عبد الرحيم علي يكتب: دروس الزعيم خالد محيي الدين
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
سميت ابنى خالد تيمنًا باسمه
رفض إبعادى عن تغطية أخبار وزارة الداخلية فى عهد حسن الألفى
علمنى المساندة فى الحق والتخلى عن الكاذب والمهمل فى العمل
توسط لى فى الحصول على شقة عندما أتيت من قريتى
عندما قابلته للمرة الأولى كنت صحفيًا شابًا لم أتجاوز الثالثة والعشرين من عمري، أتيت من صعيد مصر أحلم بالحرية والعدالة الاجتماعية بحق الفقراء في لقمة عيش نظيفة وشربة ماء وعلاج مجاني يليق بمعاناتهم، لم أجد غير باب اليسار مفتوحًا لي على مصراعيه، أنا ابن الفقراء نحيل الجسد والروح، ألهث من غيرة على بلادي.
استقبلني العظيم خالد محيي الدين بمكتبه في «واحد شارع كريم الدولة»، كنت مزهوًا بنفسي لكن ليس للحد الذي أرى فيه الزعيم وجهًا لوجه، عضو مجلس قيادة ثورة يوليو زعيم اليسار.
سلم عليّ بترحاب وكأنه يهدئ من روعي قائلا: أراك غدا في التاسعة وأنهى اللقاء، خرجت غير راضٍ فقد كنت أعتقد أن المقابلة ستطول، سيسأل عن أحوالي، كيف أعيش في قاهرة المعز بعد أن غادرت بلدتي في الصعيد، بناءً على استدعاء من الجريدة للعمل مندوبا لها في وزارة الداخلية، اعتقدت أنه سيسألني كيف سأتعامل مع هذا المرفق الحيوي المهم، سيطلعني على الخطوط الحمراء التي لا يجب عليّ أن أتجاوزها، ولكن اللقاء لم يدم أكثر من دقيقتين وانتهى بموعد صباح اليوم التالي.
قضيت ليلتي أفكر تُرى ماذا سيقول لي الأستاذ خالد، وظللت أجهز أجوبتي المنطقية على أسئلته المفترضة.
في الصباح ذهبت مبكرا، شربت قهوتي من أيدي عم عبده، رحمه الله، وانتظرت مع هدى سكرتيرة الزعيم في مكتبه.
جاء الأستاذ خالد فوقع بعض الأوراق سريعًا ثم اصطحبني وهبطنا درج السلم المؤدي إلى الشارع ثم دلف بي إلى سيارته، سيارة "لادا ستيشن" خضراء، لا أدري لماذا تخيلت أن سيارة الزعيم لا بد أن تكون مرسيدس سوداء ولكن خابت توقعاتي.
في السيارة قال لي الأستاذ خالد: هل أنت متزوج؟ قلت له نعم.. ولديك أبناء؟ قلت لديّ ابنة واحدة، وعندما سألني عن اسمها كنا قد وصلنا إلى باب مبنى محافظة القاهرة، كان المحافظ في انتظار الزعيم، حيث بادره الأستاذ خالد بالقول لقد أتينا بهذا الشاب من الصعيد ليكون مندوبا للجريدة في وزارة الداخلية وهو متزوج ولديه طفلة لذا نريد له شقة بمساكن الصحفيين.
اندهشت كما اندهش المحافظ اللواء عمر عبدالآخر، وقال له هل أتيت سيادتكم بنفسك لكي تطلب هذا الطلب البسيط، وعلى الفور أنهى المحافظ الإجراءات الإدارية وبعد ساعتين كنت قد حصلت على مفتاح السكن في قاهرة المعز مصحوبًا بإعفاء من المقدم.
درس بسيط في إجراءاته، عميق في معانيه، أعطاه لي الزعيم في أول أيامي في بلاط صاحبة الجلالة، كيف يحافظ القائد والزعيم والمسئول عن كرامة مَن يعملون معه ولو كانوا في عمر أبنائه.
