المركز الأفريقي لخدمة صحة المرأة بالإسكندرية ينظم احتفالية العنف ضد المرأة
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
نظم المركز الأفريقي لخدمات صحة المرأة، برئاسة الدكتورة ميرفت السيد، ندوة بعنوان (امراة بلا عنف ..مستقبل بلا خوف) بالتعاون مع مؤسسة سيدتي للتنمية المستدامة برئاسة الكاتبة الصحفية "سوزان جعفر ونادي ليونز ماريا برئاسه كاميليا النقيب"، وذلك بمقر المركز الأفريقي لخدمات صحة المراة.
وافتتحت الفعالية الدكتورة "ميرفت السيد" مدير المركز بكلمة ترحيبية ونبذة عن الاحتفالية، أعقبتها محاضرة قيمة ألقاها الدكتور إبراهيم خربوش، أستاذ الصحة والعميد الأسبق للمعهد العالي للصحة العامة.
كما تضمنت الفعالية سلسلة من المحاضرات قدمها نخبة من الخبراء والمتخصصين، حيث تناولت موضوعات متعددة ذات صلة بقضايا المرأة، قدمها كل الدكتو محمود الهواري: الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني، والدكتور إبراهيم الجمل مدير وعظ الأزهر الشريف، رئيس لجنة الفتوى، وأمين عام بيت العائلة المصرية بالإسكندرية، والقس بولس عوض الأمين المساعد لبيت العائلة المصرية بالإسكندرية، والدكتورة نرمين سويدان: مدير عام إدارة الجمعيات والمؤسسات، والدكتورة هاجر مرعي خبيرة العلاقات الأسرية واستشاري الصحة النفسية مني محمود ، مدير ادارة شؤون المرأة بمديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية .
اتخذ الندوة على مجموعة من التوصيات اللازمة بشأن مناهضة العنف ضد المرأة
ضرورة وجود تعاون وشراكات مع كافة الجهات والمراكز البحثية التى تعمل على قضايا العنف ضد المرأة للوقوف على حجم الظاهرة وتوفير البيانات والاحصاءات اللازمة، واهمية وجود توعية مجتمعية بدور الرجل كمصدر حماية للأسرة وعدم استعدائه، ضرورة إقامة حملات لمناهضة العنف ضد المرأة بصفة مستمرة وليس لفترات محددة، تفعيل وجود وحدات مناهضة العنف ضد المرأة فى جميع مؤسسات الدولة خاصة المؤسسات الصحية وتأهيل الكوادر العاملة عليها، أهمية تأهيل العاملين فى مكاتب تقديم الدعم القانونى والنفسى للمرأة، والعمل على تغيير ثقافة العنف ضد المرأة وخاصة فى سياق العنف الأسرى ، وتقديم الخدمات التى تكفل سلامة وأمن ضحايا العنف الأسرى بما في ذلك المأوى وبرامج الإرشاد وإعادة التأهيل
وتشجيع برامج الإعلام الجماهيرى التى تهدف إلى توضيح أهمية دور المرأة والرجل ومركز كل منهما فى الأسرة والمجتمع، والتركيز علي برامج مشوره ما قبل الزواج للشباب لمعرفه دور هم واحترام دور الطرف الآخر لبناء أسره سعيده، التركيز علي دور الجمعيات الخيريه ومؤسسات المجتمع المدني التابعه لوزاره التضامن الاجتماعي ودعم دورهم في مساعده الحالات المعنفه قانونيا واجتماعيا وتقديم لهم المشوره والدعم والإيواء وحمايتهم
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية توعية مجتمعية صحة النفسية تنمية المستدامة التضامن الاجتماعي العنف ضد المرأة
إقرأ أيضاً:
العنف ضد المرأة موروث إنساني أم منتج حربي؟
خالد فضل
هل يستبطن الذكور في اللاوعي تفوقهم على الإناث، ويشعرون بميزة عليهن؟ وهل يقبلون عفويا بفرضية المساواة؟ وهل تشعر معظم النساء حقيقة بأنهن يجب أن يكنّ مساويات للرجال إن لم يتفوقن عليهم؟ فهل المسألة المتعلقة بالتركيب الجسدي للرجال تمنحهم أفضلية؟ في المقابل هل احتواء جسد المرأة على الرحم كأهم عضو لمنح الحياة نفسها؛ يعتبر منقصة عند النساء؟ أذكر على أيام استنساخ النعجة دوللي في أواخر التسعينات من القرن الماضي، وتزامن معها إنتاج عقار يحقق المتعة الجنسية للمرأة؛ قالت عالمة أحياء أمريكية: لم يعد للنساء حاجة إلى الرجال بعد الآن. فهل كان موقفا متطرفا، أم يعبر عن عين من التمييز ضد النساء؟
إذا افترضنا أنّ للقوة البدنية أو وظائف الأعضاء دوراً في شعور الأفضلية والنقصان؟ فهل إذا انتفت الحاجة إلى هذه القوة، أو تفوقت المرأة فيها على الرجل يتحول ميزان الأفضلية إليها؟ هذه بعض الأسئلة التي تكتنف تلك العلاقة الشائكة بين النوعين، وتتجلى في الممارسات اليومية لأوجه الحياة في أوقات السلم والحرب. وقد لاحظ بعض المراقبين أنّ سيدتين أمريكيتين من الحزب الديمقراطي خسرتا الفوز بنتائج الانتخابات الرئاسية هناك أمام رجل واحد في المرتين، هما هيلاري كلينتون وكامالا هاريس، إذ فاز عليهما دونالد ترامب في المسابقتين، وعزاه بعضهم ضمن أسباب أخرى؛ إلى نوع المرشحة! بينما في بعض البلدان الأوروبية والآسيوية والإفريقية حازت النساء على ثقة الناخبين، ويتبوأن منصب الرئاسة، ويحققن فيها نجاحات كبيرة. فهل هذا مؤشر تقدّم اجتماعي ووعي مستبطن بالمساواة متجاوز لمحطة النوع؟
