عربي21:
2025-03-10@06:10:04 GMT

وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان.. نظرة تحليلية

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

يوم الأربعاء (27 تشرين الثاني/ نوفمبر) أُعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان، وقد اختلفت الآراء حول من المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق، وهناك حوار بين السياسيين والإعلاميين، في حرب قائمة على تسجيل النقاط؛ فمن حقق النقاط الأكبر في مرمى خصمه؟ نحاول هنا أن نجيب عن هذا السؤال.

يفكر كثيرون في نتائج الحرب كنصر وهزيمة، وأن غرض الحرب هو تحقيق النصر العسكري، وهذا التصور ليس دقيقا بل هو بعيد عن الحقيقة.

الحرب في حقيقتها هي استخدام القوة العسكرية لتحقيق هدف سياسي، هذا الهدف قد يتمثل في احتلال دولة أخرى، أو تدمير القوة والقدرة التي تملكها دولة أخرى، أو إجبار دولة أخرى على اتخاذ قرارات سياسية ليست في صالحها.

ولو نظرنا لأحد أكبر الحروب الحالية وأكثرها أهمية، وهي حرب روسيا وأوكرانيا، وحاولنا الإجابة على سؤال من المنتصر حتى الآن، لما وصلنا لإجابة واضحة. أوكرانيا حمت عاصمتها وأغلب أرضها من الاحتلال، هذا صحيح، ومنعت الروس من التوغل في كثير من الأراضي الأوكرانية التي ظن بوتين أنه سيستولي عليها في أسابيع قليلة، وهذا يعتبر نصرا لا شك فيه للأوكران. لم يحقق أي طرف كافة أهدافه من الحرب، وكل طرف حقق جزءا يسيرا مما كان يأمل فيه ويرجوهفي المقابل، روسيا حققت غرضها الأساسي بمنع امتداد حلف الناتو لأوكرانيا، بل إنها أرهقت الداعمين الغربيين لاستقلال أوكرانيا، وجعلت عددا غير قليل من المواطنين الأوروبيين والأمريكيين يرغبون في إنهاء الحرب أيا كانت النتيجة.

لو انتهت الحرب الآن وفق الوضع الحالي على الأرض، فمن سيكون الفائز؟ الجواب لا أحد، فلم يحقق أي طرف كافة أهدافه من الحرب، وكل طرف حقق جزءا يسيرا مما كان يأمل فيه ويرجوه.

لو أسقطنا هذا التحليل على حرب لبنان، فيمكن القول بوضوح أن لبنان حقق عددا كبيرا من أهدافه في الحرب؛ الأول كان مساندة غزة وقد تحقق هذا بجلاء، والثاني كان تدمير قدر من الأهداف العسكرية للكيان، وما حدث في المقرات المختلفة للوحدة 8200 والدمار الذي لحق بكثير من المنشآت العسكرية وغيرها يشير بوضوح لتحقق هذه الأهداف.

من الناحية العسكرية أيضا، فقد أصيب الكيان بالصدمة حين وجد قواته عاجزة عن التوغل في جنوب لبنان، وأصيب عدد كبير من الدبابات والأفراد في جيش الكيان. ومع معرفة أن الكيان كثيرا ما يخفي خسائره ولا يعلنها إلا بعد سنوات طويلة، يمكن استنتاج أن الأرقام التي أعلنها الكيان في إصاباته سواء بين الجنود أو المعدات أكبر كثيرا مما هو معلن، ومع جيش صغير كالكيان تصبح هذه الأرقام كارثية.

لكن لو نظرنا من الجهة المقابلة، فقد توقف لبنان ولو بصورة مؤقتة عن إسناد غزة، وهو ما يعني أن الكيان أمامه شهران كي يقوم بكل جرائمه الممكنة التي لم تكن متاحة سابقا بسبب وجود عدد كبير من قواته في الشمال. تعتبر هذه النقطة تحديدا أهم نقطة تستند لها الحكومة الإسرائيلية في بيان أنها حققت نصرا كبيرا. النقطة الأخرى هي تدمير قدر من القدرات العسكرية لحزب الله، وهذا صحيح بصورة ما، لكن لا يمكن قبوله بإطلاق، فقد استمر الحزب في إطلاق صواريخه على الكيان حتى الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار.

عودة للسؤال الأول: من المنتصر؟ الإجابة أن كل طرف حقق قدرا معقولا من أهدافه، لكن لا يوجد نصر واضح لأي من الطرفين المتقاتلين. الكيان سيأخذ راحة لالتقاط الأنفاس وإعادة تأهيل جنوده للمرحلة الثانية من الحرب في لبنان، وسيتلقى مزيدا من السلاح والذخائر من مختلف الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة.