لم يمض على هذا الحدث سنوات قليلة حتى تصادمت في أول حياتي بوزير الداخلية حسن الألفي، أثناء معركته مع جريدة الشعب، فقد تناولت في تقرير لي نقاط الضعف في موقف الوزير بتلك المعركة، الأمر الذي دفعه إلى استصدار تعليماته بعدم دخولي الوزارة، ولم يسمح لي بالدخول مرة أخرى إلا بعد تدخل المرحوم اللواء رءوف المناوي، لينهي الموقف شريطة أن أبلغ الزعيم خالد محيي الدين برغبة الوزير في أن يزوره بمكتبه بالوزارة في أسرع وقت.
أخبرت الأستاذ خالد برغبة الوزير حسن الألفي في لقائه فلم يتردد الرجل، حددنا الموعد سريعًا وذهبت معه، لم أعلم أنهم يخططون لكي يوقعوا بيني وبين الزعيم حتى أترك موقعي كمندوب لجريدة الأهالي بوزارة الداخلية، ويأتوا بشخص بعينه كان يعمل معهم منذ فترة بعيدة، وكان مريحًا لهم إلى حد ما، حاول اللواء رؤوف المناوي إقناع الأستاذ خالد بأن يتم اللقاء مع الوزير دون حضوري، وكنت أرى وجاهة في الأمر، فلربما هناك أشياء ستحكى في هذا اللقاء لا يجب عليّ أن أعرفها، ولكنني فوجئت بالأستاذ خالد يتمسك بحضوري، حيث رفض بلطف طلب اللواء رؤوف المناوي رحمة الله عليه، أنني لا أخفي شيئا عن أعضاء الحزب وكوادره خاصة من الشباب في إشارة إليّ، وقد كنت، آنذاك، أصغر عضو باللجنة المركزية للحزب.
في اللقاء حدث ما كان يتوقعه الأستاذ خالد، وما فهمته منه فيما بعد، حيث عاتبه الوزير لموقفي من معركته مع جريدة الشعب، وألمح إلى ضرورة تغييري بشخص آخر، فانبرى الأستاذ خالد للدفاع عني دفاعا لم أتوقعه على الإطلاق، خاصة في مواجهة وزير الداخلية، وفي نهاية اللقاء أوضح الأستاذ خالد للوزير طريقة اختيار المندوبين في جريدة الأهالي، الناطق الرسمي باسم حزب التجمع، حزب اليسار المصري، حيث لا يجوز لرئيس التحرير تغيير المندوب إلا وفق قواعد محددة وأنه سيجلس معي شخصيًا لحثي على مزيد من التعاون، وأنه ضامن لي بشكل شخصي وضامن لحسن أدائي.
خرجت من اللقاء وأنا أزهو بقائدي وبحزبي وبجريدتي، عاقدًا العزم أن أقدم الغالي والنفيس في سبيل رفعتهم.
كان هذا هو الدرس الثاني الذي أعطاني إياه الأستاذ خالد محيي الدين، أن تقف مع المحرر طالما هو على حق فلا تخذله إلا إذا أخطأ في قول الحقيقة وليس العكس.
ومرت السنون وجاء يوم رأيت فيه الوجه الآخر للزعيم، فقد كان غاضبًا جدًا مني فاستدعاني إلى مكتبه وقال لي بلهجة حادة: ماذا كتبت اليوم؟ قلت له كتبت تقريرًا حول القبض على مجموعة من ضباط الشرطة والجنود الذين يبيعون الذخيرة والسلاح الميري للإرهابيين في الصعيد، سألني بلهجة حادة: وهل هذا مؤكد؟ قلت له معلوماتي تقول بذلك وهناك ثلاثة ضباط على الأقل تم اعتقالهم قبل يومين ومودعين بسجن بني سويف العمومي، أحدهم أعرفه معرفة شخصية وأعرف عائلته.
قال لي الأستاذ خالد لقد اتصل بي الوزير غاضبا ومحتجًا وقال لي: إن الخبر عارٍ تمامًا من الصحة، وأنه سيعقد مؤتمرًا صحفيًا عالميًا اليوم لتكذيبه.. غدًا تقدم استقالتك على الفور أو نصدر قرارًا بفصلك.
خرجت من مكتبه وأنا محطم تمامًا، فها هو سندي في الحياة، بعد الله، يخذلني ويتخلى عني، هكذا أحسست، لم يكن هو فقط من فعل ذلك في ذاك اليوم الكئيب، ولكن الجميع حتى أصدقائي في الوزارة أغلقوا الخطوط في وجهي، لم يعد أحد قادرًا على استقبال مكالمة مني، خوفًا من الوزير.
