًا؟ ملايين الأوروبيين يعانون من نقص التدفئة في بيوتهم رغم وفرة الطاقة يوروستات: نمو اقتصاد منطقة اليور بـ 0,1 % خلال الربع الأول ضرائبيوروستاتاقتصاد عالميأوروبا