توقيع الهدنة بحد ذاته يعني أن الطرفين أنهكا تماما ولم يعد لدى أي منهما ما يقدمه من الناحية العسكرية، وحان وقت البحث عن طرق أخرى
حزب الله كذلك سيتلقى مزيدا من السلاح والذخائر من إيران وربما أيضا من الصين وروسيا، فكل هذه الأطراف لا تريد انتصارا حاسما للكيان. وقد أثبتت هذه الحرب ما قيل سابقا ورأيناه جميعا بأعيننا، أن الكيان هو في حقيقته لا يزيد عن كونه "دولة وظيفية"، بلفظ الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله، فقد وضعها الغرب بين بلادنا للقيام بوظيفة محددة هي تخريب المنطقة وإفسادها، ومنع قيام كيانات عربية قوية فيها.

توقيع الهدنة بحد ذاته يعني أن الطرفين أنهكا تماما ولم يعد لدى أي منهما ما يقدمه من الناحية العسكرية، وحان وقت البحث عن طرق أخرى.

يبقى السؤال الأخير: هل سيفي الكيان بما تعهد به؟ هل سيستمر وقف إطلاق النار فعلا لشهرين مقبلين؟ التجارب السابقة تقول "لا" واضحة، فالكيان يضرب إذا كان قادرا، بغض النظر عن أي روادع أخلاقية أو سياسية. أغلب الظن أن هذا ما سيحدث بالفعل، خاصة أن رئيس وزراء الكيان هو ملك الهروب للأمام، ولو ضاق الخناق عليه داخليا ربما يقوم بعمل إجرامي آخر كمهاجمة لبنان بسبب أو بدون سبب، فقد لتخفيف الضغط عن نفسه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان غزة الإسرائيلية حزب الله الهدنة لبنان إسرائيل غزة حزب الله هدنة مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

اسرائيل ترسّم حدوداً جديدة في الجنوب واتصالات للامم المتحدة للجم التصعيد

يستمر العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية بوسائل وأساليب متنوّعة.وتشمل هذه الاعتداءات غارات جوية واستهدافات بالقذائف المدفعية، إلى جانب إطلاق الرصاص على المدنيين الذين يقتربون من مواقع العدو أو المناطق العازلة داخل الأراضي اللبنانية، فضلاً عن مواصلة التجريف والحفر وبناء التحصينات العسكرية، سواء من خلال الإنشاءات أو عبر زراعة الألغام وتمديد الأسلاك الشائكة.

وفي سياق المعالجات الديبلوماسية للوضع التصعيدي على الحدود الجنوبية بدأت أمس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركّز المناقشات على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن 1701.