سلمت أمري إلى الله وكنت أعرف أنني على حق، ذهبت عند أحد الأصدقاء وانتظرت صدور الحكم بإعدامي.
في الخامسة تحدثت مع صديقي العزيز محمد صلاح الزهار، وكان مندوبًا للأخبار في الوزارة، لكي أطمئن ماذا حدث، إذ لم تكن هناك مواقع إنترنت تنقل الخبر في لحظته، وعندما جاءني صوته ضاحكًا على الجهة الأخرى اطمأننت، قال لي الزهار لقد أنقذتك العناية الإلهية، فقد ألغى الوزير لسبب غير مفهوم المؤتمر الصحفي واكتفى ببيان اعترف فيه بالواقعة، وقال: إن الوزارة ألقت القبض على ثمانية وعشرين ضابطًا وجنديًا متهمين ببيع الذخيرة الخاصة "بالتدريب" للإرهابيين في الصعيد.
تنفست الصعداء، وفي الصباح التقيت الأستاذ خالد محيي الدين بوجهه الآخر الذي أعرفه ويعرفني، ليشد على يدي ويتمنى لي التوفيق بابتسامة رقيقة لم تفارق خيالي حتى الآن.
كان هذا هو الدرس الثالث، الذي أعطاه لي العظيم خالد محيي الدين، أنني سأساندك طالما كنت على الحق مهما كلفني ذلك، لكنني سأغضب أشد الغضب وسأتخلى عنك لو كنت كاذبًا أو مهملا في عملك، إلى حد إطلاق الشائعات التي لا تمت للحقيقة بصلة، والتي تضر الأمن القومي للبلاد.
وتمضي الأيام وتأتي الصفقة الكبرى بين الحكومة، آنذاك، وجماعات العنف الديني في مصر.
وكعادتي أقف وحيدًا أدافع عن فكرتي في أن هذه الصفقة ستكلف البلاد الكثير إن لم يكن اليوم فغدًا، فهؤلاء الشباب يعملون وفق فقه الضرورة، تلك التي تحتم عليهم إجراء مصالحة مع الدولة في أوقات المِحن والضعف، خاصة إذا كانت دولة قوية ذات شرطة وجيش قوي، كما أكدوا في مراجعاتهم.
لم يكن هناك موقف مبدئي لتلك الجماعات من ممارسة العنف ضد الدولة والمجتمع قدر ما هو موقف مبني على فقه الضرورة، حتى إذا ما تبدلت المواقف وضعفت الدولة كما حدث بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ كانت كوادر تلك الجماعات، كما توقعت، في طليعة من نهشوا لحمها وهرسوا عظمها وبنوا به سلما للصعود إلى السلطة.
كان المرحوم الدكتور رفعت السعيد والزعيم خالد محيي الدين أول مَن ساعداني ووقفا بحانبي في تلك المعركة الطاحنة، متصدين لتهديدات وزير الداخلية آنذاك، الذي أنكر وجود الصفقة وادعى أنها من بنات أفكاري، لكن تمضي الأيام وسرعان ما تتكشف كل الأمور.
لم يكن هذا الدرس بالطبع من دروس الزعيم الأخيرة، فقد تلتها وسبقتها دروس عديدة تحدد معدن الرجل وقيمته وإيمانه العميق قولا وفعلا بالحرية وبالإنسان، تلك الدروس الكبيرة ما زالت تسكنني وتمنحني اليقين وما زلت أمنحها لأولادي كل يوم، إحساسا مني بأنني مدين بها له ولهم.
فسلامٌ على الزعيم خالد محيى، وتظل ذكراه باقية ما بقي الزمان.