وفي السودان، بطبيعة تركيبته البشرية المتعددة الثقافات بما في ذلك المعتقدات الدينية، هل تجد المساواة تطبيقها الفعلي في الحياة أم تظل سمات التناقض واضحة، استنادا على النوع؟ فمثلا نجد في بعض الثقافات السودانية أنّ المرأة تقوم بالأعمال الشاقة بدنيا مثل العمل في الأسواق، وعمليات البناء، والرعي والزراعة وجلب الماء والعشب والوقود من مناطق بعيدة، ويستلم الرجل عائدات جهدها وصرفه حسب تقديراته هو، بل ويستخدمه في الزواج بأخريات في بعض الأحيان، أليس هذا من ضروب العنف المستند إلى موروث ثقافي؟ تدعمه في سطوته تلك بعض النصوص الدينية التي يتم تفسيرها لمصلحة الرجل غالبا، ويتم غض الطرف عن المقاصد الكلية لتلك التوجيهات الدينية المرتبطة ببعضها، وقد أشار بيان الحزب الجمهوري في السودان الصادر مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد المرأة 25 نوفمبر إلى التفسير القاصر لبعض تلك النصوص في القرآن الكريم بالنسبة للمسلمين. ولكن نجد أنّ هذا العنف ضد المرأة لا يقف فقط عند المسلمين وحدهم، ففي بعض مجتمعاتنا السودانية غير المسلمة لا تزال وضعية المرأة متدنية، والعنف ضدها ممارسة ثقافية اجتماعية مقبولة، ولا تشكل أي حرج. مثل عادات تزويج القاصرات، الختان، الحرمان من التعليم، التعددية المفرطة، توريث الزوجات ضمن ميراث المتوفى… إلخ.
إنّ ممارسة العنف وخاصة العنف الجنسي ضد النساء في الحروب السودانية الداخلية ظلّ عملا مستمرا باستمرار تلك الحروب، وهنا نلمح البعد الثقافي الاجتماعي بشكل واضح، في الواقع هناك ظلال ثقافية وراء تلك الممارسات. تتعلق بالنظرة من جانب بعض المكونات السودانية لرصيفاتها، فهناك موروث يمتد من عهود الاسترقاق وما تمنحه النصوص الإسلامية من حقوق للرجال من التمتع بالإماء والجواري وملك الإيمان، وظاهرة ما كان يسمى (السراري) . هذه الممارسات شكّلت وعيا ثقافيا بأنّ ممارسة الجنس مع النساء من هذه الفئات يعتبر أمرا مباحا، وفي ذلك تنتشر روايات وقصص كثيرة، بل وطرائف ونكات. المعني بها النساء من الإثنيات التي عانت الاسترقاق تحديدا، ومن بعض جهات السودان على وجه خاص. ولا داعي لذكر تفاصيل قد تكون مؤلمة حقا، ولكن يمكن لكل قارئ/ة لهذه الكلمة أن يستعرض خبرته في هذا المضمار، ويقف سرّا مع نفسه، ويكاشفها بحقيقة ما تنطوي عليه. وبربط ذلك مع وقائع انتشار هذه الظاهرة بصورة مفزعة في الحرب الراهنة، ويطرأ السؤال هنا، هل ممارسة العنف الجنسي كأداة حربية ظاهرة جديدة؟ أم أنّ الجديد هو انتقال الحرب إلى مناطق جديدة في وسط السودان انطلاقا من العاصمة، وبالتالي تأثر مجتمعات هذه المناطق مباشرة بهذه الانتهاكات؟ هلا استرجعنا أحداث الحرب في دارفور وما ورد فيها من إفادات مرعبة حول العنف الجنسي كسلاح استخدم بضراوة ضد بعض المكونات هناك، ما هي ردة فعل معظم مجتمعات الوسط تجاه تلك التقارير والإفادات الكريهة، وهل تمت إدانتها بشكل واضح وفعّال أم تمّ التشكيك فيها إن لم يعتبرها البعض (شرفا) لتلك المرأة التي تعرّضت للانتهاك!!
إنّ معالجة ممارسة العنف ضد المرأة تبدأ من نقطة البدء، التنشئة الاجتماعية للطفل، والمقررات الدراسية، والإعلام، ودور العبادة، والوسط الاجتماعي لتأتي النصوص الدستورية والقانونية كتتويج لذلك الوعي، صحيح لا يغالط أحد في جدوى تلك الاستحقاقات الدستورية والقانونية، لكن إذا كان المجتمع المعني بتلك التشريعات يمارس عكسها في حياته اليومية، ويتم الخضوع الفعلي لقوانين عرفية وثقافية واجتماعية ستظل تلك الحقوق معلّقة في الهواء، ويتم اللجوء إليها فقط في بعض الحالات، ودوننا ما تتوصل إليه معظم التقارير والدراسات حول العنف الجنسي في الحرب الراهنة من أنّ معظم الحالات لا يتم الإبلاغ عنها خشية الوصمة الاجتماعية، ويتم التعامل مع الناجية باضطهاد في بعض الحالات ليس من جانب الغرباء، بل من أقرب الأقربين، وفي بعض مظان كفالة العدالة وتطبيق القوانين مثل مكاتب الشرطة والنيابة، وربما ساحات القضاء
الوسومخالد فضل