وأفادت المعلومات أنه "تأكيداً لأهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701".
ميدانيا، وفي تصعيد جديد ولافت، أقدم العدو في منطقة سهل الخيام وسردا في القطاع الشرقي على حفر خنادق داخل الأراضي اللبنانية، بعضها يبعد كيلومتراً عن السياج الحدودي، فيما لا يتجاوز البعض الآخر مئات الأمتار، ويمتدّ طول هذه الخنادق إلى نحو سبعة كيلومترات، وفق ما اوردت صحيفة"الاخبار".
اضافت"ويبدو واضحاً أن العدو، مستفيداً من المتغيّرات الكبرى التي تلت انتهاء الحرب وإعلان وقف إطلاق النار، ولا سيما سقوط النظام الحاكم في سوريا وتسلّم إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب البيت الأبيض، وجدَ فرصة سانحة لإحداث تغييرات جوهرية في اتفاق وقف إطلاق النار بشكل أحادي، مستفيداً من دعم وتواطؤ الإدارة الأميركية.
وقد ظهر خلال المفاوضات المتعلّقة بوقف إطلاق النار أن الأميركيين كانوا حريصين على منح إسرائيل «حرية العمل» في لبنان، بهدف عرقلة تعافي المقاومة ومنعها من إعادة بناء قدراتها، وهو ما حُكي عنه تحت عنوان «ورقة ضمانات» جانبية أميركية لإسرائيل.
إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحدّ، إذ عمد العدو، بعد إعلان الاتفاق، إلى احتلال مواقع جديدة وإقامة مناطق عازلة داخل الأراضي اللبنانية، متّكئاً على الواقع السياسي والعسكري المستجدّ الذي صبّ في مصلحته، ولا سيما بعد انهيار الحكم في دمشق. ولم يقتصر هذا التوجه الإسرائيلي على لبنان فحسب، بل انسحب أيضاً على ساحتي سوريا وقطاع غزة.
أقامت إسرائيل خمسة مواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى أربع مناطق عازلة، وليس اثنتين كما ادّعت في الخرائط التي زوّدت بها القوات الدولية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أطلقت تسمية «درع» على مواقعها داخل لبنان، بحيث يكون الموقع درعاً مزعوماً للمستوطنة التي يطلّ عليها، فحملت المواقع تسمية دروع شلومي وشوميرا وأفيفيم والمنارة والمطلّة. وقد بلغت مساحة الأراضي اللبنانية المحتلة نحو 13.25 كيلومتراً مربعاً (13250 دونماً)، وهو ما يمثّل أقل بقليل من 1% من إجمالي مساحة جنوب لبنان.
اللافت أن هذه الاعتداءات المتواصلة والمتصاعدة في المواقع المحتلة والمناطق العازلة المذكورة، لا تُدرَج ضمن الخروقات المسجّلة لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث بات يُتعامل معها على أنها تقع ضمن «التوافق غير المعلن». وليس ذلك فقط، بل يقوم العدو بتثبيت براميل مطليّة باللون الأبيض، في نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتحديداً في المناطق التي حدّدها العدو عازلة وممنوعة على اللبنانيين. وبذلك، أصبح في جنوب لبنان خطّان، الخطّ الأزرق الذي يمثّل خط انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، والخطّ الأبيض الذي يحدّد المناطق اللبنانية الجديدة التي احتلّها العدو خلال الأشهر الماضية.
وكتبت" اللواء": لم يحصل اي جديد، حسب المصادر الوزارية والرسمية، بالنسبة لوقف الخروقات المعادية في الجنوب، ولا حتى اتصالات جديدة مع طرفي لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار الاميركي والفرنسي لوقفها على امل ان تتحرك اللجنة من تلقاء نفسها بحسب طبيعة مهمتها، إلّا ان اللجنة لم تحدد حتى يوم امس اي موعد لإجتماعها.لكن المصادر اشارت الى ان الرئيس جوزاف عون استمر طوال يومي امس الاول وامس على تواصل مع قيادة الجيش والجهات المعنية بالوضع الجنوبي ومع لجنة الاشراف الخماسية ولو بشكل غير مباشر، بهدف وقف العدوان المتمادي، وتحريك العمل لإنهاء احتلال النقاط المحتلة في اقرب وقت. 
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، صباح أمس ، أن "الجيش الإسرائيلي بدأ تمرينًا مفاجئًا لاختبار الجاهزية لعمليات التسلل في القواعد والمواقع في الشمال".
 وسجل ظهر أمس تحليق لمسيّرة اسرائيليّة في اجواء مدينة الهرمل على علو منخفض. وأفيد بعد الظهر عن استهداف الجيش الإسرائيلي أحد المواطنين في بلدة كفركلا برصاصتين، وتم نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن "أن إطلاق العدو الإسرائيلي النار على مواطن في بلدة كفركلا أدى إلى إصابته بجروح وحالته حرجة". وكانت بلدة كفركلا شيعت أمس 24 شهيداً في موكب جماعي. ولاحقاً، أفيد بأن جندياً في الجيش اللبناني قد توفي جراء أزمة قلبية بعد أن اطلق الجيش الإسرائيلي النار على الناس خلال مشاركتهم بمراسم تشييع 24 شهيداً في بلدة كفركلا، وهو من بلدة زوطر.
وأمس، كانت للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة "المنار" سلسلة مواقف ، ومما قاله: "للبعض في الداخل نقول: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم"
ورد على وزير الخارجية فاعتبر أن ما قاله غير مناسب أبداً وهو الذي يعطي الذريعة لـ "إسرائيل" وليس نحن.

وانتقد قاسم مَن يتكلم بمنطق "حروب الآخرين" فاعتبر أن لا منطق له. وكرر مقولة أن القرار 1701يتعلق بجنوب الليطاني وفي رأيه أن حصرية السلاح تتعلق بالداخل لكن "المقاومة شأن آخر".
 

مقالات مشابهة

  • اسرائيل ترسّم حدوداً جديدة في الجنوب واتصالات للامم المتحدة للجم التصعيد
  • خبير سياسي: مصر وقطر بذلتا جهدًا ثمينًا في وقف إطلاق النار بغزة
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • استشهاد وإصابة شخصين في غارة إسرائيلية بجنوب لبنان
  • العدو الصهيوني يجدد خرقه لإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة
  • دلالات تصعيدية خطيرة: 26 غارة اسرائيلية في نصف ساعة
  • قطر تؤكد الحاجة للتوصل إلى اتفاق بين أميركا وإيران
  • إصابة 3 لبنانيين برصاص جيش الاحتلال الصهيوني
  • 3 إصابات بنيران إسرائيلية جنوبي لبنان