سميت ابنى خالد تيمنًا باسمه رفض إبعادى عن تغطية أخبار وزارة الداخلية فى عهد حسن الألفى علمنى المساندة فى الحق والتخلى عن الكاذب والمهمل فى العمل توسط لى فى الحصول على شقة عندما أتيت من قريتى
«عِيال» رفعت السعيد
لم نستطع أن نسبق خطاه.. وكنا نحبه بقدر ما ننتقده كان يسبقنا دائمًا رؤية وتحليلًا وتجاوبًا وتعاملًا مع الواقع
عشقنا روحه وانتقدنا الظروف التى منعتنا من تحقيق أحلامنا أتينا من قُرانا البعيدةِ محملين بأحلام الفقراء فى الخبز والحرية
كان يحلو للبعض أن يُطلِق علينا هذا المصطلح، الذى لا يخلو من مُشاكسةٍ، لكننا كُنَّا نُحبه.. لا لشيء إلا لأن نِسبتنا لرفعت السعيد فى حدِّ ذاتها كانت شرفًا لا يضاهيه شرف. فقد كُنَّا مُتهمين، نحن وهو، من قبل مُنظِّرى اليسار الثورجى، بأننا من أنصار الدولة الوطنية، وبأننا بالتبعية نقع فى خانة العداء للقوى الثورية - تلك القوى- التى كان يحتل تنظيمُ الإخوانِ، آنذاك، القلبَ منها على حد زعمهم.
أتذكرُ كيفَ أتينَا من قُرانا البعيدةِ إلى قاهرة المعز، محملين بأحلام الفقراء فى الخبز والحرية، توجهنا مباشرةً نحو مكتبِهِ، فقد كان قبلةَ كل اليساريين آنذاك.. شاغبناه كعادتِنا وتناقشنا معه، واحتدَّ النقاشُ حولَ تراجع دور اليسار فى المجتمع المصرى، وضحكَ رفعت السعيد قائلًا: «يأتى زمانٌ ونشغل عنه وأنتم ستبكون، وزنان مختلفان وقلب تقاسمه جدولان من الحب والضرب».
كانت جريدةُ «الأهالى» وقتًها توزِّعُ مائةً وخمسينَ ألفَ نسخةٍ، وكان حزبُ التَّجمعِ يقول بالفم المليان «لن ننتخب مبارك لفترة ثانية». كنا نرى كل ذلك «هراء» لأنه لم يأتِ فى إطارِ الدعوةِ إلى الفوضى -أقصد الثورة- كما كُنَّا نودُّ ونعتقدُ فى ذلك الزمانِ. كُنَّا صِغارًا وقتها، قلنا فيه ما قال مالكُ فى الخمرِ؛ لكننا عشقنا روحه، لم نكن ننتقده، كنا ننتقد الظروف التى منعتنا من تحقيق أحلامنا، فى وطنٍ ينتمى إلينا وننتمى إليه. لم نأتِ من الطبقة الوسطى، كنا أبناء الفقراء ندعى.. ولم نزل، لم نتنكر يومًا لماضينا، ولا لأهالينا ولا لمعلمينا.
ورحل المعلَّمُ فى مثلِ هذا اليوم منذ ستة أعوامٍ، وآن لى أن أعترف، كما اعترف لى، من قبل، كل زملائى من متمردى اليسار، بأننا كنا نحبه بقدر ما كنا ننتقده، ربما لأننا لم نكن نستطيع أن نسبق خطاه، هو الشيخ المُسِن ونحن الشباب، كان يسبقنا دائمًا رؤية وتحليلًا، وتجاوبًا وتعاملًا مع الواقع، وحين انكفأنا نلاحق أحلامنا، كان يقبع هو على الواقع، دراسة وتحليلًا، ويخرج منه بالرؤية الثاقبة والموقف الصحيح.
تباركت يا معلمنا وتبارك اسمك ورسمك وتاريخك وسيرتك العطرة.. وتبقى دائمًا تنير لنا الطريق على مر الزمان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: خالد محیی الدین وزارة الداخلیة لم یکن قال لی
إقرأ أيضاً:
عبد الرحيم دقلو (في قزازة) امام سخرية المصريين
المتمرد عبد الرحيم دقلو قائد ثاني مليشيا الدعم السريع المتمردة وقع وقعة عويصة مع الإخوة المصريين وسخريتهم القاتلة التي وضعت أمام كل كلمة من خطابه بزالنجي وسط دارفور خطوط عريضة تبين كذبه ونفاقه ولكن علي الطريقة المصرية .. ا أشار عبد الرحيم في خطابه الخلوي الي زيارة مزعومة له الي مصر … اثار الخطاب جملة من المقاطع الدرامية للرد عليه باسلوب يفهم منه انك يا دقلو لا تستحق أن يرد علي ما قلته الا علي طريقة المتنبئ ل كافور الاخشيدي
مثلك يؤتي به من بلاد بعيدة
ليضحك ربات الخدور البواكي
١-
مدخل درامي اول
((تعليقا )) علي قول عب الرحيم
عندما اتصل بي أحد معارفي وقال لي: المصريين عاوزنك قلت ليه : المصريين عايزني انا ؟ لي شنو وانا حرقت ليهم طيارات وهذه طبعا كذبه ابريل ٢٠٢٣م وابريل ٢٠٢٥م ودعاية من شأنها أن تقضي علي من اطلقها قبل أن تدمر الطائرات التي لا وجود
لها في خيال المتمرد عب الرحيم عندما هاجمت قوات الدعم السريع مطار مروى وذهاب فرقة من القوات المتمردة لافتتاح خلوة في ارض اشتراها حميدتي من أحد مواطني مروي واعترض الأهالي علي ذلك(( مسخرة )) . كانت خطة التمرد ضرب مطار مروى لوقف الإمداد الجوي
المصري ((المتوهم )) للجيش السودانية قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة بساعات قليلة .
٢ـ
الكذبة الثانية وهي بلغاء حولت المتمرد إلي ارجوز أسوة بالارجوز الرابورت حميدتي عندما قال ركبت طيارتي ومشيت نزلت في مصر ..لاقيت عباس . طبعا اللواء عباس كامل مدير المخابرات المصرية السابق .
يعني عبد الرحيم دقلو بدل اقول سديت طاوحونتي في الضعين قال ركبت طيارتي . جيب يا ولد العلامات دي اني سوني عقيد(( تباه )) بضم التاء يعني انتباه انتو عسكريتكم مالا كدا؟ هكذا وصف الصحفي الرياضي احمد الضي قبل أن يشتريه عب الرحيم دقلو ويتحول هو نفسه الي جنجويدي عنصري .
٣ـ
اكثر ما أثار سخرية الإخوة المصريين الذين حشدوا كل آليات الكوميديا من لدن عادل امام إلي مدرسة المشاغبين وشاهد ماشافش حاقه للتعليق علي ذلك الحوار المزعوم الذي دار بين عب الرحيم وعباس هنا تكثفت الدراما : انت بستعبط يا ولا؟ ..انت اتعلمت الكدب دا من فين يا ولا ؟ ويرد سعيد صالح من امي.امي جمجارة اوي كانت وهي بتتكلم مع الشغالة وانا بقعد جنب امي وبسمع الكلام من امي ..
٣ـ
يأتي مقطع لعب الرحيم دقلو : عباس قال لي في بداية اللقاء طبعا: ايه يا عمي عبد الرحيم في ايه !
قلت ليه شوف يا عباس لا ايه ولا ما ايه !
.قال لي يا عب الرحيم عاوزين نتكلم في مشاكل السودان ! .
قلت ليه مشاكل السودان لا نشوف مشاكلنا انا وانت !
٤ـ
عب الرحيم دقلو قال في بداية حديثه أنه ذاهب الي المصريين من أجل مصلحة الشعب السوداني عندما قال له الطرف الثالث وهو أيضا طرف مخفي : انت ماشي لمصلحتك ام لمصلحة السودان ؟ قال عبد الرحيم لمصلحة الشعب السوداني .عبد الرحيم رده الاول لأحد معارفه أنه لن يذهب للمصريين لانه يخشي أن لا يرجع لان المصريين سوف يمسكوه وهو الذي حرق طاىراتهم في مطار مروي !
٥ ـ
انظر الي حالة التناقض البائسة عند صاحب الطاحونة عندما يركب الطائرة .
حزمة من السخرية المنتقاة بعناية تبرز . طلب عب الرحيم من عباس امرق ناسه من الاجتماع ويصفهم بالزبانية المعاه من ضباط استخبارات وهنا ينتفش الهر في صولة الاسد يصف الحضور من بني جلدته ويخاطبه احدهم : اسد ..اسد وما دري أنه اسد علي النساء والنازحين والأطفال ونهب الممتلكات وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر .
تبين للمخرج وبما لا يدع مجالا للشك أن المتمرد يريد أن يكذب علي الذين يحدثهم وهو الذي اذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان هذا العبد الرحيم .
من هنا ترتسم صورة لعبد الرحيم دقلو بأنه مسيلمة الكذاب .
وصورة لابن سلول ماثلة أمام السنياريت ما عليه إلا أن يبرزها من كلمات ابن دقلو أمام الحشد من متمردي المليشيا .
عبد الرحيم يقول ناسي مرقوا طبعا ما ذكر أي اسم لمن كانوا معه في طاحونته اقصد طائرته أو اجتماعه معوعباس .وبقي ناس عباس جالسين في أماكنهم …
قلت له يا عباس تطلع ناسك والا انا اطلع ؟ طلع ناسه .
٦ـ
ممثل مصري يتحدث بلي الفم والعباطة في الاكل والكلام واللبس تشير إلي أن هذا المتحدث عب الرحيم متخلف بحق وحقيقة .
٧ـ
يعيد المخرج حديث عب الرحيم : عباس بعد ما مرق ناسه . ((هتاف من الحضور اسد اسد )) ! عباس جاب دفتر كبير يقصد البوم صور وهو الأنسب في هذه الحالة التي أشار إليها مسيلمة … فيه صور للطائرات المحروقة وهو يقول لعبد الرحيم : عان(( انظر )) دي ودي كلها طاىرات مصرية محروقة علما بأن عبد الرحيم قال عباس رد عليه عندما قال له انت قتلت لي وانا حرقت ليك : لا داعي أن نعود للماضي .
السخرية تفعل فعلها وعبد الرحيم يقول قلت ليه يا عباس انا اتصلت فيك بعد سقوط البشير وقلت ليك دي صفحة جديدة ودي ثورة ودا الشعب السوداني واتغدينا سوا … يظهر مشهد لرجل اكول وهو يتحدث وفمه ملئ والأكل يتطاير .
٨-
المشهد الاخير من المنامة وعبد الرحيم يعيد ذات الحوار مع عباس والكباشي يعني الفريق اول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو المجلس السيادي يقول لعباس الكلام القاله عبد الرحيم دا كله صاح …جمهور الغوغاء من حوله يضحك ويهتف اسد اسد عبد الرحيم يلتفت الي من خلفه من الحشد ويقول : عباس بقا ويكمل جنجويدي اخر الجملة : بقا في قزازة .عب الرحيم يكرر بهزة من رأسه من أسفل الي اعلي ومن اعلي الي اسفل ثم ضحكة ويقول : بقا في قزازة نعم .
اخيرا :
لو جاءت السخرية من جانب الأشقاء المصريين من اي سوداني حتي لو كان السودانيون علي خلاف معه ما قبلوا ذلك ولثارت ثائرة ما لها عدد. عب الرحيم دقلو الذي يقود مليشيا ال دقلو في غياب أخيه حميدتي هو عدو الامة السودانية وهو الذي هدد قيادة الجيش وساق جماعة الحرية والتغيير قحط للضغط علي حميدتي لتنفيذ الانقلاب واعطي الضوء الأخضر للمليشيا بالهجوم علي القائد العام للقوات المسلحه لقتله أو اعتقاله واستلام السلطة وعين نفسه وزيرا للدفاع مع وزراء آخرين من قحط .في خطابه الأخير يريد أن يقول لمن يستمعون اليه من رعاع المليشيا أنه موجود ويعمل ويجتمع ويذهب الي مصر طبعا من غير تحديد لمكان معين في مصر. وذهب الي المنامة والتقي الكباشي وعباس ووضع الاخير في قزازة وقد رد مصدر أمني مصري بأن شيئا مما ذكره عبد الرحيم لم يحدث فقد كتب كذابا لدي الرأي العام المصري والسوداني وبات هو والدولية التي تدعمه في حربه ضد الشعب السوداني عدوا لله وملائكته وكتبه ورسله وعدوا لكل شعب وادي النيل في البلدين مصر والسودان ولكل احرار العالم .
د.حسن محمد صالح
الاثنين ٧ ابريل ٢٠٢٥م
إنضم لقناة النيلين على واتساب